|
نقل مباشر
غادا فؤاد السمان
الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:34
المحور:
كتابات ساخرة
الحريّة الآن تغربل عشّاقها، وعقارب النهوض تشير إليها حسب التوقيت المحلي لحملة اللافتات في الجانب الآخر من التطرّف .
ثمّة أجيال ما قبل الحرية، وأخرى مابعد الحريّة، وثمّة مابين بين، وثمّة حريّة حائرة، أين تكون وربّما لمن تكون ؟! .
ثمّة جيفارا، ليس بالضبط.. بل لنقل ماتبقّى من جيفارا »كسكيت وفولار«، مستورد من مخلفات الرأسمالية،
ثمّة »ماركس وإنجيلز« تغيّبها مشاهد باهتة من فيلم طويل لـ»لوريل وهاردي « وقائمة مستفيضة في إحصاء المقالب والمكائد والمُغامرات الهزلية الضارية .
ثمّة رماد، رماد كثيف تركن تحته هِمَمٌ متفحّمة، وهمومٌ متجمّرة .
ثمّة حبال تمزّقها شراسة مستجدّة، وشراسة مستبدّة، وشراسة مبهمة تمهّد لكل الاحتمالات .
الحريّة في قبضة الشارع، الشارع في قبضة القادة، القادة تتربّع جيدا فوق الوطن ، الوطن شاهد على الأمّة،
والأمّة تتفق ولأوّل مرّة على أهميّة الخلاف، وهيبة التدمير، تدمير الأنت، إحياء للأنا، من قال أنّ الأنا لا تساوي ضعف الأنت . ملحوظة : يمكن قلب المعادلة إذا عبّأنا القوسين من جديد .
الحر ية لغة ملتبسة، في كل قاموس لها مواضعها البارزة، الصعاليك أحرار، الغجر أحرار، الثوّار أحرار،
الفنانون أحرار، الشعراء، التّجار، الساسة، المعارضون، الموالون، وآخرون، المنطق الذي يعنون الحرية لدى كل هؤلاء، هو كيفيّة صياغة الإستفزاز للفوز بشرعية الاختلاف، وشريعة الخلاف .
لعلّ قبول الحرية تواطؤ مع المجهول، لكنّ رفضها انتحار، هكذا تتّسع الهوّة تحت قدمين تتقدّمان لمزيد من المراوحة، إمّا التسليم لعهد جديد من التحدّي، أو التحدّي بمجد بائد من التسليم .
الذريعة المُثلى لما يدّعيه أي حرّ طارىء، أو أي حرّ أصيل هو الانتماء إلى الحريّة، المدهش في الحالتين،
تاريخ الحرية المخجل المكتوب بالأحمر والأسود فقط .
الحرية مشروع قابل للتأويل، فما من غرّ راشد في العالم الثالث الأوسطي إلا وتستبدّ به شهوة القيامة، الكارثة ربط القيامة بالثأر للزمن الضائع كحقّ منزّه لضياع الزمن الآتي، بتعطيل تام للسؤال التالي، إلى أين المصير؟!
الحريّة ملف قابل للتداول والتشاور والتناول، ومع ذلك أحيل دائما إلى الإقصاء، من هنا هل الحرية بداية أم عودة إلى ذي بدء ؟.
إذا كانت الحرية إعادة صياغة لشكل من أشكال الحياة، لماذا لاتكون إعادة شكل من أشكال التأهيل للوعي ؟.
إذا كانت الحرية إغلاقا محكما لبوابة البالي والزائف والزائل والمألوف، لماذا لانشهد لها وإن شرفة صغيرة مشرعة للحوار الجاد، وبأسوأ الأحوال الثرثرة الولاّدة، أو الجدل الخلاّق؟!
المهم ألا تكون الحرية مفتاحا جديدا للاستزلام، والإستنساب، والاستئثار، والتمايز الفاقع .
المهم أن تكون محاولة فعلية للإصلاح، لا / مخاتلة / تهويميّة للتصليح اللفظي الخالي من الوقع والتجسيد .
المهم أن تكون الحرية دافعا حقيقيّا للارتقاء، وليس وساما فخريا للسقوط .
هل تلعب الحرية دائما دورها الفاضل وتقلب المعايير للأثر الأمثل، ألم تحمل بعض الحريات الكثير من الأوزار والحماقات التي لاتعدّ؟!
أليست الحرية هي الخطّ الرفيع الفاصل بين النباهة والبلاهة، نسلكه بطواعيّة عمياء كصراط مستقيم، لانملك الجزم الحقيقي في متانته من عدمها، لحملنا من جديد إلى فردوس المُغايرة والارتقاء، والخلاص لا الخزي.
ثمّ هل يُمكن للحريّة أن تكون خرقاً للجذور، أو مسرحا للإبادة؟
ألا يترتّب على الحريّة إعلان واضح لهدفها مهما كان صائبا أو مريبا، بعيدا عن طلاسم المُقاطعة المبهم لما هو سائد وشائع ومعروف.
هل يمكن أن نعتبر الحرية امتدادا للمعقول لا تجاوزا للعقل، وارتقاء بالمردود، لا ردّة إلى المجّان؟!
هل تتلاءم تُراها الحريّة كمنطلق ومفهوم في عُرفها مع الوعظ؟ أم تعتبره تطاولا عقيما، وتدخّلا جائراً، من حقّها أن تظن ماتظن، لكن عليها ألا تكتفي بعين واحدة، أو أذن واحدة في مراقبة المدّ والجزر، للعب بالمجهول.
الحرية حالة تفجير ربما، لكن تفخيخ فحذار، إنّ الهشاشة للبنيان الواحد الذي تغنّت به القوافي قد بلغت حضيضها،
وليس من المضمون القفز على الحبال إكراما للهاوية.
الحرية إذن خيار وقرار وسبيل للتغيير بخطوة مسؤولة نحو الغد، لماذا العبث في مكنونات البارحة والإنجراف في نزوة المغايرة، هل القضاء على الدستور الغاشم، يعفي الإنسان الغشيم؟ هل يوقظه من بعد حين؟!
الحرية ولأنها إحدى هواجسي، تركتها هنا تفعل فعلها الشكلي في إنشاء لغة جديدة لبناء نصّ جديّر على قارعة المُشاهدة المملّة.
ياللحريّة ... انقطع الإرسال
http://www.nizwa.com/volume43/p278.html
#غادا_فؤاد_السمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحيرة فيما اختاره الأخيار
-
عزيزي عزمي هذا الكلام لكَ وحدك
-
حوار مفتوح
-
رسالةمفتوحة إلى جبران تويني
-
البقاء في لبنان واجب والهرولة للخروج منه عار
-
روابط الأخوّة اللبنانية السورية المفككة
-
ليس دفاعا عن صدّام حسين
-
فساد المواطن في إصلاح التغيير
-
تضامن مع مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
-
قلم قاصر
المزيد.....
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
-
-مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية
...
-
NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD
...
-
بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص
...
-
بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص
...
-
حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024
...
-
ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|