هل للشعب الكردي الحق في الأنفصال في سوريا !!


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 07:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير     

قبل و بعد سقوط الحكومة البعثية في سوريا موضوع الشعب الكردي و المناطق تحت سلطة قسد في سوريا تعتبر قضية شائكة و معقدة و ليس مع حكومة دمشق فقط بل مع حكومة انقرة و اوردوغان. لكن بعد سقوط نظام الأسد و مجيء قوات هيئة تحرير الشام و اعلان حكومتهم الموقتة المتكونة من الأسلاميين التابعين لنفس الفصائل الحاكمة في ادلب، موضوع منطقة ( روزاوا) او المنطقة التي تقع تحت سيطرة قسد تحتل الصدارة في كل الأخبار العالمية و الاقليمية و المحلية.
محور القضية هي القضية الكردية في هذه المنطقة و الظلم القومي ضد الأكراد و حرمانهم من ابسط حقوقهم في نظام الأسد الفاشية – القومية و ليس فقط ذلك بل انهم تحت تهديد الحكومة التركية و التهديدات التركية و القمع التركي، و محور الموضوع اذا رفع الظلم القومي عن اكراد سوريا يشكل تهديدا للدولة التركية كون الأخير تقمع الشعب الكردي في تركيا بالحديد و النار.
بغض النظر ان حكام المنطقة الكردية تحت سيطرة قسد لم يتحدثوا باي شكل من الأشكال عن الانفصال من سوريا بل يتحدثون بكل صراحة عن المواطنة المتساوية و حتى انهم لا يطالبون باي نوع من الأدارة يؤدي الى الأنفصال لكنهم يتعرضون لتهديد مستمر و ليس فقط من قبل حكومة احمد الشرع بل قبله من قبل حكومة اوردغان و هناك ميليشيات مسلحة مدعومة من تركيا، هاجموا منبج و تل رفعت و سببوا بتهجير و هروب 200 الف شخص من الناطقين باللغة الكردية. الآن بعد ان ثبت اقدام حكومة الشرع بدأوا بتهدادات اوضح لسلطة قسد و في الحقيقة تهديد للشعب الكردي شئنا ام ابينا.
ان منطقة سلطة قسد ليس فقط مرتبط بالقضية الكردية بل هذه القوة هي اكثر القوى السياسية مدنية و فيها نوع من الأدارة الذاتية و يشارك الناس في ادارة امورهم و مبني على المواطنة و ليس على اساس ديني او قومي اوعرقي، ان حرية المرأة تشكل نموذجا راقيا و لائحة حرية المرأة محل للدفاع عنها بجدية في المنطقة . ان الحملة الشرسة ضد المرأة من قبل الأسلاميين تشكل تهديدا واضحا للنوع الأجتماعي.وا ذا كان هناك امل لكي لا تتحول سوريا الى حكومة اسلامية و دكتاتورية اسلامية يجب اعطاء المجال لقسد و القوى المشابهة لها في سوريا لكي يلعبوا دورا. ان قمع قسد تعني قمع المرأة و حريتها و قمع الشعب الكردي و قمع للمواطنة و التمدن.
ان القضية الكردية هي قضية تاريخية و طويلة و نابعة من الظلم ضد الكرد طوال اكثر من قرن. ان المطالبة بالأنفصال ليس جريمة و لايشكل تعدي على احد بل هو حق للشعب الكردي ان يمارسه و له الحق ان ينفصل عن سوريا عبر استفتاء شعبي في المناطق التي يسكنها الاكراد. كل من يتحدث عن هذه المنطقة يدعوون و يتحدثون بشكل ان الأكراد لا يريدون الأنفصال و هم ليس انفصاليون من الدول الغربية و عن الدول الأقليمية القوى السياسية في سوريا و المنطقة، يعطون صورة بأن الانفصال جريمة ومن يطالبه بالانفصال يجب جلده.
انا لا اتصور ان الناس في كردستان سوريا(روزاوا) يخافون من قسد ان يسعون للتخلص من سلطتهم حتى القوى الاخرى تسعى لخلاص الناس في هذه المناطق، بل بالعكس الناس في باقي مدن سوريا يعيشيون في ريب وشك من سلطة هيئة تحرير شام و المجاميع الأسلامية الأرهابية الذي تحالفوا تحت رايتها، على هيئة تحرير الشام ان يثبتوا للعالم بانهم لا يتعدون على الحريات المدنية و السياسية و الطوائف و القوميات و الديانات الأخرى و عليهم تثبيت ذلك عمليا.
الآن هناك تهديد بحرب واسعة ضد المناطق الكردية و قوات سوريا الديمقراطية و تهديد واضح من جانب تركيا المساندة لهيئة تحرير الشام و ايضا عن طريق ميليشياتهم في المنطقة، كوباني الذي كان رمز النضال و المقاومة ضد داعش الآن اصبح هدفا صريحا للاسلاميين من اوردوغان الى الميليشيات الاسلامية المتنوعة. ان قمع الأكراد و المناطق تحت الأدارة الذاتية و ادارة قسد تشكل الخطوة الأولى لحكومة الشرع لفرض الدكتاتورية الأسلامية في سوريا و قمع النساء و قمع الحريات السياسية و عدم افساح المجال لنسيم الحرية الذي ينتظره الشعب السوري!!
17-12-2024