افتتاحية العدد الرابع من مجلة الشمس الالكترونية..


صباح كنجي
الحوار المتمدن - العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 18:47
المحور: الصحافة والاعلام     

الافتتاحية


بهذا العدد من مجلة الشمس.. نكون قد استكملنا دورة السنة بفصولها الأربعة.. وأنهينا عاماً ليصبح من الزمن الماضي مع ميلاد مركز الشمس للدراسات والبحوث.. ومجلة الشمس بأعدادها الأربعة.. التي وضعناها بين ايدي القراء والباحثين..
بتواضع نقول:
انّ قافلتنا تسير مع الضياء بثقة نحو الأفضل.. من خلال دعمكم وكتاباتكم وما تبذلونه من جهد في المتابعة.. وفخر لنا أنْ ينضم.. في هذه الفترة القصيرة من الزمن.. لمسيرتنا العديد من المبدعين.. والمتابعين المتميزين.. ممن مدونا بالعزم ومنحونا المزيد من الثقة والإصرار على المواصلة وتجاوز العقبات..
وهو عهد قطعناه على أنفسنا انْ لا نتوقف.. ولنْ نبخل في بذل المزيد من الجهد.. ايماناً منا بأهمية الثقافة.. ودورها الفاعل في عصرنا.. ويشجعنا ما توفره التكنولوجيا الحديثة من فرص وامكانيات للعمل والنجاح في كافة الميادين.. ومنها الاعلام الالكتروني.. الذي أصبح جزء من حياة الجمهور العريض.. الذي أخذ بالتفاعل معه..
وزادت تأثيراته.. لتدخل في صياغة الوعي والادراك الضروري.. للارتقاء بالبشر الى مستوى المهام الملقاة على عاتقهم في عصرنا الراهن.. واستيعاب وتشخيص ما تفرزه التحولات العاصفة من مخاطر ومشاكل للناس.. وأنماط واشكال جديدة من الاستغلال.. من جراء القوى التي تسعى للتحكم بالعالم.. وتنتج المزيد من العنف.. وتشعل فتيل الحروب.. وتخلق المزيد من الازمات.. بغية الاستحواذ على الخيرات والامكانيات الهائلة للطبيعة.. لصالح زمرة من الاحتكاريين.. الذين يحركهم الطمع والجشع.. واخذوا يستخدمون القدرات التكنولوجية.. في التحكم بمصير البشر والشعوب.. وخصصوا لشبكات الاعلام المزيد من الأموال والامكانيات.. بغية تزييف الوعي الإنساني.. والسعي لتحطيم وتدمير وشل إرادة القوى الفاعلة والحية في المجتمعات وتفكيكها.. وازاحتها وابعادها من ساحات الصراع.. وإخضاع شعوبها للمخططات الشريرة.. وتغيير مسار حياتهم.. ودعم وتنصيب حكومات هزيلة تابعة وخانعة.. خاضعة لقرارات وأوامر دوائر رأس المال ومراكز النفوذ في العالم.. في العديد من البدان.. كما هو الحال في العراق في العهود الاستبدادية.. ومرحلة ما بعد زوال النظام الدكتاتوري المقبور..
وما زالوا يلجؤون لليوم.. لتحقيق غاياتهم الدنيئة.. لكل السبل الممكنة.. التي تتعارض مع طموحات واهداف الإنسانية ومصالح الشعوب..
وكما قلنا سابقاً.. إزاء كل هذا.. لسنا من المتفرجين.. الواقفين على التلال.. ولن نخضع لإرادة من يسعى لتكميم الافواه.. وننطلق من وعينا لإدراك ما يدور من حولنا.. في تشخيص الموقف..
واخترنا ميدان المعرفة وحقولها الواسعة.. في المقدمة منها حقل الثقافة.. الذي نعول عليه في التصدي للمعضلات.. التي تواجه المجتمع البشري في عصرنا.. كيْ نساهم بالقدر الممكن في رسم وصياغة مستقبلنا.. مع من يسعى للحياة الأفضل لكل الناس..
ومن هذا المنطلق بالذات.. نختار في كل عدد من اعداد مجلتنا الفصلية.. بالإضافة الى بقية الكتب والبحوث في موقع مركز الشمس.. تلك المواضيع التي تنير لنا الدرب.. وتزيد من معرفتنا في اكتشاف الواقع.. وتشخيص حقائقه.. بما فيها حقائقه الدامية.. التي تعكس مظاهر الاستغلال الجديدة.. وتشخيص القوى والجهات.. التي تسعى لنشر الخراب والعنف والمزيد من الدمار بيننا..

