مهام اليسار اليوم


أحمد زوبدي
الحوار المتمدن - العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 16:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

مهام اليسار اليوم /

اليسار المغربي اغتال فكر ماركس مرتين. الاغتيال الأول هو خيانة هذا الفكر وتحريفه. حالة المشاركة في تدبير الشأن العام (وهو خيار من خيارات الماركسية في غياب شروط الثورة) الذي يسمح بالتغيير، دون توفر شروط المشاركة. من مخلفات هذا الخيار، نلاحظ اليوم تراجعا كبيرا في ما يخص المكتسبات التي حققها اليسار بل هناك انقلابا على مشروع اليسار.
الاغتيال الثاني، هو تحويل فكر ماركس إلى فكر دوغمائي كنائسي لا يتحرك والتلويح بمفهوم الثورة في برامج اليسار المغامر في وقت لا تسمح بها بنية موازين القوى.
البديل اليوم، هو بناء تحالف اليسار المهادن ( مع إقصاء الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية اللذان أصبحا جزءا من المخزن) و اليسار المغامر لأجل يسار جذري متنور. من شروط هذا البناء هو هيكلة التنظيم الحزبي على ضوء مشروع فكري يساري ينطلق من فكر ماركس ليتجاوزه وينتج المعرفة الماركسية دون أن ينغمس في الفكر الاشتراكي الإصلاحي الهجين.
اليسار من هذا الطراز لن يكتب له النجاح دون التواصل مع المثقف الملتزم بقضايا المضطهَدين والفقراء.
هذا العمران اليساري الذي يربط بين التنظيم بالجمع والفكر والنزول إلى الشارع عوض صالونات وفلكلور المجالس المنتخبة واجترار قاموس ماركسي أدى وظيفته التاريخية، هذا العمران هو الكفيل بإسقاط نمط الحكم السائد، الذي تحميه الإمبريالية والصهيونية، وبناء الدولة الوطنية المستقلة والديموقراطية. إسقاط نمط الحكم السائد خاصة مع الهجمة الشرسة على قوت الفقراء يستدعي اليوم الإعداد لثورة محروسة. ثورة محروسة حتى لا ينزلق المشروع الثوري التنويري نحو المجهول. مشروع الثورة على الوضع وفي وجه النظام السائد هو اليوم جاهز في وضع تم المس فيه بقوت الطبقات الشعبية والفقيرة والرثة. في رأيي يعرف الوضع الاجتماعي اليوم احتقانا غير مسبوق وبالتالي وجب اغتنام مثل هذه الفرص لتعبئة الشارع للاحتجاج. الخروج إلى الشارع بشكل مكثف هو السبيل اليوم لإزعاج النظام وبالتالي العمل على التنسيق بين مكونات اليسار وكل القوى التقدمية لفرض بديل سياسي يقطع مع بنية الأوليغارشيات المتصهينة المسيطرة.