أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: احمد الشيوعي - غازي الصوراني










رد الى: احمد الشيوعي - غازي الصوراني

- رد الى: احمد الشيوعي
العدد: 443568
غازي الصوراني 2013 / 1 / 15 - 18:06
التحكم: الكاتب-ة

رفيقي احمد ....إن البحث في الماركسية يجب أن يبتدئ من التخلص من إرث الأفكار البالية الرجعية والمتخلفة، وامتلاك الوعي بالمنهج الجدلي المادي وتطبيقاته على الاقتصاد والمجتمع والثقافة ، كما على كل جوانب الواقع في الممارسة التنظيمية والنضالية واليومية لنا ولرفاقنا، كما أتمنى عليك بأن تمارس مراكمة نضالك الكفاحي والسياسي والديمقراطي انطلاقاً من قناعتك بأن أحزاب اليسار الماركسي العربي وحدها التي تملك الرؤية الإستراتيجية النقيضة للوجود الامبريالي الصهيوني في بلادنا ، وهي وحدها أيضاً التي تملك الرؤية الإستراتيجية الكفيلة بإنهاء كل مظاهر التبعية والاستغلال والقهر الطبقي وتحقيق العدالة والمساواة ... وهي بالتالي وحدها التي تمثل المستقبل لشعوبنا العربية .
المهم أن ننطلق من قناعتنا بأن -الناس هم الذين يصنعون التاريخ- ... هذه هي القيمة الثورية التاريخية للماركسية، خاصة وأننا نعيش اليوم في ظروف الانتفاضات العربية و انتشار الروح الثورية ضد أنظمة التبعية والتخلف من ناحية وفي ظروف انتشار الإسلام السياسي والثورة المضادة والفتن الطائفية ، وتفاقم مظاهر الفقر والصراع الطبقي، وغياب الأفكار التوحيدية على الصعيدين الوطني والقومي، وبالتالي فإن الحاجة إلى برنامج الثورة الوطنية والقوميةالتحررية والديمقراطية بآفاقها الاشتراكية اكبر بما لا يقاس من أي مرحلة سابقة خاصة وان أي دولة عربية لن تستطيع تأمين الحد الادنى من احتياجاتها بدون التكامل او الاعتماد العربي على الذات في مواجهة تحالف العولمة الامبريالي الصهيوني الذي يرى في وحدة الجماهير العربية الفقيرة وشعورها القومي خطرا شديدا على وجوده مما يدفعه دوما الى تكريس التجزئة والتفكك العربي .

لذلك من واجبنا –كأحزاب وفصائل يسارية عربية- في هذه المرحلة التفاعل والتواصل المعرفي مع أفكاره ومقولات نظريته الثورية ، وإغنائها والإضافة عليها عبر دراسة وتحليل وتفكيك واقعنا الاجتماعي والسياسي في إطار الصراع الطبقي الداخلي ، والصراع ضد الوجود الامبريالي الصهيوني في بلادنا، عبر انطلاقنا من الفكرة المركزية التي أكد عليها المفكر الراحل مهدي في الترابط بين التحرر الوطني والصراع الطبقي من جهة ، وعبر انطلاقنا من الوحدة الجدلية بين الماركسية والرؤية القومية التحررية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية من جهة ثانية ، وهي رؤية نقيضة للرؤية القومية البورجوازية... الأمر الذي يستوجب تداعي جميع أحزاب وفصائل اليسار الماركسي ، إلى البحث الجاد على قاعدة الحوار، من أجل مراجعة ونقد تجاربها السابقة وتجديد وتطوير أحزابها والاتفاق على الرؤى السياسية والمجتمعية ، وعلى الأهداف والأسس الفكرية والتنظيمية التوحيدية المشتركة فيما بينها لكي تستعيد مصداقيتها ودورها الطليعي ، بما يسمح بأن تتحوّل إلى قوّة قادرة عبر بناء وتفعيل البديل الشعبي الديمقراطي التقدمي- في كل قطر عربي-على مجابهة الاستقطاب اليميني ، وتأسيس مقدرتها على تفعيل الانتفاضات أو الحالة الثورية العربية وصيرورتها الراهنة، وتحقيق أهدافها للخلاص من كل أشكال ومظاهر وأدوات الاستغلال الطبقي والاستبداد، واثقين من انتصارها، خاصة وأن أسباب الانتفاضة الثورية لن تتلاشى أو تزول، بل ستتراكم مجدداً- بعد أن تكتشف زيف الليبراليين وقوى الإسلام السياسي لتنتج حالة ثورية نوعية، تقودها جماهير العمال والفلاحين الفقراء وكل الكادحين والمضطهدين وفي طليعتهم أحزاب وقوى اليسار الماركسي الثوري جنبا إلى جنب مع القوى الديمقراطية المدنية ، العلمانية الوطنية والقومية لكي تحقق الأهداف التي انطلقت الانتفاضات الشعبية من أجلها .
على ضوء كل ذلك، فإن من واجب جميع قوى اليسار الماركسي العربي، المعنية بمصير بلدانها وبمستقبل الوطن العربي، أن يبادروا إلى التفاعل و الحوار من أجل إعادة بناء التصوّرات الماركسية، إلى البحث الجاد في واقعهم الراهن وتحولاته التي فرضتها الانتفاضات الثورية ، من أجل بلورة وتحقيق أهداف الثورة الوطنية الديمقراطية داخل كل بلدي عربي، بما يؤدي إلى التفاعل والحوار على طريق النضال من أجل استكمال مهمات الثورة القومية التحررية والديمقراطية العربية ، الأمر الذي يفرض على هذه القوى البدء بعملية حوارية تستهدف وضع التصورات الفكرية والسياسية والتنظيمية من أجل إعادة بناء الحركة الماركسية العربية بما يسمح بأن تتحوّل إلى قوّة فِعل سياسية وتنظيمية وجماهيرية قادرة على التأثير والفعل في الراهن والمستقبل.
إن الإدراك الواعي الاختياري الحر، لكل حزب أو فصيل في هذا القطر أو ذاك ، على ان مصير الحزب و دوره الوطني في بلده ، مرهون بدوره القومي باعتباره نواة و أداة من أدوات التغيير الديمقراطي على مساحة الوطن العربي، بات أمراً ملحاً وهدفاًمركزياً، لكن ذلك يتوقف على مكانة و قوة البنيان الداخلي لاحزابنا و التزامها المطلق بأهدافها التي تجسد انتماؤها و تعطيه معناه الحقيقي ، بمثل ما تجسد وحدة إرادتها و نشاطها ، المعبرة عن روح فقراء وكادحي هذه الأمة ، الذين يمثلون قاعدة و أداة نهوضها ومستقبلها الذي نتطلع اليه.

اخيرا إن شرط الحديث عن الوحدة العربية أو إعادة تفعيل وتجديد المشروع النهضوي القومي للخروج من هذا المشهد أو المأزق الخانق، هو الانطلاق بداية من رؤية ماركسية ثورية وديمقراطية جديدة لحركة التحرر القومي باعتبارها ضرورة تاريخية تقتضيها تناقضات المجتمع العربي الحديث من جهة، وبوصفها نقيض الواقع القائم من جهة أخرى، على أن هذه الرؤية لكي تستطيع ممارسة دورها الحركي النقيض، والقيام بوظيفتها ومهماتها التاريخية فلا بد لها من امتلاك الوعي بالمحددات أو المفاهيم الجوهرية الأساسية التالية :-
1. أن تكون رؤية وحدوية تقدمية ديمقراطية نقيضة للشوفينية وكل مظاهر التعصب القومي ، تسعى إلى إلغاء نظام التجزئة الذي فرضته الإمبريالية، وتعمل على توحيد الجماهير العربية والاثنيات الاخرى بما يخلق منها قوة قادرة على الفعل التاريخي على الصعيد العربي والإنساني العام ، مع الالتزام الكامل بحق الاقليات الاثنية في انفصالها وفق اسس وقواعد الحق في تقرير المصير والاستقلال .
2. أن تسعى إلى استيعاب السمات الأساسية لثقافة التنوير والحداثة الأوروبية، و ما تضمنته من عقلانية علمية وروح نقدية إبداعية واستكشافية متواصلة في فضاء واسع من الحرية والديمقراطية، وإدراك واضح لموضوعية الوجود المادي والوجود الاجتماعي، وما يعنيه ذلك من إدراك الدور التاريخي للذات العربية و سعيها إلى الحركة والتغيير انطلاقاً من أن الإنسان هو صانع التاريخ و القادر على الابتكار و التغيير في حاضره ومستقبله .
وبالتالي لا يمكن أن تكون الوحدة العربية إلا تعبيراً عن الإرادة الحرة للشعوب العربية عموما ولجماهير العمال والفلاحين الفقراء والكادحين خصوصا في اطار الدور الطليعي للحركة اليسارية الماركسية الثورية العربية.
إذن، فالمسألة الأساسية الأولى على جدول أعمال -البديل اليساري، داخل القطر الواحد أو على الصعيد القومي العام، هي مسألة كسر نظام الإلحاق أو التبعية الراهن صوب الاستقلال الفعلي السياسي والاقتصادي، والتنمية المستقلة الهادفة إلى خلق علاقات إنتاج جديدة تقوم على مبدأ الاعتماد على الذات، تنمية تهدف إلى رفع معدل إنتاجية العمل، إذ أن هذا الشرط هو -نقطة البداية، فالمقياس الأشمل والأكمل لأداء الاقتصاد القومي هو معدل ارتفاع إنتاجية العمل من سنة إلى أخرى، على أن هذه الإنتاجية ترتبط بمفهوم الدافعية كمبدأ رئيس في عملية التنمية، إذ أن المواطنين الأحرار الذين يعرفون أن بالإمكان تغيير الحاكم أو الرئيس من خلال الديمقراطية والحياة الحزبية، يعرفون بأن ثمار جهودهم تعود عليهم وعلى أولادهم، وأن أحداً لن يستطيع سلبهم حقوقهم- .
إن التحدي الذي تواجهه شعوب وبلدان الوطن العربي هو تحد حقيقي على جميع المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، لكنه قبل كل شيء تحدٍ اقتصادي في المقام الأول .
وهذا يتطلب وعي المثقف الديمقراطي العربي لأبعاد وتفاصيل الصورة الاقتصادية القطرية والقومية، تمهيداً لإنضاج الفكرة التوحيدية السياسية-الاقتصادية القومية التقدمية في مواجهة العولمة وسياساتها الهمجية من جهة، ومن أجل تعزيز مقومات البديل اليساري العربي كخيار وحيد على طريق التحرر وتحقيق المهمات الديمقرطية بآفاقها الاشتراكية من جهة أخرى .
إن البديل إذن أكثر من أي وقت مضى هو كما عبرت عن ذلك روزا لوكسمبورغ في عصرها الاشتراكية أو الوحشية، مع التذكير بأننا لا يجب أن نعول فقط على الأزمة البنيوية للرأسمالية أو أن نقول إن غطرسة الخطاب الليبرالي الجديد تحمل في طياتها معاول هدمها، بل يتوجب التأسيس الفعال –بدافعية ثورية عالية ووعي عميق- لبناء الأحزاب اليسارية الماركسية في فلسطين وكل بلدان وطننا العربي تمهيدا لولادة الحركة الماركسية العربية، من أجل تحقيق أهدافنا في التحرر القومي والبناء الاجتماعي التقدمي بآفاقه الاشتراكية كمخرج وحيد لتجاوز أزمة مجتمعنا العربي المستعصية، مدركين أن هذه الأهداف تتشابك وتترابط بشكل وثيق مع الأهداف الإنسانية بصورة عامة، ومع أهداف الشعوب الفقيرة في العالم الثالث خصوصاً من اجل إخضاع مقتضيات العولمة لاحتياجات شعوب هذه البلدان وتقدمها الاجتماعي، ومن أجل الإسهام في بناء النظام السياسي العالمي الجديد الرافض لسلطة رأس المال الاحتكاري . لقد حانت اللحظة للعمل الجاد المنظم في سبيل تأسيس عولمة نقيضه من نوع آخر عبر أممية جديدة، ثورية وعصرية وإنسانية .

أن نكون ماركسيين اليوم، معناه ان نراكم كل عوامل الثورة الشعبية لازالة وسحق انظمة التخلف والرجعية والاستبداد والتبعية واجتثاثها من بلادنا واقامة المجتمع الاشتراكي الديمقراط


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الحكاية الغريبة للسيد جورج سميث / نوري أبو رغيف
- في شارع بشار / رياض قاسم حسن العلي
- مائدة مستديرة بالدار البيضاء لإعادة الاعتبار للصحافيين المهن ... / أحمد رباص
- لتّجريب الرّوائيّ ومولد السلبانيّة الأدبية الحديث / محمد خريف
- مختارات من بحوث المجاز والاستعارة ج1 / كاظم حسن سعيد
- مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة / جعفر المظفر


المزيد..... - إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز ...
- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- باريس سان جيرمان يعلن عن اسم أول الراحلين خلال ميركاتو 2024 ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: احمد الشيوعي - غازي الصوراني