وهذا ما تجدونه بوضوح في ملفات عددنا.. الذي واصلنا فيه تقديم المزيد من المعلومات عن المضطهدين.. الذين تعرضوا للظلم والقمع والعنف.. وحرموا من ابسط حقوقهم كمواطنين.. لهم حق التمتع بالحياة المستقرة.. وضمان حمايتهم.. وتوفير الخدمات لهم.. وانقاذهم من مخيمات الذل في مجمعات النزوح، وعدم المتاجرة بمعاناتهم بحجة الدفاع عنهم.. ومصادرة حقهم في التعبير عن الرأي.. بما نشاهده من تفاصيل وممارسات.. مرافقة لما يسمى بالديمقراطية والانتخابات الصورية الشكلية.. التي لا تفرز الاّ الفاسدين والقتلة والحرامية.. الذين يتشدقون بالشعارات الزائفة. ويمتهنون استغلال الأوضاع الصعبة والقاهرة للجمهور. الذي ما زال يعيش أجواء المحن.. ويتلقى المزيد من الخيبات والوعود الكاذبة الصادمة..
لهذا أفردنا في ملفات هذا العدد.. المزيد من الكتابات المناهضة للعنف.. وستجدون في بقية المواد المنشورة من بحوث وتراجم ونصوص وأفكار ونقد.. وكل ما يدور في هذا الفلك من مساهمات.. لا تبتعد عن مصلحة الجمهور.. ودور المثقف الفاعل من خلال النص الملتزم بهموم المجتمع.. والأسلوب السلس.. والمحتوى الجاد.. والنصوص الراقية.. والكتابات الجريئة.. والاقتباسات المختصرة.. لا بل حتى الصور والاقتباسات المزينة لصفحات العدد وسد الفراغات.. جعلناها تؤدي نفس الغاية.. وتقودنا لنفس الهدف..

وتجدون أيضا للترجمة التي أعدها الزميل رياض ممدوح جمال.. لنصوص وحكايات اسطورية لـ إيسوب الاغريقي.. جذوراً رافيدينية.. لها صلة بأفكار وحكم الوزير الاشوري أحيقار الحكيم.. الذي أبدع وألف نصوصه باللغة الآرامية سنة 500 قبل الميلاد..
كل هذا يجتمع معاً.. بين دفتي هذا العدد.. في نسق معرفي يؤدي دوره الفاعل في ايقاظ وشحذ الوعي.. وتنمية الذائقة الفنية والأدبية والأخلاقية.. التي أصيبت بالتلف.. من جراء استمرار العنف.. وتواصل الحروب ومظاهر التخلف.. في ظل السلطات الجائرة وحكومات الفساد والأحزاب المتعفنة المعرقلة للتقدم والنهوض..
وهنا.. من خلال خياراتنا في النشر.. نمارس دورنا بإرادة حرة.. لنسير بوعي نحو الضياء الذي يفتح لنا ولغيرنا.. المزيد من الآفاق للتمسك بشعاع الشمس.. ونكافح من اجل رفع شأن الانسان.. الانسان كاثمن وجود في الكون الجميل.. الذي لا ينفصل عن جمال الموقف وجمال الكلمة.. والاجمل من كل هذا.. جمال المستقبل.. رغم كل هذا القبح المحيط بنا..
ـــــــــــــــ
هيئة التحرير
30 نيسان 2024