أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد السلام أديب - الكثير من المسئولين في المغرب كانوا يتطلعون إلى فوز اليمين السياسي في فرنسا لأنه يخدم توجهاتهم ومصالحهم أكثر















المزيد.....

الكثير من المسئولين في المغرب كانوا يتطلعون إلى فوز اليمين السياسي في فرنسا لأنه يخدم توجهاتهم ومصالحهم أكثر


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:41
المحور: مقابلات و حوارات
    


أجرى السيد مصطفى عنترة الصحافي بأسبوعية المستقل حوارا مع عبد السلام أديب حول رؤية المغاربة لمسلسل الانتخابات الفرنسية، فجاءت الأجوبة كما يلي:
سؤال ـ في رأيكم كيف قرأ المغاربة نتائج المسلسل الانتخابي الذي شهدته فرنسا في الأيام الأخيرة؟
جواب: هناك إحساس واسع ينتاب المغاربة كلما تتبعوا الانتخابات الفرنسية، ويتلخص هذا الإحساس في نوع من الأسف أو الغيرة في أن المغرب لم يقطع تلك المراحل الديموقراطية التي قطعتها فرنسا، فقد شاهد المغاربة كيف يحدث الصراع السياسي الشريف بين المرشحين للرئاسة الفرنسية، فيبدل كل طرف قصارى جهده لإقناع الشعب الفرنسي بنجاعة برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، وأن تلك البرامج هي التي ستخدم المواطن أكثر، وبعد انتهاء الانتخابات يصبح المرشح المنتصر رئيسا لكافة الفرنسيين بمختلف تلاوينهم. ويعلم المغاربة أن الانتخابات في المغرب رغم التطبيل والدعاية الفجة، لا تكون لها نتائج ملموسة على الوضع المعيشي للمواطن، بل أصبح من المؤكد أن المواطن سواء أدلى بصوته لما يسمى باليمين أو لما يسمى باليسار أو الوسط أو للأحزاب التي تخلط ما بين الدين والسياسة فإن نتائج السياسات المعتمدة تكون كارثية على حياته، فالمرافق العمومية تتفكك عبر تفويتها للشركات متعددة الاستيطان، والخدمات في تدهور مستمر أو في غلاء مستمر، والبطالة في ازدياد وكل المظاهر السلبية الأخرى من أمية ورشوة وفساد ونهب المال العام. وفي مقابل كل ذلك يتم التضييق أكثر فأكثر على حرية الرأي والاعتقاد وممارسة الحريات العامة، وتفاحش موجات الغلاء. فالانتخابات لا علاقة لها بكل هذه الأشياء بل لربما تعمل على تكريسها. فانتخابات السابقة عرفت مقاطعة عارمة للمواطنين، أما حاليا في ظل التراجع الخطير للحريات العامة ولمستوى المعيشة وانتشار البطالة، فيمكننا أن ننتظر مقاطعة أوسع للانتخابات بجميع أشكالها، فستقاطع الجماهير الشعبية الانتخابات من تلقاء ذاتها ودون أن تحتاج إلى وساطة، وهذا هو الرد الجماهيري التلقائي على غياب الديموقراطية في بلادنا.


سؤال: هل تعتقدون أن العلاقات المغربية الفرنسية ستعرف تطورات بعد هيمنة "اليمين السياسي" على مؤسسات الحكم؟
الجواب: تعلم أن الكثير من المسؤولين في المغرب كانوا يتطلعون إلى فوز اليمين السياسي في فرنسا بقيادة ساركوزي، نظرا لأن هذا الفوز سيخدم توجهاتهم ومصالحهم أكثر. فالمغرب تحكمه علاقات كومبرادورية بين الرأسماليين المغاربة والرأسمال الفرنسي حيث تتميز المبادلات بين البلدين بارتفاع معدلها مقارنة مع البلدان الأخرى، فبينما تجد الرأسمالية الفرنسية في المغرب سوقا للمنتوجات فرنسية الصنع ومستهلكا للقروض ورؤوس الأموال والاستثمارات الفرنسية التي تحقق فوائد وأرباح خيالية خصوصا بالنسبة لاستغلال الأيدي العاملة الرخيصة، نجد الكمبرادورية المغربية تمتهن الوساطات والمناولة وتصدير بعض المنتوجات الفلاحية والمنسوجات وبعض الصناعات التحويلية. هذا على مستوى المصالح الاقتصادية والمالية والتي تتحكم أكثر في صنع القرارات السياسية، أما بالنسبة للعلاقات الدولية فيجد المسؤولون المغاربة في اليمين السياسي الفرنسي حليفا طبيعيا على عدة مستويات، خصوصا وأن من مصلحة فرنسا استمرار أسلوب الحكم القائم في المغرب واستقراره، وأن أي انحراف نحو "ديموقراطية أكثر" قد يهدد مصالح فرنسا في المستقبل. إذن فاليمين السياسي الفرنسي صمام أمان للحكم القائم في المغرب.


3 ـ لكن ماذا لو فاز اليسار الفرنسي في الانتخابات التشريعية الأخيرة؟
الجواب: يحمل اليسار الفرنسي تاريخا من المطالب الاجتماعية والحقوقية تجعله يبلور سياسات قائمة على المبادئ الكونية لحقوق الانسان ذلك على عكس اليمين السياسي الفرنسي الذي يرجح الهوية والمصلحة الفرنسيتين. من هنا فإن تجربة العلاقات بين المغرب وفرنسا خلال عهد ميتران كانت تمر بين الشد والجذب خصوصا في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان واحترام مبادئ الديموقراطية والكشف عن ماضي الانتهاكات الجسيمة. لذلك فإن فوز اليسار الفرنسي لن يرتاح لها المسؤولون المغاربة بل وتسير عكس مصالحهم، لأنهم قد يضطرون تحت ضغط المصالح الرأسمالية القائمة، إلى التنازل شيئا ما في مجال الحقوق السياسية والمدنية وكذا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي نلاحظ كيف تعرضت هذه السنة للمزيد من الخروقات نتيجة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية.


4 ـ في نظركم هل من شأن وجود فرنسيين من أصول مغـاربية في مواقع القرار السياسي أن يساعد على تطوير العلاقات بين فرنسا ودول المنطقة المغاربية؟
جواب: قد يلعب هذا المعطى دورا في تطوير العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وكذا على تسهيل التواصل وإبرام بعض الصفقات، ومحاولة تقريب وجهات النظر في عدد من النقاط الخلافية. لكن الكثير من التقارب وإن كان يخدم بعض المصالح الاقتصادية للرأسمالية فإنه يكون وبالا على المشهد الحقوقي ومبادئ الديموقراطية. فيصعب على نشطاء حقوق الإنسان في المغرب مثلا أن يجدوا دعما كبيرا لهم في إطار الحكومة الفرنسية.

5 ـ هل تعتقدون أن موقف ساركوزري من قضية "الوحدة الترابية" سيكون مشابها للموقف الفريد الذي ميز شيراك؟
جواب: سيجد الموقف المغربي بدون شك دعما من طرف ساركوزي كاستمرار لموقف جاك شيراك مع استعمال هذا الدعم في ابتزاز بعض المواقف والقرارات السياسية التي تكرس هيمنة الإمبريالية الفرنسية في المغرب. فالسياسة تبقى فن إدارة الممكن لخدمة المصالح، وشخص في مثل دهاء ساركوزي لن يفوت الفرصة في استغلال كل إمكانياته لخدمة المركزية الفرنسية ولو على حساب شعب مقهور كالمغرب. لذا فإن المخرج السليم سواء على مستوى العلاقات الدولية أو على مستوى السياسة الداخلية هي الديموقراطية الحقيقية أولا وأخيرا، أي الديموقراطية كما يفهمها الجميع وهي حكم الشعب بالشعب من أجل الشعب، وليس حكم الشعب بواسطة الفرد أو بواسطة جزء من الشعب. لأن مثل هذا المنظور الذي لم يتحقق بعد في بلادنا أن يرجح اختيارات الشعب المغربي على باقي المصالح الشخصية، سواء عند بلورة السياسات الاقتصادية والاجتماعية أو عند الدخول في علاقات دولية مع قوى إمبريالية تتحين فقط فرص الاستغلال والهيمنة.




#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارك حقوقية لا تنتهي؟
- سياسة الأجور في المغرب
- لنفتح مرحلة جديدة من النضال ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومي ...
- حماية الأشخاص المصابين بأمراض عقلية
- أجور البرلمانيين الضخمة وغياب الجدوى السياسية
- إعلان الدار البيضاء لدعم مقاومة الشعوب ضد الامبريالية
- الأزمة، الامبريالية، الحرب والثورة
- تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار تعيد للدار البيضاء أمجادها ال ...
- خوصصة -كوماناف- تتم بدون استشارة شعبية
- الاقتصاد المغربي ليس وطنيا شعبيا لأنه لا يوفر العيش الكريم ل ...
- وضعية الاقتصاد المغربي في الظرفية الراهنة
- الإصلاح الجبائي مجرد حلقة من حلقات السياسات الاقتصادية المنت ...
- تنسيقيات الدفاع عن الطبقات المسحوقة
- سياسة الميزانية والهجوم على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
- سنة الإجهاز على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بامتياز
- الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار تعم جميع مناطق المغرب في ذكرى ...
- ارتفاع الأسعار والسياسات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب
- رهانات اقتصادية مخزنية فاشلة وانتفاضات جماهيرية عارمة عبر ال ...
- الطبقات المسحوقة تنتفظ على الاستغلال والتفقير
- أية مصداقية للإنتخابات الجماعية في المغرب؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد السلام أديب - الكثير من المسئولين في المغرب كانوا يتطلعون إلى فوز اليمين السياسي في فرنسا لأنه يخدم توجهاتهم ومصالحهم أكثر