أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - بريطانيا – ابتزاز الفنانين بتهمة -مُعاداة السّامية-















المزيد.....

بريطانيا – ابتزاز الفنانين بتهمة -مُعاداة السّامية-


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"نحن آتون من بلفاست وديري في أيرلندا اللتين لا تزالان تحت السيطرة البريطانية (…) ولكن يوجد احتلال آخر أسوأ بكثير في الوقت الراهن: حرروا فلسطين!" – عيّنة من الجانب التّحْريضي لعناصر فرقة نيكاب الإيرلندية في مهرجان "كوتشيلا" ( كاليفورنيا ) خلال شهر نيسان/ابريل 2025

تقديم
تأثّرت الحياة الثقافية في بريطانيا ( الدّولة الأمّ للكيان الصّهيوني) بالعدوان الصّهيوني على غزة، فتعدّدت المظاهرات والدّعوات لمقاطعة الكيان الصهيوني والكف عن بيعه الأسلحة واستيراد سِلَعِهِ، وانعسكت دينامِيّة مُظاهرات الشوراع على حياة الجامعات ( المُقاطعة الأكاديمية) والموانئ ( مقاطعة شحن البضائع والأسلحة) والتظاهرات الرياضية، وكذلك على الساحة الثقافية التي شملتها الإحتجاجات فاتّخذ عدد من الفنانين والشخصيات الثقافية المعروفة مواقف بشأن العدوان، في ظل الدّعم غير المشروط للكيان الصهيوني وتصاعد مُعاداة العرب والمسلمين من قِبَل الإعلام السّائد والأحزاب الكُبرى ( سواء حزب المحافظين أو حزب العمال)، وأنشدت الفنّانة شارلوت تشيرش، خلال حفل موسيقي "من النّهر إلى البَحْر"، فتم اتهامها بمعاداة السامية، ورفع الممثل الكوميدي بول كوري العلم الفلسطيني وطلب من الجمهور الوُقوف إجلالا لفلسطين ولتَحِيّة العلم، وطلب ممّن لم يقفوا الخروج من المسرح الذي اعتذرت إدارتُهُ ووعَدَت بعدم دعوة هذا الكوميدي مُستقبلاً، وفي بلفاست (إيرلندا الشمالية المُحتلّة) ارتدى الأعضاء الثلاثة لفرقة الراب "نيكاب" ملابس تحمل شعارات التّأييد للشعب الفلسطيني، في برنامج تلفزيوني بعنوان "ليت ليت شو" مُتَحَدِّ]ن بذلك الشّروط التي فرضتها هيئة البث.
شارك فنانون من بريطانيا وجميع أنحاء العالم في حملة مُقاطعة نظام الميز والفَصْل العنصري بجنوب إفريقيا، وبثت إحدى القنوات التلفزيونية، سنة 1985، أغنية ساخرة، ضمن مسلسل "سبيتينغ إميجيز" أغنية ساخرة بعنوان "لم أقابل قط جنوبَ أفريقيّ لطيفاً"، وأصبحت الأغنية مشهورة، وأعلن فنانون دعمهم لأوكرانيا ورفعوا علم أوكرانيا من بداية الحرب ( شباط/فبراير 2022) وظهر نجوم السينما العالمية خلال حفل توزيع جوائز البافتا بِشَارَات زرقاء وصفراء دعماً لأوكرانيا، وظهر علم أوكرانيا على جانب قاعة ألبرت الملكية، ولم يتم التعبير عن الإحتجاج أو الإستياء من تعبير الفنانين عن آرائهم ومواقفهم السياسية، لكن عندما يتعلّق الأمر بفلسطين وبالقضايا العربية يُصبح أي موقف مُختلف عن رأي الحكومة والإعلام السائد "تَطرُّفًا" أو "مُعاداةً للسّامية" رغم الهمجية الصهيونية والإبادة والدّمار والتّجْوِيع ، ويؤثر هذا الإنحياز للكيان الصهيوني على الحق في حرية التعبير...

مهرجان غلاستونبري للفنون
انطلق مهرجان غلاستونبري سنة 1970، خلال فترة الهيبيز والمهرجانات المجانية وخلال فترة ازدهار فرقة البيتلز ورولنغ سنوتز ومهرجان وودستوك، وتميزت السنوات الأولى للمهرجان بالبساطة والعمل التّطوُّعِي وحضر المهرجان الأول حوالي ألف وخمسمائة شخص مقابل جنيه واحدة، وتضمنت تذكرة الدّخول حليبًا طبيعيّا مجانيًا من المزرعة، وهو حاليا أحد أكبر مهرجانات الموسيقى والفنون الأدائية وحدثًا عالميا، وأُقيم هذا العام في الفترة من 25 إلى 29 حزيران/يونيو 2025، وهو رَمْزٌ ثقافيٌّ يتميز بالموسيقى والرقص والكوميديا والمسرح والسيرك والكباريه، يُقام في وادي أفالون الخلاب، وأصبح يُقدّم تشكيلة متنوعة من الفنون الموسيقية ويُوَفِّرُ فُرصةً للفنانين الناشئين إلى جانب المشاهير، من بينهم ديفيد بُوِي وبيونسيه، ويُعتبر الآن أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم، حيث يستقبل أكثر من مائتَيْ ألف مُشارك أو متفرّج، وللمهرجان إشعاع هائل في بريطانيا والعالم، وتدّعي إدارته الدّفاع عن بعض القِيَم الإخلاقية والمحافظة على سلامة البيئة، وتتبَرّعُ بجزء من عائدات المهرجان لبعض المؤسسات الخيرية، وقدّم مهرجان غلاستونبري عروضًا لبعض مشاهير الموسيقى مثل فرقة رولينغ ستونز وراديوهيد وبول مكارتني وأديل...

المهرجان أمام تحدّيات الأحداث السّاخنة
عاش جمهور مهرجان غلاستونبري Glastonbury مساء السبت 28 حزيران 2025، لحظات تاريخية حين هتف مغني الراب البريطاني بوب فيلان على خشبة المسرح قائلًا: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي " ( death to the IDF ) وردّد الآلاف من المُشاركين هذا الشّعر، قُبيْل فترة أداء فرقة "نيكاب" Kneecap الأيرلندية، المعروفة بمواقفها المؤيدة للشعب الفلسطيني والتي تحظى بدعم جماهيري واسع ( إن جيش العدو ليس جيش "دفاع" في واقع الأمر، وإنما هو أداة عُدْوان لا غَيْر) وفق موقع صحيفة "تلغراف" ( The Telegraph) التي أشارت إلى رَفْع عدد كبير من الأَعْلام والرّايات الفلسطينية سواء من قِبَل الجمهور أو على أطراف المَسْرَح تعبيرًا عن إدانة العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، ولما جاء دَوْر الفنانة "نيلوفر بانيا" ظهرت لافتات داعمة للشعب الفلسطيني مع عبارة "الحرية لفلسطين" على الشاشة الضخمة، كما شارك في المهرجان نيل يونغ وأوليفيا رودريغو وتشارلي إكس سي إكس ورود ستيوارت وغيرهم...
على الضّفّة الأخرى، في جبهة الأعداء، سبق الضّغْط على المشاركين ببرنامج مسابقة للفنانين وتم طرد العديد منهم أو إقصاؤهم من البرنامج بسبب دعمهم الشعب الفلسطيني، مثل روجر ووترز وطالب كويلي، فيما يتمتع الفنانون الدّاعمون لحكومة ومليشيات أوكرانيا أو المناهضون لروسيا علنًا، بحرية مطلقة، وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عدم بث عرض فرقة "نيكاب" الأيرلندية مباشرة على الهواء، باسم "الحِياد" المَزْعُوم، غير إن بوب فيلان (Bob Vylan ) قَوّض جهود الشبكة البريطانية لممارسة الرّقابة السياسية والإيديولوجية في مهرجان اشتهر باستضافة الفنانين المتمردين، غير إن المناخ السياسي الحالي يتسم بتجريم التضامن مع القضية الفلسطينية، توأدان رئيس الوزراء ( كير ستارمر من حزب العُمّال، وحليف الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية) مشاركة الفنانين الإيرلنديين واعتبر مُشاركتهم "في غير محلها"، ودعمت معظم وسائل الإعلام وفي مقدّمتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" موقف الحكومة التي اعتبرت إن المهرجان تحول إلى منبر للكراهية ومعادة السامية، وتوجيه تُهمة "الإرهاب" لمن يُمارس حريته كمواطن وكفنان، سواء في بريطانيا أو في الدّول الأوروبية الأخرى ( خصوصا ألمانيا وفرنسا والمُفَوّضِيّة الأوروبية)، حيث تُلاحق تُهمة معاداة السامية أي ناقد لما يحدث في غزة أو الضفة الغربية من مجازر وتجويع ومصادرة الأراضي، وظهرت دَوْر الحكومات ووسائل الإعلام كشرطي إيديولوجي، متحالف مع الكيان الصّهيوني، يقمع الحُرّيّات ويُكمّم أفواه من يختلف معه من باحثين وأكاديميين وعُمّال ونقابيين وفنّانين، وبخصوص الفنانين تعرّضت فرقة نيكاب ت لضغوط ومحاولات لإلغاء مشاركتها في المهرجان، إثر اتهامات وُجهت إلى أحد أعضائها، ليام أوغ أوهانايده، بزعم رفعه علم "حزب الله" خلال حفل غنائي سابق ( خلال القصف الصهيوني المكثف على لبنان واغتيال الآلاف من المواطنين اللبنانيين وقيادات حزب الله )، وجابهت الفرقة هذه الإتهامات ( في قاعة المحكمة وخارجها) بوصفها "اتهامات ذات طابع سياسي بحت"، ودافع أعضاء الفرقة عن حقهم في التعبير عن آرائهم بُحرّية، وأجّل القضاء الجلسة المُقبلة إلى يوم العشرين من آب/أغسطس 2025، أملا في انخفاض الدّعم الجماهيري بسبب العُطلة الصّيفية، ونشرت الفرقة بيانا، أكّد "إن ما تتعرض له هو محاولة لإسكات أي صوت يتضامن مع فلسطين (... ) نحن ندافع عن حُريّة الفنان وعن الحق في الإصداع بالحقيقة"، وأيّدت إميلي إيفيس، مديرة المهرجان هذا الرأي لمّا اعتبرت المهرجان "كان دائمًا وسيضل صوتا للتعبير السياسي والثقافي الحُر ومنصة حرة لجميع الفنانين، من مختلف الخلفيات والآراء"...
أما فرقة بوب فيلان التي أتْقَنت المَزْجَ بين عدد من الفنون الحديثة، فتستخدم الفن الموسيقي كأداة للمقاومة والتعبير عن هموم المجتمع كالصحة النفسية والتمييز العنصري، والطموح إلى العدالة الاجتماعية وتحرير الشعوب، ومن ضمنها الشعب الفلسطيني الذي يمنعه الكيان الصهيوني والإمبريالية الأوروبية والأمريكية من التعبير عن معاناته ويمنع المتضامنين معه من التعبير عن تضامنهم في وسائل الإعلام الغربية، وعندما يُعبّر المواطن الأوروبي أو الأمريكي عن دعمه للشعب الفلسطيني يتم تلفيق تُهم زائفة، فقد أعلنت الشرطة البريطانية، فتح تحقيقٍ جنائي بشأن عرض المغني بوب فيلان وفرقة "نيكاب" في مهرجان غلاستونبري ( السبت 28 حزيران/يونيو 2025)، بسبب الهتافات الدّاعمة للشعب الفلسطيني والمُندّدة بجرائم الجيش الصّهيوني وتم "تعيين محقق كبير لمراجعة التسجيلات السّمعية البَصَرية للحفل ( عَرَض بوب فيلان و فرقة نيكاب ) وللتحقيق في ما إذا كانت الشعارات والهتافات تمثل إخلالاً بالنّظام العام أم جريمة جنائية"، واتّسمت تصريحات وزيرة الثقافة أمام أعضاء البرلمان البريطاني بالإنحياز الكامل وغير المشروط للكيان الصهيوني، ووصفت مقاطع الشريط المُصوّر بأنها "مُرَوّعَة وغير مقبولة وتُعَرِّضُ حقوق وسلامة المجتمع إلى الخَطَر"، وبرّرت قَطْع البث المُباشر من قِبَل شبكة القطاع العام بي بي سي التي وصفت في بيان لها الشعارات والهتافات بأنها "معادية للسامية"، ولم يتخلف منظمو مهرجان غلاستونبري عن رَكْب المزايدات الصّهيونية والرّجعية مُعْرِبِين عن "استيائهم" من التعليقات التي "تجاوزت الحدود (... ) ولا مكان في غلاستونبري لمعاداة السامية أو خطاب الكراهية أو التحريض على العنف"، كما ألغت الولايات المتحدة تأشيرت دخول عضوي فرقة بوب فيلان، اللذين كان من المقرر أن يقوما بجولة في أمريكا في وقت لاحق من العام 2025، وكتب نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو، على منصة إكس: "لا نُرَحِّبُ بالزّائرين الأجانب الذين يُمجدون العنف والكراهية "، وذكرنا في فقرة سابقة اتهام عضو فرقة نيكاب، ليام أوغ أوهانايد، الذي يقدم عروضه تحت اسم "مو شارا"، بارتكاب "جريمة إرهابية" بعد رفع راية حزب الله، وتصدّرت الفرقة ( نيكاب ) عناوين الصحف خلال الأشهر الأخيرة بسبب مواقفها المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة للكيان الصهيوني، وطالب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وسياسيون آخرون باستبعاد الفرقة من مهرجان غلاستونبري للفنون وكان ردّ
آلاف الحاضرين الذين كان عدد كبير منهم يرفع الأعلام الفلسطينية، وأعضاء فرقة نيكاب ( منهم أوهانا الذي لا يتخلّى أبدا عن كوفيّته الفلسطينية) بالهتاف بعبارات مسيئة لستارمر، ووجّه أوهانا تحية لمجموعة “بالستاين أكشن” (العمل من أجل فلسطين - Palestine Action)، التي أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية حَظْرَهَا بموجب قانون "مكافحة الإرهاب"، بعدما اقتحم مناضلوها قاعدة تابعة لسلاح الجو البريطاني ورشّوا الطلاء على طائرتين، احتجاجًا على المشاركة المباشرة للإستخبارات وجيش الجو البريطاني في العدوان على الشعب الفلسطيني، انطلاقا من القاعدة البريطانية في قُبرص...

حُرّيّة التّعبير أمام المِحَكّ
اصدرت فرقة نيكاب ألبوما بعنوان "فاين آرت" (Fine Art) وشريطًا وثائقيا بعنوان "نيكاب" سنة 2024 قبل أن تُغنّي هذه الفرقة الموسيقىة الإيرلندية اغاني الرّاب الخاصة بها في مهرجان "كوتشيلا" في كاليفورنيا خلال شهر نيسان/ابريل 2025، ، وتم تخصيص حيز من الحفل لقطاع غزة وللتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفع الفنانون ومعهم الجمهور "فلتَتَحرّر فلسطين"، قبل أن يُقرّر دونالد ترامب حَظْرَ دخول أعضاء الفرقة إلى الولايات المتحدة
وكان الجمهور متحمسًا ومتفاعلا مع الفرقة ومع أنغام أغنيتي "هوود" (H.O.O.D) و"كيارتا" (C.E.A.R.T.A) والأغنيات الناجحة الأخرى للفرقة باللغة الغيلية ( الإيرلندية)، وأثبت حفل كاليفونيا (كوتشيلا ) السّمعة العالمية الطّيّبة التي تحظى بها الفرقة وأعلن موغلي باب "لم نكن نعتقد أن الشريط الوثائقي سيحظى بإقبال خارج أيرلندا. لكنّه في الواقع (…) قصة عالمية للغات مضطهدة، لأن الخطوة الأولى للاستعمار هي طبعا القضاء على اللغة والثقافة"، حيث لم يتم الإعتراف باللغة الغيلية الإيرلندية كلغة رسمية في إيرلندا الشمالية سوى سنة 2022، بحسب مو كارا، وتعتبر فرقة "نيكاب" أن أداء الراب باللغة الأيرلندية هو فعل مقاومة، "لأنك عندما تفقد لغتك تفقد أمكانية فهمك لجذورك وأُصُولك (ولذا يُعتَبَرُ ) إحياء اللُّغة جزءًا لا يتجزأ من مَسار الاستقلال" ويعتبر عضو الفرقة مُوكارا "إن الهيب هوب، وهو نوع فني أميركي من أصل أفريقي، نشأ لسَرْدِ قصص الظلم، فهو وسيلة طبيعية لتحقيق هذه الاستعادة اللغوية والشعور بالثقة بدل الخجل من اللُغة المُضْطَهَدَة، وبدل استخدام لغة المُستعمِرِين المُنتَصِرين الذين يفرضون لُغتهم ورُؤيتهم للتاريخ، والهيب هوب هو صوْتُ من لا صوت لهم"، وصمدت فرقة "نيكاب" في وجه الإستعمار البريطاني وكسبت معركة قانونية بنهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ضدّ الحكومة البريطانية التي كانت ترفض منحها دعما ماليا، لاعتبارها أن "مواقفها معادية للمملكة المتحدة".
أدّت شعارات الدّعم للشعب الفلسطيني من قِبَل فرقتَيْ نيكاب و بوب فيلان وجمهورهما وكذلك المغني الأمريكي مارك ريبلليت الذي رفع العلم الفلسطيني وندّد بنتن ياهو وبالجيش الصهيوني، إلى إطلاق حملة إعلامية ضخمة مصحوبة بتصريحات عدوانية من قبل سياسيين وصحفيين بريطانيين وصهاينة وأمريكيين وغيرهم، من ذلك إلغاء تأشيرات دخول "بوب فيلان" إلى الولايات المتحدة، حيث كان من المقرر أن تُغني الفرقة هناك، بسبب التنديد بالإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة ووصْف المشروع الصّهيوني ب"الإستعماري والعُنصري"، وسبق أن أثارت الفرقة ردود فعل غاضبة للصهاينة ( من أمريكيين ومُمثلي المُستوطنين ) بعد انتقاد رئيسة الوزراء البريطانية الأسبق مارغريت تاتشر التي تولت السلطة بين سَنتَيْ 1979 و1990، قبل التعبير عن التّضامن مع الشعب الفلسطيني، وبعد اتهام الكيان الصهيوني بارتكاب "إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني" في غزة، على خشبة مسرح مهرجان "كواتشيلا" الذي أُقيم في كاليفورنيا خلال شهر نيسان/ابريل 2025، وأنتجت الفرقة شريطًا وثائقيا بعنوان "نيكاب" الذي أخْرَجهُ "ريتش بيبيات" ويُقدّم الشريط لمحة عن حياة شباب بلفاست الذين وُلدوا بعد الصراع الذي استمر حتى سنة 1998 بين جمهوريين غالبيتهم من الكاثوليك ومؤيدين للوحدة مع بريطانيا وهم من البروتستانت بشكل رئيسي، وعانت الفرقة من التمييز السياسي والقومي، حيث تم استبعادها من المشاركة في مهرجانات انغلترا، وأُلغيت حفلات كثيرة لها خصوصا في ألمانيا، وتلقت دعما من بعض مشاهير الفنانين في القطاع الموسيقي، أمثل "ماسيف أتاك" و"بالب" و"فونتين دي سي" وندّدوا بتعرض فرقة نيكاب "للقمع السياسي" في "محاولة واضحة ومنسقة للضغط ولممارسة الرقابة وإلغاء الحفلات".

ملاحظات
تأسست فرقة نيكاب سنة 2017، وتضم ثلاثة فنانين (مو كارا وموغلي باب ودي جاي بروفي ) يؤدّون أغاني بالإيرلندية والإنغليزية ويُعدّ أعضاؤها محرضين جريئين يتحدّون النظام القائم ويدعمون استقلال إيرلندا الشمالية وتوحيد جُزْأَيْ البلاد، مما أدّى اتهام الفرقة بالتطرف والإرهاب من قِبل حكومة الإحتلال البريطاني، مما جعل الفئات الرّجعية تعتبر أعضاء الفرقة "مُتطرّفين خَطِرِين" وتم استبعاد الفرقة - منذ توجيه الاتهامات إلى ليام أوهانا - من برامج عدد من الحفلات الصيفية في اسكتلندا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها، ولم يرضخ " مايكل إيفيس " مُؤَسّس مهرجان غلاستونبري وكتب “إنّ الأشخاص الذين لا يعجبهم التوجّه السياسي للحدث يمكنهم الذهاب إلى مكان آخر”.
تتكون فرقة البانك راب "بوب فايلان" من ثنائي بريطاني موسيقي يجمع بين أساليب الراب والبانك، بأداء موسيقي جريء يتضمن رسائل سياسية واجتماعية صريحة، وتُعبِّر عن الغضب والاحتجاج على قضايا مثل العنصرية والإضطهاد وتندد بالظلم الإجتماعي والفساد السياسي، وتعكس أغاني الفرقة هموم الفئات المُهَمَّشَة من الشباب في بريطانيا.
تأسس مهرجان غلاستونبري سنة 1970، وهو أحد أكبر وأشهر المهرجانات الموسيقية في العالم، يقام سنويًا لعدّة أيام في مزرعة بيدفوردشاير قرب قرية غلاستونبري في إنغلترا، ويجمع آلاف الفنانين والموسيقيين من مختلف الأنماط الموسيقية، بالإضافة إلى جمهور ضخم فاق مائتَيْ ألف سنة 2025، ويتميز مهرجان غلاستونبري بتنوعه الثقافي والفني، حيث يضم العروض الموسيقية والمسرح والكوميديا والفنون البصرية، ويعتبر حدثًا ثقافيا واجتماعيا هامًّا ومنصة مهمة للابتكار والتعبير الفني والاجتماعي في بريطانيا...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى استقلال الجزائر 05 تموز/يوليو 1962 – 2025
- مُتابعات - العدد الثلاثون بعد المائة بتاريخ الثامن والعشرين ...
- الثورات الملونة والحرب -النّاعمة-
- ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية – 2 / 2
- ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية – 1 / 2
- وفاة الأمم المتحدة؟
- جولة من حرب -الشرق الأوسط الكبير-
- مُتابعات - العدد التّاسع والعشرون بعد المائة بتاريخ الواحد و ...
- من غزة إلى طهران
- هوامش من العدوان الصهيوني على إيران بعض اتجاهات الرأي العام
- توسّع رقعة العدوان الأمريكي – الصهيوني إلى إيران
- مُتابعات - العدد الثّامن والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع ...
- من أسطول الحرية إلى قافلة الصمود
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الثاني
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الأول
- الرأسمالية في ظل الهيمنة الأمريكية
- مُتابعات - العدد السّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السابع م ...
- جرائم المُشاركة في إبادة الشعب الفلسطيني – فرنسا نموذجًا
- إندونيسيا – قوة مهدورة
- ألمانيا والكيان الصهيوني، مشروع استعماري إبادِي مُشترك


المزيد.....




- رد حازم من ترامب على احتمال إعادة تفعيل إيران لبرنامجها النو ...
- ترامب يرجح التوصل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل
- ترامب يعرب عن استيائه بعد مكالمة مع بوتين
- القسام تؤكد قتل جنود إسرائيليين في عملية بخان يونس
- ترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيو ...
- تغير المناخ يضاعف موجات الحر.. كيف تتأثر أفريقيا؟
- العمود الزلق.. تقليد إنكليزي سنوي غريب يتحدّى الشجاعة ويُشعل ...
- الإمارات.. مستشار رئاسي يبين ما تحتاجه المنطقة بتدوينة -المن ...
- بعد رد حماس.. ترامب -متفائل- بشأن وقف إطلاق النار في غزة الأ ...
- -لا أعرف من يمكن الوثوق به-، دروز سوريا قلقون من التهميش ما ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - بريطانيا – ابتزاز الفنانين بتهمة -مُعاداة السّامية-