أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص - أرشيف التعليقات - رد الى: قصي الصافي - فراس قصاص










رد الى: قصي الصافي - فراس قصاص

- رد الى: قصي الصافي
العدد: 497404
فراس قصاص 2013 / 10 / 1 - 04:29
التحكم: الكاتب-ة

الأستاذ قصي الصافي شكرا جزيلا لتعليقك الذي تضمن نقدا جادا احترمه كثيرا .
عزيزي ينطلق كلينا ربما من تعريف مختلف للثورة . كما قلت أعلاه ، الثورة بالمعنى التاريخي و المعياري ووفقا لما افهمه تطور جذري يبدأ بقطيعة مع الواقع القائم . القطيعة مع الواقع القائم في سورية قد بدأت بالفعل ، الانعطاف الذي يحصل في الاجتماعي السياسي ،و التغير في الشخصية السورية ، دليل على انعطاف ثوري و مرحلة ثورية تعيشها سورية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى . الثورة السورية عندما اندلعت ضد الاستبداد كان لها رهاناتها و اهدافها في تقويض الاستبداد و في التأسيس لحرية بالمعنى الاولي و المباشر للكلمة ، و كما فقدت الثورة الفرنسية بوصلتها و انحرفت عن مسارها وانفجر العنف ليلتهم ابناءها و ان كان على حامل ووجهة تعكس بنية المجتمع الفرنسي انذاك وتترجم انجدال المعنى السياسي لدي طرفي الثورة الرئيسيين اليعاقبة و الجيروند بتعارض مصالحهما ، تراجعت الاهداف في الثورة السورية امام ارتكاسات ماضوية تكفيرية ، و متشددة في غالبيتها ،طبيعة هذا التراجع و نوعه يتحددان بالبنية المعرفية المكونة للشخص البشري في سورية ، هي بنية قروسطية بامتياز . بهذا المعنى لم أقل قط بأن حامل العنف و تعبيراته و محمولاته ووجهاته واحدة في الثورتين الفرنسية و السورية . و لم يكن تشبيهي للثورتين قائم على أساس العنف الناشب فيهما فقط و إنما بالارتكاس و الانحراف و النوسان حول الأهداف الثورية بعدا و قربا و الذي عادة ما يصاحب الثورات و يعقد مساراتها.
إن خروج تناقضات البنية السورية إلى السطح و اشتعال جدلية صراع كانت معطلة طويلا بفعل استنقاع الوضع السوري و كبت مكنوناته من التعبير عن نفسها من قبل نظام الاستبداد الشمولي . سيشكل مرجل اختبار لكفاءة الأفكار الراسخة في وعينا الجماعي ، الافكار التي تنتمي إلى نظام معرفي مفوت و وسطوي ، ستصبح عارية عن المثال الأسطوري وعن الماضي البريء و المقدس حين تنخرط في لعبة الاجتماعي و تمتزج بمصالح و رهانات و صراعات حامليها . ستفقد جاذبيتها ولا يلبث أن تسقط نماذجها أمام لحظة التاريخ الحديث و اكراهاته القيمية والتكنولوجية . إرهاصات هذا السقوط بدأت معالمها في الظهور ، انظر إلى الموقف من داعش و النصرة و قوى التشدد الديني الذي بدأ يتشكل في مواجهته رفض اجتماعي له فرصة الانتظام في خط وطني عام و الانتصار مستقبلا ،لماذا أتوقع لهذا الخط الانتصار ؟ لان التشدد و التكفير كوجهة معرفية تعاند منطق العصر و حقائقه الإنسانية و المادية و لأن العنف الذي يمارسه التكفيريون و الظلاميون في سورية سيقطع الطريق و إلى الابد أمام عودة نموذجهم و سيقنع المزيد من السوريين بأن هؤلاء مثلهم مثل السلطة المستبدة إن لم يكونوا أسوأ منها . و لان هذا الخط الذي يقبع خارج التاريخ سيواجه بحسم ودعم من قبل الفاعلين الدوليين في التاريخ الحديث ،. حتى الاسلام السياسي الاكثر اعتدالا لا يحظى بفرصة تسيد الاجتماعي السياسي السوري للاعتبارات السابقة و ان بصورة أقل تباينا مقارنة مع داعش و النصرة و لاعتبارات ديموغرافية و سوسيلوجية أخرى . و يكفي أن تنظر إلى الشعب المصري الميال بطبيعته إلى التدين اكثر قياسا إلى المجتمع السوري ، كيف رفض في غالبيته جماعة الإخوان المسلمين ودفع إلى إسقاطها من سدة السلطة بعد أن اختبر سوء ملاءمة سياساتها لتطلعاته و قصور استجابتها لحاجاته . و الوضع في تونس يشي بسيناريو قريب لما حدث في مصر ، فحظوظ النهضة و حلفاؤها و موقعها تتدهور يوما بعد يوم .
حديثك عن ثورة فلسفية سبقت الثورة الفرنسية و مهدت لها حديث صحيح ،لكن اثارها لم تتجاوز النخبة و لم تكن مخترقة للشارع الفرنسي قبل و اثناء الثورة كما لم تكن الدينامية الرئيسية و المباشرة التي اطلقت شرارة الثورة كما يخيل الينا ، و انما الجوع الذي يأتي على رأس عوامل اخرى ، الغالبية الساحقة من الشعب الفرنسي ابان الثورة ضد لويس السادس عشر كانت من الفلاحين و الاميين و ساهمت ديناميات عديدة في ايصال الثورة إلى ذروتها و هي ديناميات اجتماعية سياسية بالدرجة الاولى . بالمناسبة افكار مونتسكيو و روسو ووفولتير التي شكلت مدونة الحقوق التي طالب بها الفرنسيون و الهمت ثورتهم هي الاساس و الجوهر الذي نهضت عليه الشرعة الدولية لحقوق الانسان الذي ينظر اليها السوريون كمثال و نموذج يريدون ان تحتكم اليه حياتهم . سورية تعيش في هذا العالم و تخترقها قيمه و حقائقه بشكل كان قد افتقده الفرنسيون ابان الثورة الفرنسية وهذا يضيف الى فرص نجاح الثورة لسورية اثناء مقارنتها بالفرنسية . نعم إن اشتعال الثورة السورية في هذا الفاصل التاريخي (تطور تقني حول العالم إلى قرية صغيرة - عولمة فكرية و سياسية و اقتصادية و قيمية ..الخ ) يوفر لها فرصة التحقق بشكل اقصر في المدى الزمني من الثورة الفرنسية . الثورة الفرنسية كانت نموذجا متفردا تختلف عن غالبية العالم انذاك ، في حين الثورة السورية هي المحاطة بنموذج كوني تريد الالتحاق به .
بالتأكيد و دون توتر كالذي وسم مفرداتك في الحديث عن إغفالي لمسؤولية قطر والسعودية في ترجيح كفة الكتائب المتطرفة ، أقول أولا ليس لدي خط احمر تقف دونه الفاعلية النقدية التي أتطلع لكي تبقى سلاحي الدائم ، تجاه أي مسألة . ليس لدي أي تابو فكري او سياسي اخاف من انتهاكه حتى أقف عن نقد مواقف دول خليجية كان لها تأثيرها على الوضع السوري . لكن الذي افعله خلافا لك أنني اتعاطى التحليل السياسي خارج العقد الأيديولوجية التي غالبا ما تشكل منطلقا تحليليا للمثقف و السياسي التقليدي السوري . فالحقيقة من يعرف السياسة السعودية و القطرية و موقفهما الحكومي يعرف أنهما لا يمكن أن يدعما أي كتائب متشددة لا سيما النصرة و داعش ، ليس لهما مصلحة في ذلك ، على العكس تلك الحكومتان و كل الحكومات الخليجية تخشى و تناصب هذه المنظمات العداء الاستراتيجي . المجتمع الأهلي الخليجي هو الذي يمول الكتائب المتشددة في سورية ، الامر الذي لا يحظى بمباركة حكومية و مع ذلك من الصعب إن لم يكن من المستحيل اعتراض ذلك التمويل و مراقبته و توجيهه والتمييز بين اغراضه الاغاثية و العسكرية . ما كان ممكنا هو الشروع في تدخل سياسي و تنظيمي /عملي تشرف عليه المعارضة السورية من داخل البلاد يستهدف تنظيم و توجيه و ضبط عمليات التمويل والعسكرة لجهة الحد من تكاثر التنظيمات المتطرفة و الكتائب المتشددة وهذا لم يحصل أبدا .
اسمح لي عزيزي بحب أن أقول أنك و معك الكثيرون ممن ورثوا صورا ايديولوجية عن الحكومات الخليجية ، تتفادى التحليل السياسي و تقصي المعطيات الضرورية لتكوين صورة مقاربة و تكتفي بمواقف تبسيطية وعامة بخصوص هذا الموضوع . انتصارا لافكار ذات اصول ايديولوجية ( تقدمية ) لم تزل مستقرة في أذهان نخبنا الثقافية دون أية مراجعة . و لن يكون دلالة على ايماننا بالحداثة تحميلنا لتلك الحكومات المسؤولية عن تشظي و تشدد الوضع السوري خلافا لواقع يمكن اقتناصه بالتحليل
دعني اخيرا أقول انني بالتأكيد و حزب الحداثة لا ينظر إلى حكومات دول الخليج بوصفها مثالا لنظام يتطلع اليه ، بالتأكيد لا . هي انظمة لا تحترم حقوق الإنسان و ليست ديمقراطية و منغلقة عن الانخراط في عمليات تحديث اجتماعي ضروري و ملح ، لكنها رغم ذلك اثبتت حتى الان أنها اقل قمعا ووحشية و أكثر انسانية بما لا يقاس من انظمة صدام و حافظ و بشار و القذافي المسماة تقدمية .
مرة أخرى اشكرك و ارحب بالمزيد من الحوار معك



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - رئيس الحكومة الاسبانية السيد بذرو سنشيز / سعيد الوجاني
- مشكلة منح الجوازات الدبلوماسية في العراق. / نجم الدليمي
- غزة، مقبرة المنظمات -الإنسانية- ؟ / الطاهر المعز
- خمسون عامًا على ثورة القرنفل في البرتغال / خالد سالم
- سلبيات التكنولوجيا / يوسف الحسناوي
- خطرها الاستراتيجي يفوق الخطر الإيراني المزعوم / إبراهيم ابراش


المزيد..... - جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية و المنسق العام للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الحدث السوري من منظور حزب الحداثة و الديمقراطية. / فراس قصاص - أرشيف التعليقات - رد الى: قصي الصافي - فراس قصاص