عن الحصار الاقتصادي على ايران والحملة الاعلامية والسياسية من قبل الولايات المتحدة الأميركية
سامان كريم
الحوار المتمدن
-
العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي
عن الحصار الاقتصادي على ايران والحملة الاعلامية والسياسية من قبل الولايات المتحدة الأميركية
الى الامام: يوم ٢ ايار ستصل صادرات النفط الايرانية الى الصفر كما اعلنت ادارة ترامب، والطبقة الحاكمة في الجمهورية الاسلامية، قالت لن يمر هذا دون رد فعل بما في ذلك اطلاق التهديدات لغلق مضيق هرمز ماذا وراء هذا الحصار الاقتصادي على ايران والحملة الاعلامية والسياسية من قبل الولايات المتحدة الامريكية ضد ايران؟
سامان كريم: في البداية أود ان اقول ان تصدير النفط الايراني لن يصل لا اليوم ولا بعده الى الصفر. هذه سياسة و دعاية حربية قبل ان تكون قرارا مدروسا, او قرار قابل للتطبيق في ظل الاوضاع العالمية الراهنة. وهذا يعني اعلان الحرب على ا يران, وايران لم ولن تقف مكتوفة الايدي. قبل ذلك و أهم من كل الضخامة إلاعلامية التي ترافق مثل هذه التهديدات, قضية الحصار الاقتصادي والتهديد بتصفير صادرات النفط الايراني من قبل امريكا وما يرافقها من هذيان العنهجية العسكرية الاميركية, وتحشيد البوارج والتهديد بالحرب. هذه هي القضية الاهم في عالمنا المعاصر. الحصار, هذه الاسلحة الفتاكة التي تقتل بدون قنابل و بدون طائرات وبوارج حربية, خصوصا نحن في العراق نعرف تأثير هذه الاسلحة الحقيرة على اكثرية الجماهير المحرومة في ايران, على العمال والكادحين و المحرومين, على الاطفال والنساء والشيوخ. سياسة الحصار هي سياسية لتجويع ولافقار المجتمع الايراني برمته, ليتسنى لامريكا واعوانها في البرجوازية المحلية الايرانية المعارضة, انزال مستوى التوقع للجماهير المحرومة والعاملة, ذلك لفرض سيطرتها واجندتها السياسية كما تحلو لها مثلما طبقها في العراق, وتقسيم مجتمعها الى مكونات مصطنعة كالطائفية والقومية و السنية و الشيعية و الاذرية والكردية والفارسية و العربية . الحصار ليس ضد الطبقة الحاكمة في ايران, بل ضد الطبقة العاملة بالتحديد.
ماوراء السياسة الامريكية اساسا, هو الصين وروسيا بالتحديد. امريكا تهدف الى قطع المقومات والقوة الكامنة للاقتصاد الصيني الذي خرج من قمقمه. سياسة تحاول قطع الطريق امام هذه القوة الاقتصادية العملاقة, الميزان التجاري مع امريكا, لصالح الصين و بمئات المليارات من الدولارات , استحواذ على الانتاج العالمي في القطاع الكيميائي و الزراعي والأسمدة الزراعية والسكك الحديد و تصنيع القطارات و تصنيع الجوالات "موبايل" و قوة الشحن البحري و تصنيع الطائرات المدنية في المقدمة او لصالح الصين. ناهيك عن القوة الاحتياطية التي بحوزة الصين من الدولارات والتي تتجاوز ثلاثة ترليون دولار.... يضاف الى ذلك هناك خوف كبير من المشروع العالمي الضخم "حزام واحد, طريق واحد", المشروع الذي طرحه الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ في سنة 2013. الطريق الذي يمر بايران ويصل الى العراق ثم تركيا والى اوروبا عبر سكك الحديد, ناهيك عن الطرق البحرية و الجوية. المشروع الذي يغطي 65% من السكان في العالم ويربط 65 بلدا في ثلاث قارات مختلفة, مع بعضهما البعض عبر شبكة واسعة من الطرق و من خلال مد الجسور و وبسط الطريق الدولية وبناء الموانئ والمطارات, وامداد الطاقة عبر عشرات آلاف من الكيلومترات.... بدون ايران او اذا وقعت ايران في حالة الفوضى, سوف يقطع هذا الطريق وبالتالي سيكون ذلك عائقا كبيرا امام الصين لاختيار البديل وخصوصا بدون ايران من الصعب ربط العراق وسوريا و بلدان الشام بهذا المِشروع. ما وراء هذه السياسة هي الصين بالدرجة الاولى وضرب اقتصادها, الذي يمر عبر الجبال و الوديان والبحار و السحاب من روسيا واسيا الى اوروبا وافريقيا.... هذا أهم محور من المحاور الذي يشكلها التهديد الأمريكي اتجاه ايران..... اما بخصوص المحور الثاني, فهو محور امني و عسكري اتجاه روسيا. امريكا تحاول تطويق روسيا, امنيا وعسكريا بواسطة او عبر هذه السياسة و وخلق حالة من الفوضى المستمرة في محيطها. هذه هي قضية امريكا ازاء ايران, سياسة تهدف الى ضرب الأعداء كافة بحجر واحد, عبر اضعف حلقاتها وهي ايران.
لكن هذه السياسة اي سياسة الحرب على ايران واسقاطها, براينا ليست مطروحة. بمعنى ان الحرب على ايران ليست مطروحة. كل ما نسمعه ونراه من تحشيد القوى و البوارج الحربية و المادة الاعلامية الضخمة تصب في خانة الدعاية الحربية و الحرب النفسية, ومحاولة لفرض بعض الشروط على ايران. السياسة الفورية لأمريكا, التي تهدف الوصول اليها بسرعة هي, فرض جلوس ايران على طاولة المفاوضات بشروط امريكية, وبالتالي ترويضها لصالح سياستها في المنطقة. بمعنى فرض المفاوضات على ايران وبالتالي الحصول على التنازلات سواء ما يخص الملف النووي او الملف العراقي او الملف السوري أو ملف حزب الله واخيرا ملف الصواريخ .... أمريكا تحاول تحقيق هذا الامر في المستوى الاول من طموحاتها. بعد ذلك اذا لم يتحقق هذا الامر تبتغي الحصول على تراجع ايران عن تدخلها في الملف العراقي, الذي يشمل قضية القواعد الامريكية, و رئاسة الوزراء, الطريق الذي يربط بين ايران وسورية و اخيرا الغاء او على الاقل تقزيم و تحجيم الحشد الشعبي... فيما يخص امريكا وبعد تيقنها من عدم تنازل ايران في النقاط انفة الذكر, سيبقى العراق محورا مهما بينها وبين ايران... بدون العراق تقطع صلة ايران بسورية على الاقل بريا, ويفقد الحشد الشعبي و تلعب بالورقة الكردية في ايران او في العراق عبر اقليم كردستان العراق. هذا ناهيك عن التبادل التجاري و الزيارات والسياحة الدينية والصفقات التجارية, وتحويل العملات الصعبة... العراق سيبقى محورا اهم في المرحلة الراهنة سواء كان لأمريكا او لإيران. فيما يخص امريكا,العراق اهم بكثير حيث لديها حدودا مع تركيا ايضا, ومع سورية و وقريبة من روسيا والقضية الكردية يمكن تسخينها وفق الحاجة.
