أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - نبيل عودة كاتب، ناقد، باحث واعلامي فلسطيني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تجربته الثقافية، السياسية والفكرية بمناسبة بلوغه جيل السبعين. / نبيل عودة - أرشيف التعليقات - لا يستقيم الظل والعود أعوج - رفيق التلمساني










لا يستقيم الظل والعود أعوج - رفيق التلمساني

- لا يستقيم الظل والعود أعوج
العدد: 712329
رفيق التلمساني 2017 / 2 / 20 - 22:52
التحكم: الكاتب-ة

كتبتَ، سيد نبيل عودة، أعلاه: (في مقالات كتبتها في السنة الأخيرة عن تجربتي في الحركة الشيوعية، تناولت العديد من القضايا والانطباعات التي لفتت انتباهي الى ان المضامين التي تثقفنا عليها غير قائمة في التطبيق العملي للماركسية في الاتحاد السوفييتي السابق وما كان يعرف بالمجموعة الاشتراكية، حيت يتبين أن -نهجها الماركسي- لم يكن ماركسيا، بل نهج قمعي استبدادي وغير انساني في العديد من مجالاته، ساهم ثقافيا ، فكريا وتاريخيا بسقوط تلك الأنظمة دون ان ينبري حتى ما كان يعرف ب -جيوشها العقائدية- او كوادرها الحزبية التي كانت تعد بعشرات الملايين للدفاع عنها.. فهل كان وراء الانتساب لتلك الأحزاب دوافع انتهازية فقط ؟.. وهذا عشته اثناء دراستي في الاتحاد السوفييتي !!)
مراجعتك سيد نبيل شجاعة ومفيدة وواجبة، فليس من السهل الاعتراف بالخطأ، خاصة بعد أن تواصل التشبث به عشرات السنين، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وهو ما يفسر لجوء البعض إلى الصمت، ومواصلة آخرين التمسك بالتبرير والعناد والتنكر للحقائق، وإلقاء المسؤولية على الأعداء الداخليين مثل الدور المزعوم لما أطلقوا عليه (البرجوازية الوضيعة) أو الخارجيين (الرأسمالية والإمبريالية..).
مع ذلك، سيد نبيل، ارى في قولك أعلاه، ترددا في الذهاب بعيدا في طريق المراجعة. فالقول بأن (المضامين التي تثقفنا عليها غير قائمة في التطبيق العملي للماركسية في الاتحاد السوفييتي السابق وما كان يعرف بالمجموعة الاشتراكية، حيت يتبين أن -نهجها الماركسي- لم يكن ماركسيا، بل نهج قمعي استبدادي وغير انساني في العديد من مجالاته)، هذا القول يشبه قول الإسلاميين بأن الإسلام بريء من قرون من الحكم الاستبدادي وما تسبب فيه من انحطاط أتباعه وأن المشكلة في التطبيق والفهم.
وكما أنه من غير المنطقي أن يتفق علماء الإسلام وحكامه وشعوبه على تحريف الإسلام وتشويهه أو العجز عن فهمه بحجة (لا تتفق أمتي على ضلالة) وأن الانحطاط الذي غرقت فيه الأمة لا علاقة له بالإسلام فكرا وممارسة، فإنه من غير المنطقي ولا العلمي أن نقبل بفكرة أن كل الأنظمة والأحزاب التي اهتدت بالفكر الماركسي كانت إما عاجزة عن فهم ماركس حق الفهم أو تعمّدت الانحراف عنه وتحريف فكره وتشويهه.
رأيي أن الماركسية، وبقدر إبداعها في نقد البنى الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والدينية البشرية المتوحشة والدعوة إلى تجاوزها نحو مجتمع إنساني عادل، بقدر تفريطها في قيم الحداثة والأنوار التي كانت في أصل بروز قوى ثورية جديدة على رأسها البرجوازية كطبقة نجحت في هزيمة تلك البنى العتيقة (كما يعترف ماركس نفسه) وإطلاق يدي المارد الكامن في الإنسان، ليحقق هذه الملحمة العظيمة العلمية والتكنولوجية والفكرية.
إن المصير البائس الذي انتهت إليه التجربة الاشتراكية يعود أصلا إلى طبيعة الفكر الماركسي نفسه الذي لم يُولِ أدنى اهتمام لقيم إنسانية نبيلة أبدعها فكر الأنوار وأعلى من من شأنها مثل الدعوة إلى إطلاق الحريات المختلفة في التعبير والاعتقاد والفكر والديمقراطية والعلمانية والتعددية السياسية، كآليات كفيلة للتحكم في إنانيات البشر وإدارتها بحكمة.. الخ. وكلها ضربت بها الماركسية، فكرا وممارسها، عرض الحائط، اعتقادا منها أن الأحزاب الشيوعية المنوط بها قيادة البروليتاريا نحو تحقيق المجتمع المثالي لن تكون في حاجة إلى آليات في الحكم تحول دون انحرافها وتحولها إلى آلات عمياء للحكم الاستبدادي، وهي سذاجة لا يماثلها إلا سذاجة المؤمنين الذي يتوهمون أن الإيمان وحده كفيل بردع النفس الأمارة بالسوء. بهذا يمكن اعتبار الماركسية في هذا الجانب استمرارا للدين لا غير.، وهي بهذا دعوة خلاصية أوهمت أتباعها أن المشكل في العدو وليس فيهم، وأنه يكفي القضاء على هذا العدو ليعم الخير.
إن الاستبداد طريقة في الحكم ليست غريبة عن روح الماركسية، ولهذا تحوّلت الأحزاب الشيوعية إلى مجاميع كارتونية بسلطات وهمية تقزمت في أقليات معصومة (لجنة مركزية ومكتب سياسي) ثم قائد ملهم معصوم كان التشكيك في صواب قراراته أو نقدها مهما تسببت فيه من كوارث من قبيل الخيانة أو الكفر البواح.
تحياتي


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
نبيل عودة كاتب، ناقد، باحث واعلامي فلسطيني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تجربته الثقافية، السياسية والفكرية بمناسبة بلوغه جيل السبعين. / نبيل عودة




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - روكرت والأدب العربي / إبراهيم مشارة
- أحدهم يدقُّ الباب / أفنان القاسم
- إيران.. دكتاتورية ولاية الفقيه واستعراض العضلات! / عبدالرحمن مهابادي
- البيئة الاجتماعية والفكرية لنشاة الصهيونية -3 / سعيد مضيه
- الحشد الشعبي ومخالفات الإطار الدستوري / ادهم ابراهيم
- بوشكين (العربي) / شاهر أحمد نصر


المزيد..... - فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- قيامة عثمان على تلفزيونك.. استقبل تردد قناة الفجر على القمر ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - نبيل عودة كاتب، ناقد، باحث واعلامي فلسطيني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تجربته الثقافية، السياسية والفكرية بمناسبة بلوغه جيل السبعين. / نبيل عودة - أرشيف التعليقات - لا يستقيم الظل والعود أعوج - رفيق التلمساني