شعبنا عاف سلاح التشهير وصبيانه
نبيل عودة
الحوار المتمدن
-
العدد: 7192 - 2022 / 3 / 16 - 18:09
المحور:
المجتمع المدني
*علي سلام: مصلحة الجمهور فوق أي مصلحة حزبية او فئوية*
*نبني الجسور مع الأهالي ولا تحفر خنادق العداء*
*التنافس على خدمة الناصرة وأهلها فقط *
نبيل عودة
التحريض على بلدية الناصرة ورئيسها أصبح نوعا من الداء السياسي لأوساط فقدت شرش الحياء، ولا تملك رؤية واقعية لفهم المهام التي تحتاج الى اضعاف القوى والميزانيات المتوفرة اليوم للبلدية.
قوى سياسية متهاوية أصبح تشويه الحقائق وترويجها هو جوهر نشاطها، دون وعي منهم ان اعلامهم المريض لن يرتفع من جحره ليصبح له شأنا.
ادارة البلدية تعمل جاهدة على تغليب العقلانية والتعاون، على فتح الحوار الذي يخدم قضايا المدينة، ومتطلبات التطوير من أجل مصلحة الجميع بغض النظر عن مواقفهم الشخصية مع او ضد ادارة البلدية.
السؤال المقلق لماذا لا نجد حوارا ينهج حسب القاعدة العقلانية التي ترفع اولا مصلحة الجمهور قبل المصلحة الحزبية او الفئوية؟
البلدية ليست ساحة صراع سياسي، قد نكون كلنا متفقين سياسيا، ولكل منا اجتهاداته في التأويل والتفسير السياسي، وفي النهاية نتصرف بناء على أكثر الآراء واقعية. لكن تضافر الاجتهادات في السلطات المحلية، وتبادل الرئاسة فيها يجب ان تكون من القواعد الثابتة والضرورية ، لسبب بسيط، ان لكل انسان او مجموعة طاقة ورغبة في المساهمة بقيادة النشاط البلدي التطويري. لا يوجد احد خلق ليكون الزنبرك والآخرين تابعين او خونة، حسب بعض المفاهيم التي يروجها الفاقدين للمنطق التنويري البسيط.
يجب ان نتخلص من المواقف التي ترفض الآخرين لأنهم وصلوا الى ادوراهم من خارج تنظيماتهم. ولا بد من الحذر ان لا نصل باختلاف الآراء الى طريق مسدود، لا يبقي لنا الا سلاح التشهير الذي عافه شعبنا وعاف مروجيه وصبيانهم.
من المقلق ان البعض يدخل نفسه وتفكيره في خنادق من الانحباس العقلي التي تلحق الضرر بهم أولا. نحن مجتمع متعطش للإنفتاح الحضاري، للديمقراطية الاجتماعية والسياسية، لا اهداف متناقضة لنا، لا مصالح متضاربة . الناصرة ناصرتنا جميعنا، ومنافستنا هي منافسة لحق خدمة المواطن، ولا اعتقد ان ذلك يستحق العداء والتحريض . يجب تحسين مفاهيمنا، والتخلص من الجمود الفكري والتحجر في التعامل.
كلامنا ليس نقدا ولا شكوى، بل دعوة الى فتح العقل للإدراك الصحيح والواضح لمفاهيم تداول المسئولية. اذا وجدكم الجمهور غير مناسبين فهذه ليست نهاية الدنيا، بل خطوة لإعادة التفكير واعادة ترتيب البيت ، واحداث التحول المرجو، وليس تخطيط العداء وخلق مسببات عدائية ، لا قاعدة عقلانية او ملموسة لها. واحذر من نهج التعميم الذي يبلي أصحابه اولا!!
يجب التوافق على فهم المشترك وليس تعميق السلبيات التي لا تفسير لها الا بسيطرة الضغائن. لم نعد شعبا يتغذى على الشعارات، نحن شعب حقق منجزات كبيرة في جميع مجالات الحياة، شعب تبلغ نسبة الأكاديميين بين افرادة من اعلى النسب العالمية، شعب رغم كل عوامل الواقع الصعب اجتماعيا واقتصاديا لنسبة ليست صغيرة، يواصل التمسك بطريق التطور والتقدم وفتح الطريق امام أجياله الطالعة لتحقيق ذاتهم علميا ومهنيا واجتماعيا.
امام هذه المضامين المتنورة يجب ان تكون اهدافنا رعاية وتقوية هذا الاتجاه، والدفع نحو التوافق الذي يوحدنا بلا ضغائن وحساسيات شخصية.
انظروا الى عالمنا العربي الذي يعاني من تهديد وحدته الوطنية وبالتالي من تهديد لمستقبله الوطني والديني.
لنتعلم الدرس ونفتح صفحة جديدة. لا عداء لأي طرف، لا عداء لأي تنظيم، تعالوا نتنافس على خدمة شعبنا وبلداتنا، وعلى راسها مدينة الناصرة واهل الناصرة!!