|
|
أسباب القصور في العقل العربي - رمضان عيسى
- أسباب القصور في العقل العربي
|
العدد: 543822
|
|
رمضان عيسى
|
2014 / 4 / 21 - 17:11 التحكم: الكاتب-ة
|
أسباب القصور في العقل العربي يعيش الناس هذه الأيام في حالة من الضبابية الفكرية والتميع المواقفي ومتابعة الأحداث العالمية بشكل انتقائي مشحون باللامبالاة , وإذا واجهت شخصا لديه بعض الاهتمام , فستجد اهتمامه نابع من الهموم الشخصية أكثر منه انشغالا بهموم المجموع . وتغلب على آرائه النزعة الشخصية الآنية المفرطة , والمشحونة بالأنانية الفردية , وهذا الإحساس يضعنا أمام السؤال: هل العولمة وتفشي منطق القطب الواحد هي سبب هذه الظاهرة ؟ أم أن شدة الأزمة الاقتصادية التي أصابت عددا من البلدان الأوروبية , تركت انعكاسات لها على العالم بأسره , بما فيها المنطقة العربية , وتأثر منها ساكن المدينة وساكن الصحراء , أم أن انتشار التكنولوجيا الناعمة قد ميع الاهتمام بغيرها , وقد سيطرت على زمان الناس وجعلتهم في حالة من الانحسار إلى الذات , أم هي سيطرة للشيئية على العالم – أي أصبح الإنسان شيئا فقط ، أم هي سيطرة النفعية التي غلفت العلاقات بين البشر . وصدقت المقولة التي تقول : إن الناس ينسون مبادئهم وأفكارهم أسرع من نسيان فقدان أشيائهم وممتلكاتهم بحيث ألقت الاهتمام بالأفكار الفلسفية والاجتماعية جانبا , أم إن واحدية القطبية في العالم وسيطرة القطب الرأسمالي وأفكاره على العالم بعد تفكك منظومة الدول الاشتراكية قد أفقدت الثقة بالأيدولوجيا , وعززت الإهمال للمبادئ والأفكار الجماعية , وبالمقابل نشرت وعززت الفردية والسلوك الأناني عند إنسان هذا الزمان في العالم . والأهم من هذا ، هل أن التوجه الديني في المنطقة العربية يعود إلى العجز عن فهم زمان هذه المنطقة و طبيعة متناقضاتها ، وبالتالي ، الفشل في وضع الحلول العلمية والمناسبة زمانيا ، أم هو الهروب إلى وهم الحلول المستوحاة من الميراث المقدس ؟
ومن الأسباب الذاتية لوجود حالة القصور في العقل العربي نرى ما يأتي : 1- تشوه معالم النمو والتطور في البنية التحتية الاقتصادية وضعفها لاعتمادها على الخارج وعدم القدرة على التخلص من ارتباطات استعمارية سابقة لكونها حديثة الاستقلال . 2- التفاوت في استشراف النمو الاقتصادي حيث اقتربت بعض الدول العربية من حافة معالم الرأسمالية الصناعية في حين بقيت أغلبية الدول العربية تعيش مرحلة الاقطاع بكامل تأثيره الاجتماعي والفكري . 3- تنوع أشكال الاستعمار للدول العربية مما فرض تنوع في استراتيجيات التحرر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي . 4- تنوع معالم التشكل الاجتماعي الطبقي وتشوهه فلم تظهر معالم طبقية واضحة تتشابه مع مستويات التشكل الاجتماعي الطبقي الحادثة في الدول الرأسمالية . 5- تشوه تركيبة الجمعيات ومؤسسات النضال التي تدافع عن مصالح الطبقات المُستَغَلة .، من نقابات ونوادي وتجمعات ثقافية وحزبية . 6- وجود بُنى فوقية متخلفة عشائرية واقطاعية وكمبرادورية وبرجوازية وطنية غير مخلصة ، تتناسب مصالحها مع التأخر الاقتصادي والاجتماعي اخلاصا منها لارتباطاتها الخارجية . 7- مع الحصول على الاستقلال السياسي الشكلي ، صعدت أنظمة حكم بشعارات قومية كان لها الأثر في تزييف الوعي الطبقي والنضالي . 8- التذرع بالخصوصية الجغرافية فكرا ومنهجا مما كان له الأثر في عدم استشراف معالم طريق للتطور من الآخر وتجاربه . 9- الانحسار داخل الخصوصية الفكرية والدينية للتميز بها عن دول الاستعمار السابق . 10- الاعتقاد بالتميز - خير أمة أخرجت للناس - والاكتفاء بالميراث المقدس والخصوصية العلاقاتية ، والسخرية من الآخر الشاذ . 11- قصور اللغة العربية والنهج العربي التعليمي المعتمد اسلوب التحفيظ والتكرار ، عن اللحاق بمفاهيم مثل التغير والتطور ومنعكساته الاجتماعية والفكرية 12- انعدام الديمقراطية واعتماد اسلوب الغاء الآخر بكل أساليب القهر والاعتقال والابعاد للمعارضين السياسيين ومنتسبي الأحزاب المعارضة لأنظمة الحكم . 13- انعدام الحرية وغياب مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة ، وانعدام المساواة بين مكونات المجتمع العرقية والدينية . 14- تشويه المناضلين ومنتسبي الأحزاب المعارضة بمسميات دينية - كافر ، ملحد ، مستغرب . 15- كل هذا أثر على العقل العربي في السعي الى التحرر مما وضعه في حالة دفاع في مواجهة التخلف والقهر الطبقي والفكري ، والمواجهة على جبهات متعددة في اتجاهات مختلفة بدلا من تركيزها في اتجاه التنبيه لمنافذ التطور الفكري والاجتماعي . 16- كثافة المغريات المالية التي لا يمكن نسيان تأثيرها على أشخاص وعلى النضال الاجتماعي فكرا وسلوكا . 17- تسارع التغيرات السياسية عربيا - تعدد الانقلابات العسكرية ، تأثر الأفكار بأحداث مشكلة فلسطين وملحقاتها السلبية .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية – فى حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إشكالية العقل السياسي العربي. / قاسم حسين صالح
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الحركة النقابية في تونس إلى أين؟
/ عزالدين مبارك
-
كاتبة اميركية تفضح خدع إسرائيل
/ سعيد مضيه
-
قلب يدبّر
/ رحمة يوسف يونس
-
جبار البنّاي… آخر حراس الطين
/ نعمة المهدي
-
اغتيال العقيد سامي الحنّاوي ودور هرشو البرازي ضمن التفاعلات
...
/ مروان فلو
-
نهاية القارئ الأخير… القصة التي تُكتب بلا مَن يقرؤها
/ حامد الضبياني
المزيد.....
-
هل اتخذ ترامب قرارًا بشن هجوم بري على فنزويلا؟ مسؤولان يكشفا
...
-
هل يُمكن لأكبر مُلوِّث في العالم أن يكون مُنقذه من تغيّر الم
...
-
ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة
...
-
بن غفير يطالب نتنياهو باعتقال الرئيس عباس
-
198 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى
-
مسئول أممي: أوضاع النساء في مناطق النزاع بالسودان تتدهور بصو
...
المزيد.....
|