لماذا أرسل لنا يسوع؟


جهاد علاونه
2023 / 12 / 28 - 22:19     

تصدير:

"...ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب"- لوقا 2: 11
عيد ميلاد مجيد...

لو كنا نحتاج لمليونير أو كما يقال ملياردير لأرسل لنا الله رجلا ثريا جدا ثراءه يفوق الخيال ولكن هذا الثري لا يُخلّصَ إلا نفسه وبعضا من معاونيه ويريد أن يأخذ منا لا أن يعطينا ويسعى سرا وجهارا إلى إكثار ماله على حساب الغلابة المتعبين والحراثين والعمال والشغيلة وكلما كثر ماله كلما طمع بأكثر من ذلك كله, وهذا النوع من الناس لا يُخلّص الثقيلي الأحمال بل يزيد من أتعابهم وأحمالهم فهو لا يحمل عنهم بل يريدهم أن يحملوا عنه ويعينوه عندئذٍ يكثر حوله المنافقون والدجاجلة والنصابون والانتهازيون والتجار المحتكرون للتجارة وتكثر أعمال الدولة مثل جز صوف الحِملانْ واستعباد الناس والتجارة بالبشر مثل بيعهم وشرائهم هم وأحلامهم حتى يصعبُ السيطرة على هذا السوق وذاك.

ولو كنا نحتاج إلى مهرج لأرسل لنا الله مُهرجا نضحك قليلا على حركاته وطُرفه ونكاته ثم تروح السكرةَ وتأت الفكرة فنعود ليلا حين يجن علينا المساء إلى تذكر أحزاننا وآلامنا فنبكي كثيرا بعد أن ضحكنا قليلا وتكثر من حولنا الدعايات والإعلانات المبوبة وينتعش سوق الممثلين الذين يريدون الربح الكبير مقابل قدراتهم الفائقة على تصوير وتوصيف أحزاننا وآلامنا نحن المعذبون , كذلك المغنون والمنشدون والشعراء والفنانون يلهوننا عن مشاكلنا ساعة من الزمن أو ساعتين وبعدها نعود للمشاكل من جديد بعد أن تذهب السكرة وتأت الفكرة.

ولو كنا نحتاج مصلحا اجتماعيا لأرسل لنا الله مُصلحا اجتماعيا أو مُفكرا ولكن هذا المفكر طريقه صعب جدا ومحفوف بالمخاطر حيث يُصلح لنا جانبا من حياتنا ويتسبب بمشاكل أخرى لنا وبمقابل كل حل لمشكلة تظهر وتقف وتولد لنا مشاكل أخرى وبمقابل كل مُنحدرٍ نواجه صعودا صعبا.
ولو كنا نحتاج إلى نبيٍ أو رسولٍ لأرسل لنا عشرة أضعاف ما أرسل من رُسلٍ وأنبياء إلى بني إسرائيل, لذلك هو يعلم أننا نحتاج إلى مُخلّصٍ وفادي يفدينا لأنه يعلم أن الملوك والساسة الأرضيون لا يفدون أحدا ولا يخلصون أحدا بل ينتهزون الفرص للظهور بأثواب الحملان حيث يكثر من حولهم المشعوذون الذين يدعون حب السلطان ويتملقون له بالكلام فهؤلاء المتملقون مرة يدعون التقرب من السلاطين ومرة يدعون التعاطف مع الفقراء والأبرياء والمساكين.

وحده المسيح هو الذي أرسله الرب ليفدينا وليخلصنا ليس كما يخلصنا المليونير وليس كما يخلصنا من آلامنا المُهرج أو المُصلح الاجتماعي أو السياسي الغيور على مصالح الأغنياء والأثرياء بل يسوع أو ب يسوع المسيح وحده هو الخلاص التام من آلامنا وأحزاننا وأوجاعنا وبابه مفتوح وعنوانه معروف وقلبه مكشوف يدخل ويتعشى معك ويجالس المرضى الذين يحتاجوا إلى طبيب وإلى من يخفف عنهم آلامهم وأحزانهم يعطيهم ولا يأخذ منهم ولا يستغل الفقراء من أجل الصعود على حساب كدهم وتعبهم.

وما أشبه اليوم بالبارحة!!! نحن لا نحتاج إلى مُهرج فلقد سئمنا من تكرار المشاهد اليومية ولا نحتاج إلى مُغنين أو ممثلين أو مشعوذين أو رؤساء جمهوريات نحن نريد يسوع الذي عرفناه وخبرناه نحن نريد أن ننتظر غودو وأن يظهر على خشبة المسرح ألكل غرز سكينه فينا وطعننا من الخلف والرؤساء تاجروا بأحلامنا وأحزاننا ورؤساء الحكومات باعونا للتجار.