أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 3 - جواد البشيتي










المادة -المادية- 3 - جواد البشيتي

- المادة -المادية- 3
العدد: 415465
جواد البشيتي 2012 / 9 / 20 - 10:07
التحكم: الكاتب-ة

وإنِّي لأرى -القاعدة-، لا -الاستثناء-، في هذا المثال (مثال الذَّرة).
إنَّ الفضاء ليس بالشيء الذي تَشْغُلُه -المادة- فحسب؛ بل هو -مُكوِّن جوهري وأساسي من مكوِّناتها الداخلية-، فـ -الجسم (أو الجسيم) الخالص من الفضاء- هو، لجهة استحالة وجوده، كالجسم الذي لا يَشْغُل فضاءً.
وإذا كان كل جسم يَشْغُل، وينبغي له أنْ يَشْغُل، فضاء، أو فراغاً، فإنَّ -حجم- هذا الجسم هو -مقدار الفراغ الذي يِشْغُله (أو يملأه)-.
وللجسم (أو الجسيم) ثلاث خواص أساسية جوهرية هي -الكتلة- Mass، و-الحجم- Volume، و-الكثافة- Density. وأُضيف إليها خاصَّة (أو خاصية) رابعة هي -الزَّمن- Time؛ فإنَّ لكل جسمٍ زمنه الخاص به.
و-المادة-، لجهة خاصية -الكتلة-، على نوعين اثنين: مادة (أو جسيمات) لها -كتلة-، كالبروتون والنيوترون والإلكترون، ومادة (أو جسيمات) ليس لها -كتلة-، أو -عديمة الكتلة- Massless، كجسيم -الفوتون-.
و-كتلة- الجسم، أو الجسيم، ليست بالقيمة (أو المقدار) الثابتة المُطْلَقَة؛ فإنَّ كل زيادة في سرعة الجسم تَزيد كتلته؛ فكلَّما زادت سرعة مركبة فضائية (على سبيل المثال) زادت كتلتها.
وإنِّي لأرى في -الكتلة-، أي كتلة جسم، أو جسيم، ما، وهو في -حالة السكون-، كالمركبة الفضائية، أو الإلكترون، خاصية فيزيائية جوهرية تَمْنَع حاملها، أي الجسم أو الجسيم، مَنْعَاً مُطْلَقَاً من أنْ يسير بسرعة تَعْدِل (أو تتجاوز) سرعة الضوء، التي هي السرعة القصوى في الكون 300) ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، تقريباً). إنَّ المادة -عديمة الكتلة- هي وحدها التي يمكنها السير بسرعة تَعْدِل (ولا تتجاوز) سرعة الضوء.
والجسم (أو الجسيم) الأعظم كتلةً، أو الذي تعاظمت كتلته مع تزايد سرعته، إنَّما هو نفسه الجسم (أو الجسيم) الأعظم في مقدار -قصوره الذاتي-. وفي بعضٍ من التجارب الفيزيائية، رأيْنا أنَّ الجسيم (الذي له كتلة) كلَّما زِدتَّ سرعته اشتدت صعوبة جَعْلِه يُسْرِع أكثر.
والآن، اخْضِعْ مادة ما، هي -ذرَّة الذَّهب- مثلاً، للتجربة الفيزيائية النظرية الآتية:
اضْغَطْ هذه الذَّرة، أي قلِّص حجمها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً؛ فماذا ترى؟
ترى أنَّ -كثافة- هذه المادة تزداد مع كل تقلُّص في حجمها (الكثافة = الكتلة ÷ الحجم).
مع ثبات (مقدار) كتلتها، يتضاءل حجمها، وتَعْظُم كثافتها، باستمراركَ في -ضغطها-.
