أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة













المزيد.....

إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتبارا لهذا المعطى، فإن مغاربة إيران وجماعة كلنا إسرائيليون هم أيضا وجهان لنفس العملة. لكن، وبكل صدق وأمانة، فإني لا أعرف من جوقة كلنا إسرائيليين إلا الشخص الذي أطلق هذه العبارة أو الشعار مباشرة بعد 7 أكتوبر 2023، وأجهل باقي أعضاء المجموعة، إن كانت هناك مجموعة؛ بينما أعرف جيدا الكثير من أبناء إيران الذين لا هم لهم إلا الدفاع عن أعداء بلادنا (إيران، الجزائر، جنوب إفريقيا...) والتنقيص من نجاحاتها الديبلوماسية المبهرة؛ بما فيها الديبلوماسية الروحية والأمنية والرياضية والفنية والثقافية؛ ويكرسون جهودهم للنيل من ثوابت الأمة ورموز الدولة ومؤسساتها.
وفي غياب معطيات عن مجموعة "كلنا إسرائيليون"، أشير إلى أن استعمال كلمة "كل"، في هذا السياق، فيه تهور كبير وتَجَنِّي على الوجدان المغربي لأن كلمة كل تفيد التعميم؛ وهذا خطأ فادح لأنه لا حق لأحد أن يتكلم باسم الشعب المغربي؛ فالوحيد الذي له هذا الحق هو جلالة الملك باعتباره رئيس الدولة وأمير المؤمنين، طبقا للدستور.
وبما أن مغاربة إيران يلتقون مع الإخوان المسلمين في دفاعهم عن النظام الإيراني، ويستعملون الكذب البَوَاح لإخفاء جرائم هذا النظام الدموي، فلا أستبعد أن يستغِلوا عبارة "كلنا إسرائيليين" ليحشروا فيها كل الذين يدافعون عن المغرب و"تَمَغْرَابِيتْ". وبما أن مغاربة إيران والإخوان المسلمين يدينون بالولاء ليس للوطن، بل للأجنبي، فإن هؤلاء يحشرون أنفسهم في زمرة الخونة والعملاء. وحتى يدفعوا عنهم تهمة الخيانة، وإن كانت ثابتة، فهم يتهجمون على المحللين المحبين لوطنهم والصادقين في مشاعرهم والمعتزين بانتمائهم ووطنيتهم، فيتهمونهم بالتصهين والخيانة للقضية الفلسطينية؛ وهي تهمة باطلة ولا تدين إلا المروجين لها.
لِنُسلِّم بأن في هذا الوطن الآمن- المستقر دستوريا ومؤسساتيا، المتنوع عرقيا وثقافيا وفكريا، المتعدد سياسيا وحزبيا- نبتت توجهات سياسية وفكرية لا يهمها لا الاستقرار ولا الأمن، بل تجد راحتها في تقويضهما لزرع الفتنة والبلبلة. لنقتصر على "جماعة كلنا إسرائيليين" و"جماعة مغاربة إيران". ما يجمع بين الطرفين، هو انتماؤهم لنفس الوطن ولهم نفس الجنسية ونفس بطاقة التعريف؛ لكنهم جميعا لا يحترمون هذا الوطن ويرتكبون خطأ فادحا في حقه. فكلهم، وإن اختلفوا في الرأي والهدف، يسيئون للوجدان المغربي وللأمن الروحي للمغاربة. فمن يدافع عن إسرائيل، فعليه أن يعلم بأنه يدافع عن الإجرام والمجرمين؛ ومن يدافع عن إيران، فهو يدافع عن الروافض المجوس القتلة للسنة وأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، مثلهم مثل قتلة الأطفال والنساء والشيوخ في غزة. فكلا النظامين أو الكيانين أيديهما ملطخة بدم الأبرياء. وإذا وقفنا عند أرقام الضحايا، فسوف نجد أن إيران بأذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن والجزائر (مليشيات تندوف)، قد قتلت أضعاف ما قتله النظام الصهيوني المجرم في فلسطين والدول المجاورة. فالقول بكونهما وجهين لعملة واحدة، ليس مجانبا للصواب.
لقد أجرمت إيران في حق الشعب الفلسطيني لما زجت بحماس في أتون حرب غير متكافئة (حركة مقاومة في مواجهة جيش نظامي مدجج بكل أنواع الأسلحة الفتاكة)، ثم توارت إلى الخلف وتركت حماس تواجه مصيرها لوحدها. ألا يحق لنا أن نشك في وجود صفقة، أطرافها إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، هدفها تصفية القضية الفلسطينية؟ وإذا استحضرنا مقولة الدكتور عبد الرحيم منار السليمي (إسرائيل وإيران ضرورتان أمريكيتان)، فإننا نفهم بأن أمريكا لن تتخلى عن أي منهما، مهما احتد الخلاف بينهما.
وإذا تساءلنا: من المستفيد من أحداث 7 أكتوبر 2023؟ فالجواب بديهي: هو الصهيوني المتطرف نتنياهو. لقد كان يحتضر سياسيا وكان مهددا بالمحاكمة والسجن؛ لكن أحداث 7 أكتوبر جعلته يفلت من المتابعة القضائية ويحيا سياسيا؛ مما جعله يصول ويجول قتلا وتقتيلا. لكن محللو قناة الخنزيرة القطرية يبيعون الوهم لمن يريد أن يصدقهم بأن حماس قد انتصرت وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة؛ وهذا مخالف للحقيقة والواقع. فالخوف كل الخوف أن يُلقى بالقضية خارج الحسابات الدولية، فتصبح تضحيات الشعب الفلسطيني وقضيته في مهب الريح. وللذين يراهنون على إيران كمحور مقاومة، نسألهم عن فحوى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأمر من ترامب: هل دافعت إيران على فلسطين أو على الأقل على حليفتها حماس؟ هل طالبت بوقف إطلاق النار في غزة؟ هل تحدثت عن مستقبل القضية؟ بالطبع لا، لأن ما يهم إيران هو مصالحها الخاصة ولا شيء غير ذلك.
خلاصة القول، مغاربة إيران باعوا أنفسهم لنظام مارق لا يرقب في المؤمنين إلاً ولا ذمة. وبهذا، فقد أصبحوا يشكلون خطرا على الأمة المغربية وأمنها واستقرارها؛ خصوصا وأن إيران تسلح أعداء وحدتنا الترابية (الجزائر والبوليساريو). أما قصة "كلنا إسرائيليون"، فيبدو أنها قد تم النفخ فيها من طرف هؤلاء وأمثالهم من الإخوانيين للركوب عليها من أجل تصفية الحسابات مع كل من يرفع شعار "الوطن أولا"؛ وهو شعار يستفز عبدة الكوفية بكل أطيافهم (قومجيين، اخوانجية، متآيرين، متياسرين، متأسلمين...) ويخرجهم عن طورهم.
للأسف الشديد، المتاجرة بالقضية الفلسطينية واستعمالها لدغدغة العواطف وتجييش الغوغاء لا يخدم القضية في شيء. وعودة شعارات الستينيات والسبعينيات إلى الواجهة، دليل على الجمود السياسي والانغلاق الفكري لدى عبدة الكوفية. فكل شعارتهم تذكرنا بمقولة الإلقاء بإسرائيل إلى البحر، والتي من نتائجها فقدان الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية وكثير من أراضي الدول العربية المجاورة سنة 1967 وسنة 1973. فلسطين لن تُحرَّر بالشعارات الرنانة ولا بالسِّباب وتخوين العقلاء. وبَوَار المتاجرة بالقضية تؤكده بالملموس الأحداث الجارية بالشرق الأوسط. أما الشعارات المسيئة للمؤسسات الدستورية المغربة، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، فلن تخدم القضية الفلسطينية في شيء، لكنها تفضح ولاء أصحابها لأعداء الأمة المغربية؛ والتاريخ يسجل هذا الانحطاط الأخلاقي الذي سيلقي بهم في مزبلة التاريخ.
وفي الوقت الذي تتقاطر فيه الاعترافات بمغربية الصحراء بالجملة ومن مختلف القارات، ويتحول أعداء قضيتنا الوطنية إلى أقزام يعيشون في عزلة قاتلة، يخرج علينا أحد المعتوهين (لا أجد له وصفا آخر أفضل من هذا) المفلس سياسيا وفكريا وأخلاقيا ليقول بكل سفاهة ووقاحة وصفاقة بأن الديبلوماسية المغربية مفلسة. فهل هناك عبط وعَتَه أكبر من هذا؟ ألا يثبت بعبطه هذا أن الانتصارات الديبلوماسية التي يحققها المغرب تحرق، من جهة، دم النظامين المارقين الإيراني والجزائري؛ ومن جهة أخرى، تحرق دم أبواقهما وعملائهما في المغرب وفي الخارج (جيراندو على سبيل المثال)؟ والخبر في رأس عبد الإله بن إيران.
مكناس في 3 يوليوز 2025



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟
- إخوان مسلمون أم إخوان مجرمون؟
- هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟
- وقاحة إدريس -البليكي والديبشخي-
- الكذب على الذات في دولة الطوابير
- عبد الابه بنكيران في حالة هستيرية قريبة من السعار
- رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع، رئيس المكتب الوطني ...
- سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023
- في بلد عاش دائما تحت عباءة الاستعمار، فعلى أية قيم تمت تنشئة ...
- المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نمو ...
- أين اختفى مغاربة إيران؟
- كيف ستتعامل الجزائر الشمالية مع الجزائر الجنوبية في ضوء الوض ...
- إعلام الوضاعة والقذارة والحقارة
- الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء له طعم خاص ودلالة قوية
- مغاربة إيران عملاء وخونة أم ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإ ...
- حين يسقط التحليل في آفة التعميم
- إيران محور مقاومة أم محور مساومة؟؟؟
- استمراء العيش في الأوهام
- أين يتجلى دور محور المقاومة فيما يجري في غزة وفي لبنان؟
- رسالة إلى الإخوة التونسيين: احذروا عدوى الغباء الجزائري


المزيد.....




- -آمل أن أعيش لأكثر من 130 عامًا-.. احتفالات بعيد ميلاد الدال ...
- مصر.. أحمد الرافعي يثير قلق زوجته وأشرف زكي يوضح ملابسات -اخ ...
- وفدان مصري وإسرائيلي يتوجهان إلى الدوحة لإجراء محادثات بشأن ...
- شاهد.. خندق إسرائيلي يقطع شريان حياة قرية فلسطينية بالخليل
- دكتور سترينجلوف وتخفي الجنون في ثوب -الإستراتيجية-
- بالصور.. حرائق وفيضانات في العالم تخلف عشرات القتلى
- تخيفها الألعاب النارية.. شاهد ما يفعله خبراء مع الحيوانات لت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن والحوثيون ...
- -ثأر الله من بني أمية-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بتدوينة في ...
- منصة رقمية لدعم المصممين في تحقيق الاستدامة


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة