|
شكسبير ام شيخ زبير
مثنى كاظم صادق
الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 09:06
المحور:
كتابات ساخرة
قبل عقود طويلة مضت أثيرت قضية في الأدب المقارن حمل لواءها بلا منازع المرحوم الدكتور صفاء خلوصي الذي كان قد ألم بالأدبين العربي والإنجليزي بصورة تكاد أن تكون متكاملة. هذه القضية التي أثيرت هي ان الكاتب المسرحي الإنجليزي وليم شكسبير ليس إنجليزيا بل ان جذوره تمتد إلى الشرق وأن والده أو جده من أهالي البصرة وأسمه (الشيخ زبير)!! لأن كلمة شكسبير ليس لها معنى في اللغة الإنجليزية ومعجماتها !! أما إذا فصلنا بين كلمة (شك ـــ سبير) فسيصبح المعنى هزاز الرمح إلا إن الكلمة المدمجة ( شكسبير ) هي التي عرف بها لفظا وكتابة. إن من يلاحظ هيأة شكسبير الجثمانية وبالذات الصورة الزيتية المحفوظة ( المعروضة ) بالمتحف الوطني البريطاني الكائن في لندن والتي رسمها لشكسبير احد أصدقائه الحميمين والتي تعرف بصورة ( الشاندوس ) أقول: إن من يرى صورة شكسبير يكاد يجزم بشرقية شكسبير وهذه الصورة المرسومة هي اصح صورة اتفق عليها النقاد والدارسون وكثيرا ما نراها في صفحات المجلات والصحف متجاورة مع بحث أو مقالة حول هذا الكاتب العالمي فالصورة ــ الوجه ــ تعطي الى حد ما ملامح شرقية.. عينان واسعتان سوداوان جبهة عريضة متصلة بصلعة ممتدة الى الخلف كما الشكل الشرقي للرجل وبشرة سمراء وشعر اسود كث وعلى فرض صحة هذه الصورة المرسومة ذات الملامح الشرقية فعلا فلا اعتقد ــ شخصياــ إنها الدليل الكافي على شرقية شكسبير لأن علماء الوراثة قد اثبتوا ظهور صفات وراثية جديدة في مجتمعات أو اسر لم تعرف هذه الصفات في أبنائها وهذا ما يفسر اختلاف ألوان البشر وحجمهم مع ان جميع المصادر تشير ان آدم وحواء كانت بشرتهم سمراء وعيونهم سوداء فهل يعني هذا عدم انتساب قسم غير قليل من البشر إليهم لأنهم لا يمتون بشبه الى آدم وحواء !! . أما كلمة شكسبير فلربما هي من الكلمات الكثيرة التي ماتت واندثرت لعدم استعمالها اليومي والأدبي وهذا ما يقره جميع المشتغلين في اللغة فكثير من الكلمات العربية اضمحلت وانقرضت لأنها غير مستعملة فانقرض النطق بها فخرجت من المعاجم اللغوية لعدم معرفة معانيها وأصولها فاللغة أية لغة تتخذ طابع التجديد والصقل والذي يعمل على تجديدها وصقلها هم الأدباء وإذا اطلعنا على اللغة العربية في العصر الجاهلي نجدها تختلف عن اللغة العربية في العصر الإسلامي وهكذا نزولا فلا يعني غرابة كلمة وعدم وجود معنى لها إنها ليست من صلب اللغة أو أنها ملحقة بلغة أخرى نعم قد يكون التداخل موجود في اللغات ولكن هذا لايعني ان من يحمل اسما من لغة معينة أو قومية معينة أو دين معين يعني بالضرورة أنتمائه الى تلك اللغة أو تلك القومية أو ذلك الدين أما من الناحية الأدبية فالتناصات والتأثر واضح جلي ولاسيما التأثر بالتراث العربي والإسلامي فمن الملاحظ في مسرحية ( اوتلو) بتشديد اللام التي ترجمت الى اللغة العربية بعنوان ( عطيل ) هي في حالة تناص واضح مع قصة ( عبد الله ومعشوقته قمر الزمان ) الموجودة في قصص الف ليلة وليلة إذ ان النهايات متشابهة فعطيل يخنق زوجته لشكه بخيانتها وعبد الله يخنق زوجته لشكه بخيانتها أيضا ان كلمة( اوتلو ) بتشديد اللام لربما هي تصحيف لكلمة ( عبد الله ) و( دزدمونة) تصحيف لكلمة ( قمر الزمان ) بحسب الرأي القائل بشرقية شكسبير ولنفرض جدلا ان شكسبير قد تأثر بألف ليلة وليلة كغيره من الكتاب العالميين هل يعني هذا ان شكسبير شرقي او عربي ؟ ان التأثر بالتراث العربي والإسلامي موجود لدى الكتاب العالميين فهذا فيكتور هيجو يصرح بأنه تأثر بألف ليلة وليلة أيما تأثر لدرجة انه قرأها أربعة عشر مرة ومن يقرأ الكوميديا الألهية لدانتي يجد التأثر واضحا بينه وبين المعري وسفره الخالد ( رسالة الغفران ) فهل هؤلاء الذين تأثروا بالأدب العربي والأسلامي هل ينتمون عرقيا للعرب ؟ وشكسبير نفسه قد تأثر بقصيدة للشاعر الإيطالي آرثر بروك اسمها روميو وجوليت واحل هذه القصيدة الى مسرحية لأن هذه القصة الحزينة لا تستوعبها قصيدة بل تحتاج الى نص اكبر وأعمق . يقول الجاحظ ( المعاني مطروحة في الطريق يعرفها الأعجمي والعربي والبدوي والقروي وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج وجودة السبك ) ويشير المعري أيضا الى تأثر الشعراء بعضهم ببعض فهو يقول حول ذلك ( ان الشعر جادة وقد يقع الحافر على الحافر ) ولك أيها القاريء ان تختار بين شكسبير وشيخ زبير!!! .
#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقاهي والأدباء
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|