بيان منظمة حرية المرأة في العراق حول الاعتصام النسوي في ساحة الفردوس في 9-8-2005
ينار محمد
الحوار المتمدن
-
العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 12:10
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
قامت منظمة حرية المرأة في العراق، بحضور رئيسة المنظمة و عدد من عضوات واعضاء و مؤيدي المنظمة بالمشاركة في اعتصام الحركة النسوية في العراق في ساحة الفردوس صبيحة اليوم المصادف 9-8-2005، احتجاجا على مسودة الدستور الاسلامي و التي طرحت في اوائل هذا الشهر. و جاءت مشاركة المنظمة في التجمع استمرارا لحملة واسعة شنتها المنظمة في داخل العراق و خارجه من اجل التصدي لدستور اسلامي في العراق.
ولكن ما ان وطئت ينار محمد رئيسة المنظمة مكان الاعتصام و توجهت العديد من وسائل الاعلام لاجراء المقابلات معها و اخذ تصريحاتها حول الدستور في العراق، حتى قام عدد من النسوة المتواجدات في الاعتصام الى محاولة فاشلة وخائبة لفرض شروطهن على رئيسة و عضوات منظمة حرية المرأة بطرح شرط اما ان تنضم منظمة حرية المرأة تحت شعارات تنظيماتهن- التي لم يكن هنالك اي اسم لنعرف اي تنظيم يمثلن! - او لا يمكن لمنظمتنا رفع شعاراتها الداعية الى تحقيق المساواة الكاملة و غير المشروطة بين المرأة و الرجل، و الى فصل الدين عن الدولة، فقد انبرت ثلاثة نساء منهن هناء ادوار و شروق العبايجي ونساء اخريات بعضهن من حزب يدّعي العلمانية، الى رفع اصواتهن و الصراخ و محاولة جذب انظار وكالات الانباء بالادعاء بان مطلب فصل الدين عن الدولة ليس مطلبنا، وانه لم يحن الوقت لرفع هكذا شعارات! و اذا لم نتخلى عن هذه الشعارات علينا مغادرة ساحة الفردوس!
لقد تجرأت تلك النسوة و بكل فضاضة، على اعادة استعمال نفس الاساليب البعثية و الجورج بوشية و الاسلامية، اما ان "تكون معي او تكون ضدي" " مسلم او كافر" في سعي لاحتكار ساحة الفردوس، و لفرض شعاراتهن حسب اراداتهن، في وقت كانت شعاراتهن تقول بــ" ايجاد دولة عدالة و حق و قانون و مساواة" - وما أجملها من كلمات- كأن يسعين الى فرض ديكتاتوريتهن باحتكار الساحة و واحتكار الشعار! حيث لم يتّمكن من احتمال هنالك رأي و مطلب اخر في الحركة النسوية في العراق يختلف عما يطرحن!!
ان النساء احرار في رفع اية شعارات يردن، لقد طالبت نساء منظمة شهيد المحراب ، الملفحات بالسواد من الرأس الى اخمص الاقدام، بتطبيق الشريعة، و قبول و برحابة صدر بدونية و اضطهاد المرأة وفق الشريعة الاسلامية. و نحن قلنا في بياناتنا السابقة، اذا كانت نساء منظمة شهيد المحراب، يقبلن بضرب و اهانة النساء، وزواج الرجل من اربع زوجات، فهذا ليس ما تريده المرأة الحرة في العر اق.
اما اولئك اللواتي ادعين بانه لم يحن الوقت لرفع مطلب فصل الدين عن الدولة فاننا نقول لهن ، في مجتمع يزج به بقوة الاحتلال و قوة الميليشيات و العمائم الاسلامية الى جهنم الحكم الاسلامي ما الذي يتوجب انتظاره لترفع مطلب فصل الدين عن الدولة!
