أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله بولرباح - كذبة ابريل، صدق ابريل














المزيد.....

كذبة ابريل، صدق ابريل


عبدالله بولرباح
كاتب وباحث

(Abdellah Boularbah)


الحوار المتمدن-العدد: 7934 - 2024 / 4 / 1 - 20:13
المحور: كتابات ساخرة
    


يعرف الكثيرون منا أصل لعبة "كذبة ابريل"، التي تمارسها العديد من الشعوب الأوربية، صغارا وكبارا، كل سنة عند حول شهر ابريل. لعبة يسميها الفرنسيون "سمك ابريل" (poisson d’avril).
يعود أصل اللعبة إلى سنة 1654 في فرنسا عندما تبنت التقويم الجديد الذي اقره الملك شارل التاسع بتغيير بداية السنة من فاتح ابريل إلى فاتح يناير. قبل ذلك كان الاحتفال بعيد ‏ ‏رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة. عندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في ‏ ‏الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل.
مع مرور الزمن تحولت الحكاية الى عادة للمزاح مع ‏الأصدقاء وذوي القربى في اليوم الأول من شهر ابريل، فراجت في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان ‏ ‏الأخرى. تطورت هذه الحكاية إلى مواقف طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم.
أصل الحكاية بسيط، وقد يقول قائل تافه، رغم ذلك لا تزال العديد من الشعوب الأوربية تتشبث بها. لعبة مسلية دون شك لكنها ايضا تجعل المرء الذي يسقط في المقلب يحمد الله ويرتاح نفسيا لكون الامر لم يكن غير كذبة بيضاء.
لو فكرنا مليا في اللعبة بصيغتها الحديثة اعطاء خبر زائف لشخص بغرض التسلية لوجدنا أن تأثير اللعبة يختلف من منطقة إلى أخرى. في البلدان الأوربية تسقط الكذبة كالصاعقة. فالشخص الذي نصب له المقلب لا يشك لحظة واحدة في صحة الخبر، ولا يرتاح ولا يهنا له بال الا عندما يسمع محدثه يصيح ضاحكا poisson d avril!.
ولا غرابة في الامر فقد تعود الناس على الصدق طيلة السنة، وعلى قول الصدق كل الصدق ولا شيء غير الصدق في كل مناحي حياتهم بدءا بالأسرة والعمل والشارع والمؤسسات. للعبة في هذه الحالة ولا شك أدور متعددة فهي بمثابة استثناء يؤكد قاعدة الصدق، ولها كذلك دور علاجي نفسي ووقائي من آفة الكذب. فبهذه اللعبة يتعرف المرء عن كثب وفي الميدان وبالتجربة على مساوئ ومخاطر الكذب ليتمسك اكثر بالصدق.
أما في البلدان المتخلفة حيث الكذب شائع، والأفراد تتقلب أحوالهم كتقلب أمواج البحر، يتقمصون شخصيات متعددة في اليوم الواحد بل في الساعة الواحدة، تكاد لا تجد من يصدقك القول. وقد صدق الشاعر عندما قال: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويلوذ بك كما يلوذ الثعلب. فالحكومات تكذب على البرلمانات(إن وجدت) والبرلمانات تكذب على الشعوب والشعوب تكذب على نفسها، والرؤساء يكذبون على المرؤوسين والآباء على الأبناء والعكس صحيح في كل الحالات. فالكل يتخبط على غير هدى في دوامة الكذب والكذب المضاد. يثق المرء في كذبه وتختلط المفاهيم، فيصير الكذب صدقا والصدق كذبا والوفاء خيانة والخيانة شجاعة والتثبت جبنا والرزانة بلادة والنصب فطنة وتفطن... والسلسلة تطول مع الأسف الشديد
ما احوج شعوبنا ومسؤولينا للعبة مثل لعبة بواسون دافريل نسميها نحن "صدق ابريل" نسعى من خلالها إن نكون صادقين ولو يوما واحدا في السنة، نتعرف من خلالها على محاسن الصدق.



#عبدالله_بولرباح (هاشتاغ)       Abdellah_Boularbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير الديمقراطي
- مدونة الأسرة، حماية للأسرة وللمجتمع
- فل تسمو المبادىء
- من أجل قراءة موضوعية للحساب الإداري للجماعات بالمغرب
- من اجل سياسة بيئية بديلة
- القيم الإنسانية في المحك: قراءة سريعة في رواية الطريق لكورما ...


المزيد.....




- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله بولرباح - كذبة ابريل، صدق ابريل