ليس امام امريكا أو حكومتها ومؤسساتها السياسية العريقة و المنتخبة الحاضرة !!!, سياسة مغايرة لتلك التي اعلنها ترامب. هي السياسة الوحيدة في جعبة الاستراتيجية الامريكية السابقة. والمهزلة هي وضع العربة امام الحصان, كما فعل ترامب, ويفعل غيره بطبيعة الحال كرئيس للولايات المتحدة الامريكية. سياسة التحدي والعناد والعنهجية والغطرسة العسكرية, وفرض الحصار الاقتصادي الى هذه الدرجة من الطيش والرعونة, سياسة ترجع الى عهد سابق, العهد الذي فشلت فيه امريكا ومؤسساتها العريقة في تحقيق اهدافها واستراتيجيتها, التي كانت تتلخص في اقامة نظام عالمي جديد بقيادتها, اي عالم ذو قطب واحد بقيادتها... في تلك المرحلة بين 1990-2006 و بعد سقوط جدار برلين لغاية تدمير العراق وتقرير بيكر-هاملتون في سنة 2006, المرحلة التي " ما نقوله يمشي" وفق اصول او مبدأ بوش الاب الرئيس الامريكي الاسبق. هذا العهد انتهى من غير رجعة.
امريكا اليوم مثل حيوان وحشي طائش وهائج وجريح ينزف منه الدم, عليه ومثل كل جريج ان يحاول لملمة جروحه ومداواتها , لكن الجريج مهما يكن علاجه لن يرجع الى حالته السابقة بالضبط. امريكا تحاول في مرحلة سقوطها باعتبارها القوة العالمية الاولى, ان تتخذ قرارات, وكأنها تعيش في عالم ذو القطب الواحد. هذه الحماقة السياسية, هي احد اكبر الويلات والمصائب التي تقع على المجتمع البشري برمته.
حلقات سياسة امريكا وأوراقها سقطت واحدة تلو الأخرى, حتى العراق ليس عراقها, ناهيك عن سورية و حتى تركيا ليست ركيزة من ركائزها, ولا حتى قطر التي فيها اكبر قاعدة اميركية في المنطقة. فشلت السياسية الامريكية في سورية بتغيير نظامها " بالثورة الارهابية" وفشلت سياسة امريكا في مصر " بالثورة المخملية " وفشلت سياسة امريكا في ليبيا " بثورة الناتو وطائراتها ".... هذه كلها لم تكن ثورات بل كلها كانت حركات سياسية لصالح اقتصاد السوق, وايجاد بناء فوقي يتوافق مع هذا النوع من الاقتصاد الرأسمالي حتى لو كان ذلك عبر حركات و منظمات ارهابية كما نراه في سورية. تركيا تحاول شراء اسلحة روسية وهي عضو مهم في حلف "الناتو" حتى علاقتها مع السعودية تراجعت مقارنة بالمراحل السابقة. هذا كله انعكاس لبروز وحضور قوى عالمية او اقطاب عالمية اخرى. الصين وروسيا مع بعضهما يشكلان قوة عسكرية واقتصادية ضخمة بمواجهة امريكا, على الرغم من الخلاف بينهما. هناك المانيا في قلب اوروبا التي تحاول النأي بالنفس عن سياسات امريكا في اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط.... العالم يتغير, فقط امريكا لم تتغير بعد وخصوصا على صعيد السياسة الخارجية وغطرستها العسكرتارية المقيتة. ما وراء سياسة أمريكا الراهنة ازاء ايران, هو هذا النوع من الرغبة السادية في البروز والظهور. كقائد عالمي بلا منافس, دونكيشوت بلا منافس و لكن بدون مقوماتها المادية, بعيدا عن بنيتها الاقتصادية والعسكرية و السياسية والايدولوجية ايضا.
نحن في الربع الاخير من المرحلة الانتقالية العالمية. المرحلة التي تتقاسم فيها القوى العالمية الكبرى, الخريطة الجيو سياسية للعالم المعاصر. الربع الاخير ولكن ربما سيطول عشرة سنوات واخطر فترة من فترات المرحلة الانتقالية. المرحلة التي لم يتبلور فيها النظام العالمي الجديد, نظام متعدد اقطاب. جنون امريكا,ينبثق كرد فعل ازاء هذا التحول من هنا بالضبط. عليه نراها تهدد ايران وتحاول فرض تصفير الصادرات النفطية, وتحاول تهديد كل العالم اذا تعامل مع ايران و شركاتها والحرس الثوري الايراني وهي تتناسى ان الصين وروسيا يقفان لها بالمرصاد في كل تحركاتها حتى اوروبا العجوز ليست معها كما كانت في العهد السابق. ناهيك عن الدور والموقع القوي لايران واذرعها في منطقة الشرق الاوسط.
