أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - أعظم نجاح لترامب : عبادة شخصيته















المزيد.....

أعظم نجاح لترامب : عبادة شخصيته


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 7930 - 2024 / 3 / 28 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة / محمد ناجي


مقدمة المترجم :

ما ورد في هذا المقال عن (عبادة الشخصية) يمثل ظاهرة مشتركة لكل من يسير على نهج الاستبداد ويتبعه على مر التاريخ ، لا فرق بين الأمس واليوم ، ولا بين صدام والقذافي وبشار وعبد الناصر وهتلر وموسوليني وبوتين وترامب وغيرهم . وقد سبق وذكرت هذا أكثر من مرّة ، منها في هذا المقال المنشور في الحوار المتمدن بتاريخ 23 مارس 2024 https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=824279 .
وبهدف تسليط المزيد من الضوء والاهتمام والحضور على موضوع (الاستبداد وظواهره) ، لكونه مهمل عربيا ، رغم أنه السبب الأساسي في تخلف الشعوب ودمارها ، أنقل للقراء ما يكتبه كتاب آخرون متخصصون في بلدان أخرى ، خاصة وهم يكتبون عما مرت وتمر به اليوم بلدان وشعوب تمتلك معرفة وتجربة ديمقراطية غنية وراسخة ، كالولايات المتحدة ، وايطاليا والسويد … وغيرها … وليس شعوب ترقص طرباً ، وتردد وهي غارقة حتى قمة رأسها في نهج الاستبداد وثقافته : بالروح بالدم نفديك يا فلان !

***********************

تعد عبادة الشخصية الاستبدادية موضوعاً حاضراً ومستمراً في كتاباتي ، وقد ركزت على كيفية عملها ، وكيف تنطوي على عوامل التمكين ، وما هي جاذبيتها لأتباع المستبدين . يجمع مقال اليوم ، حول عبادة شخصية ترامب ، بين الكتابة الجديدة والإشارة لما كتبته في بعض مقالاتي السابقة حول هذا الموضوع .

في وقت مبكر من عام 2015 ، رأيت أن ترامب لديه القدرات اللازمة لبناء عبادة شخصية هائلة ، وفي يناير 2016 ، نشرت مقال تنبأت فيه أنه إذا فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري ، فسوف يطور عبادة زعيم يتمتع بشخصية كاريزمية على غرار تلك التي بناها فلاديمير بوتين وسيلفيو برلسكوني . في ذلك الوقت ، بدا الأمر بعيد المنال بالنسبة للكثيرين – كنا على بعد ستة أشهر من حصوله على الترشيح – لكنه بدا منطقياً بما فيه الكفاية بالنسبة لي .

عبادة الشخصية تتطلب ماكينة دعاية وعروضاً تصور هيمنة المستبد على كل من حوله ، بما في ذلك طقوس إذلاله للوزراء ونخب الحزب . والآن شهد الأميركيون بشكل مباشر العديد من هذه العروض التي قدمها الساسة من الحزب الجمهوري ، وهم أكثر إثارة للشفقة لأنهم قدموا نموذجاً في الخضوع لرجل ، حتى وهو ليس في السلطة في الوقت الحاضر .

تناول مقال نُشر في يونيو 2023 سبب كون الحزب الجمهوري "لا يزال خاضعاً لترامب" ودور الفساد في تلك العملية . وأختتم : " إن قبول أكاذيب القائد وعنفه يربطهم به ، ويجعلهم شركاء في جرائمه ، وبالتالي عرضة للفضح " . أود الاشارة هنا إلى قرار نقابة المحامين بولاية كاليفورنيا الصادر في 27 مارس 2024 بضرورة شطب المحامي السابق لترامب ، جون إيستمان ، من نقابة المحامين بسبب محاولاته إلغاء انتخابات 2020 .

إن دفع عواقب الإجراءات المتخذة نيابة عن الزعيم ، ورؤية العقوبات التي يواجهها أقرانهم (لوائح الاتهام ، والصور الفوتوغرافية في جميع أنحاء وسائل التواصل الاجتماعي ، كما حدث لمارك ميدوز ، الذي تم تسميته كمتآمر مشارك في محاولات ترامب لإلغاء انتخابات 2020) ، لا يعني أن هؤلاء سوف يستبعدون عن طائفة الأتباع . بدلاً من ذلك ، فإن أولئك الذين يواجهون مشاكل قانونية ، يشاركون الزعيم في اندفاعه من أجل العودة الجماعية إلى السلطة ، ومضاعفة جهودهم لتحقيق ذلك حتى يتمكن من إصدار عفو وأوامر تنفيذية لجعل مشاكلهم تختفي إلى الأبد .

ولهذا السبب اختتمت مقالتي عن ميدوز : "على الرغم من وجود ظل من الذل ، إلا أنه لا يوجد ندم واضح . ومثل كثيرين آخرين في الحزب الجمهوري ، من المرجح أن يفعل ميدوز كل ذلك مرة أخرى إذا علم أنه سينجح .

وعلى الرغم من أن رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ، لارا ترامب ، تدعي الآن أن انتخابات عام 2020 أصبحت "من الماضي" ، إلا أن هذا مجرد تجميل للواجهة . ولن يتوقف ترامب وأعوانه أبدا عن الزعم بأنه فاز ، لأنه لن يكون شيئا من دون وهم النصر الذي سُرق منه .

إن الكذبة الكبرى هي أساس عبادة شخصيته وأساس الترامبية كما هي في عام 2024 . إن ترامب كشخصية مظلومة أمر أساسي لشخصية الضحية التي تبقي مؤيديه مرتبطين به ، ولتحريف هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول ، وتحويله إلى عمل وطني وصالح أخلاقيا ، وإلى تصوير البلطجية المتورطين في محاولة الانقلاب تلك على أنهم "رهائن" لنظام استبدادي يجب على الترامبية أن تتغلب عليه .

وبما أن ترامب يبيع الآن الأناجيل ، ويقارن نفسه بيسوع ، فقد أشرت في مقال سابق حول الرابط بين فساد المستبد وادعاءات تقواه ، كلما ظهرت جرائمه إلى النور ، كلما كان عليه أن يحيط نفسه بهالة من النقاء . إنها واحدة من أقدم عمليات الاحتيال الاستبدادية ، والدعامة الأساسية لعبادة الشخصية .
https://substackcdn.com/image/fetch/f_auto,q_auto:good,fl_progressive:steep/https%3A%2F%2Fsubstack-post-media.s3.amazonaws.com%2Fpublic%2Fimages%2Fed4b3275-ff1c-4d41-9247-ed0550475d30_1452x832.png
يصلي القادة الإنجيليون مع ترامب في البيت الأبيض أثناء عزله عام 2019 . الصورة جويس بوغوصيان/ البيت الأبيض

ومع استمرار الحملة الانتخابية ، تابع تأكيد ترامب على أنه بطل الدراما الأخلاقية الكبرى ، وأنه وحده القادر على إنقاذ أميركا .

https://substackcdn.com/image/fetch/w_1456,c_limit,f_webp,q_auto:good,fl_progressive:steep/https%3A%2F%2Fsubstack-post-media.s3.amazonaws.com%2Fpublic%2Fimages%2F8008220e-c6bf-4105-bfcd-8a0d19aa960c_1026x1006.png
صورة نشرها ترامب على Truth Social لنفسه بجوار يسوع في قاعة المحكمة ، أكتوبر 2023 .

وتذكّر أن قوة الإقناع تبطل مثل هذا الاعجاب . في مقابلة أجريتها في أبريل 2022 مع مجلة بوليتيكو ، ذكرت أن قوة الإقناع تعني أن الرجل القوي ينكشف على أنه لا يمكن المساس به ، وتتحطم هالة مناعته وتميزه ، لأنه يخضع لنفس المعايير مثل أي شخص آخر . وعلى حد تعبير القاضية تانيا تشوتكان ، فإن وضع ترامب كرئيس سابق لم يمنحه "الحق الإلهي للملوك في التهرب من المساءلة الجنائية التي تحكم مواطنيه" .

لم يتمكن أي سياسي آخر من بناء مثل هذه العبادة الشخصية القوية أثناء العمل في ظل ديمقراطية ذات بيئة إعلامية مفتوحة . اقترب برلسكوني من ذلك ، ولكنه كان يمتلك كل شبكات التلفزيون الخاصة في إيطاليا أثناء وجوده في منصبه ، فضلاً عن شركات الإعلانات التلفزيونية الكبرى ، وكان قادراً على أن يوجه بطرد المنتقدين من التلفزيون الحكومي .

قد نضحك على عبادة الشخصية والصور التي تبدو سخيفة لزعماء مفتولين العضلات ، ولكنها تشكل المفتاح إلى نجاح الرجال المستبدين ، ومن الممكن أن تكون أداة مساعدة مدمرة لإضعاف وتدمير الديمقراطيات .

روث بن غيات - باحثة وكاتبة أمريكية متخصصة بموضوع (الاستبداد) .
28 مارس



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية باقية … وتتمدد !
- الفاشية 105 عام 1919-2024
- -مادونا الفوضوية- تدعى أنيتا غاربين ألونسو
- على الأحزاب الأوروبية الرئيسية أن ترفض الشعبويين المتطرفين
- الحركات المتطرفة تركب موجة مشتركة
- الأديان السياسية والفاشية
- عندما يتم استبدال سيادة القانون بسيادة الخارجين عن القانون
- الدعاية السينمائية في ايطاليا الفاشية
- استغرق الأمر شهرا واحدا فقط لسحق عالم الأدب الألماني
- رسالة أليكسي نافالني للعالم في فيلم -نافالني- و -قصر بوتين-
- وقفة مع العوار … ثقافة الاعتذار !
- جريمة كل الجرائم
- وقفة مع العوار ... كلب ابن الكلب !
- -سنكون معا حتى القبر-
- وقفة مع العوار … السقوط المدوّي !
- سامعين الصوت... !
- إمبريالية بوتين -المناهضة للاستعمار- تتماشى مع التاريخ الاست ...
- توقع فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الإيطالية
- - رجال أقوياء : من موسوليني حتى الوقت الحاضر-
- وقفة مع العوار ... 14 تموز الباب المشرعة للعنف والدكتاتورية ...


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ناجي - أعظم نجاح لترامب : عبادة شخصيته