أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي














المزيد.....

الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


حسنا الدنيا انفجرت في بلادنا.ِ وقد ترددت حقا في الكتابة. إذ ما قيمة الكتابة عندما يعلو ويلعلع صوت الرصاص. البحث عن الحق والحقيقة؟ ليس هنالك حق وحقيقة في الحروب الأهلية. دائما تكون النهايات مثلما سيرورة الحدث حبلى بكل أنواع الخطايا والآثام. ولن يتمكن أحد في النهاية حتى لو كان برئيا كما الذئب من دم يوسف أن يدعي البراءة. انظروا ذلك الذئب المسكين إنه في كل الأحوال يذكر كلما ذكرت الجريمة. ولن يستطيع على مر الزمن أن يقنعنا بأن ننسى واقعة أنه كان مشبوها. إنه المشبوه الأبدي. ولأن النص المقدس أعطاه البراءة فهو مع ذلك –أو بسبب ذلك - يمثل أمامنا ببراءته وشبهته طوال الوقت. من يعطي حماس أو فتح البراءة؟
لا أريد أن يظن القارئ أنني أمارس التهويم وادعاء الطهارة في لحظة لا يجوز فيها كلام الأنبياء والشعراء. ليس هذا ما نقصد. بالطبع إن حدثا فعليا قد وقع. وقد كان قائد ثورة روسيا الحديثة الناجحة مطلع القرن العشرين -أعني لينين- دائم التسفيه لأفكار الطهرانيين الذين يريدون انتظار الظرف التاريخي الملائم حتى يتحركوا. ترى هل برهن التاريخ بسخريته اللاذعة أن الصبر كان أفضل في حالة روسيا؟ هل اتضح أخيرا للينين أن الإمساك بالسلطة ليس أنبل الغايات ما دام تحقيق الحلم الإشتراكي غير ممكن في بلد متخلف؟ لا بد أن لينين يعيد حساباته ويفكر أنه كان من الأجدى الإصغاء إلى حكمة العجوز ماركس وانتظار أن ينضج الظرف الملائم تاريخيا. وإلا فلا داعي لسلطة مسخ لا فائدة منها إلا تعميم البؤس وتشويه صورة الثورة والثوار.
هل وقعت حماس في الفخ؟ أم أنها دفعت إليه دفعا دون إرادتها؟ هل تحركت لأنه لم يعد لها من خيار سوى أن تدافع عن نفسها أو ان تختفي من الساحة السياسية كما اختفى من قبلها اليسار الذي ما يزال يقلب في حيرة معجمه؟ لا أرغب في بيع حكمة اليسار لحماس ففي كل الأحوال ليس فكر اليسار بعامة سوى فكر مأزوم. وهو يحاول دون جدوى أن يجد له موقع قدم في خضم الرأسمالية في إحدى مراحلها الجديدة التي لم يعد لدينا القدرة على متابعتها من كثرة ما تتقلب وتتبدل. الرأسمالية اليوم في شيخوختها أم في شبابها المستعاد. هل أكلت هذه المتوحشة من نبتة " جلجامش " الشهيرة فاكتسبت طاقة عجيبة للتجدد إلى ما لا نهاية؟ في هذه اللحظة يحز في النفس ونحن نرى إلى السكين من جانبي الواقع الاجتماعي التاريخي الفلسطيني تحز في لحمنا بالذات، يحز في انفسنا أننا لا نجد ما يقال أو ما يجب أن يقال.
أمريكا تواصل حروبها التحريرية في كل العالم وخصوصا في العالم الموسوم بالعروبة. لم يكفها احتلال العراق او ربما شدد احتلال العراق والحاجة إلى تأبيده ضرورة التخلص من المقاومة في بقية المناطق الساخنة. طبعا لبنان وفلسطين على رأس قائمة الأولويات. رأس حزب الله مطلوب ورأس حماس وإن بدرجة أقل. هنا وهناك أمريكا تؤازر أنصارها أو أنصار الديمقراطية والليبرالية لا فرق. وعلى الآخرين تسليم أسلحتهم والآختفاء من المشهد السياسي. في لبنان القصة معقدة، وهناك قوى إقليمية لا يستهان بها ما تزال تقاوم. هناك سوريا وايران. في فلسطين القصة أهون من ذلك. وإذا كانت غزة التي لا شيء أسهل من عزلها ترغب في أن تكون كوبا بالذات فلا بأس في ذلك وما أهونه عند أمريكا. وإذا كانت كوبا بكل ما لديها من مزايا مقارنة