الى الامام :الولايات المتحدة الامريكية ارسلت اسطولها من حاملات الطائرات الى الخليج، بحجة حماية الملاحة البحرية تحسبا من اغلاق مضيق هرمز من قبل الحرس الثوري الايراني، هل هذا يعني تهديدات جديدة بنشوب حرب كما في حرب الخليج الثانية اي بعد غزو العراق للكويت، ام هي عملية تدخل بهدف لوي الذراع لانتزاع الطرفين تنازلات من بعضهما.
سامان كريم: ليس هناك حربا بين ايران و امريكا, ليس هناك حربا كبيرة في المنطقة على غرار الحرب على العراق. ليس هناك تصفير الصادرات,. أمريكا ليس لديها مقومات مادية, اقتصادية, عسكرية وسياسية وحتى إيديولوجية, وليس لها اصدقاء كثر لهذه الحركات الدونكيشوتية على الصعيد العالمي. حرب كهذه نتائجها ليس محسومة, لا عسكريا و لا سياسيا واقتصاديا ربما تذهب فيها تريلونات اخرى بدون ضمان. المناطق اللوجستية في المنطقة, لهذه الحرب قليلة جداً مقارنة بالحرب التي اعلنتها ضد العراق, تركيا والعراق ليس معها بالتاكيد, باكستان في وضع لا تحسد عليه, ولديها علاقة جيدة مع النظام الايراني. الصين وروسيا تقع في الصف المقابل, وليس بامكانها كسب الأوروبيين وخصوصا المانيا وحتى فرنسا ليس بامكانها ان تذهب معها الى هذه العملية البهلوانية.
ارسال اساطيل حربية و حتى تحشيد قواها العسكرية, تصب في خانة الدعاية الحربية و التاثير السلبي على المواطن الايراني, والايجابي على المعارضة البرجوازية القومية الكردية و القومية الايرانية و الفارسية, و الاذرية و الاهوازية وجماعات مختلفة من امثال مجاهدي خلق و امجاد شاه ايران... امريكا تهدف الى خلق حالة من الفوضى عبر هذه الجماعات في مرحلة من مراحل تطور الصراع الحالي. نحن نعرف المشروع السياسي السعودي الامريكي لدفع جماعات قومية كردية لضرب قوات ايرانية في عمق كردستان ايران, هذا حصل قبل عدة أشهر وقاده الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني , وراينا انفجارات في الاهواز ايضا... هذه كلها تقع ضمن هذه الفقاعة. فقاعة نشر الذعر والخوف كحالة من حالات الدعاية الحربية و نشر رياح الغطرسة, لانها ليس بامكانها تطبيق الغطرسة كما فعلتها في العراق.
قضية غلق مضيق هرمز, ايضا لها جانب دعائي مؤثر لصاح ايران, وهي تتعامل مع هذه الحالة كتهديد بوجه امريكا و دول المنطقة المطلة على الخليج, خصوصا وكما نعرف ان بلدان العراق و الكويت و القطر و الامارات والبحرين ليس لديهما اي طريق اخر لارسال النفط عبر البحر, سوى مضيق هرمز... هذا الجانب من القضية, وهذا المضيق خصوصا يعبر منه 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم من الجانب الاخر.تضاف الى ذلك إن 22% من السلع الأساسية فى العالم (الحبوب وخام الحديد والأسمنت) تمر عبر المضيق, وإن المملكة العربية السعودية تصدر 88 % من إنتاجها النفطى عبره ، بينما يصدر العراق 98 % من انتاجه النفطى عبره، والإمارات بنسبة 99%..... اذن إن التهديد الايراني باغلاق المضيق سيضر بالاقتصاد العالمي وخصوصا ان بلدان مثل اليابان ستحصل على أكبر ضرر, لان اكثر استيراد لنفطها يمر عبر هذا المضيق. هذه هي الحالة ازاء الاساطيل الامريكية و الحرب النفسية , هناك حرب ودعاية ايرانية لمواجهتها. وعلينا ان نأخذ القضية جديا في هذا السياق. وكما قلنا ان تصفير الصادرات هو اعلان للحرب, غلق مضيق هرمز اعلان حرب ايضا. بمعنى هناك تهديد بالحرب ازاء التهديد المقابل بالحرب. الند بالند.
ليس هناك حرب على ايران وليس هناك غلق لمضيق هرمز. هذه هي المعادلة الصحيحة. ربما هناك مناوشات او حتى تحرشات عسكرية ولكن نحن نتحدث عن الحرب وليس عن المناوشات والتحرشات العسكرية, التي ربما تحدث او حدثت بالفعل في السنوات الماضية. وكما اكدنا في اجابتنا على سؤالكم اعلاه, ان المرحلة الراهنة مختلفة كليا عن المرحلة التي وقعت فيها الحرب على العراق. ربما هناك حربا بالوكالة في لبنان او العراق مثلا, ولكن ليس هناك حربا على ايران, وايران لا تريد حربا.
القضية ليست لوي الاذرع. لوي الاذرع الايرانية ... في سورية او لبنان او العراق, او حتى اليمن, فشلت سياسة امريكا وحلفائها في المنطقة لتحقيق هذا الامر... القضية هي الدعاية النفسية والحربية لكسب الوقت والحصول على امتيازات معينة او شروط جديدة لصالحها كما ذكرناه انفا. امريكا فشلت في قطع هذه الاوصال, او هذه الاذرع, عليه توجهت مباشرة للرأس اي لايران تهددها, ليتسنى لها ان تحصل على شيء واقعي ومادي لصالحها. هذه هي القضية. للمثال فحسب, امريكا تحاول جلب الصين لجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا حول معاهدة نووية جديدة. المعاهدة التي الغته ترامب مع روسيا قبل مدة.
الى الامام: ما هو موقف الحزب الشيوعي العمالي العراق تجاه هذه الاوضاع وفي اي خندق يصطف، وكما نعلم وبشكل غير رسمي انه يدين السياسة الامريكية والحصار الاقتصادي على ايران؟ الا يضعكم هذا في خانة معاداة الامبريالية “انتي امبريالية” بشكلها المطلق والمجرد؟
سامان كريم: حزبنا يقف بقوة ضد الحصار الاقتصادي على ايران وضد تصفير تصدير النفط الايراني وضد الحالة الراهنة من ارسال الاساطيل و حالة التحشيد الاعلامي الحربي ضد ايران... نحن ندين وبقوة كل هذه الامور وكل هذه السياسات التي هي اساسا سياسة واحدة. نحن ندين عنجهية امريكا و من يتحالف معها ضمن هذه السياسات في المنطقة من البرجوازية الرجعية سواء كانت دولا من امثال السعودية والامارات او جماعات واحزاب قومية وطائفية وليبرالية قومية ايرانية.... براي هذه سياسة واضحة غير قابلة لتفسيرات مغايرة.
