أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - الحب على طريقة المطران عيسى














المزيد.....


الحب على طريقة المطران عيسى


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


لعل الحب أغلى ما نملك في حياتنا الهزلية هذه، والعشق أسمى نعمة يهبها الرب لنا في أيامنا القاحلة. حب من أجل الحب، عشق من أجل الحياة. هكذا وجدناها في قصائد، وأشعار أسلافنا. لكن!!! في زمننا هذا تحول الحب إلى مطية لاستجرار الغايات الرخيصة في زمن فشل العاشق في بناء علاقة حب حقيقة مع عشيقته.
كان والدي يستمع معي إلى أغنية تراثية يغني فيها الفنان الكردي خليل غمكين أغنية " تعالوا نقطف الورود" في نهاية الأغنية أطلق خليل غمكين صوته في موال ترنحت الكلمات عندما خرجت من حلقه الكئيب سرد فيها اسم "مطران عيسى" فقال والدي: صاحبك هذا لا يعرف غناء موال "مطران عيسى".
قلت: بالعكس خليل غميكن من الأصوات الكردية الحنونة، والعريقة.
قال: لا أقصد بأن صوته ليس جميلاً، بل هو لا يغني كما سمعتها من الفنانين الكرديين العريقين حسن جزيري، ومحمد عارف جزيري.
قلت: وهل هذه الأغنية قديمة لهذه الدرجة؟
قال: سمعتها أول مرة بصوت هذين الاثنين فابحث عندك قد تجدها.
قلت: ما اسم الأغنية؟
قال: موال "مطران عيسى".
بحثت في أرشيفي الموسيقي المتواضع لهؤلاء الفنانين القدامى كلهم، وبعد جهد جهيد حصلت على مرادي، ووجدت موال "مطران عيسى" بصوت الفنانين حسن، ومحمد عارف جزيري.
ناديت والدي قائلاً: وجدت صاحبيك، وهما يغنيان أغنيتك الجميلة.
قال: أسمعني ما وجدت.
بدأنا الاستماع لمحمد عارف جزيري، وهو يغني الموال الذي يحكي قصة حب نادرة الحدوث في هذا الزمن، زمن تحولت فيه كل كلمات، وقصائد العشق إلى مقاطع لرسائل إلكترونية، أو قصاصة رسالة خلوية. الحب الذي انتقل من صفاء كمياه الينابيع إلى أكثر شيء نتن يباع، ويشترى لمن يدفع الأكثر. حب فقد لذته فصار كصبار في صحراء قاحلة، رغم أنه عادة يخضر الربيع في عيون عاشقين، وحبيبين.
الموال يسرد حكاية عاشقين "علي" المسلم، و"مريم" النصرانية، في غياهب زمان قديم يعود لأكثر من مائة سنة يخطف فيها علي محبوبته، ولا يجد مقصداً له للفرار بحبه سوى دير قديم على ضفاف بحيرة "وان" في كردستان تركية اسمه "اختومار" ويلتجأ دخيلين على المطران عيسى.
علي ينادي ربان زورق صغير، ويتوسله أن يوصله إلى ذلك الدير، فيصل مع حبيبته إليه، يجد المطران عيسى في نوم عميق منادياً إياه ثلاث مرات: أيها المطران أفق من نومك العميق، فعلت شيئاً رديئاً، قمت ما لم يفعله أحد من قبلي. أيها العزيز لقد خطفت خطيبة والي "وان" فقم واعقد قراننا على دين المسيحية، وإذ لا تقبل على المسيحية فاعقد قراننا على الطريقة الإسلامية.
المطران عيسى يفيق من نومه العميق، ثم يقول يا علي ما أنت بفاعل الرذيلة، لكن!!! لن أفعل ذلك، ولا أبطل الشريعة لست أنا من يرخص دين محمد في فناء هذا الدير من أجل امرأة نصرانية. من يقصد دير "اختومار" أقسمت بنور عيسى أن لا أرد مراده حتى، ولو على قتل نفسي. مكرراً لن أرخص دين محمد في فناء هذا الدير سأجلب آيات الله، ورسوله، وأهبك مريم يا علي يا من قصدت المطران، وألبسها الإشارب.
في هذه الأثناء قصد الوالي المطران عيسى مناجياً إياه قائلاً: رأيت في حلمي ليلة أمس زوجين من الحمام طارا إليك داخلين ديرك، سلمني علي، ومريم أهبك ألف كيس من الذهب، قالها الوالي بحزم.
لكن!!! أمام بوابة دير" اختومار" وضع المطران عيسى كميناً، ورد عليهم قائلاً: أنا بطل من الأبطال، ولا تخيفني كل رجالاتك أيها الوالي، لن أسلم، لن أسلم، لن أهين دين محمد في فناء الدير سآتي بآيات الله، ورسوله، وأمام عينيك أعقد قران مريم على علي، ولن أنهي معركتي معك.
كر، وفر، حوار، وقتال بين الوالي، ورجالاته، وبين المطران عيسى، وعلي. لم تهزم جيوش الوالي الجرارة إنسانية، وشجاعة المطران عيسى هذا البطل الذي خط اسمه بأسمى آيات الشجاعة، والبطولة، والكبرياء، ولم يتنازل لجبروت الوالي، ورجالاته منتصراً في النهاية مهدياً للحياة عبرة نادرة الحدوث في زمن كالذي نعيش فيه الآن.
أين نحن من أخلاق، وبطولة رجل دين مثل المطران عيسى؟
هل نستطيع أن نكرر ما فعله هو؟ متحدياً كل التقاليد، ورامياً خلفه كل الأحقاد مبتكراً طريقة جديدة للحب تستحق أن تسمى... الحب على طريقة المطران عيسى.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى
- عندما يلبس الشرف أنين زهرة أخرى
- يتامى الطاغوت
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!
- اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية
- فسحة أمل
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!
- انتصار الأغاني
- لا تقل لو!!!
- شعراء العالم
- حروب استباقية, وإسقاطات إقليمية, هل تكرر تركيا السيناريو الإ ...
- لبنان الأخضر... لبنان
- اجتياح لبنان: حرب جديدة, أم تصفية حسابات قديمة؟
- تسلية أمنية وسذاجة كردية
- من صنع الزرقاوي, ومن أتى بنهايته ...؟


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - الحب على طريقة المطران عيسى