أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - تاثير التضخم المالي المحلي على دول الجيران














المزيد.....

تاثير التضخم المالي المحلي على دول الجيران


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 20:48
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ما زال مستوى الأسعار في أسواق الشرق الأوسط مقبولة , حوالي 5% وهي نسبة تعود عليها أبناء البلدان الغير نفطية في المنطقة , حيث ان اخر الاحصائيات للتضخم المالي في دول الشرق الأوسط هي : 13.9% في مصر , 41.9% في ايران, 5% في العراق, 4.2% في الأردن , 4% في الكويت , 171.2% في لبنان, و51.2% في تركيا.
كما تلاحظ , ان الأسعار تقضم بشدة دخول المواطنين في تركيا وايران و لبنان . سبب ارتفاع الأسعار في هذه البلدان يعود الى مشاكل خاصة بهم , تركيا بسبب رفض الرئيس اردوغان رفع أسعار الفائدة, ايران تعاني من الحصار الاقتصادي قاتل , فيما ان لبنان يعاني من انهيار النظام المصرفي فيه .
ان ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية تقلص القوة الشرائية للعملة الوطنية وبذلك تقل الثروات ويصبح الفقير اكثر فقرا, خاصة اذا علمنا ان طبقة الفقراء هي الطبقة الأولى التي تتأثر بارتفاع الأسعار المحلية.
التفاوت في نسبة التضخم بين البلدان وخاصة بين الدول المجاورة يخلق سوق غير مراي وغير شرعي , وهو سوق التهريب , حيث ان عمليات التهريب تزدهر عندما تكون نسبة التضخم 4% والبلد المجاور 50% , وعليه تصبح تجارة التهريب مربحة بين هاذين البلدين وتصبح هناك منافذ حدودية غير رسمية تمر البضائع المهربة منها .
وينتج عن التضخم الغير مسيطر عليه , ظاهرة أخرى وهي هروب شريحة الشباب من البلد والبحث عن بلد اخر اكثر استقرارا , وما هجرة الشباب الافريقي نحو أوروبا و شباب أمريكا اللاتينية الى الولايات المتحدة الا مثالا على ذلك.
ويلاحظ أيضا , ان ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية يؤدي الى ارتفاع أسعار الفائدة , أي ان هناك علاقة طردية بين نسبة التضخم ونسبة الفائدة , فكلما تصاعدت نسبة التضخم المالي تصاعدت نسبة أسعار الفائدة والتي بدورها تقتل الاستثمار الوطني . على سبيل المثال , عندما تكون نسبة الفائدة 25% سيحتاج أصحاب المال او المقترض أرباح اعلى من 25% وهو امر غير مضمون . وهذا هو السبب في تخفيض نسبة الفائدة خلال فترة التراجع الاقتصادي , حيث ان رخص الفائدة تشجع المستثمرين والمستهلكين على الاقتراض من اجل صرفها على مشاريع تستخدم الايدي العاملة.
والأخطر من كل ذلك , ان استمرار التضخم في البلاد بدون محاربة يؤدي الى افقار المجتمع وتعطيل الماكنة الإنتاجية. المواطن المحلي يصبح لا قدرة له بشراء سيارة او حاسوب او اثاث لمنزله, او ثلاجة , او ملابس موسمية . في احد البلدان العربية ذات التضخم العالي اصبح المواطن يستخدم رجليه للوصول الى بيته بدلا من ايجار سيارة أجرتها تثقب جيبه.
وعندما يكون البلد في تراجع اقتصادي يتناقص عدد أصحابه و احبابه . الاستثمار الاجنبي يبحث عن امان ولكن أيضا عن ربح مجزي , وعليه فسوف لن يختار استثمار أمواله في بلد فقير يتطاير ابناءه شمالا وجنوبا , غربا وشرقا. انها قاعدة , البلدان الأكثر استقرارا اقتصاديا, الأكثر جذبا للاستثمارات الخارجية.