لماذا نحن ندين هذه السياسات؟! اولا: لاننا نهدف الى تقوية وتوحيد الصف الاممي العمالي, لاننا نريد ان نربط علاقة نضالية وثيقة بين الطبقة العاملة في مختلف البلدان وخصوصا في البلدان منطقة الشرق الاوسط حيث نتواجد. نريد ان نكون صوتا قويا, وحركة قوية تقول لا للتحشيد والدعاية الحربية, لا للحصار الاقتصادي لا لتواجد القوات الامريكية في المنطقة, نعم لاخراج القوات الامريكية من المنطقة. امريكا وزعت الخوف والذعر والموت والقتل و الهويات الكاذبة في المنطقة, العراق نموذجا حيا, على اثرها تضررت مصالح الطبقة العاملة ليس في العراق فحسب بل على الصعيد المنطقة والعالم برمته. تضاف الى ذلك والاهم هي قائد او رائد للرأسمالية العالمية وللبرجوازية العالمية, لتطبيق الليبرالية الجديدة, وتحقيقها في المنطقة وفي كافة البلدان العالم اذا سمح لها. وهذا يعني سياسة الافقار و التجويع, يعني طرد العمال بالجملة, وتعيين الخصخصة و بيع قطاع الدولة , ويعني التقشف وقطع الارزاق... ويعني دفع اكثر ما يمكن دفعه من الناس صوب الفقر و البطالة, يعني قلة الخدمات الاجتماعية والمدنية, مثل الكهرباء و الماء الصالح للشرب و مياة الصرف الصحي و التعليم و التربية والضمان الصحي... يعني بيع كل هذه الخدمات والزام المواطن لشرائها, ومن ليس معه المال ليس بامكانه ان يشتري لا الصحة ولا كهرباء و لا تعليم, مثل ما نراه في امريكا... وعلى صعيد الدساتير والقوانين, هو تقسيم المجتمع والانسان على اساس الهويات المصطنعة كما اكدنا عليه... وهذا يعني خلق التشرذم والتفرقة في داخل صفوف الطبقة العاملة... عليه نحن نقف ضدها بكل ما لدينا من القوة, وندعو كافة القوى الشيوعية في المنطقة والعالم و القوى اليسارية التقدمية والاتحادات العمالية ان تقف بوجه هذه السياسات الاميركية الرجعية المضادة للانسانية .
ثانيا: من هي امريكا وهي قد جعلت من نفسها شرطيا عالميا؟! من اعطى لها الحق في الدفاع المزعوم عن "الديمقراطية وحقوق الانسان و نشرها" كما تقول, وهي صاحبة القاء اول قنبلة نووية في هيروشيما , و احتلال العراق وتدميره اقتصاديا وسياسيا و اجتماعيا وعسكريا, واحتلال فيتنام وتدميرها ايضا وتدمير سورية وليبيا و اليمن وتدمير منطقة البلقان برمتها و تدمير امريكا اللاتينية وبلدانها وتخريب مجتمعاتها..... هذه هي امريكا و افضل عمل لصالح المنطقة و لصالح المجتمع الامريكي هو خروجها الفوري من المنطقة, خروج قواتها من قواعدها في قطر و العراق وتركيا و سورية و اساطيلها في البحر.. هذه مطالب جماهيرية عارمة في المنطقة, نظرا لاعمالها وسياساتها الرجعية والعدائية بحق شعوب العالم. امريكا ليس لديها الحق اصلا ان تتحدث بالضد من الدكتاتورية او حق المواطنين الإيرانيين او ماشابه ذلك. يجب ان تحكام كل المؤسسات القيادية في امريكا منذ حربها على فيتنام ولحد الان.
عليه نحن نحدد السياسة ليس وفق معطيات طارئة, او حالات فورية, بل نحددها وفق استراتيجية خاصة بنا. استراتيجية الثورة العمالية. هذه الاستراتيجية, او هذا الهدف يفرض على الشيوعيين العماليين و الماركسيين ان يتحركوا وفق مصلحة الطبقة العاملة, و مصلحتها تحدد امميا وليس في اطار قطري او قومي في بلد ما. وفق هذا المنظور نرى ان سياسة امريكا في المرحلة الراهنة, تسبب ضررا بالغا للطبقة العاملة ولصالح تقوية بقاء البرجوازية في الحكم في منطقتنا بصورة عامة وبالتحديد في إيران.
اخيرا ماهو تعريفنا للامبريالية؟! هل الامبريالية حالة طارئة من الرأسمالية، او وضع خارج عن اطارها؟! لا بالطبع... هي حالة الرأسمالية بالضبط. الامبريالية هي حالة خاصة تمخضت من الراسمالية, تمخضت واصبحت خطوة الى الامام نحو التوسع و الاحتكار الرأسمالي, حيث الراسمال المالي اصبح سيدا بلا منافس... هذه هي الامبريالية. بامكاننا ان نشببها بالسمكة الكبيرة التي تأكل الاسماك الصغيرة, الامبريالية تأكل الرأسماليات الصغيرة... وتهدف الى الاحتكار والتركيز والتمركز.. كما نراها في امريكا و الصين و روسيا و المانيا... هذه هي الحقيقة. بهذا المعنى نحن ضد الامبريالية, لاننا ضد الراسمالية. اما تلك الصفة التي انتشرت عبر اليسار " معاداة امبريالية" هي وخز الضمير فحسب لا ينبثق منها شيئا ايجابيا لصالح المحرومين لا بل هي سياسة بالضد من الجماهير المحرومة ومصالحها مثل ما رايناه في حرب افغانستان وحتى في الحرب على العراق. اليسار الاوروبي او حتى الاوروشيوعية لديها هذه صفة لانها تابعة للرأسمالية , وتتحرك داخل اطارها, يفصلون الرأسمالية عن الامبريالية, يؤيدون الرأسمالية و استغلال الطبقة العاملة, وينتقدون الامبريالية, لانها تحب الشر والحروب. بمعنى اخر ينتقدون افرازات ونتائج العمل الامبريالي خصوصا علي صعيد الخارجي, لكن لا يتحدثون عن استغلال الطبقي في امريكا او الصين مثلا. أذن لا ينتقدون اساس القضية والموضوع بل نتائجها. بامكاننا ان نسميهم الشيوعية البرلمانية... اذن ليس لديهم ربط ولا صلة بالشيوعية وبالطبقة العاملة من ناحية الافق السياسي او الاستراتيجية الشيوعية. هذه ثنائية يسار وشيوعيي اوروبا لا تشملنا اصلا.
الى الامام: ماهي السياسة العملية للحزب الشيوعي العمالي العراقي تجاه هذه التطورات، على الصعيد العالمي وعلى صعيد العراق؟
سامان كريم: وفق ادانتنا للسياسة الامريكية هذه, نحدد وجهتنا العملية. اعتقد سياستنا العملية واضحة, وكما تحدثنا وقررنا في اجتماعات المكتب السياسي بصورة عامة او حتى بالتحديد في بعض الامور. الخطوة العملية الاولى لقرار المكتب السياسي هو اصدار البيان المشترك للاحزب الثلاثة, وبعد إجتماع مع قيادة الحزبين " الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني والحزب الحكمتي – الخط الرسمي" اصدرنا البيان وحققنا هذه الخطوة البدائية. محاولة توحيد خطواتنا العملية معهما في الخارج على الاقل, وفي داخل العراق مع الحزب الكردستاني. هذه هي النقطة الاولى وهي مهمة جدا. الثانية النشر والدعاية الواسعة على صعيد المجتمع العراقي لسياسة الحزب, عبر الندوات والحوارات و كتابة المقالات والمشاركة الفعالة في السوشيال- ميديا... بعد ذلك قيادة مظاهرات وتجمعات جماهيرية وخصوصا في بغداد والبصرة على الاقل, لابراز هذه السياسة, وهذا عمل ممكن ويمكن تحقيقه بسرعة. هذه الخطوات تصب في خانة تعبئة جماهيرية واجتماعية واسعة لسياسات الحزب, وخلق نوع من حالة الاعداد والاستعداد لدى صف واسع من الجماهير خصوصا الصف الشبابي والعمالي.
علنيا ان نؤكد ان كل اعمالنا تتحرك وفق سياقها الروتيني الاعتيادي, بمعنى نعمل كل هذه السياسات وفق منهجية الحزب لهذه المرحلة. تقويتها وابرازها وقياداتها وكوادرها في اماكن معيشتها و عملها في معاملها و جامعاتها ومعاهدها وإحيائها السكنية, علنيا ان لا ننسى هذا الامر في كل خطوة من خطواتنا. الخطوة التالية هي تقوية و توحيد الصف في اي بقعة جغرافية التي نتمكن ان نشكل مركزا اجتماعيا مؤثرا كحالة متمايزة خاصة في هذه المنطقة او تلك... هذه هي اهم فقرة اذا نحققها سيكون بمثابة خطوة كبيرة الى الامام. هذا يعني تشكيل حلقة مركزية قوية مؤثرة على الصعيد الاجتماعي في هذه البقعة الجغرافية, حلقة مركزية مؤثرة سيكون فيها الحزب واللجنة الحزبية الشيوعية نواتها بطبيعة الحال. مركز قوي بمعنى لديه علاقات وصلات اجتماعية واسعة جدا, تخلق في طياتها حالة من التقليد الاجتماعي ولو بصورة محدودة .. هذه مسائل مادية ملموسة, نراها ونلمسها طبعا. الحزب مركزها الحزب ولكن هناك عشرات وربما مئات من الحلقات المختلفة يمكن زجها في هذه السياسة او في هذه الخطوة او تلك, ستؤيدها وتلف حولها عشرات الرابطات و الجمعيات او النقابات المختلفة في هذه البقعة... وتخلق نوعا من شعور المقاومة الثورية ازاء سياسات امريكا والقوى الرجعية البرجوازية... هذ هو الهدف الذي نحاول تحقيقه في هذه المرحلة.
بخصوص العمل على الصعيد العالمي, لدينا عوائق كبيرة, الحركات التقدمية واليسارية الراديكالية تراجعت كثيرا, والطبقة العاملة تدخلها في السياسة يكاد يصل الى الصفر. مع ذلك هناك ارضية لعمل ولخلق حالة اممية بوجه سياسات امريكا, خصوصا امريكا منبوذة لدى الرأي العام الاوروبي بالتحديد. علينا ان نخلق حالة الوعي في الخارج بوجه هذه السياسات عبر كسب الشخصيات العامة سواء كان سياسية او ثقافية او فكرية او موسيقية او ادبية او عمالية او طلابية أو في اي مجال اخر.. المهم في هذه الخطوة هو الوصول الى هؤلاء الأشخاص, و توقيع مذكرة ادانة للسياسة الامريكية الراهنة ضد ايران وفي منطقتنا. والعمل مع الاعلام الغربي , هذا العمل يصب في خانة انتشار سياساتنا وهي مهمة جدا.الخطوة الاخرى جمع المنظمات التقدمية والعمالية النقابات والاتحادات النسائية والشبابية من خلال ممثليهم او اجتماع لجانهم الرئاسية... هذ العمل يكمل الخطوة الاولى على صعيد الخارج.
اليوم وفي هذه المرحلة هناك ارضية بالرغم من انها ليست صلبة لهذا العمل ايضا. بامكان الاتحادات والمنظمات العمالية والمهنية في العراق و وايران وكردستان ان يراسلوا منظمات و اتحادات ونقابات في الخارج والطلب منهم العون والتضامن معهم. هذه الخطة تشكل بداية جيدة. ايضا ان الندوات باللغات العربية و الانكليزية في الخارج لتوضيح سياسات الحزب خطوة مؤثرة لجذب الراي العام العربي و الاوروبي ولو بدرجات معينة...توثيق وتوحيد العمل بين الاحزاب الثلاثة في العمل المشترك في الخارج له تأثير كبير لسرعة نشر سياساتنا وسرعة تحقيق خطواتنا العملية, وعلينا ان ندعوا كافة الاحزاب في ايران والعراق واوروبا ايضا المشاركة في هذا المسعى. الهدف النهائي في هذه المرحلة لهذه الخطوات, هو خلق حركة مناهضة للسياسة الامريكية ازاء ايران والمنطقة برمتها... حركة جماهيرية متمدنة واسعة في اوروبا وامريكا. انتهي.