أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟ / سلام عبود - أرشيف التعليقات - رد الى: جمشيد ابراهيم - سلام عبود










رد الى: جمشيد ابراهيم - سلام عبود

- رد الى: جمشيد ابراهيم
العدد: 484270
سلام عبود 2013 / 7 / 21 - 23:28
التحكم: الكاتب-ة

عزيزي جشميد ابراهيم
شكرا لك لأنك تدعوني الى توسيع حقل النقاش.
أنت لا تضع أمامي سؤالا عابرا، أنت تتساءل عن الجدلية الأساسية في معادلة الانقلاب الاجتماعي، بصرف النظر عن توجه هذا الانقلاب.
فأنت تعرف أن هناك من يعوّل على النظرية الشعبية القائلة بدور الجماهير التاريخي الحاسم في التغيير.
وهناك من يرى أن حركة الجماهير لا تستطيع لوحدها السير بعملية التغيير من دون وجود دور قيادي للفرد.
إن حركة الجماهير عمياء حتى في حال نهوضها العارم.
لا بد من وجود دور قيادي، ملهم ورؤيوي وثاقب يضع لها إشارات العبور الأساسية.
فأنا أرى مثلا أن ما حدث في البلدان العربية، تونس واليمن ومصر وليبيا، على وجه التحديد، هو تعبير تاريخي عن احتقان متراكم. أي هو -ثورة جماهير-، لا تحمل رأسا قياديا. لذلك تمت سرقتها بيسر من قبل الإخوان في مصر. وتم تجييرها لمصلحة الاجنحة الاسلامية في تونس على نحو أخف، وفي ليبيا على نحو مضطرب.
في سوريا تملك الجماهير خزينا متراكما يصلح ان يكون مادة غنية للتحرك الاجتماعي من أجل اقامة نظام ديمقراطي. لكن هذا التراكم سرق قبل بدء الحراك الاجتماعي من قبل إرادات أجنبية اعتمادا رئيسيا على اسهل السبل: التطرف التكفيري، فتم تدمير الخزين الجماهيري كله، وسيظل مدمرا حتى لو فازوا بالسلطة.
لذلك أنا ارى ان الثورة المصرية الجماهيرية سرقت مرتين. في الاولى من قبل الإخوان، وفي الثانية من قبل الجيش.
قد يبدو هذا الرأي غريبا ومخالفا لكل ما كتب ويكتب، وربما سيتهمني كثيرون بالجنون، لأن فكرتي قد تبدو، لصالح الإخوان بعض الشيء، في ناحية معينة: سرقة الثورة من سارق! إنها لحظة ملتبسة، ولكنها ليست بريئة في نظري.
إن حركة الجيش لم تأت استجابة لمصلحة الجماهير فقط. بل جاءت لحسابات دولية، أخطأ فيها مرسي خطأ قاتلا. إن الاسقاط -غير الدستوري- لمرسي لم يتم في تقديري، إلا تحت ضغط عاملين:
الاول: عدم استنزاف ضغط الجماهير المصرية بعد، نظرا لعمق الازمة التاريخية للمجتمع المصري، الذي حلت فورته الجماهيرية حلا إخوانيا لا يتلاءم مع حجم التراكم الاجتماعي المصري التاريخي. أي ان الاخوان، حتى لو فازوا انتخابيا، لسبب ما، فانهم لا يحملون حلولا لهموم المجتمع المصري الأساسية ، المسببة للثورة الجماهيرية كاملة. لقد فاز مرسي، ولكن ظلت عوامل الخروج على مبارك قائمة. وهذا سر استمرار زخم الثورة في الشارع. الثورة حائرة، تبحث عن نفسها في الشوارع والميادين.
الامر الثاني: لقد صنع صعود مرسي، نظرا لفوزه بالسلطة من دون أن يكون ممثلا حقيقيا لكل شعارات الجماهير الثائرة، تناقضا عميقا يتمثل في ما يلي. لقد أعطى اسرائيل كلمات مجاملة لم يمنحها حتى حسني مبارك، لكنه في الوقت عينه، لم يكن يجرؤ على ضرب المجاميع التكفيرية المسلحة التي ساندت في صعوده. فهو يخشى ضربها لكي لا تنقلب عليه، ويفقد جماهيره. لكن عدم ضربها قاد الى تناميها بطريقة أصابت الجيش، ومعها اسرائيل ودول عديدة بالرعب، لأن هذه المجاميع بدأت بالسيطرة على مناطق تعتبر خطوطا حمر دولية: سيناء والحدود مع غزة. إذا ما الحل؟ كان مرسي يريد ايجاد معادلة وسطية توافقية، بين الجيش والمسلحين. وقد فكر باقالة السيسي الذي كان ينظر الى تنامي المسلحين وبدء استماظائهم للمؤسسة العسكرية. لكن السيسي ( المؤسسة العسكرية، والسيسي هنا لعب دور الفرد الحاسم)عجل في نقل المعركة، بمساعدة دولية، الى ملعب مرسي، مستخدما النهوض الجماهيري، الذي لم يخفت بعد. أي مستخدما طاقة الجماهير.
السؤال هنا: لماذا تقوم الجماعات التكفيرية بالضغط على مرسي؟ السبب بسيط جدا، لأنها هي من دعمه للوصول الى الرئاسة، وهي لا تريد أن تكتفي ببعض الحلوى (سيناء والصعيد). لذلك قام مرسي بخطوتين لامتصاص فورة التكفيريين المسلحين (أنا أسميه الاسلام العسكري) فاشلتين، دعائيتين، الأولى تهديد اثيوبيا عسكريا، والثانية فتح باب الجهاد ضد سوريا. وفي الثانية رأت الجماعات التكفيرية، أن هذا الجهاد المائع محاولة من مرسي للتنصل الحكومي عن مهمة تطوير المعركة قوميا. أي تحول المؤسسة كلها لمصلحة الاسلام العسكري، بما فيها السلطة المدنية. أي لا بد من فعل حكومي وليس فعلا جهاديا، حتى لو كان صادقا. أي لا بد من زج الجيش رسميا ومباشرة في المعركة. وهنا عاد الصدام مع الجيش. أي أن حلقة متشابكة من الأسباب والنتائج،( تناقضات غير قابلة للحل، تولد من داخل بعضها البعض) اقتضت أن يكون الجيش عاملا لنزع السلطة -الدستورية- (من هو الدستوري وغير الدستوري؟ هذه لعبة أصبحت خالية من المعنى في بلداننا)، ولكن باسم الشعب هذه المرة.
أي باختصار هناك جماهير تثور، ولكن عدم وجود قيادة ملهمة، بمستوى النهوض الجماهيري المصري الاسطوري، قد يقلب دور الجماهير، أو يسرق نهوضها.
نعم، العامل الفردي حاسم، ولكن باتحاد تام مع الفعل الجماهيري، وباتحادهما معا مع اللحظة التاريخية للتغيير (اللحظة الثورية).
شكرا لك، لأنك جعلتني أبوح بما لا يجوز قوله.
وربما سنعود مجددا لمناقشة أعمق، من زوايا أخرى.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟ / سلام عبود




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - رحيل الكاتب سامي مايكل: الأدبُ وسيلةٌ للنضالِ والتواصلِ والت ... / مولود بن زادي
- ممارسات العقل الإنساني ما بين العقل الأداتي والنقدي والتواصل ... / حسام الدين فياض
- هل تحترم الأحزاب الديمقراطية والتقدمية واليسارية والعمالية ا ... / محمد الحنفي
- هل حان وقت الهدنة في غزة؟ / مازن الشيخ
- محمود درويش وميلاد الكلمات / رضي السمّاك
- -أنا- الإنسان: ثنائية معقدة / حميد كشكولي


المزيد..... - العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سلام عبود - باحث تربوي وناقد وروائي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل إعادة كتابة تاريخ العنف مهمة بحثية وثقافية ضرورية لبناء المجتمع المدني المنتج؟ / سلام عبود - أرشيف التعليقات - رد الى: جمشيد ابراهيم - سلام عبود