أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس - أرشيف التعليقات - رد الى: الطيب آيت حمودة - عبد القادر أنيس










رد الى: الطيب آيت حمودة - عبد القادر أنيس

- رد الى: الطيب آيت حمودة
العدد: 641228
عبد القادر أنيس 2015 / 9 / 6 - 16:12
التحكم: الكاتب-ة

رأيي أن تماهي الإسلام مع الجنس العربي واللغة العربية عندنا تسبب في كوارث لا حصر لها. لقد كان للغزو العربي من أجل (نشر الإسلام) آثار مدمرة على الشعوب التي ابتُلِيَت به خاصة ما تعلق بالجرائم التي تسببت فيها الغزوات الإسلامية من استعباد واحتلال وتهجير ونزوح. لكن الدمار الأكبر لحق بهويات الشعوب المغزوة وأسفر، في أماكن كثير، عن القضاء على أديانها ولغاتها وثقافاتها وإبداعاتها الحضارية.
لكن هناك حقيقة تاريخية يجب أن نعترف بها نحن في شمال أفريقيا (المغرب العربي) ولا يجب أن نتهرب من واجب التأمل فيها: أغلب الدول التي قامت وحكمت في (المغرب العربي) كان على رأسها نخب أمازيغية سعت إلى الاستقلال باكرا (في العصر العابسي الأول) عن المشرق عبر الثورات ومع ذلك ليس بين أيدينا محاولة واحدة سعت إلى الاستقلال عن اللغة العربية واتخاذ الأمازيغية لغة (رسمية) في الإدارة والتعليم وتشجيع إنتاج الآداب والفنون والمعارف في هذه اللغة، بل حتى حروف التيفيناغ الأمازيغية اندثرت في الشمال لولا احتفاظ الأمازيغ التوارق بها في أقاصي الصحراء الكبرى. السبب أو الأسباب غامضة. لكني أرجح سببا هاما أراه معقولا، وهو أن الأمازيغ كانوا أكثر براغماتية في التعامل مع لغتهم ومع اللغات الغازية. كانت النخب المثقفة تتثاقف بسرعة مع الثقافات الغازية (الفينيقية، الرومانية، ثم العربية الإسلامية) أو الراقية (اليونانية). كتبوا بهذه اللغات التي كانت يومئذ لغات حية. وحديثا مع الاستعمار الفرنسي، حين تبنى المثقفون الأمازيغ اللغة الفرنسية وأبدعوا فيها أكثر من سواهم خاصة في منطقة القبائل (Kabylie). فهل نؤيد أم هل نخوِّن من طالب غداة الاستقلال (1962) اعتبار الفرنسية (غنيمة حرب (كاتب ياسين)) ودعا إلى اتخاذها لغة تعليم وعلم وإدارة وأدب وفن وثقافة؟
ما أنا متأكد منه لأني عايشته أن التعريب الذي صار سياسة رسمية للدولة المستقلة عبر تعريب التعليم حتى في أغلب أطواره العليا خاصة العلوم الإنسانية، وتعمُّد طمس الهوية الأمازيغية والتنكر للمطالب المرفوعة حتى كان الربيع الأمازيغي الدامي (1980) وبداية الاعتراف التدريجي (يعترف دستور البلاد اليوم بالهوية الأمازيغية ولغتها كمقوم من مقومات الأمة إلى جانب الإسلام والعربية...)، بالإضافة إلى محاربة اللغة الفرنسية ونخبتها وإحلال العربية محلها كمهمة مقدسة لاستعادة مقومات الأمة والتحرر نهائيا من الاستعمار ومخلفاته، كان هذا التوجه مدمرا للبلاد، لأن النخبة القديرة كانت مفرنسة تخرجت من المدارس الفرنسية العصرية وامتازت في شتى العلوم والتخصصات، (بل حتى أغلب قادة حرب التحرير كانوا من هذه الفئة)، واضطر الكثير من هذه النخب للهجرة وآخرون تواطئوا مع تعريب متسرع ورجعي وظلامي اتُّخِذَ مطية لبث الفكر الرجعي البعثي والإسلامي، عبر التعليم الإجباري والمساجد والإعلام. (بحيث ادعى أحد الكتاب بأنه كان منفيا في لغته (مالك حداد))، كما دعا آخر إلى إبادة مثقفي اللغة الفرنسية (الطاهر وطار) باعتبارهم عملاء لفرنسا، كما رأى آخر أن تاريخ الجزائر يبدأ فقط من عقبة بن نافع (عبد الله سعد الله)، وآخرون استماتوا في البحث عن أصول مزعومة عربية للأمازيغ ولغتهم (عثمان سعدي، بن نعمان...).
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=228975
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=229410
ما أنا متأكد منه أيضا أن هذا الفرز اللغوي لا علاقة له بالمسألة اللغوية إلا كمتراس، بل هو فرز أيديولوجي بين التقدم والتخلف، بين الديمقراطية والاستبداد، بين الحداثة والتقليد، بين مضامين اللغة لا اللغة... الصراع كان دائما بين معسكرين: بين معسكر التخلف المتمترس بالدين الإسلامي واللغة العربية والارتباط بالعالم العربي المتخلف وبين معسكر التقدم وتبني قيم الحداثة الغربية. أنصار معسكر التخلف يتخنقدون وراء اللغة العربية والإسلام، لكنه لا يعني أن أنصار التقدم هم بالضرورة مفرنسون وأعداء اللغة العربية والإسلام. الصراع اليوم لم يعد بنفس الوضوح السابق. أعداء التقدم موجودون في كل الطبقات والشرائح الاجتماعية واللغوية والدينية، والعكس صحيح، وهذا ما لمسناها في الحرب الأهلية التي تسبب فيها الإسلاميون للبلاد.
تحياتي


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - جورجيا ميلوني وقيس سعيد والهدايا المتبادلة / جيلاني الهمامي
- مقدمات العلاف / ابراهيم خليل العلاف
- الخطة الاستراتيجية المضادة لتقليص الرغبات (الجزء الاول) سلسل ... / احمد طاهر كاظم
- قصائد غزة ستالينغراد: سماوات لاتتسع لقصيدتك المسلحة / احمد صالح سلوم
- اليوم العالمي للكاتب والمؤلف والاديب 23 إبريل / أسامة البدران
- قصائد غزة ستالينغراد: بحر مشفى ناصر اللازوردي / احمد صالح سلوم


المزيد..... - انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- منتخب إيران لكرة القدم يلتقي هونغ كونغ وأوزبكستان في يونيو ا ...
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- أسرع رجل في العالم يتغنى بجود بيلينغهام.. ويتحدى مبابي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عبد القادر أنيس - كاتب علماني من الجزائر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الانسداد السياسي في الجزائر وعواقبه الوخيمة. / عبد القادر أنيس - أرشيف التعليقات - رد الى: الطيب آيت حمودة - عبد القادر أنيس