التضامن مع فلسطين في الكتابات الفلسفية


زهير الخويلدي
الحوار المتمدن - العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 02:24
المحور: القضية الفلسطينية     

نحن ندرك صعوبة العثور على كتابات فلسفية جادة تتضامن مع القضية الفلسطينية في ظل عولمة التفاهة والامتثال والتطبيع ولكن هناك عمل على الصعيد الفلسفي من عدد المهتمين من جميع أنحاء العالم - بهدف توثيق ومشاركة الموارد الدقيقة والتعليمية حول الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة. ولذلك نوجه نداءٌ للتضامن مع فلسطين ضدّ الفصل العنصري والاحتلال الصهيوامبريالي. هذه دعوة إلى دعم المقاطعة الأكاديمية والثقافية، والتعبير عن الآراء بحريةٍ وجرأةٍ من أجل تعزيز قضية التحرير الفلسطيني وتحقيق العدالة للجميع. نكتب لنعبّر علنًا وبشكلٍ لا لبس فيه عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، ولنندد بالمجازر المستمرة والمتصاعدة التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية والتهديدات على غيرها من دول الطوق ومحور الاسناد والدعم للمقاومة، بدعمٍ ماليٍّ وماديٍّ وأيديولوجيٍّ كاملٍ من عدد من الحكومات الغربية وفي ظل صمت رسمي عربي واسلامي ودولي. لا ندّعي أيّ سلطةٍ فريدةٍ - أخلاقيةٍ أو فكريةٍ أو غيرها - انطلاقًا من كوننا فلاسفةً. مع ذلك، فقد خطا تخصصنا خطواتٍ لافتةً مؤخرًا في مواجهة ممارسات الفلسفة الإقصائية تاريخيًا، وفي التعامل المباشر مع المظالم المُلحّة والعاجلة. ولتحقيق هذه الغاية، ندعو زملاءنا في الفلسفة للانضمام إلينا في تجاوز التواطؤ والصمت. لقد استمر حصار غزة 18 عامًا؛ واستمر احتلال الضفة الغربية وغزة 58 عامًا؛ واستمر تجريد الفلسطينيين من أراضيهم ومنازلهم في جميع أنحاء فلسطين التاريخية ثلاثة أرباع قرن، منذ قيام إسرائيل عام 1948 كدولة عنصرية متفوقة. وليس من قبيل الصدفة أن يصف المراقبون - بمن فيهم منظمات حقوق الإنسان الدولية والإسرائيلية - سيطرة إسرائيل على الأرض الممتدة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط بنظام الفصل العنصري. والأهم من ذلك، أننا جميعًا ندرك تمام الإدراك أن البلدان التي نعيش ونعمل فيها والتي ندفع لها الضرائب تُمول وتُشجع طرفًا واحدًا فقط في هذا الصراع غير المتكافئ إلى حد كبير. هذا الطرف ليس المظلوم، بل الظالم. في هذه الأثناء، حثّ شعب غزة حلفائه حول العالم على الضغط على حكوماتهم للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار. لكن هذا ينبغي - بل لا بد - أن يكون بداية العمل الجماعي من أجل التحرير، لا نهايته. إذا أردنا تحقيق العدالة والسلام، فلا بد من إنهاء حصار غزة، وإنهاء الحصار، وإنهاء الاحتلال. وقبل كل شيء، يجب احترام حقوق جميع سكان المنطقة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك حقوق اللاجئين الفلسطينيين في المنفى. ندعو للانضمام إلينا تضامنًا مع فلسطين والنضال ضد الفصل العنصري والاحتلال. وعلى وجه الخصوص، انضموا إلينا في دعم المقاطعة الأكاديمية والثقافية للمؤسسات الإسرائيلية والغربية والدولية الداعمة لها. نحث جميع الأفراد على التعبير عن آرائهم بصراحة وجرأة، والعمل على تعزيز قضية التحرير الفلسطيني وتحقيق العدالة للجميع. الفلاسفة من بين أولئك الذين لا يستسلمون لهذه المواقف المطبعة والمتخاذلة، ويواصلون أخذ التحدي بجدية لإظهار أي المعتقدات صحيحة، أو على الأقل أيها أكثر منطقية للقبول من غيرها. يحاولون وضع معايير يجب أن تلبيها المعتقدات لتكون لها فرصة جيدة في أن تكون صحيحة. ورغم أن هذه المعايير نفسها محل نزاع، فإن حتى تلك التي تبدو مبتذلة غالبًا ما تثير شكوكًا تُربك الرأي السائد. فمتى يتوقف الاعلام الغربي عن التحامل على الفلسطينيين وتجاهل حقوقهم ويكف عن القول بأن إسرائيل هي "نحن" وفلسطين هي "هُم"؟. تُمثّل هذه المقالة محاولة فلسفية للتأمل في تطور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع إعطاء كل من الخلفية التاريخية والسياق السياسي الذي تتكشف فيه المأساة الحالية في دولة فلسطين عامة وغزة بالخصوص وما يواجهه شعبها من خطر الابادة الجماعية والتهجير القسري والتبديد للحقوق التاريخية. فكيف يجب أن يغمر الطوفان الإيتيقي المنطقة وتنتقل الى الزمن مابعد الكولونيالي؟ ومتى يتم وقف العدوان ويذعن النظام الابارتهايدي للإرادة الدولية ويستجيب للمطالب الشرعية للمناضلين الفلسطينين وينسحب من القطاع ويمنح الحقوق لأهلها وينتهي الحصار وينعم الناس بالأمن والحرية؟
كاتب فلسفي