كم من دماء النساء يجب ان تسفك؟ كم من الوجوة يجب ان تشوه؟ كم من النساء يجب ان تقتل؟ كم من الرقاب يجب ان تقطع؟ كم طفلة يجب ان تغتصب باسم الزواج؟ كم مراهق يجب ان يقتل لاجباره على تجارة الجنس على ايدي الميليشيات الاسلامية الشيعية منها و السنية؟ كي يكون كافيا لتلك النساء لرفع شعار فصل الدين عن الدولة و النضال من اجله؟
عامان من فرض الشريعة الاسلامية في معظم مدن الجنوب، عامان من فرض الشريعة الاسلامية في مناطق السّنة تحت حكم "الامراء" بعد ان سقطت كامل مؤسسات الدولة، و مارست الميليشيات و المحاكم الاسلامية حكمها بحق النساء، برأت المجرمين الذين قتلوا حتى امهاتهم، بدعوى سلوكهن تصرفات خاطئة، اشاعوا زواج المتعة،و تعدد الزوجات، و تزويج الاطفال، و تحجيب النساء بقوة السلاح، و رموا الاسيد على الوجوه، و عاملوا النساء كعبيد، ويعلنون اليوم انهم يريدون تاسيس دولة اسلامية في العراق؟ فمتى سيحين الوقت لتدرك تلك المتجمعات انه قد حان وقت رفع مطلب شعار فصل الدين عن الدولة؟
هل من مزيد لنرى؟ و كم من الادلة تريد تلك النساء لتعرف مدى فاشية و بربرية الاسلاميين بميليشياتهم و عمائمهم ضد النساء؟
انهم سيقلبون العراق الى افغانستان اخرى و الى ايران اخرى، فمتى سيحين الوقت بنظرهن لرفع مطلب فصل الدين عن الدولة؟
ما الذي تريد ان تراه اكثر تلك النساء الرافعات لشعار دولة العدالة و القانون و الحق و المساواة!!! لتؤمن ان الطريق لتحرير النساء يبدأ اولا بفصل الدين عن الدولة، انه شرط مسبق، شرط اولي، لا يمكن الحديث عن حقوق المرأة في الاسلام، في اية ديانة اخرى، ناهيك عن دولة يراد لها ان تكون اسلامية و ان يكون دستورها اسلامي!
يجب ان يفصل الدين عن الدولة! يجب ان نتمتع بحقوق متساوية وفقا لما اقرته المواثيق الدولية.
ليس لاننا ولدنا في " العراق" علينا ان ننسى حقوقنا، وان ننال حقوقا وفق الشريعة الاسلامية و التي تعني، لا حقوق!!
لن ننسى حقوقنا، و لن نتراجع عنها. واذا كانت هنالك نساء مكلفات من قبل احزابهن ان يكن لسان حال احزابهن، و ليس لسان حال النساء، فسترفضهن نساء و رجال العراق كما رفضن" الاتحاد العام لنساء العراق" البعثي سيء الصيت!.
ان المعادلة التي تضع الدستور يساوي الشريعة، و الشريعة تساوي اللامساواة بدون اي افتراء على الاسلام، تعني ليست هنالك اية مساواة في الدستور مهما كان لونها او شكلها. انها معادلة ليست صعبة على الفهم و الادراك او على القبول، الا على اولئك المناديات "بدولة العدالة و القانون و الحق و المساواة" اللواتي جئن للاعتصام النسوي.
أما نحن، نبّشر النساء في العراق، انهن لن يتركن فريسة لعصابات الاسلامين، او لدناءات عدد من الاشباح السوداء، ليقلن بتطبيق الشريعة الاسلامية، و لا اولئك النساء اللواتي يحسبن انفسهن، انهن مدافعات عن حقوق المرأة، و هن يحنين رؤوسهن امام شروط منظمة شهيد المحراب اللواتي ارسلن رسولهن الى خيمة المتجمعات " اما ان تخرج جماعة ينار، و ترفضوا شعاراتهم، او نقاطع التجمع"!
لن ننزل شعاراتنا، سنرفعها اعلى و اعلى، و سنواصل النضال من اجل ان تنال نساء العراق حياة مشرفة و حقوق كاملة غير منقوصة، و ينلن حرياتهن غير مقيدة و غير مشروطة، و فصل الدين عن الدولة هو الخطوة الاولى على طريق النضال و تحرر المرأة.. و هذه هي مهمتّنا!
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
9-8-2005