بغزة لم تنجح أكثر من أن تكون حالة مخنوقة ومعزولة وعاجزة عن فعل شيء لنفسها قبل أصدقائها، فكم بالحري أن تختنق غزة بأصغر جهد ممكن. دع غزة تتحرر وتجوع إذا كانت لا تريد الاحتلال. من يريدها في المقام الأول أو يفكر في شأنها. شمعون بيرس منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي – وأخرون أيضا- اقترح أن تعطى غزة لأي راغب في خطبتها لا يهم المهر. لا بد من إراحة اسرائيل من ذلك العبء. حتى أريحا كان هناك من يريد خطبتها في منزل أبناء عمومتنا، أما غزة فلتذهب إلى الجحيم أو فليبتلعها البحر كما دعا النبي المعروف اسحق رابين ربه في ليلة ظلماء أزعجه فيها عش الدبابير الذي لا يقدر عليه أحد في غزة.
لا، لن أزعم أن قيادات حماس لا تعرف هذه الوقائع الشديدة البساطة. اظن على الأرجح أنهم ُدفعوا إلى ذلك وبهذا الشكل تكون اسرائيل قد عادت إلى حلمها الأساس نعني إعادة غزة فقط. " والسيادة " الفلسطينية تكون فقط في غزة أما في الضفة فسوف تسود فترة انتقالية كما لاحظ الأخ رئيس السلطة الوطنية قبل أن يستقر في نهاية المطاف شكل من التقاسم المباشر أو الوظيفي أو ما شئت الذي يبقي الأرض بوصفها مجالا حيويا في مدى عمليات جيش الدفاع وعمليات الاستيطان على السواء. ويسمح بالتخلص من فائض السكان الفلسطينيين بحيث تبقى أعدادهم تحت السيطرة. أنا لا أرغب حتما في أداء دور الغراب – أو حتى البوم رمز الحكمة في بلاد البيض- ولكن إذا كان لا بد من افتراض أن الأمور ستسير باتجاه آخر يجب على الأرجح أن يكون بمقدورنا نحن الفلسطينيين أن نوقف ما يجري. ولا أظن أن ذلك هو أيضا من قبيل المحالات الثلاثة، فلسنا في صدد تحرير فلسطين أو في صدد طرد أمريكا من المنطقة فقط نرغب في تحديد مسارنا الداخلي. ونحن نميل إلى تقدير أن أمريكا أو اسرائيل لن تدخل بدباباتها لتمنعنا من اختيار قياداتنا وطريقة عملها. أصلا نحن ما زلنا تحت الاحتلال هنا وهناك.
عندما وقع انقلاب مدبر في فنزويلا في مطلع الألفية الجديدة وبدأ الرأي العام الغربي يهلل له على الرغم أنه تم ضد قيادة منتخبة، بدا لي أن الأمر قد انتهى. لكن بعد قليل فرك الشعب الفنزويلي حصاة كبيرة ممزوجة بالملح في عيني التي لا ترى وعيون وسائل الإعلام الغربية. ترى هل مهمة شعبنا أصعب من ذلك؟ ذلك على الأرجح هو الطريق الوحيد باعتبار أن توجيه اللوم أو الاتهام للقيادات أو محاولة توعيتها – كأنها لا تعرف – هو عمل هزلي لكن مع الأسف دون أن يكون له القدرة على الإضحاك.





#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سندي شيهان تكتشف أن أمريكا بلد الحزب واحد
- العرب بين التمركز والتذرر
- بين وندي وإدوارد سعيد
- صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية
- صور من أمريكا-2- موت الحصان البطل -باربارا-
- صور من أمريكا
- من إنتاج الإغاثة الزراعية
- اعتقال سعدات ومسرحة الحدث
- اليسار والانتخابات وعزلة النخب
- انفجار لندن
- الفوائد الجمة للسيجارة الفلسطينية
- حول مسلسل قتل النساء
- في عيادة الأمعري
- في دراسة للمفكر مشتاق خان: ليس لإسرائيل أية مصلحة في السلام
- اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان
- في الفرق بين الجن والشياطين
- هكذا تمت عملية الانتخابات
- لو أن حماس تصوت لمصطفى البرغوثي
- واقع الفلسفة في فلسطين
- يحيى الفخراني ما بين الدراما والميلودراما


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي