أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبر هبون - البراغماتية الأمريكية فرض أو رفع العقوبات على سوريا














المزيد.....

البراغماتية الأمريكية فرض أو رفع العقوبات على سوريا


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البراغماتية الأمريكية (وضع أو رفع العقوبات عن سوريا)
*ريبر هبون
- كاتب وصحفي كوردي من سوريا
تأتي تلك الخطوة الأمريكية المرحلية والتي عبّر عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وعده للسوريين برفع العقوبات عنهم كوسيلة لاحتضان العدو (حكومة الجولاني "أحمد الشرع") طالما وجوده يمنع من أن تعود إيران وروسيا للمنطقة، فقد سبق وإن دعمت أمريكا القاعدة ضد الاتحاد السوفيتي، فرفع تلك العقوبات من شأنه تعزيز دور الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، وكذلك فإن وجود الحكومة الحالية في دمشق مرهون بمدى استعدادها لتنفيذ ما ترغب فيه اسرائيل في المنطقة، بمقدار موافقتها على التطبيع والانضمام للاتفاق الابراهيمي بمقدار ما سيجعلها شرعية أكثر، ففتح القنوات الدبلوماسية سيتيح لتلك الحكومة الاستفادة من فرص إزالة القيود على التحويلات المالية والطيران وكذلك التجارة، فأمريكا كما يريد ترامب لديها استراتيجية بما يتعلق بمواجهة النفوذ التركي الصيني وكذلك الروسي، فعندما تقوم برفع العقوبات فإنها تدرك أنها تشارك سياسياً مع حلفاءها وتساهم بما يتعلق بإعادة الإعمار،لننتقل لنقطة امتداح ترامب للسيد أحمد الشرع، الجولاني سابقاً، ولنسق أمثلة تاريخية شبيهة بذلك وهي عديدة، مثلاً نذكر مدى امتداح أمريكا لما ذهب إليه صدام حسين في حربه ضد إيران ما بين 1980-1988، ولم تكتف بذلك بل قدمت له معلومات استخباراتية طيلة ثمان سنوات، ثم انقلبت عليه في 2003 وأعدم.
إذ تم غزو العراق بحجة امتلاك النظام العراقي لأسلحة الدمار الشامل، وكذلك تم تدريب أسامة بن لادن أثناء حرب الأفغانيين ضد الاتحاد السوفيتي فترة الثمانينات، من ثم أصبح بن لادن العدو الرئيسي لأمريكا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001.
هذا ما حدث لمعمر القذافي الذي تخلى عن رغبته في امتلاك قنبلة نووية في عام 2003 مما اعتبرته أمريكا حليفاً لها، من ثم انقلبت عليه في 2011 وانتهت نهايته مقتولاً على يد الثوار ممن تلقوا الدعم من قبل الناتو، وأخيراً وليس آخراً دعم الولايات المتحدة لحركة طالبان ضد الاتحاد السوفيتي وانقلابها ضدهم في 2001 من ثم تفاوضها معهم في 2020 ثم انسحبت من أفغانستان مسلّمة البلاد لحركة طالبان في 2021.
إذاً من خلال أمثلة التاريخ فإننا نستخلص خلاصة تتعلق بطبيعة البراغماتية الأمريكية فهي تعتنق دين المصالح التي تؤطر الصداقة حسب حاجاتها، فثمن رفع العقوبات هو الاصطفاف الاستراتيجي، إذ لطالما تستخدم العقوبات والرفع عنها كوسائل ضغط ومساومات لا كمكافآت أخلاقية.
لقد وضّح البيت الأبيض موقفه بخصوص رفع تلك العقوبات بمدى قدرة الحكومة السورية تنفيذ بعض الملفات الأكثر الحاحاً والمتحلقة حول فكرة التطبيع الاقليمي ومحاربة صنوف التنظيمات الإرهابية كداعش والفصائل الفلسطينية المهددة لإسرائيل فهل ستنجح في ذلك، وما هي التحديات التي تقف بوجه الحكومة الانتقالية في سوريا ؟
ثمة عجز بنيوي داخل الحكومة الانتقالية، حيث أنصار تلك الحكومة وقياداتها وكذلك المنضوين ضمن مؤسساتها العسكرية يحملون فكراً مناهضاً لاسرائيل ناهيك عن فكرة التطبيع معها، وهذه الفكرة إن سعى إليها أحمد الشرع فإنه بحاجة للحماية المركزة من قبل أمريكا،، فالواقع الشعبي مؤيد للقضية الفلسطينية ويعتبرها مبدأ مقدساً له، ناهيك عن وجود فصائل لإيران وربما حتى من تركيا نفسها، فهي تتدخل في الحكومة الانتقالية وتشكل ثقلاً سياسياً ضمنها، فتركيا تحظى بفصائل موالية لها استلمت مؤخراً بعض المناصب ضمن الحكومة الانتقالية، ناهيك من وجود عناصر كثر موالية لداعش وتتبنى عقيدتها الجهادية وترفع شاراتها ، علماً أن اسرائيل كل فترة وأخرى تتعقب أماكن لقيادات من الفصائل الفلسطينية المسلحة كالجبهة الشعبية والقيادة العامة أو حركة الجهاد الإسلامي، وبعض تلك الفصائل مرتبطة عضوياً بإيران، فالحكومة الانتقالية لم تحظى بشرعية أو اعتراف شامل بعد، هناك على الجانب الآخر منها قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا والوفد الكوردي المشكل بعد وحدة الأحزاب الكوردية في مؤتمر قامشلو، فهي للآن لم تتحرك بشكل جاد نحو الحوار الداخلي معها، ناهيك عن الانقسام الاجتماعي الكبير الحاصل وحديث الأقلية والأكثرية، مما نذهب لخلاصة من أن الحكومة الانتقالية الحالية لا تملك رؤية واضحة وهذا يضعها في احتمالات الانهيار في أي لحظة لاسيما وأن داعش تتحضر لشن هجوم كبير على مراكز المدن الرئيسة الأمر الذي سيعيد أذهاننا لهجوم داعش صوب بغداد بعد تمكنها من السيطرة على الموصل 2014،من ناحية فإنه ثمة فرصة واقعية لسوريا وفق تعبير المبعوث الأمريكي توماس برّاك ومن ناحية أخرى فإنه ثمة توازنات معقدة لا تملك الحكومة الانتقالية وحدها مفاتيحها دون تعزيزها للجبهة الداخلية واستكمال حوارها الداخلي مع كافة مكونات سوريا بعيداً عن خطاب الأقلية والأكثرية.
ثمة رغبة أمريكية قوية للدفع بهذه الحكومة الانتقالية نحو الشرعية وكذلك مراجعة تصنيف هيئة تحرير الشام وأحمد الشرع الرئيس السوري المؤقت وكذلك النظر في وصف سوريا كدولة راعية للإرهاب حيث كلف ترامب وزير خارجيته ماركو روبيو بمراجعة قانون قيصر وهذا بلا شك منسجم مع التوجهات الأمريكية المرتبطة بالتطبيع من قبل سوريا مع اسرائيل والتصدي للإرهابين الأجانب وترحيل الجماعات الفلسطينية ومنع عودة داعش وكذلك السيطرة على مراكز احتجازها في شمال شرقي سوريا، فهل سيستجيب أحمد الشرع وينتصر للإرادة الأمريكية مقابل الداخل الشعبي المؤيد بشدة للفلسطينيين هذا ما ستجليه الأيام القادمة.



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدنة أم حرب مؤجلة
- قراءة في النص الدستوري المؤقت لسوريا2025
- قراءة في آفاق اتفاق ١٠ آذار
- غربي كوردستان أولاً
- حوارات مع ريبر هبون
- تمهيد لكتاب نقد السياسة الكوردية غربي كوردستان أولاً
- مقدمة كتاب نقد السياسة الكوردية –غربي كوردستان أولاً
- الرواية القصيرة (دروب من جمر لخورشيد شوزي –أنموذجاً)
- ملامح الاغتراب في رواية -وشمس أطلت على ديارنا الغريبة- للكات ...
- السرد ما بين الرتيب والمدهش زريعة إبليس لنسرين المؤدب نموذجا ...
- الدين ما بين الأسطورة والحقيقة للكاتب محمد شيخو مقاربات نقدي ...
- جدلية التنافر والنفور الكرديتين في رواية الجبال المصائد للكا ...
- أبناء العناكب
- اللقاء
- اجتهاد المؤول أم اقترافات التأويل للناقد خالد حسين
- (شنكالنامه وتأريخ الوجع لابراهيم اليوسف)
- نحيب على الطريق
- رأس السبّابة المبتور
- قراءة في كتاب الكورد والإرهاب للكاتب إدريس عمر
- الفرقة 17 للكاتب الكوردستاني زارا صالح ملامح من حياتنا


المزيد.....




- رد حازم من ترامب على احتمال إعادة تفعيل إيران لبرنامجها النو ...
- ترامب يرجح التوصل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل
- ترامب يعرب عن استيائه بعد مكالمة مع بوتين
- القسام تؤكد قتل جنود إسرائيليين في عملية بخان يونس
- ترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيو ...
- تغير المناخ يضاعف موجات الحر.. كيف تتأثر أفريقيا؟
- العمود الزلق.. تقليد إنكليزي سنوي غريب يتحدّى الشجاعة ويُشعل ...
- الإمارات.. مستشار رئاسي يبين ما تحتاجه المنطقة بتدوينة -المن ...
- بعد رد حماس.. ترامب -متفائل- بشأن وقف إطلاق النار في غزة الأ ...
- -لا أعرف من يمكن الوثوق به-، دروز سوريا قلقون من التهميش ما ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبر هبون - البراغماتية الأمريكية فرض أو رفع العقوبات على سوريا