المرأة .....من منطوق الذئب والحمل
عدوية السوالمة
الحوار المتمدن
-
العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 18:01
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لاشيء يمكنه أن يشوه ادراك الفرد عن ذاته بقدر رسو التصورات عن ذاته الخاصة او ذاته المؤطرة بدوره الاجتماعي عن طريق برمجة غير موضوعية يتم تناولها باستمرار بشكلها الواعي وغير الواعي مع عدم جواز النقد او المراجعة .
فكرة الحمل لا يجوز ترسيخها لارتباطها بعدم الاهلية الفكرية والاجتماعية والنفسية للمرأة . خلق التشبيه في اطار فكرة التكبيل النفسي للمرأة للبحث عن الحامي . في المجتمعات المتحضرة الحماية من شأن القوانين والتشريعات التي يخضع لها الجميع . في مجتمعاتنا للأسف الشديد القوانين والتشريعات لم تحمي النساء وهو ما تؤكده التشريعات الخاصة بحالات الاغتصاب وجرائم القتل على خلفية الشرف . ويبقى الحل ضرورة استمرار فكرة وجود حامي يشجع الآباء على الدفع نحو الزواج المبكر , أو البقاء في المنزل , أو البحث عن مرافق من ذكور العائلة . مؤكدين على هيمنة فكرة الذئب المتربص للحمل .
ومع تصليب شخصية المرأة المرافق للتغيرات الحياتية الحاصلة بفضل التعليم والعمل والمعلوماتية مازلنا نخشى في الاوساط النسائية الاصرار الذكوري في بعض الميادين تحديدا السياسية من اتخاذ دور الذئب ومنحنا دور الحمل بجميع الوسائل الممكنة. العامل غير المساعد هنا هو الرضوخ الذي تقدمه بعض النساء وحتى المشاركة في ترسيخ هذه الصورة لكسب معركة انعدام الكفاءة امام الكفوءات . يمكننا أن نشهد تراجع في الموقف الذكوري امام جهود نسائية بحتة من خلال مؤسسات أو جمعيات تقودها رائدات من الحركة النسوية تدعم الايمان بالكفاءة والمقدرة وترفع من مستوى الوعي السياسي للعمل فيه بعيدا عن التصور الذكوري لشكل وجودها المرتبط به . لابد من مراجعة نسوية واعية لفلسفة وطرق عمل الاتحادات والجمعيات النسائية التي اتسم أدائها في غالب الاحيان بضعف في تقديم دعم حقيقي لصورة المرأة التي نطمح في أن نكونها .
فالرجال كالاحتلال لن يقدموا تنازلات مجانية .
حقيقة فكرة الذئب والحمل لاتصلح حاليا الا في الاوساط المعزولة اجتماعيا في حين أنها مضحكة لكلا الطرفين في الاوساط المعرضة لدفق الانفتاح المعرفي حتى وان كان هناك ممارسات تحاول استعادة زرع فوبيا الذئب . وبالمجمل الامر لايتعلق بهذا النوع من تغيير التصورات وانما هناك نوع من الشعور بالراحة مع مفاهيمنا عن ذاتنا في المجتمعات العربية بغض النظر عن طبيعة تكوينها او مدى ملائمتها للزمن المعاش او حتى مدى موضوعية اقتنائها في هذا الزمن أو غيره فما بالك بتصورات يمكنها أن تشعر الرجل العربي بتفوقه ولو كان في اطار رجعي بحت .