المقاومون يموتون.. لكن المقاومة لا تموت

الاشتراكيون الثوريون
الحوار المتمدن - العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     



استشهد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، في غارة صهيونية، وهو ثابت في الضاحية الجنوبية وسط رفاقه، وهو يرفع سلاح المقاومة دعمًا لنضال الشعب الفلسطيني ضد حرب الابادة الصهيونية، وظل حتى آخر نفس يساند المقاومة الفلسطينية رغم أنه كان من الممكن أن ينأى بالحزب وبنفسه، فقط لو أوقف عمليات الإسناد.

استشهد نصر الله، هدف الصهاينة الأول على مدى أربعين عامًا. استشهد وهو في صف فلسطين ومقاومتها ليكون استشهاده كاشفًا لعمالة الأنظمة والطبقات الحاكمة في منطقتنا، وفي مقدمتهم الأنظمة في الإمارات ومصر والأردن والسعودية، الذين تحالفوا مع الصهاينة والقوى الإمبريالية، وحاصروا غزة وعملوا على هزيمة المقاومة بكل الطرق، بل وأسندوا العدو بالبضائع لفك الحصار الذي فرضته المقاومة اليمنية، لتكون تلك الأنظمة شريان الحياة للعدو.

لم يكشف استشهاد نصر الله تواطؤ تلك الأنظمة فقط، بل كشف مدى انتهازية ومشاركة بعض النخب المفلسة في هذا التواطؤ، تلك النخب التي تهلل لمقتل نصر الله، ليكونوا بذلك في المعسكر الآخر. معسكر الصهاينة والأمريكان. مات نصر الله، كالابطال التاريخيين وكانت آخر كلماته لن نستسلم وإن قتلونا جميعا، فنحن قوم لا نخاف الموت، ولا نحبذ أن نموت على فراشنا. إن استشهاد نصر الله، يشكل خسارة فادحة لمعسكر المقاومة، وهزيمة ينبغي معرفة أسبابها وفهم تداعياتها الخطيرة على لبنان وفلسطين والمنطقة برمتها، لتجاوزها، ومواصلة الكفاح من جديد ضد الصهيونية والامبريالية، فالحرب لا تنتهي بخسارة معركة.

والمفارقة أن نصر الله، الذي قتله الصهاينة، بعد عددٍ من قيادات الحزب قبل أيام معدودات، بسبب موقفه الداعم لحركة التحرر الوطني في فلسطين، كان أحد أسباب هزيمة الثورة في سوريا، التي كان يشكل انتصارها جبهة حقيقية وفاعلة في مواجهة المشروع الصهيوني في منطقتنا.

تنعي حركة الاشتراكيين الثوريين، إلى الشعوب المقاومة الشهيد حسن نصر، وتجدد موقفها المؤيد والداعم للمقاومة الصامدة في وجه جرائم الصهيونية وتواطؤ العالم وخذلان الأنظمة العميلة، وتؤكد الحركة أن خسائر المقاومة يعوضها الصمود وإرادة التحرر، وفهم الأخطاء لسد الثغرات، من أجل المستقبل، هذا المستقبل الذي لن يكون للمتواطئين مع العدو فيه مكان، فهم ليسوا بمنأى عن غدر العدو نفسه، أو عندما تنتصر مقاومة المشروع الصهيوني في منطقتنا وفي قلب هذا المشروع هزيمة أنظمة التواطؤ والاستبداد والإفقار.

مع المقاومة أكثر من أي وقت مضى