خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 11:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
الذين شجعوا ضرب العراق وهللوا له خلاصاً من نظام صدام نتمنى لهم رحمة التاريخ لا يلعنون من الاجيال العراقية القادمة.
لا ننسى لعنة التاريخ لازلت تلاحق أبي رغال يوم استعدى الغير على بلاده ويوم بدأت الدولة المغولية بالتفكك وكيف كان أُمرائها وحكام ولايتها يساومون على اوطانهم في تاريخ الانسانية السحيق، والدولة العثمانية التي ذهبت بسبب صراع عائلي على الخلافة والسلطنة مما سبب ضياع هذه الامبراطورية العظيمة والتي امتدت حدودها الى روسيا واكثر من دولة اوربية.
العراقيون المعارضون والذين ملؤا لندن ضجيجاً وصراخاً واخذوا بتوزيع تهمة التعاون مع نظام صدام كل من عارض ضرب بغداد تحت أي شعار وأي سبب هؤلاء المعارضون أراهم اليوم في لندن مترددين بالذهاب الى الوطن لعدم توفر مايتوقعون من راحة بسبب الدمار الحاصل نتيجة قصف الطائرات الامريكية وقطع الكهرباء في كل المحافظات وتدمير البنية التحتية من ماء وتلفونات وغيرها من ضروريات الحياة.
اما الذين عارضوا القصف والاحتلال وانا منهم ولم يقتنعوا بان هذا الاحتلال جاء فقط لاسقاط النظام بل أعلنوا جهاراً ان الجيش المحتل له اجندة خاصة، هؤلاء هم الذين يحملون هاجساً وطنياً لم يتركوا فرصة الا وشرحوا شعاراتهم عن طريق الفضائيات والصحافة، الا ان نفس هؤلاء عندما وقعت الواقعة وحصل الاحتلال نادوا بوجوب التعامل الواقعي مع الجيش الامريكي وخلق تصور واقعي لما يجب ان تعمل به ادارة الاحتلال. الان أين نحن واين نسير!! لقد ثبت عندي ان مسؤولي الملف العراقي من الامريكان لا زالوا لا يملكون رؤية كافية لادارة العراق، وسياستهم تجاه العراق تتغير بسرعة وبعضاً تكون قراراتهم متناقضة، وطاقم المسؤولين يجري تجارب ويحاول ان يتعلم من تجاربه وهو بهذا يتعلم الحجامة برؤوس اليتامى ( حسب المثل العراقي)، وذلك برأي الخطأ في القرار الامريكي في التطبيق يذهبُ به الكثير من الضحايا العراقيون.
واخيراً ليتهم حاولوا فهم نصائح العراقيين الذين حتى وان كانوا يتصورون ان الاحتلال سيخلصهم من نظام صدام.. ولكن بقوا على حسهم الوطني وتفضيل مصلحة العراق على مصلحة الاجنبي المحتل وهم كثيرون بغض النظر عن بعض المترزقة ومواكبوا الاحتلال عند المجئ ، هو الان في قمة الضجيج السياسي.
هذه الحالة .. التي لو عملت على اعطاء الوزن الحقيقي للاكثرية التي لا تؤمن لا بالطائفية ولا بالمحاصصة .. ولا بالعنصرية والتي كانت ولا زالت قادرة على الوقوف في الساحة السياسية واثبات الوجود وثقله لهذه الاكثرية الصامته، هذه المدرسة الجديدة الذي اوصى بها الاحتلال ... بأعتقادي ان اصرار الحكومة الامريكية على المضي وراء سراب قدره الطائفية ان تسود والعنصرية ان تحكم هو هذا الذي اوقع العراق بالمشاكل الحالية والتي برائ ستزداد مستقبلاً.. ويصبح حلها اعقد واصعب.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