كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 00:32
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نظريا يبدو ان روسيا تحالفت مع الحوثيين لتوسيع رقعة القتال في باب المندب، وربما كانت وراء تجهيزهم بصواريخ قادرة على إغراق الفرقاطات الأمريكية المتواجدة في المنطقة. لكن متى تم ذلك. وكيف ؟. لا أحد يعلم. وهناك من يتوقع اشتراك التنين الصيني في الصراع البحري المتفجر في خليج عدن. وسوف تحمل لنا الايام القادمة حزمة من البيانات التي قد تتضح من خلالها صورة التحالف المتوقع. .
اللافت للنظر انه في الوقت الذي تواصل فيه الصواريخ اليمانية قطع الطريق على السفن التجارية المتوجهة إلى الموانئ الاسرائيلية من اجل رفع الحصار المفروض على غزة. تعرضت قناة السويس لخسائر كبيرة تمثلت في انخفاض ايراداتها. من دون ان تعلن عن خسائرها، بينما تواصل غلق معبر رفح والضغط على غزة. وهذا ما اكده بايدن بقوله: (ان السيسي هو الذي يصر على غلق المعبر). فهل كان يقول الحقيقة، أم انه يسعى لتحريض الحوثيين ضد مصر، وإقحامها في الحرب الدائرة هناك، وتوريطها بمواجهات مباشرة مع صنعاء ؟. .
لقد عاد حلفاء الماضي للتجمع من جديد في مضيق باب المندب. وسجلت سفنهم الحربية تزايدا ملحوظا. .
كلهم الآن هناك في جبهتين: جبهة تمثلها الولايات المتحدة وجماعة الناتو. وجبهة تمثلها روسيا وأصدقاءها (الصين وكوريا الشمالية وايران واليمن). وفوجئ العالم كله بانطلاق صواريخ فرط صوتية بسرعة (8 ماخ) من اليمن، ما يعني تغير قواعد اللعبة وتطورها، فمثل هذه الصواريخ قادرة على ضرب ميناء أم الرشراش في غضون دقائق معدودات، ولا سبيل لإسقاطها او اعتراض مسارها. .
يزعم اليمنيون انهم هم الذين طوروا تقنياتهم الحربية بأنفسهم من دون ان يدعمهم احد. وهي مزاعم يرفضها منطق العقل السليم، ولا يمكن تصديقها. بل ان الولايات المتحدة نفسها لا تدري كيف تنامت القدرات الصاروخية اليمنية بهذا السرعة، ولا تدري من اين حصلوا على الزوارق المسيرة والغواصات غير المأهولة ؟. .
روسيا من جانبها تبحث عن نافذة تطل من خلالها على البحر الأحمر، وربما وقع اختيارها على باب المندب ومقترباته الصومالية واليمانية. ولكي تفهم ما يجري في باب المندب ينبغي ان تفهم ما يجري في الجبهة الاوكرانية، وينبغي ان تكون على اطلاع بما يجري في مضيق تايوان وبحر الصين. .
آخذين بعين الاعتبار ان الدعم الأمريكي لأوكرانيا هو الذي منح كييف قدرات استثنائية لإلحاق الأضرار بالأسطول الروسي. وبالتالي فان الضربات اليمانية ضد السفن الحربية الأمريكية كانت بتقنيات روسية متقدمة. وهذا يعني ان تصفية الحسابات في طريقها إلى التوسع والتعمق لاشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة التي باتت وشيكة الوقوع. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