كما لا يفوتنا من القول ان احد عوامل السيطرة على التضخم المالي , بجانب استخدام السياسة النقدية والمالية , هو استيراد البضائع التي تكلف البلد اكثر بكثير من استيرادها . على سبيل المثال, ان كلفة انتاج قميص في الولايات المتحدة الامريكية يكلف حوالي 50 دولارا , فيما يمكن ان تشتري أمريكا قميص بموجب مواصفاتها وقياساتها بمبلغ 15 دولار من الصين او اندونيسيا او فيتنام او بنغلادش . معظم الخضروات التي تباع في أسواق العراق تأتي من ايران , وهو السبب في رخص اثمانها , حيث ان المستوى المعاشي في العراق لن يسمح بإنتاج كيلو من الباذنجان ينافس كلفت الباذنجان الإيراني. وان كان التضخم المالي في ايران اعلى من العراق بحوالي 8 مرات , الا ان سعر الليرة الإيرانية مقابل الدولار الأمريكي جعل من البضائع الإيرانية رخيصة في الأسواق العراقية.
بطبيعة الحال , ان الاستيراد المفرط من الخضروات والفواكه من الدول الأخرى تشكل مشكلة للحكومة العراقية والقطاع الزراعي الذي يعمل فيه ما يقارب 20% من الشعب العراقي . الاحسن للعراق التركيز على الزراعة المكثفة و استخدام الطرق الزراعية الحديثة , فتح مصانع للمنتوجات الزراعية . لا يمكن للعراق ان يصبح قويا ومستقلا بدون سياسة تضمن له الامن الغذائي .
ورجعا الى صلب الموضوع , ان على البنك المركزي العراقي استخدام سياسة قوية بعدم السماح لساق التضخم المالي الركض , وبذلك ينجح العراق بجذب الاستثمارات الأجنبية بعد ان غابت عنه سنين كثيرة.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكرهوننا ؟
- هل يحتاج بايدن دخول حرب مباشرة على غزة؟
- هل سيربح Zelensky الحرب مع بوتين ؟
- مخاطر تكرر الاصابة بمرض كورونا
- مخاطر تجاهل الغرب للتاريخ العربي
- الى جمهورية ايران الاسلامية , بعد السلام عتاب
- حلال على اوكرانيا .. حرام على غزة
- للمقاومة الاسلامية .. لا تحملوا حكومة السوداني اكثر من طاقته ...
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصادية
- النظام الراسمالي و مشاكله الاجتماعية .. العراق نموذجا
- ان ما يجري في غزة الان , حذر منه دبلوماسيون بريطانيون عام 20 ...
- بدلا من فتح جبهة قتال مع اليمن .. اوقفوا الحرب على شعب غزة
- امريكا لن تخرج من العراق في الوقت الحاضر, واليك الاسباب
- ولي العهد السعودي فاز بلقب - الشخصية القيادية العربية الاكثر ...
- العراق .. عام انجازات ام ازمات ؟
- اكلاف و منافع انخفاض اسعار الفوائد
- تجار بغداد يعانون الركود .. ما العمل ؟
- ماذا قال بعض الكتاب عن التهاون العربي تجاه مذابح غزة؟
- حماية الطبقة الوسطى في الوطن العربي
- ما قصة تجميد الاجور في الولايات المتحدة الامريكية؟


المزيد.....




- أسعار النفط ترتفع وسط استمرار التوتر بشأن غزة
- هل تنجح زيارة رئيس الصين لفرنسا في تخفيف التوترات التجارية م ...
- “استقرار جديد” سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار 21 واسعا ...
- بلجيكا تدرس فرض عقوبات على إسرائيل على خلفية جرائمها في غزة ...
- هاباغ لويد تخشى توسع الخطر في البحر الأحمر ليشمل البحر المتو ...
- شاهد/مطعم عربي يقدم وجبة ورق عنب مطلي بالذهب!
- موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي ...
- بلجيكا تدرس فرض عقوبات اقتصادية ضد كيان الإحتلال
- هاتف بمواصفات منافسة يظهر في عالم أندرويد (فيديو)
- الشيكل يتراجع وسط توقعات باجتياح إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - تاثير التضخم المالي المحلي على دول الجيران