أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر46















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر46


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7911 - 2024 / 3 / 9 - 14:03
المحور: الارشيف الماركسي
    


أصول الفلسفةالماركسية
الجزءالثاني
تأليف جورج بوليتزر، جي بيس وموريس كافين
تعريب شعبان بركات
الحلقة السادسة و الأربعون

الماديةالتاريخية:
تابع

ا – الترابط بين علاقات الإنتاج الرأسمالية وطابع قوى الإنتاج
رأينا في الدرس الرابع "المسالة 4" أن طبقة البرجوازية تكونت وسط المجتمع الإقطاعي. ولما كانت مصالح الطبقة البرجوازية مرتبطة بازدهار قوى الإنتاج الجديدة( كالصناعات اليدوية، المصانع) فإنها لم تستطيع النمو إلا عن طريق النضال ضد علاقات الإنتاج الإقطاعية التي لم تنسجم مع قوى الإنتاج الجديدة. فكانت بذلك حجر عثرة في وجه قانون الترابط الضروري.
كانت مهمة الثورة الديمقراطية البرجوازية تصفية الإقطاع، فسيطرت علاقات الإنتاج الرأسمالية بفضل انتصار البرجوازية.
وهكذا أقبلت مرحلة تاريخية كانت فيها طريقة الإنتاج الجديدة تتفق تماماً مع متطلبات نمو الإنتاج. واستعاد قانون الترابط الضروري، الذي كان المجتمع الإقطاعي يعيق عمله، كل قوته في المجتمع الرأسمالي.
ويجب أن نلاحظ أن العلاقات الرأسمالية لا تتفق مع أية صورة أخرى لعلاقات الإنتاج. لماذا؟ تقوم الرأسمالية على الربح "راجع المسألة 1 من هذا الدرس" ولهذا كانت مصلحة الرأسمالية في زيادة الإنتاج باستمرار وبأسعار أقل. ولهذا تحتاج الرأسمالية إلى ضم قوى جديدة للإنتاج تقلل من الوقت اللازم للإنتاج، كما تحتاج إلى الحصول، بمختلف الوسائل، على أسواق جديدة. غير أن هذا الربح لا يمكن أن يأتي بربح أكبر إلا إذا استخدام في مشاريع صناعة، أو تجارية، أو زراعية جديدة. ولهذا كان على الملكية الرأسمالية أن تمتد إلى جميع وسائل الإنتاج بدون استثناء. وهكذا لا تستطيع الرأسمالية أن تسمح بوجود أية أخرى للملكية إلى جانبها. بل عليها أن تشمل الأمة بأجمعها، ومن ثم ما هو خارج من الأمة، فسعى منذ بدايتها إلى سيطرة عامة شاملة.
لا يمكن للبرجوازية أن توجد إلا بتطوير وسائل الإنتاج باستمرار، وهذا يعني تطوير ظروف الإنتاج وجميع العلاقات الاجتماعية. بينما كانت المحافظة على طريقة الإنتاج القديمة بدون أي تغيير، على العكس، الشرط الأول لوجود الطبقات الصناعة السابقة . ولهذا يتميز عهد البرجوازية، عن جميع العهود السابقة، بهذا التطوير الدائم للإنتاج الذي يؤدي إلى زعزعة مستمرة للنظام الاجتماعي بأكمله، وإلى اضطراب وعدم اطمئنان لا ينقطعان، فتزول جميع العلاقات الاجتماعية التقليدية مع ما يرافقها من نظريات وأفكار قديمة. وإذا بالشيخوخة تعتري العلاقات التي تحل محلها قبل أن يشتد ساعاها، فكل ما هو صلب دائم يصبح دخانا تذروه الرياح، كما يدنس كل ما هو مقدس، ولهذا يضطر الناس إلى النظر لأحوالهم المعيشية ولعلاقاتهم المتبادلة نظرة تنم على الخيبة واليأس .
ومع ذلك يعم قوى الإنتاج ازدهار عظيم. إذ تعتقد الرأسمالية، في هذه المرحلة، أن عليها أن تنمي قوى الإنتاج بصورة غير محددة.ومن هنا كان الإعتقاد "بالتقدم"اللانهائي داخل البرجوازية، وخلود الرأسمالية التي تبدو على أنها الصورة النهائية الكاملة للمدينة، فيعتقد، حينئذ، الاقتصاديون الرأسماليون أن الإنتاج الرأسمال ينمو بيسر، بعيداً عن التناقضات، فإذا بهذا العصر عصر "الانسجام الاقتصادي"
يخيل للرأسماليين عندئذ أنهم يخدمون مصالح المجتمع، ويزيدون من حجم السلع المستهلكة،و يوفرون العمل للجميع.
أما مشاغلهم "الاجتماعية" فهي، بالنسبة لفريق منهم، الأمل بعلاج الأمراض الاجتماعية، عن طريق تنمية الإنتاج، وبذلك تتوطد أركان النظام الرأسمالي والمجتمع البرجوازية. ويصبح مثل المصلحين البرجوازيين الأعلى، آنئذ، أن يجعلوا من جميع الناس ملاكين، لتكون البرجوازية بدون البروليتاريا. وقد ولد هذا الضرب من الإحسان المحافظ الجمعيات الخيرية المتعددة.
تعكس لنا هذه الأفكار أن الملكية الخاصة الرأسمالية لوسائل الإنتاج، في هذه الفترة، تساعد الإنتاج مساعدة قصوى.
لا شك أن العصر الذي تلى الثورة البرجوازية، حين قضت البرجوازية على علاقات الإنتاج الإقطاعية، وأحلت مكانها علاقات الإنتاج البرجوازية، قد مر بفترات كانت فيها علاقات الإنتاج البرجوازية حسب طابع قوى الإنتاج ، وإلا لما استطاعت الرأسمالية أن تنمو بسرعة، كما فعلت بعد الثورة البرجوازية .
وكانت علاقات الإنتاج الرأسمالية القوة الرئيسية التي تعمل على نمو قوى الإنتاج. بيد أننا قد برهنا في المسألة "1" من هذا الدرس أن العلاقات الرأسمالية هي علاقات استغلال، فإذا كانت قوى الإنتاج استطاعت أن تنمو في النظام الرأسمالي فما ذلك ألا نتيجة للاستغلال! لأن ازدهار الإنتاج كان بسبب وجود فائض القيمة الذي يولده العمل الإنساني، فاستولت البرجوازية على هذا الفائض. وهكذا يكون استغلال البروليتاريين هو الذي عمل على نمو الرأسمالية. فالبروليتاريون العصريون هم الذين أوجدوا روائع المدنية الحديثة، وعانوا البؤس المخيف الذي فتك بالرجال والنساء والأطفال، وكان من جرئه نمو قوى الإنتاج الرائع الذي أقامت عليه البرجوازية الرأسمالية بذخها وسلطانها يعني هذا أن الإنتاج في المجتمع الرأسمالي تابع للربح الرأسمالي، وهو يقوم على استغلال الطبقة العاملة.
يحق لنا القول، إذن، أن التناقض الخاص بالرأسمالية – وهو التناقض بين الطبقة المستغلة والطبقة المستغلة – أوجد ظروفاً مواتية لعمل قانون الترابط الضروري، وإن هذه الظروف مواتية أيضاً لازدهار قوى الإنتاج.
ولسوف نرى الآن كيف كان لنفس التناقض، في مرحلة ثانية (تبدأ نحو عام 1840) أثر معاكس لهذا الأثر.
