أحمد زكارنه
الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 11:42
المحور:
القضية الفلسطينية
بين حانا ومانا .. ضاعت لحانا .. هو مثل مأخوذ من قصة شعبية تروي سيرة رجل تزوج من امرأتين الاولى حانا والثانية مانا ولكي يرضي غرورهما سمح لكل واحدة منهما بنتف شعرة من لحيته حتى ضاعت اللحية.
نفس هذا المشهد البائس بات الموظف يعيشه فضلا عن إضافة عوامل أخرى، فبدلا من "حانا ومانا" أصبح الموظف غارقا بين أشباه الرواتب وخصومات البنوك والديون في ملحمة فريدة من نوعها عادة ما تطيح بكامل الراتب تسديدا لفاتورة الفشل السياسي السلطوي.
فبالرغم من محاولة الحكومة نقل الدم لشرايين الموظف الفلسطيني الذي بات "مشتبها به" أصيب أحد أفراد الشرطة بجلطة وأنهيار عصبي بعد طول إنتظاره وأطفاله لنصف الراتب عندما فوجئ بماكينة الصراف تخرج له لسانها الآلي معلنة أنها احتجزت ما تبقى له من فتات الراتب بعد الخصومات، كرد عملي على فعلته الحمقاء جراء كفالته أحد الزملاء.
غير أن النصر المبدد لهذه الحكومة لا يعد نصرا من اساسه؛ لانها ببساطة شديدة لم تقدم جديدا على صعيد تلقى الموظف أنصاف الرواتب وإنما فقط قامت بتنظيمها لتدفع مع مطلع كل شهر، إضافة إلى استدراجها نقابة الموظفيين العموميين للكف عن إضراباتها في سياق نظرة فصائلية أكثر مما هي وطنية.
الدكتور سلام فياض وزير المالية الذي وصفناه في مقام سابق بانه القادر الوحيد على فتح شلالات الرواتب أصبح اليوم في مرمى غضب الموظفين من كل الاطياف والاجناس، خاصة مع تكرار وعوده غير المنفذه في مشهد بالغ الفصاحة يعكس مكامن الإشكاليات التي تواجه الموظف الفلسطيني الذي لا حول ولا قوة له أمام هذا السعار السياسي الداخلي والخارجي، دون إيجاد أي متسع للعيش الكريم في ظل صراع مقيت على سلطة متهالكة.
ومع أن السلطة بشقيها الرئاسي والحكومي يتحملان المسؤولية، الا اننا نوجه لومنا للسادة الوزراء أعضاء الحكومة أولياء أمر هذا الشعب والذين وعدوا بفك الحصار وللأسف لم يفلحوا جراء وقوعهم في شرك ربط الحكمة والبصيرة السياسية السليمة بواهن النظرة الفئوية المقيتة، ما يعني الاستقالة الفعلية من مهمة التأثير في الواقع، وهو ما يدفعنا للتساؤل لماذا أنتم باقون في مناصبكم ما دمتم لا تستطيعون رفع الغمة عن هذة الامة ؟؟؟ سؤال ليس بحجم كراسيكم الفاخرة ولكنة بحجم المأساة التي وصلنا اليها ، فلقد فقدنا احترامنا امام ابنائنا كما فقدت القضية برمتها مكانتها امام العالم على كافة الأصعدة سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو الامنية، كنتاج طبيعي لإرهاصات هذه القضايا وغيرها قبل الحيثيات وبعدها وعليه فإننا ما بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء لا نطالبكم إلا الإحساس بالمسؤولية.
بقلم: أحمد زكارنه
[email protected]
#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