لكن إيَّاكَ أنْ تَظُن أنَّ هذه المادة تظلُّ -ذرَّة ذهب- مع استمراركَ في -ضغطها-. كتلتها تظل ثابتة القيمة والمقدار؛ لكنَّ هذه المادة (ذرَّة الذَّهب) تتغيَّر نوعاً، وتكويناً.
ضاعِف تَخيُّلِكَ، متخيِّلاً أنَّ لديكَ من -قوى الضغط- ما يسمح لكَ بأنْ تستمر في ضغط هذه المادة (الثابتة الكتلة، المتغيِّرة النوع والتكوين) حتى تَجْعَل قيمة حجمها -صِفْراً-.
إذا تمكَّنت من ذلك، أي من -تصفير- حجمها، فإنَّ كثافتها تصبح عندئذٍ -مُطْلَقَة (لا نهائية)-؛ ولتتذكَّر، في هذا الصدد، معادلة الكثافة (الكثافة = الكتلة ÷ الحجم).
إنَّ شيئاً يشبه هذا يَحْدُث للنجم الذي لديه من ضخامة الكتلة ما يَفْرِض على مادته، في نهاية حياته، أنْ تنهار على نفسها انهياراً متسارِعاً، لا نهاية له إلاَّ تلك -النقطة- التي تشتمل على الجزء الأعظم من كتلة ذاك النجم، والتي كثافتها المادية مُطْلَقَة، لا نهائية؛ لأنَّها نقطة -صفرية (أو عديمة) الحجم-، بحسب مزاعِم بعض الفيزيائيين.
وهذه -النقطة- إنَّما هي -المركز (Singularity)- من -الثقب الأسود-؛ وإنِّي لأرى في هذه -النقطة- ما يشبه -الجسر- الذي ابتناه بعض الفيزيائيين والكوزمولوجيين للانتقال عبره بالفيزياء من موطنها الأصلي، أي الطبيعة، إلى الميتافيزيقيا، أي عالَم ما وراء الطبيعة.
-تصفير- الحجم، في تلك -النقطة-، لا يمكن فهمه إلاَّ على أنَّه إلغاء لـ -مادية- المادة؛ فـ -الحجم الصفري- إنَّما يعني الاحتفاظ بـ -مادة- لها كتلة، أو لها الكتلة نفسها تقريباً، مع إخراجها، في الوقت نفسه، من عالَمنا المؤلَّف من ثلاثة أبعاد مكانية. وأنتَ يكفي أنْ تلغي أبعاد المكان الثلاثة (في تلك -النقطة-) حتى تلغي أيضاً -البُعْد الرابع-، وهو -الزمن-؛ فـ -النقطة- تلك إنَّما تشبه -مَقْبَرة- دُفِن فيها -الزمكان- Spacetime؛ لأنْ لا وجود لـ -الزمكان- حيث انعدم -الحجم-، أي حيث انعدمت أبعاد المكان الثلاثة، وهي -الطول- و-العرض- و-الارتفاع-، وحيث ينعدم -البُعْد الرابع-، وهو -الزمن-، مع انعدام أبعاد المكان الثلاثة.
أمَّا الناجي الوحيد (في تلك -النقطة) من الموت فهو -مادة ليست بمادة-؛ لأنَّها -مادة احتفظت بكتلتها نفسها تقريباً، وأصبحت بكثافة مُطْلَقَة، لا نهائية-!
إنَّ -المادة- التي لا حجم لها هي كائن خرافي؛ لأنْ ليس من مادة (أو جسم، أو جسيم) تنعدم فيها أبعاد المكان الثلاثة؛ وهذه الاستحالة هي نفسها استحالة وجود جسم، أو جسيم، ينعدم فيه بُعْدٌ، أو بُعْدين، من تلك الأبعاد الثلاثة؛ وليس من جسم، أو جسيم، في الكون له -طول- و-عرض-؛ لكن ليس له -ارتفاع (أو سُمْك، أو عُمْق)-؛ لأنْ ليس من جسمٍ له -مساحة- وليس له، في الوقت نفسه، -حجم-.
لقد اغتالوا -الحجم- في تلك -النقطة-؛ لكنَّهم سرعان ما اكتشفوا أهمية وضرورة الإبقاء عليه في -الثقب الأسود- عموماً؛ فهذا -الثقب- صوَّروه (هندسياً) على هيئة -كرة-، لها -نصف قطر-، يمتد من -المركز-، أي من تلك -النقطة (Singularity)-، التي ينعدم فيها الحجم، إلى -المحيط-، أي إلى الحدِّ المسمَّى -أُفْق الحدث- Event Horizon.
و-الثقب الأسود- يَكْبُر -حجماً- مع كل زيادة في طول -نصف قطره؛ أمَّا سؤال -كيف يمكن أنْ يَكْبُر حجماً؟- فأجابوا عنه إجابةً -فيزيائية- من حيث الشكل ليس إلاَّ.
في إجابتهم قالوا إنَّ -الثقب الأسود- كلَّما التهم مزيداً من المادة زاد حجمه أي استطال نصف قطره؛ فلو انهارت مادة الشمس على نفسها، وتحوَّل هذا النجم، من ثمَّ، إلى -ثقب أسود-، لَمَا تجاوز طول -نصف قطر- هذا -الثقب- ثلاثة كيلومترات. ولو -أطْعَمْنا- هذا -الثقب- مادةً تَعْدِل في كتلتها مليون شمس لظلَّ -ثقباً أسود-، في ماهيته وخواصه الجوهرية، ولاقتصر التغيير فيه على حجمه؛ فإنَّ -نصف قطره- يصبح أطول بكثير.
أمَّا لو شرع هذا -الجسم-، أي -الثقب الأسود-، -يتبخَّر- من طريق -الإشعاع-، المسمَّى -إشعاع هاوكينج-، فإنَّ حجمه (أو نصف قطره) يشرع يتضاءل؛ وبهذا -التبخُّر- تعود، تدريجاً، مادة -الثقب الأسود- والتي مُسِخَت -ماديتها- إلى عالَم المادة الطبيعي العادي.
إنَّ -قابلية المادة للانهيار على نفسها (أو للانضغاط)-، هي من خواصها الجوهرية؛ لكنَّ هذا -الانهيار-، أو -الانضغاط-، ومهما عَظُمَ، لن يصل أبداً إلى -الحجم الصفري-؛ لأنَّ -المادة- التي أصبحت -عديمة الحجم- هي مادة جُرِّدت من -الزمكان-؛ وليس من -مادة- مجرَّدة، أو يمكن تجريدها، من -الزمكان-.
-فناء المادة- ما عاد بالفكرة الغريبة عن الفيزياء (والنظريات الكوزمولوجية) المعاصرة، أو المجافية لها، مع أنَّ الفيزياء ما زالت على استمساكها بأحد أهم مبادئها (أو قوانينها) الحديثة، ألا وهو مبدأ -استحالة فناء المادة، أو خلقها (من العدم)-.
وما زلتُ أذْكُر تلك العبارة (الدينية) التي تُلْصَق بهذا المبدأ، أو القانون، في كُتُب الفيزياء التي درسناها في المدرسة، والتي -يُوَضِّحون- فيها أنَّ المادة لا تفنى ولا تُخْلَق -على أيدي البشر فحسب-.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الطواحين* / إشبيليا الجبوري
- أرزة بجذور سومرية / هدى زوين
- زمن أستعارة وجوه.. / القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي
- سحابة سفر / هدى زوين
- لماذا ليلى...؟ / رفل الجميلي
- شعلة النوروز / علي موللا نعسان


المزيد..... - تقارير: ليفربول يتفق مع فاينورد للتعاقد مع بديل يورغن كلوب
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- آخر جيل الكبار من قراء المقام العراقي.. حسين الأعظمي من المص ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المادة -المادية- 3 - جواد البشيتي