مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -11 –


إدريس ولد القابلة
الحوار المتمدن - العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 11:02
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات     

تقييم التطورات

عبر سبر اغوار مسار التطورو التحول اللذين عاشتهما مجلة انفاس ، يتبين بجلاء أنه في عام 1968، كان الجانب الأدبي يفقد زخمه، بينما تزايدت مفاهيم الصراع السياسي والنضال بشكل مذهل على صفحات المجلة مع مرو الايام.
فما هي اللحظات الرئيسية التي ساهمت في هذا التحول في مراكز الاهتمام،لمسك الخيط علينا اولا لمس ولو بإيجاز الخطوط الرئيسية لتطور مجلة انفاسه).
- خلال سنة 1966 يتطور الدعم الشعري للبداية بسرعة - "مراجعة أدبية وثقافية". يتغير الشكل والمضمون على حد سواء، إذ وسعت انفاس مجال عملها في المغرب العربي وتناولت مجالات ثقافية مختلفة: السينما والمسرح والحركات الثقافية العالمية تدخل بالتالي. ولكن، ظلت المجلة دائما تولي مكانة الصدارة للأدب،
- كان العدد الرابع، المنضورر في نهاية عام 1966، نقطة تحول: فقد اتجهت المجلة أكثر نحو المقالات التحليلية، والتي نوعتها من خلال إنشاء أقسام جديدة. ورحب فريق التحرير بالمتعاونين الجدد، مع اعتبارمن الضروري وجود خطاب نقدي واحتجاجيباعتبارإن قضية بناء و ارساء الثقافة الوطنية أضحت تكتسب زخما.
- خلال سنة67 تبلورت المجلة وأصبحت مجلة ثقافية. واختارت أن تضع النصوص التحليلية على قمة المنصة، ولا سيما من خلال إنشاء أتلانتس –دار النشر Atlantes، وهي مجموعة أدبية سيتم فيها إقصاء بعض النصوص ذات الدعوة الجمالية. ومع ذلك، فإن الأدب لم يختفي من الصفحات، بل على العكس تماما. ظلت انفاس تركز على المجال الأدبي، ولكن من زاوية أخرى: عدة نصوص تحليلية تتناول الأدب.
- في الواقع، تزامنت سنة 67 يتوافق مع الاهتمام بالاداب وع بروز بعض الشعراء الجزائريين الشباب عام 1967 (في وقت بلغت فيه التوترات بين المغرب والجزائر ذروتها - في أعقاب "حرب الرمال" -). و لمعالجة الثقافة، شعت انفاس التدخلات والمناقشات من خلال تقديم صوت للجهات الفاعلة الثقافية من مختلف المجالات وقتئذ كان فريق التحرير مفتون بفكرة المساهمة في الإصلاح الثقافي، من خلال إرساء أسس ثقافة الغد. وللقيام بذلك، تمت الدعوة إلى إعادة استثمار التراث الثقافي، الذي يدعو إلى إعادة النظر فيه، من خلال تقديم أمثلة يحتذى بها. كما أنها وضعت المنصات في خدمة هدف مزدوج: التعرف على المشكلات التي تعيق بناء الثقافة الوطنية وتحديد مكونات الثقافة - هويتها الخاصة؛ وهذا كان
قد توافق مع العصر.
- تتوافق الفترة بين نهاية عام 1966 وعام 1967 مع فترة من الاستقرار المريح نسبيا: ويبدو أن فريق التحرير قد وجد خطه التحريري، ويتزايد عدد المتعاونين المنتظمين التفكير الذي تم تطويره حول الثقافة الوطنية قاد الفريق إلى تنويع المجالات الثقافية. علاوة على ذلك، تم نقل هذا التفكير من خلال النصوص التحليلية و من خلال منتديات التعبير. مما وفر نهجا يهدف إلى أن يكون شاملا، حيث يتم دمج القارئ و إشراكه اكثر فاكثر. كانت هذه الفترة حاسمة لأنها توافقت مع ما إنشاء مساحة للتفكير والتبادل حول الأدب والثقافة المغربية. وتشكل الأعداد التي صدرت بين نهاية عام 1966 وعام 1967 كلاً متماسكاً، سواء من حيث الانعكاس الثقافي أو من حيث الخطاب الدائر.
_____________________ يتبع ________________________________