أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - هدنة غزة بين مراوغة ترامب وسقوط نتنياهو














المزيد.....

هدنة غزة بين مراوغة ترامب وسقوط نتنياهو


ميساء المصري
(Mayssa Almasri)


الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سابقة غريبة ها هو الشرق الأوسط اليوم يقف شاهد زور على مسرح سياسي لا يشبه أي مشهد سابق. حيث يعلن ترامب أن السلام على الأبواب، و هدنة غزة على وشك أن تحقق المعجزات. لكن،حقيقة خفية تظهر على الطاولة حول هل هذه الهدنة حقًا وقف للنار، أم بداية لصراع أعمق يُدار من خلف الكواليس؟ هل نُشاهد ولادة سلام أم مجرد مراوغة سياسية تُمهد لتغيير إقليمي لا مكان فيه لنتنياهو؟ ليطفو سؤال مركزي على السطح،هل سيختلف الشرق الأوسط فعلًا بغياب "بيبي"؟؟
ستبدأ اللعبة الأمريكية الإسرائيلية الجديدة في غزة بطلقة مدوية بوصفها مدخلًا نحو "سلام تأريخي"، ، إلا أن صوتها لا يعلن نهاية الحرب، بل تتكشف خلف هذا الإعلان نوايا أكثر تعقيدًا ترتبط بإعادة ترتيب خريطة النفوذ الإقليمي، والتخلّص التدريجي من عبء نتنياهو السياسي.
الهدنة، المقررة لمدة 60 يومًا، لا تأتي كإستجابة إنسانية بقدر ما تعكس مناورة استراتيجية مزدوجة. فمن جهة، يسعى ترامب إلى تثبيت صورته كصانع للسلام في الشرق الأوسط، في إطار حملة انتخابية محتملة. ومن جهة أخرى، يحاول نتنياهو شراء الوقت في ظل أزمات داخلية خانقة، من تحقيقات الفساد إلى الضغوط المتزايدة من الشارع الإسرائيلي، حتى من داخل معسكره نفسه.
لكن هذه التهدئة لا تعني انتهاء الصراع. بل تمثل بداية فصل جديد من التوترات المُدارة. إذ تتعامل واشنطن مع الملف عبر وسطاء إقليميين، لكنها تُبقي على زمام السيطرة، مفروضة بشروط صلبة على كل من حماس والوسطاء. ما يُبرز أن "السلام" ليس إلا أداة تكتيكية لتحريك ملفات أعمق، على رأسها شكل الحكم داخل إسرائيل، ومستقبل النفوذ الأميركي في المنطقة.
نتنياهو، الذي شغل موقعًا محوريًا في بناء تحالفات مشروطة وتطبيع مغطى بدماء الفلسطينيين ككل، يجد نفسه اليوم في زاوية ضيقة. ليس فقط بسبب القضايا القانونية، بل بفعل تبدّل المزاج الدولي، وتراجع دعم حلفاءه التقليديين في الخليج، خصوصًا مع تعثّر مشاريع مثل "السلام الإقتصادي" و"اتفاقيات أبراهام".
رحيل نتنياهو، إن حصل، لن يكون مجرد تغيير في القيادة، بل لحظة مفصلية قد تعيد رسم توازنات القوة داخل إسرائيل والمنطقة. فالصراع القادم قد لا يكون فقط بين إسرائيل وغزة، بل بين مشاريع سياسية متضادة داخل إسرائيل نفسها: من جهة معسكر يريد مواصلة الحرب بمظهر أكثر "اعتدالًا"، ومن جهة أخرى تيارات أشد تطرفًا تسعى لإستثمار الفوضى وملء الفراغ.
أما على الجانب الفلسطيني، فالوضع لا يقل تعقيدًا. فحماس التي خاضت حربًا طويلة، تجد نفسها الآن أمام هدنة ضيّقة الأفق، تُدار بشروط قاسية ووعود هشّة، ما يجعلها في موقف استراتيجي حساس، إما قبول التهدئة على حساب التأثير السياسي، أو مواجهة عزلة إقليمية ودولية متزايدة.
في خلفية هذا المشهد، يبقى الحضور الإيراني فاعلًا. فإيران، رغم تلقيها ضربات، لا تزال تملك أوراقًا استراتيجية عميقة عدة. والمواجهة معها، ولو مؤجلة حاليًا، تظل حاضرة في كل حسابات واشنطن وتل أبيب.
في المحصلة، هدنة غزة ليست نهاية لحرب، بل استراحة تكتيكية في صراع مفتوح. مرحلة انتقالية تُختبر فيها نوايا الأطراف الكبرى، وتُعاد فيها هندسة التحالفات الإقليمية. لكن يبقى الوعي السياسي هو الضامن الوحيد لفهم ما يجري، والقدرة على التفاعل معه كفاعل لا كمجرد متفرج.
هل نحن مستعدون لأن نكون شهودًا فاعلين لا متفرجين في هذه اللعبة؟ أم سنظل نقبل أن يُكتب مصيرنا بيد آخرين، وننسى أن القوة والوعي هما أقوى أدوات المقاومة؟.
فالسلام الحقيقي لا يُصنع في المؤتمرات أو عبر تغريدات سياسية، بل عبر إدراك الشعوب لما يُحاك بإسمها. وهذا الوعي وحده هو حجر الأساس لبناء شرق أوسط مختلف، لا تصنعه المراوغات، بل تصنعه الشعوب.



#ميساء_المصري (هاشتاغ)       Mayssa_Almasri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمامة والكيباه: متى يأتي إنفجار الشرق الأوسط الأخير؟
- رقعة شطرنج الشرق الأوسط: من يسقط أولاً؟
- من مصر إلى إيران :هل تخون الشعوب ؟؟
- نحو لحظة شمشون: هل تتهيأ إسرائيل لسيناريو السقوط الكبير؟
- الأردن و تحديات الهوية السياسية في زمن المال والقوة
- التهجير الناعم.. والإقليم المباح
- الكيان الصهيوني والسعودية ..صفقات سلاح ولوبي وديناميكية إقلي ...
- الكابوس الاسرائيلي : العدد
- عهر سياسي ليس أكثر
- تطبيع ملزم بأموال عربية ..
- الأردن : الفساد و إشكالية رجل الدولة ورجل السياسة والإقتصاد.
- جاسوس نتنياهو ... من مجرم الرصاص المصبوب الى دسائس أمنية شخص ...
- كتاب بولتون ..إحذروا أحجية الجهل العالمي
- خطة الضم ...الأردن وفلسطين ..والتدرج الزمني لنتنياهو ...
- الأردن ..ما بعد صدمة كورونا
- ماذا لو أصيب ترامب بالكورونا ؟؟؟
- حرب أسعار,صراع ديوك,غطس في النفط , وحرق دول..فمن الخاسر الأك ...
- لغز قروض البنك الدولي ....ولعبة الحكام بالشعوب
- وزراء الخارجية العرب مغيبون.. و شعوب متهمة بمعاداة السامية.. ...
- من البتراء حتى مكة ... سنوات التيه العربي والبيع على المكشوف ...


المزيد.....




- عادل إمام بين أولاده وأحفاده.. تفاعل مع أحدث صورة لـ-لزعيم- ...
- بعد حادث تصادم جديد.. السيسي يوجه بدراسة إغلاق الطريق الدائر ...
- في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حز ...
- الصين تُظهر قوتها البحرية.. حاملة الطائرات -شاندونغ- تحط الر ...
- عاجل| جيش الاحتلال يقتحم مدينة قلقيلية
- إيلون ماسك يعلن تأسيس -حزب أميركا-
- إيلون ماسك يعلن تأسيس -حزب أميركا-
- نتنياهو يعلن رفض إسرائيل -تعديلات حماس- على مقترح غزة
- ظهور نادر لعادل إمام بعد غياب طويل
- ارتفاع عدد قتلى السيول في تكساس إلى 32


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميساء المصري - هدنة غزة بين مراوغة ترامب وسقوط نتنياهو