|
ليس بالدين الوسطي - عبد المجيد حمدان
- ليس بالدين الوسطي
|
العدد: 610321
|
عبد المجيد حمدان
|
2015 / 3 / 16 - 11:08 التحكم: الكاتب-ة
|
تحياتي . شكرا استمتعت جدا بمداخلتك. لكنك تعرف أن تجربة البشرية مع الأديان ، ومراحل التشدد التي انتباتها طويلة . أديان سادت وشهدت مراحل تشدد وجرائم باسم الدين ، ثم بادت كما الأمم ودولها . وفي العالم المعاصر لم تقف مواجهة التشدد الديني عند أتباع ما يوصف تعسفا بالديانات السماوية . تجاوزتهم إلىأتباع الهندوسية والبوذية والكونفوشية ....الخ لكن وإذا ما توقفنا عند التجربة الأوروبية لربما انتبهنا إلى حقيقة أن الحل لم يأت عبر البحث عن الوسطية ، وأفكار التسامح والمحبة ...الخ . كان هذا طريقا فاشلا ليس في أوروبا وحدها ، ولكن مع باقي الديانات الأخرى . ولنتذكر أنه في كل البلدان التي شهدت صراعا مماثلا لم تنح ا لسلطات نحومنع الناس من مواصلة التمسك بروحانياتهم وتأدية طقوس عباداتهما.التجربة القاسية والمرة قادتهم نحو الحل الصحيح ، حل الفصل التام والشامل . بين مؤسسات الدين ومؤسسة الدولة . وقدمت بديلا في القوانين المنظمة للعلاقات بين الناس ، والضامنة للحريات الأساسية ، والمطبقة للمبادئ الديموقراطية ، وفي مقدمتها المواطنة الحاضنة الطبيعية للمساواة . وقبل ذلك وبعده فتحت الأبواب أمام هذا التقدم الهائل في العلوم وتطبيقاتها ، وما ترتب عليها من منجزات لصالح الإنسان . ولعلنا نتذكر أن الحضارة الحديثة قدمت للتطور الروحاني ، من خلال تطوير الآداب والفنون ، على اتساع مجالاتها ، أضعاف أضعاف ما قدمته الأديان في المجال الروحاني هذا . يا سيدي ليست المشكلة في سيادة المنهج الوسطي أو مناهج التشدد . مناهج التشدد، كما تخبرنا التجربة البشرية ، تبقى صاحبة السيادة .وأطنك توافقني القول أن استمرار هذا الانحطاط في التعليم ، السائد في كل بلدان ما يعرف بالعالم الإسلامي ، الانحطاط المدمر للعقل ، هو مكمن الخطر الحقيقي . استمراره لا ينفع معه لا دين وسطي ولا ديالو حسب تعبيركم . الحل في سيادة العلم الحقيقي ، علوم الطبيعة والعلوم الإنسانية ، الآداب على اتساع وتنوع حقولها والفنون على اتساع وتنوع حقولها أيضا . نحن في كل ما نفعل نحاول اختراع العجلة ، وننسى أن كل العالم ، على تعدد ديانات أممه ، تجاوز هذه الصناعة منذ زمن طويل . انظر لإسرائيل . أنت تعرف أن الدين اليهودي ، كما تعرضه التوراة والمشناة ....الخ أكثر تخلفا وتشددا من الدين الإسلامي . وفي إسرائيل قوى متطرفة ومتشدد ة ، توازي داعش وربما أكثر تطرفا . لكن النظام الفاصل بين المؤسسة الدينية والدولة يحول بين هؤلاء المتطرفين وهيمنتهم على الفئات الأخرى . قد تقول ولكنهم يمارسون هذا التطرف ضد الشعب الفلسطيني ، وأقول نعم هذا صحيح ، ولكنه سياسة الدولة وأحزابها ومؤسساتها كلها . تلك وسيلة لتثبيت اغتصاب الصهيونية لأرض فلسطين . هي مسألة أخرى .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
هشام حتاته – كاتب وباحث مصرى فى تاريخ الاديان والاسلام السياسى – فى حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: تطوير الخطاب الدينى واشكاليات علوم القرآن وقواعد الفقه / هشام حتاته
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
القارئ لا يقرأ الرواية. بل يقرأ الكاتب/بقلم خوسيه ساراماغو -
...
/ أكد الجبوري
-
رحلتي
/ صالح مهدي عباس المنديل
-
حرب المهاجرين واحتلال دول
/ عماد الشمري
-
وطنية الكنيسة القبطية الارثوذكسية
/ محمد رجب التركي
-
الدواء الكوبي Heberprot-P مرخص للتجارب الطبية في الولايات ال
...
/ الحزب الشيوعي الكوبي
-
هل الحياة عادلة ؟
/ محمد قصي القرمزي
المزيد.....
-
السعودية.. الأمن يتحرك بعد تداول فيديو تهديد شخص للنساء اللا
...
-
مادورو: بوتين أحد أعظم قادة العالم
-
مستوطنون يهاجمون قوافل المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة (فيديو
...
-
الخارجية الروسية تكشف حقيقة احتجاز عسكري أمريكي في فلاديفوست
...
-
Times: عدم فعالية نظام مكافحة الدرونات يزيد خطر الهجمات الإر
...
-
الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل ضابطي احتياط في هجوم جوي نفذه حزب
...
المزيد.....
|