أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي الابراهيم - اللغز















المزيد.....

اللغز


رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي

(Rami Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


(حكاية من حكايات الأخوين غريم ترجمها عن النسخة الإنكليزية إلى العربية القياسية المعاصرة رامي الإبراهيم)

كان لدى أحد الملوك ابنٌ شاب وكان هذا الشاب مأسوراً بالرغبة في السَّفر حول العالم فكان أن أخذ معه في أحد الأيام خادماً مخلصاً ومضى في رحلته تلك .مرّ الشاب في طريقه على غابةٍ فدخلها ولكن سرعان ما داهمه الليل قبل أن يجد مكاناً يحتمي به ويأوي إليه .وفجأةً! أبصر فتاةً متجهةً إلى منزلٍ صغير وعندما اقترب أكثر بدا أنَّها فتاةٌ يافعةٌ وجميلةٌ جداً.خاطبها الشَّاب قائلاً: "عزيزتي الصغيرة هل بوسعنا أن نبيت الليلة في المنزل الصغير؟".
" أوه ..نعم تستطيعان بكلِّ تأكيد، لكنني لا أنصحكما بمغامرة كهذه .لا..لا تفعلا! " قالت الفتاة بصوت حزين.
" ولماذا لا؟" سأل الشَّاب ابن الملك.
تنهدت الفتاة وقالت: "إنَّ خالتي زوجة أبي هناك وهي تمارس السِّحر ولا تحب الغرباء".
أدرك الشاب بأن ما اهتدى إليه هو بيتٌ لساحرة ولكن بما أنَّ الظلام قد حلَّ وما عاد بالإمكان مواصلة المسير قرر الدخول إلى البيت ولا سيَّما أنه لم يكن ممَّن يمكن أن يوصفون بالخوف.
كانت الساحرة العجوز تجلس على كرسي بذراعين قرب النار ونظرت إلى الغرباء حالما أبصرتهم بعيونها الحمراء.
" عمتم مساءً! " قالت العجوز بصوتٍ ضعيف متظاهرةً بالودّ.
" اجلسوا وأريحوا أنفسكم من عناء السفر" قالت العجوز الساحرة ذلك وهي تقوم بتهوية النار حيث كانت تطهو شيئاً ما في وعاءٍ صغير.
طبعاً كانت الفتاة الصغيرة قد نبَّهت الرجلان لضرورة أخذ الحذر وألا يأكلا أو يشربا أيَّ شيء لأنَّ الساحرة العجوز تعدُّ عقاقيراً شريرة.
نام الرجلان بهدوء حتى الصباح، حيث بدأ الاثنان بإعداد نفسيهما للرحيل وعندما اعتلى ابن الملك حصانه قالت العجوز: "تمهل للحظة إذ يجب أن أعطيك أولاً شرابا تأخذه كمؤنه سفر". ولكنَّ الشاب لم ينتظر وإنما انطلق بحصانه عندما ذهبت لإحضار الشَّراب ولم يكن هناك عندما عادت سوى الخادم الذي تأخر في إسراج حصانه.
" خذ هذا لسيدك!" قالت الساحرة العجوز.
ولكن في الحال كُسرت الآنية الزجاجية وسال الشراب المسموم على الحصان. كان السمُّ قويا جداً لدرجة أن الحصان سقط ميتاً في الحال. ركض الخادم خلف سيده، و أخبره حين أدركه بما جرى. لم يشأ الخادم أن يترك سرج الحصان خلفه فعاد لإحضاره، وعندما وصل إلى الحصان الميت وجد غراباً يأكل لحم الحصان فقال في نفسه: "من يعلم إذا كنَّا سنحصل على طعام أفضل لهذا اليوم". فقتل الغراب وأخذه معه.
تابع الاثنان بعد ذلك رحلتهما في الغابة طوال اليوم من دون أن يتمكنا من العثور على طريق يقودهما خارجها، ولكن مع هبوط الليل وجدا نُزلا للمسافرين فدخلا إليه. أعطى الخادم الغرابَ إلى صاحب الخان كي يعدّه لهما من أجل العشاء. كان الرجلان قد مرّا في طريقهما على وكر للمجرمين وقد أتى اثنا عشر شخصاً من هؤلاء خلال الظلام لقتل الغريبين وسرقتهما، ولكن قبل أن يفعلوا ذلك جلسوا إلى العشاء مع صاحب النزل والساحرة. وهكذا أكل الجميع حساءً مطهواً مع قطعٍ من لحم الغراب، وما إن ابتلع كل منهم لقمتين من ذلك حتى سقطوا جميعهم موتى إذ نقل الغراب السُّم إليهم من لحم الحصان.
وهكذا لم يبقَ من سكَّان ذلك البيت سوى ابنة صاحب الخان وكانت هذه فتاةً بريئةً ولم يكن لها أيُّ دورٍ في أفعال ذويها السيئة. فتحت الفتاة جميع الأبواب للغرباء وأرتهم مخزناً للكنوز لكنَّ ابن الملك الشاب قال لها: " بإمكانك الاحتفاظ بكلِّ شيء فلن آخذ شيئاً من هذه الأموال" وتابع طريقه برفقة الخادم.
وصل الاثنان بعد سفرهما مدةً طويلةً إلى بلدةٍ فيها أميرةٌ جميلةٌ ومغرورةٌ أيضاً. وكانت هذه الأميرة قد أعلنت للجميع بأن من يطرح عليها لغزاً وتعجز عن حلِّه ستتخذه زوجاً لها وإن لم تعجز وحزرت اللُّغز فستقطع رأس ذلك الرجل. كانت الفترة التي أمهلتها الأميرة لنفسها ريثما تحزر اللُّغز ثلاثة أيام، لكنها كانت تحزر اللغز أو الأحجية أياً كانت وبشكل دائم قبل الموعد المحدّد.
كان قد قضى تسعة خطاب نحبهم قبل وصول الشاب ابن الملك الذي أراد أيضاً أن يخاطر بحياته مسحوراً ومدفوعا بجمال الأميرة. ذهب الشاب عندئذٍ إلى الأميرة وعرض عليها أحجيته: " لم يقتل أحداً لكنه قتل اثنا عشر، فما هو؟". لم تعرف الأميرة ما كان ذاك. فكّرت وفكّرت لكنها لم تقدر على حل اللغز. فتحت كتاب الألغاز لكنَّه لم يكن بينها. أما وقد خانت الأميرة فطنتها ولم تقدر على حل اللُّغز، استدعت خادمتها وأمرتها بالتسلل إلى غرفة نوم الشاب والإنصات إلى ما يقوله أثناء النوم عساه يبوح بالحل. لكنَّ خادم الشاب الذكي فطن إلى ما قد تلجأ إليه الأميرة, فنام في سرير سيِّده وعندما جاءت خادمة الأميرة نزع عنها العباءة التي لفَّت نفسها بها وتبعها حتى الخارج وهو يهوي عليها بالعصا. أرسلت الأميرة في الليلة الثانية وصيفتها عساها تفلح في الاستماع لما يقوله الشاب أثناء نومه، لكن خادم الشاب أخذ عباءتها أيضاً وتبعها بالعصا حتى الخارج. ظنَّ الشاب بعد ذلك أنه أصبح آمناً من مكر الأميرة فنام في مكانه. جاءت الأميرة في الليلة الثالثة بنفسها إلى غرفة نوم الشاب وقد ارتدت عباءة رماديّة اللون. اقتربت الأميرة حتى صارت بقرب الشاب وكانت تظنّه نائماً فراحت تكلِّمه في نومه عسى أن يبوح بحلِّ اللغز.
لم يكن الشاب نائماً ولكنَّه سمع و استوعب كلَّ شيءٍ بشكلٍ تام، وعندما سألته الأميرة: "لم يقتل أحداً، فما هو؟ "
أجابها بأنَّه الغراب الذي أكل من لحم حصانٍ مسمومٍ وميت فمات هو الآخر.
سألت الأميرة مجدداً: "لكنّه قتل اثنا عشر فما هو؟ ".
أجاب الشاب بأنَّهم المجرمين الاثني عشر الذين أكلوا الغراب فماتوا مسمومين. حالما عرفت الأميرة حلّ اللُّغز أرادت أن تنسلَّ خارجاً، لكنّ الشاب أمسك عباءتها بسرعة فاضطرت الأميرة لتركها خلفها والذهاب خارجاً.
أعلنت الأميرة في الصباح التالي بأنها قد حلّت اللّغز وأرسلت في طلب القضاة الاثني عشر وعرضت عليهم الأم. طلب الشاب من القضاة راجياً الإذن له بالكلام وعندما أذنوا له قال بأن الأميرة تسللت إلى غرفة نومه وسألته خلال النوم عن حلِّ اللُّغز وإلا لما كانت عرفت الجواب. عندها طلب القضاة برهاناً على كلام الشّاب. أحضر الخادم عند ذلك العباءات الثلاثة ووضعها أمامهم.
حالما رأى القضاة العباءة الرمادية والتي طالما ارتدتها الأميرة ابنة الملك، خاطبوا الشاب قائلين:
"لتقمْ بتطريز العباءة ذهباً وفضةً لأنها ستكون عباءة عرسك في ليلة الزَّفاف".



#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)       Rami_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمر
- القطة و الفأرة في منزل واحد
- الضوء الأزرق
- الإوزة الذهبية
- لعبة المكان و الزمن
- دقيقةٌ من وقت الزّمان ووقفةٌ في ذهول
- غبار الطّلع
- قلا تجي
- أحلام اللحظة..و الشوق طليقٌ.. و الماضي توثب!
- انتماء
- فستان شعبي جداً
- هيكل لإله الحروف
- أحلام غرابة اللون..و العري
- يا عجاج الدير رفقا
- صباح الخير نوشاتل
- أحب أحب نوشاتل
- رحلة الروح الواعية
- توبة عاشق
- الرقص في دورة زمجر
- جمع الجذور و الحكايات ( قصيدة في رثاء ساحرات أوربا)


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي الابراهيم - اللغز