أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل بن حمزة - ما أوسخنا ونكابر














المزيد.....


ما أوسخنا ونكابر


عادل بن حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 06:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أوسخنا ونكابر...
أعترف الآن أمام الصحراء
بأني مبتذل وبذيء وحزين
كهزيمتكم يا شرفاء مهزومين
ويا حكاما مهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما أوسخنا …ما أوسخنا … ما أوسخنا
ونكابر
ما أوسخنا
لا أستثني أحدا
مظفر النواب
****

لا أدري حجم الفجيعة التي أسعفت الشاعر الكبير مظفر النواب كي يدير السكين جيدا في جرحنا الجماعي، ولكي يذكرنا بوساختنا بداية من نفسه، ما أشد هذه القسوة وما أنبلها عندما تملك جرأة القول وتتمرد على السائد والنمطية البليدة التي تفقأ عينها كل يوم كي لا ترى الحقيقة.
مناسبة هذا القول هو الإخراج الهزيل لتراجيديا الاستفتاء الرئاسي الذي أجرته سوريا ليختار شعبها بين بشار "الأسد" وبين الفراغ الذي يعد بحق الأسد الحقيقي...إنه أبشع ابتذال للقيم والآليات التي قامت عليها الديمقراطية لكن المضحك هو ما سعت إليه الأجهزة من دعاية جمعت بين التقاليد الستالينية العتيقة وبين ميكانيزمات الدعاية العصرية للفوطات الصحية والملابس الداخلية ،لا حرج عند الرفاق في العبث "عفوا" في البعث السوري.
ومع ذلك يحدثونك عن الامبريالية الأمريكية وعن الهمجية الصهيونية التي تحتل أراضي واسعة من القطر السوري الشقيق دون أدنى مقاومة أوعمل مسلح ،هل بمثل هذه الأنظمة التي تخير شعوبها بين تأبيد الرئيس أو الفراغ يمكن أن نواجه أمريكا أو حتى إسرائيل ،الصورة في الواقع رغم قسوتها تكشف عن جزء مر من واقعنا حيث كل الأنظمة البوليسية والديكتاتورية تحاول القضاء على كافة خصومها ومعارضيها إلى أن تبقى وجها لوجه مع الفراغ ورغم أنها تنتصر عليه بعض الوقت فإنه في النهاية هو الذي يحسم المعركة وبشكل تراجيدي، لعل التجربة العراقية تعبر عن هذا الأسلوب بشكل يوفر علينا جهد الجدال..ولعل مشهد تمثال صدام وهو يضرب بأعقاب الأحذية لا يمكن أن يغيب عن الكثير من الحكام العرب ويقدم دروسا مجانية لمن يحتاجون إلى دروس في الكيفية المثلى التي تكره بها الشعوب زعاماتها الدموية، فالحرية هي الغاية وإن طال السفر...المليء بالمعتقلات والجلادين وأصحاب البذل الأنيقة الموغلة أيديهم في دماء الشرفاء ،كان الحسن الثاني يقول لو لم تكن لدي معارضة لصنعتها بيدي ما أجمل القول وما أعند الواقع التاريخي لهذا البلد إذ لم يتردد النظام في تقويض المعارضة والمعارضين مستعملا كل الأساليب الممكن منها والمستحيل فأين هي المعارضة اليوم ؟ خارج الخطاب التكفيري العدمي لا نسمع سوى أصوات مبحوحة بهويات إيديولوجية صدئة وبلا عمق جماهيري .
الكثير من الأنظمة تعيد إنتاج الهزائم كل يوم ،وشعوب مهزومة بالفقر والأمية والجوع والقمع تنتظر الجندي الأمريكي أو أين كان ليأتي على ظهر سيارة الهامر ويجرجر تمثال الزعيم في وسط العاصمة ليكتشفوا فيما تأخر أن العملية في العمق ليست سوى عملية دبلجة وعصرنة للقمع والاستغلال والتجويع ...فما أوسخنا ونكابر...



#عادل_بن_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوانب من الشخصية المغربية
- تفسير البطالة في الاقتصاد السياسي
- المقدس والسلطة في المغرب
- أحداث 16 ماي بالمغرب :تأملات هادئة في مسارالانتقال الديموقرا ...
- هدم تازممارت: سادية اتجاه الماضي الحاضر والمستفبل


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل بن حمزة - ما أوسخنا ونكابر