أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - سيلسوس وأخنوخ مع التحقيق النصي لإعتماد رسالة يهوذا على سفر أخنوخ، والأساس الأسطوري لسقوط الملائكة في سفر أخنوخ















المزيد.....



سيلسوس وأخنوخ مع التحقيق النصي لإعتماد رسالة يهوذا على سفر أخنوخ، والأساس الأسطوري لسقوط الملائكة في سفر أخنوخ


ابرام لويس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 7926 - 2024 / 3 / 24 - 23:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تذكر رسالة يهوذا: (وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلًا «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ، لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ) (رسالة يهوذا، الاصحاح 1 ، العدد 15- 16).

وهو يُعد إقتباس مُباشر مِن سفر أخنوخ الذي يقول فيه: (فهوذا يأتي مع ربوات/ أو عشرة آلاف من قدّيسيه، ليصنع دينونة على الجميع ، ويعاقب كلَّ بشر بسبب كل الأعمال الشرّيرة التي اقترفوها ، وعلى كل الشتائم/ أو الأشياء الصعبة أو الصعب الذي تفوّه به ضدّه الخطأةُ الفجار) (أخنوخ الأول ، الاصحاح الاول ، العدد 9).

فالأسباب التي دَعتنا لذكر إعتماد رسالة يهوذا على سفر أخنوخ هو ما يلي:
=========================================

1-لأن النص ينقل عن أخنوخ قولاً مكتوباً، فالنص يَقول (وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلًا λέγων....) مثلما ما تم استخدام الفعل λέγω في يوحنا كالتالي: (فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ λέγουσα: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً») (يوحنا 19: 24) المُقتبس من (مزمور 22: 11)، وهكذا "لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الَذي قَالَهُ εἶπεν: «يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟ وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟» وهو مقبتس من (اشعياء 53: 1) ، وهذا كلها صيغ مُختلفة من فعل λέγω الذي يعني قال او نطق.

و لهذا نجد مثلاً عدد من العلماء من أمثال Wilbur Pickering يعترف قائلاً:-

(بما إنني أؤمن بأن رسالة يهوذا رسالة مُلهمة بالروح القدوس، لهذا افهم بأن أخنوخ السابع من أدم قام بالفعل بكتابة النبوءة و إن النُسخ كانت متواجدة بالفعل ايام يهوذا، لاحظ كذلك انها تؤكد تاريخية و دقة سلسلة النسب سفر التكوين، و طالما أخنوخ استطاع الكتابة فهذا يعني ان آدم استطاع الكتابة كذلك، وان كتاباتهم حُفظت في سفينة نوح، و استخدمها من قبل موسى والانبياء الآخرون، ولو كانت اللغة التي كانت يُتحدث بها نوعاً ما من العبرية - كما أفترض- فهذا يجعل امكانية قراءتها من قبل يهوذا ممكنة لأنه لا توجد نسخ من هذه النبوءة بالعبرية معروفة لدينا في ايامنا هذه، الا انه هناك عدد من نسخ اللغات الأخرى التي وجدت بها تلك النبوءة) (1).

2- وصف أخنوخ مُتطابق مع وصف سفر أخنوخ عن أخنوخ، فقوله (وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ...) مأخوذ بصورة مباشرة من وصف سفر أخنوخ عن أخنوخ بكونه السابع بعد آدم، فعلى سبيل المثال يقول فيه (البرية الخاوية الواقعة شرقيّ الجنّة التي يسكنها المختارون والأبرار والتي نُقل إليها جدي، السابع بعد آدم، الانسان الأول الذي خلقه ربّ الأرواح) (أخنوخ الأول ، الاصحاح الستون ، العدد 8)،
(تفوّه أخنوخ بمثله فقال: وُلدت السابع، في الاسبوع الاول. ملك البرُّ والحقّ حتى جئت أنا) (أخنوخ الأول ، الاصحاح الثالث والتسعون، العدد 3).

3- أشار Bruk Ayele Asale إلى تَطابق كلمات رسالة يهوذا مع سفر أخنوخ اليوناني (2) كالتالي:

أ) تذكر رسالة يهوذا (ها هو يأتي في ربوات قديسيه Ἰδοὺ ἦλθεν Κύριος ἐν ἁγίαις μυριάσιν αὐτοῦ) وهو ما يذكره سفر أخنوخ (ها قد أتى مع ربواته و قديسيه ὅτι ἔρχεται σὺν ταῖς μυριάσιν αὐτοῦ καὶ τοῖς ἁγίοις αὐτοῦ)

ب) تذكر رسالة يهوذا (ليصنع دينونة على الجميع ποιῆσαι κρίσιν κατὰ πάντων) وهو ما يذكره سفر أخنوخ (ليصنع دينونة على الجميع ποιῆσαι κρίσιν κατὰ πάντων).

ج) تذكر رسالة يهوذا (يعاقب καὶ ἐλέγξαι كل روح πᾶσαν ψυχὴν ) (3) أو (كل روح فاجر παντας τους ασεβεις αυτων) (4) أو (كل فاجر παντας τους ασεβεις) (5)، وهو ما يذكره سفر أخنوخ كالتالي (و يدمر كل فاجر καὶ (ἀπολέσει) πάντας τοὺς ἀσεβεῖς).

د) تذكر رسالة يهوذا (على كل اعمال فجورهم التي فجروا بها περὶ πάντων (τῶν) ἔργων ἀσεβείας αὐτῶν ὧν ἠσέβησαν) وهو ما يذكره سفر أخنوخ (على كل أعمال فجورهم التي فجروا بها περὶ πάντων ἔργων (τῆς) ἀσεβείας αὐτῶν ὧν ἠσέβησαν) مُضيفاً (ويعاقب كل جسد καὶ ἐλέγξει πᾶσαν σάρκα).

هـ) تذكر رسالة يهوذا (و على كل الصعب الذي نطقوا به καὶ περὶ πάντων τῶν σκληρῶν ὧν ἐλάλησαν) وهو ما يذكره سفر أخنوخ (و الكلام الصعب الذي نطقوا بهκαὶ σκληρῶν ὧν ἐλάλησαν λόγων,) مُضيفًا (و على كل ذم /افتراء/ قذف καὶ περὶ πάντων ὧν κατελάλησαν) (6).

و) تذكر رسالة يهوذا (ضده خطاه فجار κατ αὐτοῦ ἁμαρτωλοὶ ἀσεβεῖς) وهو ما يذكره سفر أخنوخ (ضد خطاه فجار κατ’ αὐτοῦ ἁμαρτωλοὶ ἀσεβεῖς).

4- يُشير Bruk Ayele Asale كذلك الى إعتماد النص اليوناني ليوم الدينونة العظيم والقيود الأبدية في قوله (وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدَّيْنونَةِ الْعَظِيمِ κρίσιν μεγάλης ἡμέρας δεσμοῖς بِقُيُودٍ δεσμοῖς (7) أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ) (يهوذا 1: 6) على نص سفر أخنوخ الاول الإصحاح العاشر الذي يذكر فيه (وَفِي يَوْمِ دَّيْنونَته الْعَظِيمِ ἡμέρᾳ τῆς μεγάλης τῆς κρίσεως يُقَادُ إِلَى أَتُونِ النَّارِ... قَيَّدَهُمْ δῆσον (8) لِسَبْعَيْنِ جِيلًا فِي أَغْوَارِ الْأرْضِ إِلَى يَوْمِ دَيْنونَتِهِمْ وَاِكْتِمَالِهِ الَّذِي سَيُدَوِّمُ لِلْأبَدِ وَيَكْتَمِلُ) (1 أخنوخ 10 : 6، 12)، كما يجب علينا أن نُلاحظ ان قوله في الرسالة (بقيود أبدية) يوازي بالفعل قوله (قيدهم لسبعين جيلاً) في السفر، فالسبعين جيلاً رمزاً للأبدية والتمام كقوله (أَيَّامُ سِنِينَا هِيَ سَبْعُونَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ الْقُوَّةِ فَثَمَانُونَ سَنَةً، وَأَفْخَرُهَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ) (مز 90: 10)، وقوله (سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ) (دا 9: 24).

5- قوله (جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ) ( يهوذا ، 15) الذي يُركز على الشتائم أو الإستهزاء أو كلمات الفجور، وهو ما يٌركز عليه سفر أخنوخ كذلك ، فبالإضافة لأخنوخ 1: 9 هناك :-

(أما أنتم فقد بدّلتم أعمالكم. ما صنعتم بحسب وصاياه، بل ارتددتم عنه، وتلفّظتم بكلام وقح ومترفّع ضدّ جلاله، من فمكم النجس. يا قساة القلوب، لن يكون لكم سلام) (أخنوخ الأول ، الاصحاح الخامس، العدد 4)

(فأجابني اورئيل، أحد الملائكة القديسين، الذي كان يرافقني: الوادي الملعون قد أعدَّ للملعونين إلى الأبد، هنا يجتمع جميع الملعونين الذين تفوّه فمهم بالوقاحة ضدّ الرب، فتكلّموا بقساوة على مجده. هنا يجتمعون. هنا يكون مسكنهم في نهاية الأزمنة) (أخنوخ الأول، الاصحاح السابع والعشرون، العدد 2-3).

كما إننا نجد القول الآخير أي قوله (فأجابني اورئيل، أحد الملائكة القديسين، الذي كان يرافقني: الوادي الملعون قد أعدَّ للملعونين إلى الأبد، هنا يجتمع جميع الملعونين الذين تفوّه فمهم بالوقاحة ضدّ الرب، فتكلّموا بقساوة على مجده. هنا يجتمعون. هنا يكون مسكنهم في نهاية الأزمنة) (أخنوخ الأول ، الاصحاح السابع والعشرون، العدد 2-3) والذي يُركز على سُكني الملعونين في الوادي الملعون وتركهم للمسكن الإلهي ثم حفظهم ليوم الدينونة والعقاب بالقيود الأبدية والظلام الدامس، مذكور كذلك في رسالة يهوذا بقوله (وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ أ) تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ ب) حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ ج) بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ د) تَحْتَ الظَّلاَمِ) (رسالة يهوذا، الاصحاح 1 ، العدد 6)، حيث إختصرت رسالة يهوذا قصة سقوط الملائكة المذكورة في سفر أخنوخ كالتالي:

أ) ترك المسكن الأبدي:
------------------------
(15) (1) كلّمني (الرب) فسمعت صوته: "لا تخف، يا أخنوخ، رجل الحقيقة وكاتب الحقّ! (2) تقدّم إلى هنا واسمع صوتي. اذهب وقل لهؤلاء (ساهري السماء) الذين أرسلوك (لكي تصلّي لأجلهم): "كان عليكم أنتم أن تصلّوا لأجل البشر، لا البشر أن يصلّوا لأجلكم. (3) لماذا تركتم الاعالي السماويّة، المعبد الأبدي، لكي تضاجعوا النساء وتتدنّسوا مع بنات البشر وتتزوجوا؟ فعلتم كما يفعل أبناء الأرض وولدتم الجبابرة. (4) كنتم قدّيسين، أرواحاً حيّة إلى الأبد. فتدنّستم بدم النساء، وانجبتم بدم البشر، واشتهيتم كما يشتهي البشر، وخلقتم مثل الذين يخلقون من اللحم والدم، الذين يموتون ويزولون. (5) لهذا أعطتهم نساء لكي يزرعوا ويلدوا أولاداً فلا يزول كل عملهم عن الأرض. (6) أما أنتم فكنتم من طبيعة الأرواح الحيّة إلى الأبد، وقد تخلَّصتم من الموت لجميع أجيال العالم. (7) لهذا ما خلقت بينكم نساء. فالأرواح السماويّة مسكنها السماء".

ب) الحَفظ حتى يوم الدينونة والتقييد والسجن للأبد
------------------------------------------------
(11) وقال لمخائيل Michael: "إذهب وأخبر شميحزا Semjaza وجميعَ الذين معه الذين أتحدوا بالنساء مثله والذين دنّسوا أنفسهم بنـجاستهم (12) وحين يُذبح أبناؤهم ويرون هلاك أحبّائهم، قيّدهم لسبعين جيلاً في أغوار الأرض إلى يوم دينونتهم واكتماله الذي سيدوم للأبد ويكتمل (13) حينئذ يقادون إلى هوّة النار وللعذاب و سجن الحبس الابدي.

ج) التشديد على التقييد بالسلاسل في قوله:
------------------------------------------
10 (4) وقال لرفائيل Raphael: "قيّد عزائيل Azazel برجليه ويديه، وارمه في الظلمة وافتح البرية التي في ددوئيل Dudael وارمه فيها، (5) ضع عليه حجارة خشنة وحادة، وغطِّه بالظلمة وليبقَ هناك إلى الأبد.

54 (1) والتفتُّ إلى جهة أخرى من الأرض فرأيت هناك هوّة عميقة تتقدّ فيها نار. (2) فجاؤوا بالملوك والمقتدرين ليطرحوهم في هذه الهوّة العميقة. (3) فرأيت هناك بعينيّ صناعة أدوات العذاب وقيود الحديد التي تفوق الوزن. (4) فسألت ملاك السلام الذي كان رافقني: "لمن تهيَّأ هذه القيود وهذه الأدوات"؟

د) التشديد على الرمي والعقاب بالظلام الأبدي في قوله:
-------------------------------------------------------
10 (4) وقال لرفائيل Raphael: "قيّد عزائيل Azazel برجليه ويديه، وارمه في الظلمة وافتح البرية التي في ددوئيل Dudael وارمه فيها.

6- فالاعتماد على سفر أخنوخ الاول واضح وذلك لأن يهوذا استخدم عبارة (دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ) وهي متوازية لقول سفر أخنوخ الاول (يَوْمِ دَّيْنونَته الْعَظِيمِ) فوصف الدينونة /الحكم بصفة العظمة هو غير شائع في النصوص الكتابية، فالشائع اكثر هو (يوم الرب العظيم) وليس (يوم الدينونة العظيم) انظر مثلاً قوله (لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ جِدًّا، فَمَنْ يُطِيقُهُ؟) (يوئيل 2: 11)، (تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ، وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ) (يوئيل 2: 31) والذي أستخدم في سفر الاعمال : (تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ، قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ) ( اعمال 2: 20)، (قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمِ. قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدًّا، صَوْتُ يَوْمِ الرّبِّ. يَصْرُخُ حِينَئِذٍ الْجَبَّارُ مُرًّا) ( صفنيا 1: 14) ، (هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ) (ملاخي 4: 5)، (فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) ( رؤيا 16: 14).

ذاك السفر الذي يُدركه سيلسيوس أو يعرف القصص الدائرة في الوسط اليهودي والمسيحي إذ يذكر أوريجانوس عنه قائلاً:

(دعونا نتخطى تفنيد ادعاءات معلـمهم أي المسيح ولنعتبره ملاكاً حقاً، لكن هل كان الملاك الوحيد الذي جاء إلى البشرية؟ أم كان هناك ملائكة آخرون؟ إن قالوا هو الوحيد اذا هم يكذبون على أنفسهم، لانهم بأنفسهم يؤكدون على أن هناك ملائكة آخرون قد أتت حوالي ستين أو سبعون منهم قد أتوا معاً بصورة جماعية إلا انهم اصبحوا أشرارا و عـوقبوا بالطرح تحت الأرض مقيدين بالسلاسل، ومن دموعهم انفجرت اليـنابيع الدافئة) (9).

وهنا يجب علينا أن نُلاحظ أن السفر يُفسر ما ذُكر في سفر التكوين بأن (أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا) (تكوين 6: 2) هم الملائكة (1 أخنوخ 6) (10) مثلما ينقل سيلسوس، كما يذكر سيلسوس أنه مِن دموعهم (انفجرت الينابيع الدافئة) وهو المذكور كذلك في سفر أخنوخ لكن نص سفر أخنوخ يختلف مع سيلسوس إذ أن الينـابيع الساخنة ليست هي دموع الملائكة ولكنها عقاب لهم، وهو ما لاحظه أوريجانوس ايضاً، كالتالي:

(ورأيت في هذا الموضع وجوهاً أخرى مخفيّة، وسمعت الملاك يقول هم الملائكة الذين نزلوا على الأرض، وكشفوا الاسرار للبشر، واستهووهم إلى الخطيئة.... ثم أراني ملائكةَ العقاب المستعدّين ليأتوا فيفلتواّ قوة المياه الجوفيّة لدينونة وهلاك سكّان اليابسة، وكان ربّ الأرواح قد أمر الملائكة الخارجين أن لا يرفعوا يدهم، بل يكونون متنبّهين، لأن هؤلاء الملائكة قد كلِّفوا بقوة المياه. فانسحبتُ من أمام أخنوخ....سيُحبس الملائكة الذين أروا الناس الاثم، في هوّة مشتعلة أراني إياها من قَبلُ جدي أخنوخ، إلى الغرب، قرب جبال الذهب والفضة والحديد والمعدن المنصهر والقصدير، نظرت إلى هذه الهوّة حيث يسود اضطراب عظيم واضطراب المياه، حين خُلق كل هذا، فالمعدن المنصهر واضطراب الملائكة أحدثا في هذا الموضع رائحة كبريت امتزجت بالمياه. والهوّة التي فيها ملائكة الاغواء، تشتعل تحت هذه الأرض، ومن أغمارها تخرج أنهار نار فيها يتعذّب الملائكة الذين أغووا سكّان اليابسة، في ذلك الوقت، المياه التي استعملت للملوك والمقتدرين والعظماء وسكان اليابسة، كدواء للجسد، ستُستعمل لهم كعقاب للروح. يمتلأ روحهم شهوة. لهذا يعاقبون في جسدهم لأنهم أنكروا ربّ الأرواح. رأوا عقابهم اليوميّ وما اعترفوا باسمه! ويكون التبدّل لروحهم قوياً مثل الحريق في جسدهم، إلى دهور الدهور، لأنه ليس من يتفوّه بباطل أمام ربّ الأرواح، أجل، ستحل الدينونة بهم لأنهم آمنوا بشهوة جسدهم وأنكروا روح الرب، في ذلك الوقت، تتحوّل هذه المياه حين كان الملائكة يتعذّبون في هذه العيون، تصبح محرقة. وحين يخرج الملائكة من مياهها تصبح باردة، وسمعت مخائيل يعلن "إن عذاب الملائكة هذا هو شهادة للملوك والمقتدرين الذين يمتلكون اليابسة يستعملون ماء عذاب الملائكة للشفاء ولذّة الجسد، ولكنهم لا يرون ولا يظنّون أن هذه المياه تتحوّل لكي تصير ناراً مشتعلة إلى الأبد) (سفر أخنوخ، الاصحاح 64، 66، 67، ترجمة بولس الفغالي).

في حين كان رد أوريجانوس على سيلسوس بأنه قد أساء فهم ما قاله سفر أخنوخ وإنه لا يتم اعتباره سفراً موحى به من الكنائس (11)، إلا انه يَظل من المُحتمل ان سيلسوس اعتمد في قوله على آخرين ذو فكر مُشابه لما ورد في سفر أخنوخ ففي النهاية لا يُحدد سيلسوس من أين يقتبس أفكاره، لكنه يقول فقط "انهم يقولون" فقط أي للمسيحيين، فقد كان يوجد اعتماد على نصوص سفر أخنوخ ، حتى إن نصوص العهد الجديد لا تنكر هذا، ولدينا أمثلة على هذا منها مثل قوله (فإذا كانَ اللهُ لَم يَعْفُ عنِ المَلائِكةِ الخاطِئين، بل أَهبَطَهم أَسفَلَ الجَحيم ταρταρώσας وأُسلَمَهم إِلى أُحابيلِ الظُّلُمات حَيثُ يُحفَظونَ لِيَوم الدَّينونَة...فذلِكَ أَنَّ الرَّبَّ يَعلَمُ كَيفَ يُنقِذُ الأَتْقِياءَ مِنَ المِحنَة وُيبْقي الفُجَّارَ لِلعِقابِ يَومَ الدَّينونَة) (رسالة بطرس الثانية، الاصحاح الثاني، العدد 4 ، 9).

وفي النهاية فإن رفض قانونية سفر أخنوخ كان مِن بين اسبابه التأثر الواضح بالأساطير اليونانية، فبالرغم أن سفر(التكوين 6 : 1-4) يُمثل الخلفية التي بنى عليها سفر أخنوخ روايته عن المغامرات التي قام بها (بنو الله בני האלהים ) مع (بنات الناس בנות האדם)، إلا ان سفر أخنوخ تأثر كذلك بالثقافة اليونانية او بالتأثيرات الغير كتابية بالأخص قصة (حرب الجبابرة Titanomachy) وهي الحرب التي دارت بين زيوس و الجبابرة ، فجاء وصف سقوط ولعنة الملائكة الساقطين في سفر أخنوخ الاول كالتالي:

10 (4) وقال لرفائيل Raphael: "قيّد عزازايل Azazel برجليه ويديه، وارمه في الظلمة وافتح البرية التي في ددوئيل Dudael وارمه فيها (5) ضع عليه حجارة خشنة وحادة، و غطِّه بالظلمة وليبقَ هناك إلى الأبد. غطِّ وجهه فلا يعود يرى النور (6) وفي يوم الدينونة العظيم يقاد إلى أتون النار (7) و نقي الأرض التي دنّسها الملائكة وأعلن شفاء الأرض: يُشفى جرحها و أبناءهم لا يهلكون بسبب الاسرار التي علمها مراقبوهم لأبنائهم. (8) و انسب لعزازايل Azazel كل الخطايا التي دمِّرت الأرض بسبب الاعمال علّمها.

(11) وقال لمخائيل Michael: "اذهب وأخبر شميحزا Semjaza وجميعَ الذين معه الذين أتحدوا بالنساء مثله والذين دنّسوا أنفسهم بنـجاستهم. (12) وحين يُذبح أبناؤهم ويرون هلاك أحبّائهم، قيّدهم لسبعين جيلاً في أغوار الأرض إلى يوم دينونتهم واكتماله الذي سيدوم للأبد ويكتمل (13) حينئذ يقادون إلى هوّة النار وللعذاب و سجن الحبس الابدي. (14) ومن يحُكم عليه بالهلاك يُقيَّد منذ الآن معهم الى نهاية كل الاجيال (أخنوخ الأول ، الاصحاح العاشر، العدد 4-8 ، 11- 14).

حيث أتهمت تلك الملائكة في سفر أخنوخ بجريمتين:
--------------------------------------------------------
أ) أفشاء الاسرار للبشرية:
------------------------------
8 (1) وعلّم عزازائل Azâzêl البشر صنع السيوف والخناجر والتروس والدروع كما تعلّمها من الملائكة، ودلّهم على المعادن وكيف يعملون الاساور والحلي والكحل والاثمد وكل أنواع الحجارة الكريمة والصبغ،(2) وازاد الكفر، وقاموا بالفسوق و ضلوا وفسدوا في كل طرقهم (3) وعلّمهم شميحزا(Semjâzâ שמיחזה) السحر وقطع الجذور، و حرماروس (Armârôs תרמני ) تحريم /حل السحر، و برجئيل (Barâqîjâl ברקאל ) التنجيم ،و كوكبئيل (Kôkabêl כוכבאל‎)الكَوكَبَة ،و إيزيكئيل (Ezêqêêl זיקיאל‎) معرفة الغيوم، و أركائيل/أرضائيل (Araqiêl) علامات الأرض. و شمشئيل (Shamsiêl שִׁמשִׁיאֵל ) علامات الشمس. و سهرئيل (Sariêl שריאל) علامات القمر. وشرعوا كلهم يكشفون الأسرار لنسائهم (أخنوخ الأول ، الاصحاح الثامن، العدد 1-3).

هذه الجريمة الغائبة عـن سفر التكوين فمـن المحتمل ان يكون مؤلف سفر أخنوخ قد تأثر بأسطورة بروميثيوس Prometheus و الذي اعطي البشر العديد من العطايا و الهبات التي سرقها من آلهة الأوليمبوس فأعطاهم فنون العمارة والبناء، النجارة، استخراج المعادن، علم الفلك، تحديد الفصول، الأرقام والحروف، كما علمهم كيفية استئناس الحيوانات و ركوبها و الأبحار بالسفن، كما أعطاهم موهبة التداوي والشفاء، وسرق النار كذلك من زيوس واعطاها للبشر فعاقبه زيوس بالعذاب الابدي و ربطه بصخرة.

ب) التدنس بالمرأة :
---------------------
وقال لمخائيل Michael: اذهب وأخبر شميحزا Semjaza وجميعَ الذين معه الذين أتحدوا بالنساء مثله والذين دنّسوا أنفسهم بنـجاستهم (أخنوخ الأول ، الاصحاح العاشر، العدد 11)

وهي الخطيئة المذكورة في سفر التكوين الإصحاح السادس (وحدث لما ابتدا الناس يكثرون على الارض، وولد لهم بنات، 2 ان ابناء الله راوا بنات الناس انهن حسنات. فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا. 3 فقال الرب: «لا يدين روحي في الانسان الى الابد، لزيغانه، هو بشر. وتكون ايامه مئة وعشرين سنة». 4 كان في الارض طغاة في تلك الايام. وبعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم اولادا، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم) (تكوين 6: 1- 4).

فأقرب مصدر يوناني كامل يذكر سقوط الملائكة الجبابرة مِن السماء للأرض مع عقابهم بالسلاسل والظلمة الدائمة وهو المذكور في سفر أخنوخ هو (حرب الجبابرة Titanomachy) المذكورة في ملحمة هسيودوس Ἡσίοδος المُسماة بـ"أنساب أو ولادة الآلهة الثيوغونيا Θεογονία "، حيث وُلدت الجبابرة /التيتان من أورانوس و جايا /غايا وكان أصغرهم هو كرونوس الجبار والذي أصبح إلالة الاعظم ملك الآلهة بعد ان نجح في إخصاء والده أورانوس، إلا إن ابنه زيوس ثار بدوره على ابيه كرونوس وباقي الجبابرة خصوصاً بمساعدة الـهيكاتونخيريس Hecatoncheires ذو المئة يد برياريوس Briareos و كوتوس Cottus وغايِيس Gyes وهم أبناء أورانوس والذي قام بنفيهم للعالم السفلي، حيث كانت المعركة حامية الوطيس بينهم وفي النهاية هُزم الجبابرة وطُردوا لتارتاروس، تصفها مَلحمة هسيودوس كالتالي:-

(كانوا يُريدون الحرب
أكثر مما أرادوها في الماضي
أوقدوا نار المعركة
كلهم آلهة ذكور و إلهات إناث
كُلهم الآلهة الجبابرة
و أولئك الذين من صُلب كرونوس
أولئك الذين أصعدهم زيوس
من إيريبوس Erebos العالم السفلى الى وجه الأرض
أقوياء و مُرعبين
و ذو بأس شديد
من أكتافهم تبثق
لكل واحد منهم مئة ذراع
خمسون رأساً
تَنبت من أكتافهم
فوق أطراف ضَخَمة
عندئذ واجهوا الجبابرة
في المعركة المشؤومة
أمسكوا بأيديهم القوية صخوراً عظيمة
و في مقابلهم أنتظم الجبابرة
مُفعمين بالنشاط والحيوية
في كَتيبة وكلّ من الفريقين
أبرز عضلاته
وقوته والبحر الذي لا حد له
أطلق صرخة مُرعبة
و ولولت الأرض طويلاً
و زأرات السماء الفسيحة
و أرتجت واهتز جبل الاولمب العظيم
من قاعدته عندما أنقض الخالدون
وبلغت الهزات العنيفة
تارتاروس المُظلم
ضجيج و عجيج لجيوش تتقدم
صدمة رائعة في المَعترك
صفير سهام قاسية
كل ما رَموا به العدو
احدث أصوات
كانت اصوات الجيشين تصعد
الى السماء المُرصعة بالنجوم
كانوا يتنادون، يتصادمون
مَحدثين جلبة هائلة
لم يتمالك زيوس غضباً
لأن قلبه بات ممتلئاً غيظاَ
واعمل كل قوته من السماء
ومن الأولمب في آن
قذف بلا هوادة بُروقه
وطارت الصاعقة مع الَرعد
في الوقت عَينه مع البروق
منطلقة من يده الثقيلة.
وحوّمت الشُعلةَ المقدّسة
والارض المُرضعة الطيبة
تذمرت تحت الحريق
وتقصفت الغابة الكبيرة
واشتعلت فيها النيران
كانت الارض كُلها تَغلى
وغَطى بُخار مُحرق
الجبابرة ابناء الارض.
كان ضوء الصاعقة
والبرق يخطفان الابصار
وأصاب حريق هائل
كما لو أن الارض والسماء الفسيحة من فوق قد اصطدمتا
وكانت تُسمع جلجلة رَهيبة
كما لو كانت السماء انقلبت و سقطت عليها من عَل
تلك هي الضوضاء العظيمة
التي أحدثتها حرب الآلهة
كانت الرياح تكتسح التُربة
وترفع الُغبار
وتنقل الرعد و البرق
و الصاعقة المحرِقة
سَهم زيوس الكبير
كانت تحمل الصيحات والزعقات المُتبادلة بين الجيشين
وتصاعدت ضوضاء مَهولة
من ساح المعركة الضروس
حيث تألقت أعمال باهرة
ثم هدأ القتال من دون أن يكفوا عن الوقوف وجها لوجه
بعد أن خاضوا صراعاً مريراً
غير أن كوتوس Cottus و برياريوس Briareos
و غايِيس Gyesالذين لم يتعبوا من الحرب
كانوا من السباقين الى تأجيج القتال الضاري مُجدداً
قذفت ايديهم القوية
ثلاث مئة صخرة
الواحدة تلو الاخرى بلا انقطاع
وشكل حجم مَقذوفاتهم
ظلاً خيَّم على الجبابرة
وألقوا بهم تحت الارض حيث يسلكون
مُقيدين بسلاسل ثقيلة
لقد هزموهم بقوة أذرعهم
على الرغم من كل غطرسة الجبابرة حَشروهم في مكان بعيد تحت الارض
بُعد الارض عن السماء
تلك هي المسافة بين الارض و تارتاروس
مثلما لو هوي سندان برونزي
من السماء لاستمر في السقوط تسع ليال
وتسعة أنْهُرٌ و في الليلة العاشرة
يصل الى الارض
هكذا لو سقط سندان برونزي
من الارض لاستمر في الهبوط تسع ليال
وتسمع أنْهُرٌ و في الليلة العاشرة
يصل الى تارتاروس
وسور من البرونز يَطوقه
من كل جَهات الليل
فوقه تَنبتُ جذور الارض والبحر
هنالك حُشر الآلهة الجبابرة
مسجونين بإرادة زيوس سيد الغيوم
في سجن على حافة الارض
لا يستطيعون الخروج منه
لان بوسيدون ثبت عليه أبواباً برونزية
وجداراً يمتد من جهة لأخرى
وهناك يَعيش برياريوس صاحب الروح العظيمة و كوتوس و غايِيس
الحراس المُخلصين لزيوس لحمايته) (12).

ويُمكن اختصار المُتشابهات بين مصير الملائكة الساقطة في سفر أخنوخ الأول و مصير الجبابرة في الثيوغونيا في الجدول التالي:
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أ) يذكر سفر أخنوخ أنه قد (قُيدت الملائكة بالسلاسل من قبل رؤساء ملائكة الله) في حين تذكر الملحمة اليونانية بأنه قد (قُيدت الجبابرة بالسلاسل من قبل أتباع زيوس المُخلصين الـهيكاتونخيريس Ἑκατόγχειρες)

ب) يذكر سفر أخنوخ بأنه قد (القيت صخور على الملائكة الساقطة من قبل ملائكة الله) في حين تذكر الملحمة اليونانية بأنه قد (ألقيت صخور على الجبابرة من قبل الـهيكاتونخيريس Ἑκατόγχειρες).

ج) يذكر سِفر أخنوخ بأنه قد (نُفيت الملائكة الساقطة الى الظلمة السفلية) في حين تذكر الملحمة اليونانية بأنه قد (نُفيت الجبابرة الى ظلمة تارتاروس).

السمة الرئيسية الوحيدة الغائبة عن الاسطورة الاغريقية هي الحكم عليهم بالنار مستقبلياً.


المراجع والحواشي
=============
(1) Dr. Wilbur Pickering (2016),The Sovereign Creator Has Spoken Objective Authority for Living The New Testament with Commentary, Second Edition, ISBN : 978-0-9898273-9-3,C footnote.
(2) وذلك اعتماد رسالة يهوذا (1: 14- 15) على نُسخة Westcott and Hort NA 28 / UBS في حين إعتمادنا على تحقيق نص سفر أخنوخ الاول اليوناني (1 : 9) على ترجمة Matthew Black.
(3) حسب مخطوطات � ℵ 1852 (syph mss) sa bomss.
(4) حسب مخطوطات 88. 1175. 2492 Byz.
(5) حسب مخطوطات A B C Ψ 5. 33. 81. 307. 436. 642. 1243. 1448. 1611. 1735. 2344 vg syph mss.h bo، للاختصارات و رموز المخطوطات انظر:-Nestle Aland Novum Testamentum Graece. Ed.28.
(6) Bruk Ayele Asale (2020), 1 Enoch as Christian -script-ure : a study in the reception and appropriation of 1 Enoch in Jude and the Ethiopian Orthodox Tewahado Canon, Pickwick Publications, ISBN 978-1-5326-9117-1.
(7) من فعل يربط او يقيد δέω.
(8) وهو كذلك من فعل يَربط أو يقيد δέω.
(9) أوريجانوس، ضد سيلسوس، الكتاب الخامس، الفصل 52.
(10) فيذكر سفر أخنوخ (وحصل أنه حين تكاثر البشر، وُلد لهم بنات غضّات جميلات، نظر إليهن الملائكة، أبناء السماء، واشتهوهن، وقال الواحد للآخر "لنختر نساء وسط البشر ونلد اولاداً"، فقال لهم شميحزا رئيسهم "أخاف أن تتراجعوا وأخطأ وحدي خطيئة كبيرة"، فأجابوه كلّهم "نحلف كلّنا ونحرم بعضنا بأننا لا نتراجع عن هذا القصد، بل نتمّه ونعمل الأمر". حينئذ حلفوا كلهم معاً وحرّموا نفوسهم بأن لا يتراجعوا عن ذلك، كانوا كلهم مئتين. نزلوا في زمن يارد على جبل حرمون. ولهذا سمِّي الجبل "حرمون" لأنهم هناك حلفوا وحرّموا نفوسهم ) (سفر أخنوخ، الاصحاح السادس، ترجمة بولس الفغالي).
(11) أوريجانوس، ضد سيلسوس، الكتاب الخامس، الفصل 54.
(12) هسيودوس، الثيوغونيا Theogony Θεογονία ، السطر 665 - 745.



#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثال ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثان ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الحاد ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء العاش ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء التاس ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثام ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الساب ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الخام ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الخام ...
- الرؤية الأصلية لخلق العالم وآدم وحواء وشجرة الحياة وشجرة معر ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الراب ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثال ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الثان ...
- رؤية العالم اليوناني للمسيحية (سيلسوس) نَموذجًا (الجزء الأول ...
- علاقة الترجمة اليونانية (السبعينيَّة) بالملك بطليموس الثاني ...
- تفسير مقطع (الفاصلة اليوحناوية) بدون إضافة الفاصلة (رسالة يو ...
- إثبات أصالة الفاصلة اليوحناوية من خلال (الدليل الداخلي)
- معضلة إقامة بني إسرائيل في مصر (400 أم 430) والرد على التَبر ...
- علاقة الترجمة اليونانية (السبعينيَّة) بالملك بطليموس الثاني ...
- تحليل رواية سوتونيوس و ديو كاسيوس عن الحركة المسيحية


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام لويس حنا - سيلسوس وأخنوخ مع التحقيق النصي لإعتماد رسالة يهوذا على سفر أخنوخ، والأساس الأسطوري لسقوط الملائكة في سفر أخنوخ