هالة المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 11:43
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
فى اضطراب غير عادى جلست مع صديقى على مقهى من مقاهى القاهرة والتى نزورها انا وهو اغرابا ، فلاحظ اضطرابى وشرود ذهنى وتعمدى ألا انظر لعينيه بتركيز ، فبادرنى .. مالك ياهالة ؟
رددت بعفوية عاوزة اسيب مصر وبسرعة .. فوجدته مبتسما هادئ الاعصاب وقال ولما تتركى مصر ؟
رددت انا لاننى اتخنقت وتعبت وكل يوم تاتينى اخبار تارة عن امر اعتقال وتارة عن فخ كبير واردفت قائلة انى قرفت من الآخر ، وياليتهم ياتون لمواجهتى بتهمة عوضا عن ما اسمعه كل كم يوم من اخبار كاذبة او صادقة لانها مش فارقة معايا
اندهشت انا جدا لرنة ضحكته ، وقال اذا انتى مستعدة ومخنوقة و .. و.. و.. فما الذى يخيفك ؟
رددت ببساطة : أولادى هم من اخاف عليهم .. فانا ليس لى أحد ، والكنيسة تتعمد ان تقول للأمن منعرفهاش وكأن الأمن هيديهم نيشان على تبرأهم منى ..
أخاف ان اخرج فاجد ابنتى أسلمت وابنى مدمن نكاية فيَ من احدهم
فنظر صديقى الى ابنتى وسألها مباشرة وبلا تردد : ماذا ستفعلى ؟
فردت هى بصلابة ليتنى امتلك نصفها.. سأكمل ماتفعله امى، وسأكون راعية لأخى الأصغر ولن يستطيع احد ما ان يقترب منا
ادار الصديق وجهه الى .. وقال .. هل سمعتى ؟
وهمس لى .. وسأقول لكى عند خروجك وهم ايضا وزوجك والعالم كلة :غيبة شريفة .
وحينما لاحظ اننى لم افهم المعنى تحديدا .. قال اليسارى العنيد القديم .. حينما خرجت من سجنى اخر مرة استقبلتنى امى قائلة .. غيبة شريفة .
وهى كلمة لا تقال الا للحجاج عند عودتهم مما يبين لكى اننا شرفاء حتى وراء القضبان
غيبة شريفة سأقولها لأيمن نور حينما يخرج
وسأقولها لعبد الكريم نبيل سليمان
وغيبة شريفة لعبد المنعم المُفرج عنه
وعقبال مانقول للوطن كله
غيبة شريفة
#هالة_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