مع المقاومة أكثر من أي وقت مضى

الاشتراكيون الثوريون
الحوار المتمدن - العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


شن العدو الصهيوني مئات الغارات على بيروت والمدن اللبنانية في الأيام الأخيرة، بعد سلسلة من العمليات الإرهابية التي تضمنت اغتيالات لقيادات حزب الله بقصف جوي أو تفجير وسائل اتصالات، مما أدى إلى خسائر فادحة مادية وبشرية بين صفوف المواطنين اللبنانيين. وفي تلك الأثناء، لم تتوقف حرب الإبادة في غزة، ولم تتوقف الاجتياحات في الضفة الغربية، ولم تتوقف عمليات هدم القرى العربية في النقب المحتل، ولم يتوقف أيضًا التواطؤ الرسمي المصري.

ونحن نقترب من الذكرى الأولى لاندلاع الحرب، نتذكر كيف أغلق النظام المصري معبر رفح وسمح للعدو الصهيوني بالتحكم فيمن يدخل أو يخرج منه، لتتحول نجاة الفلسطينيين إلى بيزنس تديره الأجهزة الأمنية عبر المجرم إبراهيم العرجاني. كيف وقف الجيش المصري على الحدود متفرجاً على الإبادة ومتفرجاً على خرق إسرائيل لمعاهدة السلام باحتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا). لنتذكر كيف سكت النظام المصري على قتل جنوده برصاص الصهاينة. وكيف قمعت الأجهزة الأمنية مظاهرات التضامن السلمية مع غزة واعتقلت المئات.

وفي وجه التصعيد الإسرائيلي الأخير، قرر النظام المصري زيادة وارداته من الغاز الإسرائيلي بنسبة 20% بدءًا من أكتوبرالقادم، وكأنه يحتفل بالذكرى الأولى لاندلاع الحرب بتوطيد علاقاته التجارية مع تل أبيب بشراء الغاز الفلسطيني المسروق، الغاز الممزوج بدماء وأشلاء شهداء فلسطين ولبنان، في دليل صارخ جديد على فشل النظام في إدارة مقدرات البلاد التي أوصلتنا للاعتماد على الصهاينة لإضاءة منازلنا.

وتطالعنا الصحف بتصريحات للرئاسة ووزارة الخارجية تحذر من مخاطر نشوب “حرب إقليمية”. أي كوكب يعيش عليه مطلقو تلك التصريحات؟ الحرب الإقليمية بالفعل قائمة، فالأسطول الأمريكي والطيران الإسرائيلي يقصفان اليمن، وتقصف إسرائيل لبنان وسوريا وإيران، وامتدت العمليات العسكرية للعراق، إذا لم تكن تلك حرب إقليمية فماذا نسميها إذن؟!

يشد الاشتراكيون الثوريون على أيادي كل فصائل المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني، وتقاوم حرب الإبادة وتنتصر لأهالينا في فلسطين ولبنان والعراق. نحن مع المقاومة، ندعمها دعمًا غير مشروطًا في الحرب، نحن لا ندعم المقاومة عندما تنتصر فقط، نحن مع المقاومة في كل أحوالها، نحن مع المقاومة بالرغم من الضربات المتلاحقة التي تتلقاها، بالرغم من الدمار الذي يخلفه العدوان الأمريكي الصهيوني، منذ متى ونحن نلوم المقاومة على هزائمها وانكساراتها؟!

إن المقاومة تحتاج إلى دعمنا عندما تتلقى الضربات من العدو أكثر من أي وقت آخر. إن تحميل المقاومة مسئولية الدمار والاغتيالات، أو استخدام بعض الأخطاء التكتيكية مثل حدوث اختراق هنا أو هناك، من أجل مناهضة مشروع وفكرة المقاومة برمتها هي محض دعاية صهيونية يروج لها أنصار الانبطاح وسندة أنظمة الاستبداد في منطقتنا وكلاء الامبريالية. إن يد العدو الصهيوني والمتواطئين معه مسئولة عن هذه الدماء وهذا القتل، ولنا معها ثأر حتى إسقاط المشروع الصهيوني برمته. تقاتل المقاومة في ظل أحلك الظروف ولا ينبغي أن يتجاوز انتقادنا لها بحدوث اختراق أو خطأ وارد في ظل المعارك العسكرية، إلا من أجل ترميم صفوفنا ومن باب دعمنا ومؤازرتنا للمقاومة. إن المقاومة التي تواجه المشروع الإمبريالي ووكلائه في المنطقة، لا يمكن إلا أن نقدم لها التحية.

يدعو الاشتراكيون الثوريون، الأحزاب السياسية المصرية للعمل المشترك للضغط على النظام للإفراج عن معتقلي التضامن مع فلسطين وفتح المجال العام للحراك التضامني الشعبي، وغلق سفارة الصهاينة في القاهرة، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع العدو.

مع المقاومة أكثر من أي وقت مضى

الاشتراكيون الثوريون
23 سبتمبر 2024