أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشيرعاني - ‏بين شفتيه لفافة أسئلة . إلى فوازقادري. هناك في منافي الروح















المزيد.....


‏بين شفتيه لفافة أسئلة . إلى فوازقادري. هناك في منافي الروح


بشيرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


ياحزنُ..‏

ياشارعَ أيامنا الطويل..‏

تورّمتِ القلوبُ..

ونحن نحصي أعمدةَ الخيباتِ على جانبيك‏..

وهرّأتِ الأشواق أحجارُك المدببه‏..

تيبست أطرافُ اليقيـن..

ومالَ معطفُ الحلم على قاماتنا الهزيله‏..

فأين المقاهي التي على ناصيات السّكينة..؟

وأَينها.. أينها مقاعدُ الضحكات..؟

***

نذرعُ الحزنَ‏

أعيننا على أسطح الأسئلة..

على شرفاتها..

أصابعنا على زناد الحيرةِ‏..

وجاهزون..جاهزون.. لإطلاق احتجاجنا الخلّبي

ياللحمقى..

من سيجمع كل هذه الفوارغ..

فوارغ الهتاف.

***

ونمضي:

نُقـَزْقـِزُ الوهـمَ..‏

ونرمي قشورَ ارتباكنا‏..

على طرقات الحياة‏

وتحت دوالي السراب.. حيث ينحني قلبُ الغريب..

نطوي قاماتنا‏

نطاطئ الرؤوسَ..

لا ندري أين نسقطُ آخر الدّمع‏..

وأين تدمعُ فينا عناقيدُ الختام..؟!‏

نخالُ الحرابَ نجوماً..

"نقـول هـنا يستريـح الغـريب"..‏

فلا نستدلُّ إلا على جثث الرفاق‏

نقول هنا.. بعد طعنة في الظهر..‏

أو طعنتين..‏

هنا.. بعد أن نمشي وراء جنازة هذي الأرض أو تلك..‏

هذا الشعب أو ذاك..‏

هنا يستريح الغريب‏

هنا.. بعد أن تكلّ عصا الطاغية‏

فتبهرُ النياشينُ أيّامنا ..

وتنفتحُ المسافاتُ كالهاويه‏.

***

ونصفي للعواء الرخيم‏

نقولُ هناك.. هناك اليقينُ‏

تلك على تلّة الوعد ناره..

فتنهشُنا العقائدُ‏..

تُفـلّينا ضباعُ الدّكاكين‏.

***

وأنت أيها الغريب..

ياصديقي‏

بأيّ صقيع ستمشي..

وأنت تكبّلُ بجنازير الخشيةِ‏..

أطراف صوتك

تُطفئُ الأسئلةَ..

برملِ الحاجة‏..

وتخنقُ بالبكاء..

ألسنةَ الشّغبْ..؟‏

كـيف ستعبر محرسَ الذكرى..

وقلبك مدبوغ بإجهاشِ الطفولةِ..‏

وضجيج الحزن في عيون "الجبليه1" ..؟

بأيّ صقيـع..

ستحفرُ آبارَ دفئـك..‏

وزندكَ مسلوبٌ..

وفأسُ حالكَ مثلومه..؟‏

بأيّ صقيع ستمشي إلى إثمك الآدميّ..

تحثُّ خطاك إلى الرّغيف..

وعصاكِ من بلّلور..‏

صرّتُكَ القصيدة..؟‏

***

ونمضي‏..

نطُشُّ في الجهاتِ‏

عـرايا، إلاّ من قميص الحلم البالي‏

عـزّل، إلا من غدّارة الجوعِ‏..

وخرطوشِ البلبله‏

سفّاحـون، حتى يستعيد الوردُ عرشَهُ‏

وجيشهُ..

والصولجانُ‏

حتى يستعيد مملكة الكلام.

***

ونمضي ..

نطش في الجهات..

نقفو أثر مدينة لم يفضها البدويّ‏..

ولم يطل زهوها النخّاسُ

نعربدُ على نواصيها..‏

فتشحطُنا دورياتُ العشّاقِ..

تجنزرنا بالأحضان..

نفضُّ بكاراتِ نهاراتها..‏

فيرجمنا الناموسُ حتى تسيل المسرّة‏..

يبـزَّ الرضا‏..

يبـزَّ.. يبـزُّ.

وننكـبُّ عليها كثعالب..

فتنقـضُّ بالكرومِ علينا ..

بمصائد اللذّاتِ‏.

ما أكبرَ الحلم..

ما أكبرَ الوهم..؟

هنا.. أو هناك‏

أظافرُ الانتظار في وجوهنا‏

أصابعُ الخيبات في عيوننا‏

وحتى عنان الطفولة..

يعلو غبار الهزائم‏

هنا.. أو هناك‏..

يقضُّ صحونَا الدائمَ..

نومَنا الدائم‏..

صريرُ الوهم على دروب أيامنا المتربه‏

هنا.. أو هناك..‏

أسئلةٌ نمطّها كيما تضيقَ الإجابةُ‏

غازاتُ عقائد سريعةُ اللّهب‏

وجرارُ يقين مهشّمه‏

بلى .. قد ترى هناك الذي لم تره جليّا‏

البلادَ المقرفصاتِ في زوايا البلاد‏..

منْيَ المكائد على شراشف الثورات..

والنساء اللواتي لنا.. أو علينا

وقد ترانا:

"حمرانَ أقفية ..

خضرانَ أحوال ِ."‏

لكم ورّمتْ رقابنا الأيادي الثقيلةُ ..

خضرتنا طحالبُ الخديعه‏.

***

ونمضي..

معاً ياصديقي نصعد شاهق الصمتِ

‏حبالنا: قنّب الخوفِ‏

ذُرانا: نصالٌ

فضاؤنا.. جدارٌ

وعلى الظهر..

صخرةُ المسكوت عنه..‏

نُودعُ في المقاهي

كؤوسَ انتظارنا الباردِ..‏

ونراجيلَ أحلامنا المطفأه‏

نتركَ الضجيجَ على الطاولات.. ونركض فوق البياض وراء الحدود‏

نركض في دروب الكلام ..

كيما نجمّع أرياش القصيدة‏ ..

فنسقطُ في الزحام..

زحام المعاني‏ ..

فتدهسنا..

عرباتُ المسمَّطات الثقيلـه.

***

ويندفُ الوهمُ حولنا..‏

زعافاً : كلعاب الأحزاب في فم الوطن‏

مالحاً : كتراب الخابور العطشان‏

واضحاً : كوجه الفرات النبيل‏

فكيف تعرّف الغربةَ.. ماذا تقول في أطيافها..؟‏

قلقٌ شاسع لا يحيطه التاريخُ.. ولا تفضي إليه المعرفة..؟‏

قدرٌ فسيحٌ لنقضمَ أعشابه؟‏

حيرَةٌ لنطوي أقاليمها.. نكدّسها في دمانا..‏

ندورُ بها.. ندور.. ندور.؟‏

وماذا تبقى..؟‏

طينُ النشيدِ العتيقِ‏ ..

به "نلكـفُ"2 ما تيسر من شقوقنا الآدميّة..؟‏

رجلٌ يُعاقرُ في السرّ البكاءَ وصورةَ العائلة..؟‏

رغيفٌ عصيٌّ.. لا نلقاه هنا.. وقد لا نلقاه هناك؟‏

ودمٌ كثيرٌ.. لنسفحه في حروب الآخرين‏

ونشتهي كلّ الذي يشتهيه الهالكون..‏

وقتاً لا يُعيقُ شهقتنا‏ ..

أمداءً لا تصادرُ الندى الذي في الروح..‏

وبريةً للعواء الآدمي..‏

ونشتهي .. نشتهي ..

أرضاً تمنعُ ديدانهم من أحلامنا‏

حِبْراً.. يفهم أنّ بكاءنا لغةٌ.. وأحزاننا أبجديه‏

وذاكرةٌ لا تسيرُ إلى حتفها‏

فهل تفهم بالذي هناك ما الذي هناك ؟‏

هنا.. أو هناك ؟‏

ننفخُ أبواقَ المجد الصديء ذاتها‏ ..

ونرفعُ الراياتِ المخضبات بخيبة الشهداء‏ ..

نقفُ خارج صالات الوقت المكتظةِ..

فلا مقعدٌ شاغر للغريبِ‏ ..

هنا.. أو هناك..‏

نحتفي بمطلع الليل لنحتسي الصبرَ..

ونرفع أنخاب الغدِ الميتْ‏ ..

نطفئُ أعقابَ النّهارات بمنفضة الذهول‏ ..

نشبك أرجلنا بخلاخيل الترهاتِ.. ونمضي‏ ..

نرنُّ في أزقّة الخرابِ‏ ..

خط "أربعات" 3.

***

وقلتُ لا قمحاً ستلقى لخبز اليقين‏

وقلتُ لاتقربْ هذي الرحى‏..

"وهل نحن إلاّ طحينٌ لشوق عتيق"..

معاً ياصديقي:‏

نتكّئ على الوقت الصدئ.. ذاتهْ‏..

نطلّ على الأفق الرّماديّ.. ذاته‏..

ندخّنُ تبغَ الأسى.. ذاته‏

ونبكي علينا الدمع.. ذاته‏

معاً نفتح دفترَ الرّمادِ.. ذاتهُ..

ونقرأُ الذي يبتغيه الغريبُ للغريب‏..

نقلّبُ الأسماءَ الحسنى لبلاد تخوّضُ حتى الرّكابِ فينا‏.

فتشبقُنا الأيادي الغريبة‏..

على الخشب الغريب..‏

فمن ينشّفُ ثوبَ الحكاية..؟‏

وأيُّ شمس تبدّدُ هذا الصقيع..؟‏

***

ونمضي‏

هنا.. أو هناك..‏

غُرباءُ نمعنُ في الوجوه التي ألبسونا‏

نلوّحُ لأحبابٍ ليسوا لنا.. بأيادٍ ليست لنا‏

وننبضُ بأفئدة الآخرين‏..

هيهات لسفرِ النارِ حرائقـهُ الأولى..‏

للصّوت المدى الغجريُّ‏

لساقيكَ يافواز..

رعشة البراري وغزالاتُ السكينة‏.

تعريفات

‏ 1- حي شعبي من أحياء مدينة دير الزور.

2- اشتقاق فصيح بمعنى سد أو رتق .

3- تعبير شعبي عن حالات الاختلال وعدم التوازن.‏




#بشيرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشيرعاني - ‏بين شفتيه لفافة أسئلة . إلى فوازقادري. هناك في منافي الروح