ب – النزاع بين علاقات الإنتاج الرأسمالية وطابع قوى الإنتاج
كان الرأسماليون، في عصر ازدهار الرأسمالية، يعتقدون أنه يمكنهم تطوير وسائل الإنتاج بصورة غير محدودة، كما كانوا يعتقدون أن الصناعة سوف تخفف الآلام، وتحل جميع المشاكل. ولم يتراء لهم أن تطوير هذه الوسائل يمكن أن يقف في وجهه أحدألا و هو الرأسمالية نفسها . وذلك بنفس الطريقة التي يصبح فيها تكبير حبات العدس محدوداً في الميكروسكوب، فتحدث عندئذ ظواهر ضوئية جديدة تمنع الرؤية، وتحول دون أي تقدم في الميكروسكوب القديم. كما أن ازدياد سرعة الطائرات يحدث ظواهر جديدة حين تبلغ سرعة الصوت، وكذلك يجب على نمو قوى الإنتاج – الذي يسرته الرأسمالية – أن يضر بالرأسمالية نفسها لأن تلك هي الجدلية في الطبيعة والمجتمع. فلقد اصطدمت الرأسمالية نفسها "بجدار الصوت" فكانت الأزمات الاقتصادية . فما هو أساس هذه الأزمات؟
تستطيع الرأسمالية، بواسطة تطوير قوى الإنتاج أن تعرض في الأسواق كميات متزايدة من السلع بأسعار أرخص، فتزداد حمى المضاربة، وتقضي الرأسمالية بذلك على طبقة صغار الملاكين ومتوسطيهم. بينما تتجمع الثروة في أيدي آفة قليلة من الرأسماليين "المحتكرين". ويعم الفقر الأغلبية الساحقة "الطبقة المتوسطة، والفلاحين". وتزداد أهمية جميع هذه الطبقات، كلما تجمع رأس المال بين أيدي أقلية من المستغلين، كما تضعف قوتهم الشرائية، فإذا بالبيع في السوق يخف، وإذا بالكساد يحل، لأن أكثرية السكان تقتصر في استهلاكها على الضروري فقط. فيظهر الخلل عندئذ أكثر فأكثر بين الإنتاج والاستهلاك. وهذا ما يسميه الرأسماليون "فائض الإنتاج"، فتحدث حينئذ الأزمة.
وهكذا يولد الجري وراء الربح، وهو هدف الرأسمالية، عكسية: وهو توقف الربح. فإذا بغالبية المجتمع تتردى في البؤس، لأنها انتجث وسائل للعيش لا تستطيع شراءها.
فإذا بها تعاني الفقر بسبب كثرة الإنتاج!
يظهر التحليل الاقتصادي الماركسي أن التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، ونمو الإنتاج الاجتماعي بهدوء وانسجام لا يمكن أن يتحققا إلا إذا اعتبرنا مجموع حاجات المجتمع، سواء كانت سلع الاستهلاك أو وسائل الإنتاج. ولكن أنى للرأسمالي أن يعتبر هذه المتطلبات، بينما هدفه الوحيد هو مصلحته الخاصة وربحه الذي تحدده أحوال السوق؟
وليس الإنتاج، في النظام الرأسمالي، تابعا لحاجات الجميع بل هو تابع لأرباح الأقلية الرأسمالية. ولهذا لا يمكن تنمية الإنتاج، في الرأسمالية، بصورة منسجمة إذ ينقسم هذا الإنتاج بطابع استبدادي.
وهكذا نجد أن أساس الأزمات الاقتصادي، هو، النهاية، التناقض الذي نشأ بين مصالح الرأسماليين الخاصة بين متطلبات الإنتاج الاجتماعي، فلقد قضيت الرأسمالية، بتنميتها لقوى الإنتاج، على تجزئة الإنتاج الخاصة بالصناعة اليدوية، كما أدرت المضاربة القاسية بين الرأسماليين، في مطلع القرن العشرين، إلى التهام الأقوياء للضعفاء. فتكونت الاحتكارات، وهي أشبه بإقطاعيات اقتصادية هائلة تمتد حبالها خارج حدود بلادها "كالاحتكار الأميركي المؤلف من شركة (standard oil) تحت إشراف روكفلر ملك البترول ".
لا تفرق الرأسمالية، في هذه المرحلة، بين الصناعات المختلفة من استخراج المواد الأولية حتى المصنوعات. وتقوم الاحتكارات الضخمة بالإشراف على مجموع اقتصاد بلد أو عدة بلدان من صناعة وتجارة وزراعة، فتسيطر على الاقتصاد أوليجارشية (oligaarchie) اقتصادية تملك رؤوس الأموال الضخمة اللازمة لسير الإنتاج.
وهكذا حمل تطور الرأسمالية الرأسمالية نفسها على التسرب إلى جميع مظاهر الحياة الاجتماعية. فإذا بالمصارف والاحتكارات تربط مختلف فروع الإنتاج بروابط متينة.
وإذا بعملية الإنتاج تتخذ طابعاً اجتماعياً.
ولكن من يستفيد من كل ذلك؟ حفنة من الرأسماليين تملك وسائل الإنتاج الكبرى، ويصبح الإنتاج اجتماعياً أكثر فأكثر، ولكنه لفائدة أقلية طفيلية.
وتبحث الاحتكارات المتعادية، التي تكون هذه الأقلية عن الربح الأكبر، مستغلة الطبقات الكادحة وصغار الرأسماليين. وذلك لأن الحصول على الربح الأكبر إنما هو. بالنسبة إليهم، ضرورة موضوعية يحتمها اتساع أعمالهم، ذلك هو القانون الأساسي للرأسمالية الحالية.
ويمكن صياغة معالم قانون الرأسمالية الاقتصادي الأساسي ومتطلباته بما يلي: تأمين الربح الرأسمالي الأكبر باستغلال غالبية سكان بلد معين وتدميرها وإفقارها، وكذلك باستعباد شعوب البلاد الأخرى ونهبها بصورة منظمة، ولا سيما البلاد المتأخرة، وأخيراً تسخير الاقتصاد القومي، بواسطة الحروب، للتسلح لاستخدامها في تأمين أكبر الأرباح .
يؤدي الجري، إذن وراء الربح الرأسمالي إلى نتيجة حتمية وهي بؤس الطبقات الكادحة المتزايد، واندلاع نيران الحروب. فلقد أعلنت الحرب الكورية على يد زعماء الرأسمالية الأميركية: لأن هؤلاء الرأسماليين، وقد تملكهم الذعر من شبح الأزمة الاقتصادية، لا يستنكفون عن السعى بواسطة الحروب، عن طلبات تعود عليهم بالربح الوفير ولهذا صرح الرئيس ايزنهاور بقوله "رخاؤنا هو رخاء حرب".
تقف الرأسمالية، في المراحل الحالية، موقف المعتدي الدائم على الشعوب. وهذا هو الاستعمار.
غير أنه بوسع الرأسماليين إزالة التناقض الكامن في الرأسمالية، وهو التناقض بين مصالح الطبقة المستغلة ومصالح المجتمع بمجموعه. وبالرغم من إدراك البرجوازية لهذا التناقض فإنها لا تستطيع تضحية مصالحها الطبقية والنكوص عن أربحها. ولهذا تعمل على الحد من قوى الإنتاج حسب مصالحها. فتحمي بذلك علاقات الإنتاج الرأسمالية ضد تقدم قوى الإنتاج التي تهددها.
ويمكننا تعداد الأمثلة الكثيرة التي تظهر أن الرأسمالية، وقد تملكها الخوف من الأزمة الاقتصادية، تعيق تطور قوى الإنتاج، فتعود إلى العمل اليدوي، وتنتج سلعا سيئة، وتهمل المخترعات الجديدة، وتقلل أو تلغي الإعتمادات الضرورية للمختبرات الخ... يفسر لنا كل ذلك ركود الإنتاج الرأسمالي في مجتمع الميادين.
كتب ستالين يقول في وصف حال الرأسمالية:
تردت الرأسمالية في تنافضات يصب عليها حلها، لأنها نمت قوى الإنتاج بصورة هائلة. فهي، بإنتاجها كميات متزايدة من السلع وتخفيضها للأسعار، تزيد من خطورة المضاربة، وتقضي على طبقة صغار الملاكين ومتوسطيهم فتجعل منهم بروليتاريين، كما تنقص من قدرتهم على الشراء فتكون نتيجة ذلك استحالة تصريف السلع المصنوعة. وتجعل الرأسمالية، بتوسيعها للإنتاج وتجميعها لملايين العمال في مصانع ضخمة، لعملية الإنتاج طابعا اجتماعيا، كما أنها في نفس الوقت تهدم أساسها، لأن طابع عملية الإنتاج الاجتماعي يستدعي ملكية وسائل الإنتاج الإجتماعية ، غير أن ملكية وسائل الإنتاج تظل ملكية فردية رأسمالية لا تتفق وطابع عملية الإنتاج الاجتماعي.
تظهر هذه التناقضات المتنافرة بين طابع قوى الإنتاج وبين علاقات الإنتاج في أزمات فائض الإنتاج المستمرة.فيضطر الرأسماليون، لانعدام الشراء، بسبب القضاء على الطبقات التي كانوا هم السبب في إفقارها، إلى حرق الحبوب وإفساد السلع الجاهزة وإيقاف الإنتاج، وتحطيم قوى الإنتاج بينما ملايين الناس يعانون البطالة والجوع، وليس ذلك بسبب فقدان السلع، ولكن بسبب كثرة هذه السلع.
يعني هذا أن علاقات الإنتاج الرأسمالية لا تتفق وحالة قوى الإنتاج في المجتمع فنشأ التناقض بينهما .
التناقض إذن بين علاقات الإنتاج الرأسمالية وبين طابع قوى الإنتاج الاجتماعي هو أساس الأزمات التي تعتري الرأسمالية.
غير أن هذا التناقض نفسه قد تولد من التناقض الخاص بتكوين الرأسمالية "الذي درسناه في المسألة (1) من هذا الدرس".
وإذا ما أردنا أن نختصر المسألة (2) فماذا نجد؟
كان التناقض الخاص بالرأسمالية "حيث تقف البرجوازية المستغلة ضد البروليتاريا المستغلة" مواتياً أولاً لعمل قانون الترابط الضروري: وكان قانون فائض القيمة، وهو مصدر الربح الرأسمالي، يعمل على ازدهار قوى الإنتاج، تلك كانت مصلحة الطبقة البرجوازية.
ثم أدى نفس التناقض إلى نتيجة عكسية، إذ أصبحت المصلحة الطبقية حجر عثرة في وجه الإنتاج. لأن قانون فائض القيمة، الذي يتمثل اليوم في قانون الربح الأكبر، قد عمل على فشل قانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج، غير أن قانون الترابط الضروري كما نعلم , هو القانون العام للمجتمعات الإنسانية الذي يشمل جميع صور الإنتاج. فلا، يمكن للمجتمعات أن تتقدم إلا في ظل هذا القانون.
وهكذا يعمل القانون الخاص بالرأسمالية" وهو قانون فائض القيمة الذي لا ينفصل عن الاستغلال البرجوازي" على فشل قانون المجتمعات الإنسانية العام. وهذا النزاع هو مصدر انحطاط الرأسمالية. ويعني هذا أنه قد نمت، داخل النظام الرأسمالي قوى إنتاجية لم يعد يستطيع كبح جماحها. كما يعني أن علاقات للإنتاج جديدة، وهي العلاقات الاجتماعيةsosyalist üretim. أصبحت ضرورية، موضوعيا، لأنها الوحيدة التي تلائم قوى الإنتاج الحديثة.
تحمل الرأسمالية في أحشائها ثورة، وعلى هذه الثورة أن تحل محل ملكية وسائل الإنتاج الرأسمالية الحالية الملكية الاشتراكية .
وسوف نلاحظ أن الرأسمالية، بتنميتها لحصر وسائل الإنتاج. قد عملت. بالرغم عنها، ضد مصلحتها. لأن مجموع الإنتاج يتخذ طابعا اجتماعيا في مرحلة الاحتكارات ويصبح التناقض بين الطابع الاجتماعي للإنتاج وبين التملك الفردي الرأسمالي حاداً لا يطاق. كلما ازدادت سطوة الاحتكارات. فتكون البرجوازية قد حفرت بنفسها قبرها في عملها على ازدهار قوى الإنتاج. خدمة لمصلحتها الطبقية وحصرها لقوى الإنتاج أكثر فأكثر للحصول منها على الربح الأكبر. أما حفار القبور فهي الطبقة التي أتاح عملها وبؤسها للرأسمالية أيامها السعيدة: ألا وهي طبقة البروليتاريا.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر45
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر44
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر43
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر42
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر41
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر40
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر39
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر38
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر37
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر36
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر35
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر34
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر33
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر32
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر31
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر30
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر29
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر28
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر27
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر26


المزيد.....




- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...
- رغم تحصين المتظاهرين الأبواب.. شاهد كيف دخلت شرطة نيويورك مب ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر46