وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 9 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


إن السياسة في أصلها، لا تموت بل تتحول. فالحركات الاجتماعية التي تخرج إلى الشارع، تشكل أحد تجليات واعدة، لهذا الأفق السياسي الجديد.

بعض التجارب السياسية الحديثة اليوم، تستعيد خطاب العدالة والديمقراطية والكرامة.. تعمل على تجاوز النماذج التيكنوفراطية المهيمنة.


لقد كان من الضروري إعادة طرح الأسئلة الكبرى: كيف نريد أن نعيش؟ أي نماذج نريد للتنمية؟ ما موقع السيادة الشعبية من الثروة والقرار..؟

تُمكننا الإجابة عن الأسئلة الكبرى من بعث السياسة من جديد، لا كتحصيل للضرائب، بل كفن للحكم وأفق للتغيير لتحقيق العدالة والكرامة.

العالم لا يحتاج إلى قادة أكفاء فقط، بل إلى سياسيين محنكين، لطرح بجرأة الأسئلة الصعبة، وبوفاء لقضايا الناس، وبرؤية بعيدة للمستقبل.

التحدي الحقيقي المطالب اليوم، لإعادة الاعتبار للفعل السياسي وتحقيق الديمقراطية، هو العودة إلى أحزاب سياسة، لا إلى مقاولات سياسية.

إن جحافل الكلاب الضالة المتجولة بشوارع المدينة ليل نهار، تهدد حياة المواطنين، خصوصا الأطفال منهم. فمن المسئول عن كل هذا؟؟

لشهور ويزيد، وظاهرة الكلاب الضالة في شوارع مدينة الخميسات، تستفحل وتكبر مع خطرها المهدد للساكنة، قد ينذر بكارثة صحية بيئية.

للمواطنين الحق في رفع دعوى قضائية، بالجهة المسئولة على ظاهرة الكلاب الضالة، في شوارع المدينة، إذا ما تعرض أحدهم لمكروه منها.

لقد حكمت المحكمة لمواطنين تعرضوا لهجوم ونهش، من الكلاب الضالة بمناطقهم بتعويض كبير، هذا يؤدي إلى تسريع الحلول من الجهات المسئولة.

كان من المنتظر أن تراقب جماعة المدينة والسلطة المحلية، تحرك الكلاب الضالة بساحاتها وشوارعها، والتفكير في إيجاد حلول ناجعة لها.

تتربص الكلاب الضالة يوميا بالساكنة كبارا وصغارا، بشوارع المدينة وساحاتها صباح مساء، لإزعاجها والفتك بها في انتظار حلول قد لا تأتي.

تعرضت نافورة ساحة الحسن الأول بحي السلام بالخميسات، لأعطاب وإهمال وتخريب، في حين، كان من اللازم أن تُشغل مساء عيد الأضحى المبارك.

إن وضعية ساحة الحسن الأول، بنافورتها المعطلة والمخربة، بحي السلام بالخميسات، تدعو إلى مساءلة جماعة المدينة والسلطة الوصية.

أليست ساحة الحسن الأول بنافورتها بحي السلام ملك عمومي؟ إنها ليست محتلة لتحريرها، بل تحتاج فقط إلى عناية وصيانة وحراسة دائمة.

منذ حوالي سنتين، ونافورة ساحة الحسن الأول بالخميسات، تشكو من أعطاب ثم الإهمال فالتلف والخراب.. وهذا في غياب العناية الدائمة بها.

متى يسأل مسئولونا عن وضعية ساحة الحسن الأول بنافورتها المعطلة بحي السلام بالخميسات؟ وعن كيف أصبحت ساحتها باهتة ونافورتها مخربة؟

عدم الاهتمام بحالة نافورة وساحة الحسن الأول بحي السلام بالخميسات، عناية وصيانة وحراسة منذ افتتاحها، ناتج عن نقص في تهيئتها أصلا.

من أخطر تجليات قتل السياسة، كمجال ديمقراطي للقرار الجماعي، يتمثل في اختباء السياسي وراء أرقام التكنوقراطي والبيروقراطي والعلماء.

عندما تتحول السياسة إلى تقنية، يدبرها خبراء خارج الانتخابات، بل إلى تقارير مؤسسات دولية. إذ ذاك يتم تفريغ الديمقراطية من محتواها.

زرت مؤخرا غابة المقاومة أو غابة "لمرابو" بالخميسات، وما ألمني هو موتها البطيء؛ أشجارها الباقية هرمت، ومنها ما مات وهي واقفة شامخة.

لقد قضينا جزء من طفولتنا بهذه الغابة بالخمسينات، كانت فضاءنا المحبب لدينا آن ذاك. عرفتْ الاستعمار بجيوشه، من "لاليجو" و"السينغال".

لقد كانت غابة المقاومة بالخميسات، نظيفة وكثيفة بأشجار الأكالبتوس والصنوبر، محاطة بشوك الطلح بكل جنباتها، منظمة تنظيما بديعا رائعا.

كان بالخميسات 3 غابات: غابة "لمرابو" كبيرة، بجوارها غابة "لمخازنيا" متوسطة من الكالبتوس، وغابة "التينس" صغيرة متنوعة وهي أجملها.

بنيت وتأسست كنيسة "طيريزا"، بقلب الغابة بالخميسات حوالي 1927، ثم تحولت بعد الاستقلال إلى مركب ثقافي الذي تكفل به النسيان والخراب.

بناء الكنيسة بالخميسات جعل ساكنة هذه البلدة المقاومة، تقوم ببناء المسجد العتيق كرد فعل، لمقاومة حملة تنصير استعماري فرنسي للمنطقة.

لقد عشنا ظروف نفي محمد الخامس، والمقاومة الوطنية وجيش التحرير، بكل تفاصيلها رغم سننا المبكر. وكانت الغابة شاهدة على تلك الفترة.

كانت غابة المقاومة بالخميسات، معسكرا للجيش الفرنسي زمن الاستعمار، وبعد الاستقلال، عرفت أنشطة رياضية وثقافية، لكن بدون إضافة تذكر.

كنت قد طلبت سابقا من شباب الخميسات عبر الفيسبوك، تكوين جمعية ثقافية بيئية خاصة بغابة المقاومة، والتفكير في إعادة تهيئتها مستقبلا.

مساحة الغابة شاسعة، لكن ظروف وضعيتها تدعو إلى القلق والألم الشديد لما وصلت إليه. تحتاج إلى إعادة تأهيلها وتشجيرها كمنتزه شامل.

عرفت غابة المقاومة بالخميسات عمليات التشجير محتشمة، في مراحل متباعدة، دون تحقيق الأهداف المرجوة. نفس الشيء حدث مع سوء تهيئتها.

هناك محاولات عديدة لتهيئة غابة المقاومة، كشق مسالك للمشي والجري، ثم خلق ملعب القرب للكرة، وتجديد حديقة الأطفال وتجهيزها جزئيا.

تعرضت غابة المقاومة أو غابة "لمرابو" لسنين، إلى الجفاف وتهميش ممنهج وإهمال كبير للمسئولين عن الشأن المحلي والمجتمع المدني.

كانت غابة "لمرابو" المتنفس الوحيد لساكنة الخميسات منذ سنين ولا زالت، لكن غياب الوعي البيئي للمنتخبين والسلطات، تم إهمالها شبه كلي.

غابة المقاومة بالخميسات، تحتاج إلى إعادة تأهيل حقيقي شامل. كفى من الترقيع في أطرافها دون هدف واضح. تحتاج إلى إرادة سياسية وطنية.

إن الخوف كل الخوف من تربص وتآمر المضاربين العقاريين على مستقبل ومصير غابة المقاومة بالخميسات، بتجزئتها إلى بقع في المستقبل.

يمكن لغابة المقاومة بالخميسات، أن تصبح منتزها كيرا شاملا، يضم ملاعب ولعب الأطفال، ومسالك لرياضة المشي والجري، وحدائق للتنزه.

كما يمكن أن تشمل غابة المقاومة بالخميسات، في أسفلها الشرقي مع طول الوادي بعد معالجته، حديقة الحيوانات والطيور وإدارتها.

على الفعاليات والمجتمع المدني، وحتى الأحزاب السياسية البعيدة عن التضارب العقاري، التفكير في مستقبل غابة المقاومة والحفاظ عليها.

إن مشروع إقامة منتزه شامل، بغابة المقاومة بالخميسات مستقبلا، سيكون لبنة حضارية ثقافية رياضية متميزة، ستفتخر به الأجيال القادمة.

نداء إلى شباب الخميسات إناثا وذكورا، وإلى عامة ساكنة المدينة ونواحيها، التفكير في مصير ومستقبل غابتها، باعتبارها المتنفس الوحيد.

يجب إدراج موضوع غابة المقاومة في كل البرامج والأنشطة، سواء كانت ثقافية أو جمعوية أو سياسية، للمساهمة في إعادة تأهيلها بشكل كامل.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل