أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - -أن تكون مثقفًا في بلاد تحاول أن لا تموت على مهل-














المزيد.....


-أن تكون مثقفًا في بلاد تحاول أن لا تموت على مهل-


خليل إبراهيم كاظم الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 14:05
المحور: مقابلات و حوارات
    


حين تتداخل الكلمة الحرة مع الفكر الجريء، تتشكل لحظة فريدة تتجاوز حدود الزمن، وتعيد تعريف معاني الحوار والتأمل بطرق جديدة. كان هذا هو السياق الذي جرى فيه اللقاء بين بودكاست "طروس" والمفكر الكبير الدكتور عبد الحسين شعبان، الذي يحاكي الفكر كما تحاكي الرياح حقول القمح؛ لا يترك سكونًا دون أن يزعجه، ولا يفتأ عن هز ثوابت الفكر كما تدفع الرياح بأوراق الشجر في وادٍ مفتوح، تثير الحياة في كل زاوية وتترك خلفها صخبًا لا يهدأ وفضولًا لا ينتهي.
في هذا اللقاء، كانت الكلمات ليست مجرد أصوات تمر في الهواء، بل كانت كعمليات جراحية دقيقة تُعيد تشكيل او اعادة تأثيث ذاكرة او عراقية متعبة، وتكشف النقاب عن زوايا غير مرئية في تاريخ يعج بالندوب والحكايات.
استهل الدكتور شعبان حديثه كمن يخطو إلى خشبة مسرح فكري، حيث كُتب له أن يُغلق أبواب المجاملات والمهادنات. بروح المغامر والباحث، أبحر بالمستمعين في أعماق التاريخ العراقي، مضفيًا نورًا على دهاليز مظلمة. "التاريخ"، كما يقول، "ليس مجرد قصة تُروى؛ إنه حقل ألغام يجب أن نسير فيه بحذر، لكن دون أن نفقد شجاعة السؤال."
كانت تلك اللحظة تجسيدًا حقيقيًا لما يعنيه أن تكون مثقفًا في زمن يتحدى وجوده.
النجف: مدينة الفكرة والتناقض
في خضم حديثه عن العراق، حظيت النجف بمكانة خاصة. ليست مجرد مدينة مقدسة أو مركز ديني، بل أيقونة فكرية متفردة، حيث تمتزج القداسة بالجرأة، والتقليد بالتمرد. وصفها الدكتور شعبان بأنها "مسرح التناقضات الخلاقة"، حيث تجد الماركسية والفكر الديني في حوار دائم، وأحيانًا في صراع يؤدي إلى خلق رؤى جديدة.
"النجف،" يقول، "هي القلب النابض لعراق يتحدى الصمت. هنا لا تموت الأسئلة، بل تتحول إلى نار تُوقد شعلة المعرفة." في هذه المدينة التي تزدان بالقباب وتزخر بالجدل، ولد فكر يتجاوز القوالب التقليدية، مؤسسًا لمناظرات ألهمت أجيالًا من المثقفين.
الشعر كحارس للذاكرة
الشعر، بالنسبة للدكتور شعبان، ليس مجرد فن بل وثيقة حية تُخلد ذاكرة العراق. عندما تحدث عن منتصف القرن العشرين، استحضر زمن مظفر النواب وسعدي يوسف، حين كان الشعر أداة للكشف والمقاومة، وصوتًا ينقل آلام الوطن وأحلامه. "الشعراء،" يقول، "هم حراس الذاكرة، وأصواتهم لا تموت حتى في أحلك الأوقات."
الجواهري، "شاعر الوطن والإنسان"، لم يكن مجرد شاعر، بل كان مرآة تعكس تعقيد الروح العراقية. بأسلوبه البسيط والعميق في آنٍ واحد، تمكن من تحويل معاناة العراق إلى قصائد تتردد أصداؤها عبر الأجيال.
بيروت وبغداد: ثنائية الضوء والظلام
في حديثه عن بيروت، وصفها الدكتور شعبان بأنها "مدينة الفكر والمقاومة"، نافذة المثقفين العراقيين على العالم، لكنها نافذة مطلة على جحيم السياسة. "بيروت،" يقول، "كانت دائمًا ملاذًا للفكر الثائر، لكنها أيضًا ساحة صراع بين الحداثة والاستبداد."
بين بغداد وبيروت، تتأرجح الروح العراقية في رحلة بحث عن هوية وسط أزمات لا تنتهي. كانت بيروت رمزًا للحلم العربي، بينما ظلت بغداد جرحًا مفتوحًا، يعاني من الحروب والأيديولوجيات التي مزقت نسيجها الثقافي والاجتماعي.
رسالة أمل لا تموت
في ختام اللقاء، تألق الدكتور شعبان برسالة تأملية تحمل في طياتها عناد الفكر العراقي: "العراق ليس مجرد حكاية أزمات، بل هو قصة ولادة دائمة. الشعر، الفكر، والفن هم جسرنا نحو مستقبل يتحدى ظلام الماضي."
هذا اللقاء لم يكن مجرد حوار عابر، بل تجربة عميقة تعيد صياغة العلاقة بين الفكر والتاريخ. "عراق الفكر: بين أنقاض التاريخ وأجنحة الحلم" ليس مجرد عنوان، بل دعوة مفتوحة للتأمل في رحلة العراق الطويلة، تلك الأرض التي ترفض أن تكون مجرد صفحة مطوية في كتاب التاريخ، وتصر على أن تكون قصيدة حية تُكتب بالحبر والدم.
في صوت الدكتور شعبان، تردد أصداء العراق بأبعاده كلها: عراق الوجع والحلم، عراق الفكر والمقاومة، عراق الماضي والمستقبل.



#خليل_إبراهيم_كاظم_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الكرامة الغاضبة: كيف يولد الغضب الثورات ويعيد تشكيل العالم- ...
- إعادة إنتاج الاضطهاد: قراءة مادية تاريخية للعنف ضد المرأة
- الفضاء الرقمي كساحة جديدة للعنف ضد النساء قراءة تحليلية في ا ...
- الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية جدلية العلاقة وتحديات الت ...
- الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية جدلية العلاقة وتحديات الت ...
- المجال العام والحق في المدينة: قراءةٌ نقديةٌ لـ هايبرماس ولو ...
- الهشاشة المتقاطعة: العنف ضد النساء من الأقليات والفئات المست ...
- إرث الأدوار: رحلة الجندر في مجتمع مأزوم ((حيرة الجندر الحزين ...
- إرث الأدوار: رحلة الجندر في مجتمع مأزوم ((حيرة الجندر الحزين ...
- المثقفون في زمن الإلتباس : هل خانوا الكلمة أم خانتهم الكلمة؟
- أنياب السياسة وقضم حقوق الإنسان
- -انحدار تصنيف المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق: هل ست ...
- “العالم بين الرؤية الاقتصادية ورؤية حقوق الإنسان- محاولة بنا ...
- الارتداد العنيف ضدّ المساواة بين الجنسين دراسة في الديناميكي ...
- العدالة المناخية: حقّ إنسانيّ في مواجهة تحديات القرن الحادي ...
- -العدالة المعطوبة: لماذا تدمر انتهاكات حقوق الإنسان أساس الم ...
- في محنة الفلسفة المعاصرة: -الدولة وحقوق الإنسان- من يحرس الح ...
- هل اصبحت حقوق الإنسان... رفاهية لم تعد الدول تتحملها؟ ماذا ل ...
- ثمار الظلم: كيف تؤثر انتهاكات حقوق الإنسان على مستقبلنا؟
- -نهج حقوق الإنسان: هل هو الإطار المثالي لتحقيق العدالة الاجت ...


المزيد.....




- اكتشاف جمجمة فيل ضخمة مدفونة بحديقة منزل.. إلى أي عصر تعود؟ ...
- ماذا نعرف عن التعيينات الجديدة في الحكومة السورية الانتقالية ...
- البشر وحيوانات الكسلان العملاقة عاشوا معا لآلاف السنين.. اكت ...
- تركيا تخطط لاستئناف عمل قنصليتها في حلب السورية قريبا
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل في مواطنين أدينا بالخيانة والإرها ...
- قائد الإدارة السورية أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية التركي ...
- خبير: الشعور بالوحدة الشكوى الأكثر شيوعا في ألمانيا
- بوتين: لو لم نطلق العملية العسكرية في أوكرانيا لأجرمنا بحق ر ...
- مشاهد تكدس الجرحى بممرات مستشفى كمال عدوان جراء قصف الاحتلال ...
- قاضية أميركية: مجموعة -إن إس أو- الإسرائيلية مسؤولة عن اخترا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - -أن تكون مثقفًا في بلاد تحاول أن لا تموت على مهل-