![]() |
غلق |
![]() |
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: سعيد الكحل |
قبْل أن يتّسع الخرْق على الرّقْع.
لا جدال في أن تنظيم المظاهرات الاحتجاجية والمسيرات التضامنية هو تعبير عن مدى اتساع هامش الحريات الفردية والجماعية، وكذا تجسيد للتطور الذي تعرفه منظومة حقوق الإنسان في المغرب، والذي أهّل بلادنا لاحتلال المرتبة الأولى في مؤشر الديمقراطية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولعل النضج الذي تعاملت ولا زالت تتعامل به الدولة المغربية مع الدعوات المتواصلة للمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد الحرب على غزة، لم تقدّره الجهات الداعية إليها ولا راعت المصالح العليا للوطن والالتزامات الدولية للمغرب. فقد بدأت المظاهرات من أجل غزة محدودة في الزمان والمكان، مباشرة بعد انفجار الطوفان يوم 7 أكتوبر 2023، ثم تطورت عدديا (110 مظاهرة) وتوسعت أفقيا لتشمل عشرات المدن حتى صارت روتينا أسبوعيا أيام الجمعة والآحاد. في كل مرة تصر جماعة العدل والإحسان، عبر الهيئات التي أحدثتها وتتحكم في شعاراتها ومواعيد المظاهرات والمسيرات، وعلى رأسها: "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"؛ تصر على مواصلة الاحتجاج والتظاهر حتى يصير "حراكا شعبيا" ضد النظام الملكي والدولة المغربية. وهذا ما أعلنته في موقعها يوم 22 أبريل 2025: "سلسلة الحراك المغربي الممتد في الأزقة والشوارع، وفي الساحات وأمام المساجد، منذ انطلاق صافرة طوفان الأقصى". لقد خسرت الجماعة رهانها على حركة "20 فبراير" مباشرة بعد رفعها شعار "إسقاط النظام"، وتريد اليوم استغلال الحرب على غزة لمواصلة التظاهر والاحتجاج ولو بافتعال الأحداث وإشاعة الأكاذيب، لتحوّلها إلى "حراك" ضد النظام. هكذا لم تتوقف الدعوة إلى التظاهر والاحتجاج رغم إعلان وقف العدوان على غزة بعد تهديدات ترامب، وخروج أهل غزة مبتهجين في مشاهد توزيع الحلوى؛ بل استمرت الجماعة في التحريض والتجييش، تارة بذريعة التنديد بتصريحات ترامب بتحويل غزة إلى منتجعات سياحية راقية، وأخرى بتعلة رفض مخطط تهجير الغزيين، وقبلها بالاحتجاج ضد مشاركة وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف في المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية الذي احتضنته مدينة مراكش بين 18 و 20 فبراير 2025، من تنظيم وزارة النقل بتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة. فكلما صرح مسؤول إسرائيلي أو أمريكي بأدنى رأي أو مقترح يرى فيه لخوانجية عنصرا كافيا لتبرير التحريض على الاحتجاج والتظاهر، إلا وتجندوا لحشد قطيعهم وكل من في نفسه حقد على النظام وكراهية للدولة ومؤسساتها، للخروج إلى الشوارع؛ إذ ما العلاقة بين غزة وشعار "لا راعي ولا رعية" سوى استغلال غزة لتصريف الحقد والعداء للنظام. فمن كثرة المظاهرات وتمددها المكاني والزماني، بات لخوانجية متوهمين أنهم أقوى من الدولة وأنهم على زعزعة أمنها وخنق اقتصادها قادرون.
|
|
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |