أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رسلان جادالله عامر - ما هي -ما بعد العلمانية-؟














المزيد.....

ما هي -ما بعد العلمانية-؟


رسلان جادالله عامر

الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 18:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إعداد رسلان عامر


ما بعد العلمانية (Postecularism) هو مفهوم نظري حديث في الفلسفة والدراسات الدينية، ووفقا له قد أثبتت فكرة العلمنة عدم ثباتها، فالأفكار والمؤسسات الدينية لا تموت، ولكن كما في السابق لا تزال تحتل مكانة بارزة في المجتمعات الحديثة.

تشير مرحلة ما بعد العلمانية إلى مجموعة من النظريات المتعلقة باستمرارية أو عودة ظهور المعتقدات أو الممارسات الدينية في الوقت الحاضر، وقد يشير مصطلح "ما بعد" إلى ما بعد نهاية العلمانية أو ما بعد بداية العلمانية.

كان تحرير العقل البشري من أسر الخرافات والضباب الديني هو المحرك الرئيس لعصر التنوير، ونتيجة لذلك أسفرت هذه الفكرة عن مفهوم أنّ التحديث يرافقه علمنة لا مفر منها، وانحدار مستمر لدور الدين في المجتمع، و"إزالة للسحر" (Disenchantment) عن العالم، حسب تعبير عالم الاجتماع والفيلسوف الألماني ماكس ڤيبر (Max Weber).
لكن الوضع الحالي في العالم، وخاصة النمو السريع للحركات الدينية الجديدة، قد أظهر أن العمليات الحقيقية أكثر تعقيدًا بكثير من ذاك المخطط العلماني.

بكلمات خوسيه كازانوڤا (José Casanova)، عالم الاجتماع الديني الأمريكي الإسباني:«أن نصبح ما بعد علمانيين لا يعني بتاتا أن نصبح بالضبط دينيين من جديد، بل يعني إعادة النظر في التناقض المرحلي المبسّط بين الديني والعلماني كتناقض بين ما قبل العقلاني والعقلاني».

تم استخدام مصطلح "ما بعد علماني" (Postecular) في علم الاجتماع، النظريات السياسية، الدراسات الدينية، الدراسات الفنية، الدراسات الأدبية، التعليم، وغيرها من المجالات، ويُعزى إلى الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني يورڠن هابرماس (Jürgen Habermas) تعميم المصطلح على نطاق واسع للإشارة إلى الأزمنة الحالية التي يُنظر فيها إلى فكرة الحداثة على أنها فاشلة، وفي بعض الأحيان، غير ناجحة من الناحية الأخلاقية؛ ولذا بدلاً من التقسيم أو الانفصال، يجب البحث عن حوار سلمي جديد وتعايش متسامح بين مجالات الإيمان والعقل من أجل التعلم بشكل متبادل، وبهذا المعنى، يصر هابرماس على أنه لا ينبغي لكل من المتدينين والعلمانيين أن يستبعدوا بعضهم بعضًا، بل أن يتعلموا من بعضهم البعض ويتعايشوا بشكل متسامح.

يقول ماسيمو روساتي (Massimo Rosati) أنه في مجتمع ما بعد العلمانية المنظورات الدينية والعلمانية تتساوى على أرض الواقع، وهذا يعني من الناحية النظرية أنّ كليهما لهما أهمية متساوية، وأنّ على المجتمعات الحديثة التي اعتبرت نفسها علمانية تمامًا حتى وقت قريب تغيير أنظمة قيمها وفقًا لذلك لتتوافق بشكل صحيح مع هذا التعايش.

في كثير من الأحيان يتم الاستشهاد بـ كتاب "عصر علماني" (A Secular Age) للفيلسوف الكندي"تشارلز تايلور" (Charles Taylor) الصادر عام 2007 على أنه يصف ما بعد العلمانية.
فتايلور لا يعتقد أن الانخفاض في المعتقد قد حدث لأن داروين وغيره من العلماء قد فندوا الكتاب المقدس، لذا فهو يريد أن يناقش الإيمان وعدم الإيمان "ليس كنظريات متنافسة ... ولكن كأنواع مختلفة من الخبرة الحية التي تتعلق بشكل وثيق بفهم حياتك بطريقة أو بأخرى"، يتحدد من خلالها أين مكان الثراء أو الامتلاء، و أين هو العكس، أي مكان الغياب أو النفي؟ إضافة إلى "الحالة الوسطى" والأنشطة اليومية التي تقع بين التطرفات ومعانيها.
فبالنسبة للمؤمنين، فإن مكان الامتلاء هو الله، أما بالنسبة لغير المؤمنين، فهي في حدود قوة العقل أو الطبيعة من وجهة نظر "التنوير"، أو هي أعماقنا الداخلية من وجهة نظر "الرومانسية"، فيما تريد "ما بعد الحداثة" الوقوف خارج العقل والشعور، والتركيز على فكرة أن الامتلاء هو إسقاط لا يمكن العثور عليه.

ثمة اختلاف في ما يقصده كل مؤلف بمصطلح "ما بعد العلمانية"، والمختلف عليه بشكل خاص هو مسألة ما إذا كان مصطلح "ما بعد علماني" يشير إلى ظاهرة اجتماعية جديدة أو إلى وعي جديد لظاهرة موجودة، أي الخلاف في ما إذا كان المجتمع علمانيًا وأصبح الآن بعد علماني، أو ما إذا كان المجتمع لم يكن كذلك أبدًا ولم يصبح الآن علمانيًا على الرغم من أن الكثير من الناس اعتقدوا أنه كان أو اعتقدوا أنه سيكون كذلك.

يرى البعض أن مصطلح "ما بعد علماني" متناقض بشدة بحيث لا يكون له فائدة تذكر، ويرى آخرون أن مرونة المصطلح هي واحدة من نقاط قوته.
وقد استخدم هذا المصطلح في الدراسات الأدبية الحديثة للإشارة إلى نوع من الأحاسيس الدينية أو الروحية لما بعد الحداثة في بعض النصوص المعاصرة.

*

ملاحظة:
المقصود بأن هذا المقال هو "إعداد" وليس "تأليفا" أو "ترجمة"، هو أنه تقريبا ترجمة بتصرف متعددة المصادر.

*

المراجع:
-Постсекуляризм - Википедия
https://ru.wikipedia.org/wiki/Постсекуляризм
-Postsecularism - Wikipedia:
https://en.wikipedia.org/wiki/Postsecularism
-A Secular Age - Wikipedia:
https://en.wikipedia.org/wiki/A_Secular_Age
-Charles Taylor (philosopher) - Wikipedia:
https://en.wikipedia.org/wiki/Charles_Taylor_(philosopher)
-Secularization – Wikipedia:
https://en.wikipedia.org/wiki/Secularization



#رسلان_جادالله_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الثقة والأمن: البريكس والنظام العالمي
- إثنان من كارل ماركس
- العملية الحربية الخاصة وتغيير النظام العالمي
- عبد عدوه لا ينصر أخاه...
- كيف تتعامل العلمانية مع المسألة الجنسية؟
- تحليل الحمض النووي يثبت أن القديس لوقا هو من يقولون أنه هو
- الطائفية بين عصبية الطائفة وتردي المجتمع
- قصة حب ميهاي إمينيسكو وفيرونيكا ميكلي
- الديكتاتورية.. تقزيم الشعب وتأليه الزعيم
- مشكلة الزي بين المرأة العصرية والمؤسسة الدينية التقليدية
- مزامير على إيقاع فلسطيني
- هل للدين أهمية في العالم الحديث؟
- يا روح لا تتوقفي.. هيا انزفي
- الصداقة بين الرجل والمرأة .. هل هي حقيقية؟
- على أطلال مورتستان
- الحب والتعالي
- قطر السنى
- هل تعادي الدولة الفرنسية الإسلام والمسلمين؟
- تعريف الحب في البوذية
- الوحي التقدمي في البهائية


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رسلان جادالله عامر - ما هي -ما بعد العلمانية-؟