أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر أحمد - حتى لا تنتحر حماس














المزيد.....

حتى لا تنتحر حماس


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


ولأن الشعوب العربية انقسمت إلى جهتين بعد أحداث فلسطين الأخيرة وصار الأمر أن أحد طرفي الصراع هو من يملك الحق بينما الطرف الآخر عميل لا يستحق الحياة ، وكان من الصعب بالنسبة لي أن أتصور بأننا إلى هذه الدرجة يمكن لنا أن نغوص بالتفاصيل مهملين الإطار أو العملية بشكلها المتكامل والعام .
أنا أرفض أن أسمي العربي بالإنسان العاطفي كما أرفض إطلاقا أن أعدها تهمة أو نقص به ، فالعاطفة هي سمة فطرية تتحلى بها وحوش الغابة فكيف بالإنسان ، كما أن العاطفة وأن كانت جياشة فهي لم تعد في هذا العصر تستطيع أن تلغي العقل في الحكم على الأمور ، ومن هذا المنطلق وأن أندفع العربي إلى حماس يمجدها أو لي فتح ينفخ في تاريخها فهو ولا محالة سيكون واضعا في الاعتبار أن هذا العمل لا تستفيد منه إلا إسرائيل وحدها وهذه النتيجة استخلصتها بعيدا كل البعد عن نظرية المؤامرة المسلطة علينا كتهمة أن فتحنا أفواهنا نحو المشروع الأمريكي أو الهمجية الصهيونية .

منذ قررت حماس خوض الانتخابات التشريعية الماضية في الأراضي المحتلة وأنا وضعت يدي على قلبي وتمتمت قائلا ربما هذه هي بداية النهاية لحركة نضالية قدمت الكثير من أجل قضيتها و لأن السياسية قذرة ولا بد أن تلوث يد من يتعامل معها وأيضا لأن حماس ترفع شعارا دينيا وهي بالضرورة ستخلطه بالسياسة مما سيجعل أي أمر تقوم به محل تصيد الآخرين لأنهم سيقيسون تصرفاتها من معيار ديني وأخيرا حماس مصنفة من قبل العالم المتحضر جدا بأنها جماعة إرهابية تقوم بقتل المدنيين بينما إسرائيل تنجو دائما من هذا التصنيف ، ولكل هذه الأسباب وغيرها الكثير كالتي يدعي البعض بارتباطها بإيران أو سوريا الدولتان اللتان يقوم الإعلام العربي المحسوب ضمن المشروع الأمريكي بشيطنتهم حاليا ، تجعل المتابع لتصرفات حماس وكأنها وقعت بالمصيدة من حيث لا تدري ، فلا أحد كان يستطيع أن يتصور بأن تقوم حماس بتحويل البندقية فجأة من العدو الإسرائيلي لتوجهه هكذا نحو غزة وتعلن سيطرتها عليها وتظهر الصور رجالها وهم يقومون بنصب أعلامهم والجلوس على مكاتب السلطة الفلسطينية بشكل يثير الاستفزاز ليس نخوة لفتح بل لما آل إليه الوضع وبهذا الشكل المهين .

بطبيعة الحال لم يكن أحد ينتظر من الجامعة العربية أن تفعل شيء ، لأنها جامعة هامدة لن تتحرك حتى وأن تحركت قصبة دكة الموتى على حد تعبير الشاعر مظفر النواب ، لكن هذا العجز المعروف للجامعة لم يكن مبررا أن تنحاز لطرف وتسميه بالشرعية دون الطرف الآخر والتي أتهمته ضمنيا بأنه خرج عن هذه المسماة بالشرعية ، فقرار مثل هذا قد يؤزم الوضع إلى حد الاختناق وكان الأجدر بها الوقوف بالمنتصف بين الطرفين المتنازعين ومن ثمة إرسال لجنة التقصي ، أما تقصي عن ماذا فلا أحد يعلم ، فالأمر لا يحتاج إلى مجهر وتحليل ، وكل ما حدث هو أن هنالك دولتان ستعلن عن وجودهما وهما تحت الاحتلال وأن قال خالد مشعل بأنه يعترف بشرعية أبو مازن فهذا لا يلغي حقيقة بأنهم انقلبوا عليه فعلا وحجة التطهير هي حجة لم يكن من المعقول أن تحل بهذه الطريقة التي آذت ملايين العرب وخدشت قلوبهم وكأن ما يحدث في لبنان والعراق والسودان أمر سياحي وترفيه بالنسبة لهم حتى تعطي حياتهم التعيسة شيء من هذه الإثارة .

أعلن الاتحاد الأوربي بأنه يقف بجوار شرعية منظمة التحرير الفلسطينية وقرر إرسال المساعدات المتوقفة منذ أكثر من سنة ، وأيضا أعلنت الولايات المتحدة وروسيا نفس الشيء ، وسبقتهم الجامعة العربية ، أما إسرائيل فقد أعلنت بأنها وخلال الأيام القادمة ستمنع الماء والكهرباء عن غزة ليموت جميع من في غزة وهي تعلن في نفس الوقت عدم مسئوليتها عما سيحدث هنالك .
هل كانت حماس تتوقع مثل هذه ردة الفعل ، فأنت كانت الإجابة نعم ومع ذلك قامت به ، فهي مغامرة آمل أن تكون محسوبة وتملك أدوات الخروج منها ، وأن كانت لم تتوقع مثل هذا التصرف السريع وكأن العالم أنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر فهنا حماس لم تنضج سياسيا كنضوجها عسكريا .

جميعنا أحب حماس ورأى بها الأنموذج الحقيقي والصحيح في المقاومة والنضال وبذل النفس لأجل أسمى قضية في الكون ، وجميعنا يتألم وهو يرى أن الخناق يشتدد على حماس يوما خلف يوم وصار الوضع وكأن حماس تقاتل العالم كله وتقف ضده بينما القضية الأهم تراجعت ولم تصير ضمن أولوياتها ، وما كان إصرار حماس على الحكومة وهي لا تمتلك أدوات إدارتها إلا مصيدة وقعت بها ، وانتهى بها المطاف بهذا العمل المتسرع والغير مبرر .

يجب أن تعيد حماس توجيه البندقية إلى الجهة الصحيحة ، وهذا يعني عليها أن تصحح كل ما قامت به في الأعوام الماضية ، وتبدأ بالتنازل عن الحكومة وتلقيها في وجه فتح غير مأسوف عليها وأن تعود للعمل تحت الأرض وأن لا تنشغل إلا بإشعال فتيل المعركة من جديد ضد العدو الذي يستخدم كل السبل حتى يذل الشعب الفلسطيني ويبقى محتلا له .
فحماس لا تملك أي نوع من الخيارات في الوقت الحالي ، والصراع من أجل السلطة والنفوذ في مكان لا يملك استقلاله ويقع تحت الاحتلال هو عمل جنوني لا يسعى أليه إلا أشخاص لا يملكون الكثير من المبادئ لتردعهم عن مثل هذه التصرفات ، وحماس ولا شك أكبر من هذه الأعمال وأسمى ، وبعد التحرير الذي ننتظره ، سنتفهم حينها لماذا تقاتل حماس فتح أو لماذا تحاول فتح أو تلغي حماس ، أقول سنتفهم وهذا لا يعني قبوله في كل الأحوال .
وتبقى أخيرا فلسطين وصمة عار في جبيننا كلنا من الخليج حتى المحيط، تبقى فضيحة تاريخية فكيف تعاونا وتهاونا وتنازلنا عنها وغضضنا أبصارنا ومضينا في حياتنا وكأن شيئا لم يكن !



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسجد الصالح ، منجزات الصالح ، حرب الصالح
- بركة بول النبي ورضاعة الكبير
- بيان علماء السلطان
- اليمن تحتفل بعيد وحدتها على جماجم مواطنيها
- المصافحة الأكثر حرارة دائما هي من نصيب بوش
- علمانية تركيا أم عثمانيتها
- ومن موريتانيا - ربما - يأتي المدد
- باجمال لن ننساك ... ولن نتذكرك
- على ضفاف قمة الأنظمة
- محاولة لنفي ما تسمى بالخلافة الإسلامية
- هنا - أنا مع الإنسان ، على سنحان تسليم أسلحتها فورا
- يا صالح ..إلا الطائفية
- يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون
- المجتمع المدني
- التهليل لموت صدام هل لأنه عربي أم سني أم ديكتاتور ، بين يدي ...
- ورغم كل هذا سأضع تحت سوادة عروبتي زهرة أمل
- السنيورة ورقة احُرقت أكثر مما يجب
- اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن
- إنه فقط خطأ تقني !
- هتفنا ضدك وسنظل نهتف ضدك


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر أحمد - حتى لا تنتحر حماس