أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر35















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر35


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7899 - 2024 / 2 / 26 - 11:56
المحور: الارشيف الماركسي
    


أصول الفلسفة الماركسية
الجزء الأول
تأليف جورج بوليتزر، جي بيس وموريس كافين
تعريب شعبان بركات
الحلقة الخامسة والثلاثون

تكوين الاشتراكية العِلميَّة
أهميتها وتأثيرها

------------------------------------------
1ـ مصادر الماركسية الثلاثة.
أ) الفلسفة الألمانية.
ب) الاقتصاد السياسي الإنجليزي.
ج) الاشتراكية الفرنسية.
ـ الاشتراكية الخيالية.
ـ الاشتراكية العلمية.
أ) تكوينها.
ب) صفاتها.
4ـ عمل الاشتراكية العلمية.
أ) دمج الاشتراكية مع الحركة العمالية.
ب) ضرورة الحزب الشيوعي ـ نقد (التلقائية
ـ الخلاصة.
---------------------------------------------
بينما تعجز النزعة المثالية عن فهم مصدر الأفكار والنظريات الاجتماعية وعملها إذا بالنزعة المادية الجدلية تستطيع القيام بذلك، ولكنها تخضع بنفسها للقوانين التي تسيطر على ظهور الأفكار وعملها. ولهذا بينما لا تفهم النزعة المثالية نفسها (لأنه لا يمكنها ذلك الا إذا لم تعد مثالية وأصبحت مادية) فأن النظرية الماركسية تستطيع أن تدرس تاريخها الخاص وأن تقدر أهميتها بصورة موضوعية.
وسنكرس هذا الدرس، الرابع عشر، للجانب الاجتماعي والسياسي للنظرية الماركسية الا وهو الاشتراكية العلمية، وسندرس تكوينها وعملها.
1 ـ مَصَادِر الماركسِيَّة الثَلاثة
إذا نظرنا للماركسية في مجموعها (النزعة المادية الجدلية، النزعة المادية التاريخية، الاشتراكية العلمية) لوجدنا أن الماركسية ليست ثمرة تلقائية للذهن الإنساني، فهي قد قامت على أساس التناقضات الموضوعية للمجتمع الرأسمالي، كما أنها تحل هذه التناقضات بصورة جديدة. وهي، من جهة ثانية، تنتمي لحركة فكرية تكونت في ظروف موضوعية أقدم منها وكانت هذه الحركة الفكرية تحاول الجواب على المشاكل التي أثارها تطور المجتمعات.
يدل تاريخ الفلسفة وتاريخ العلم الاجتماعي، بوضوح، على أن الماركسية لا تشبه "النزعة الانطوائية" التي تمتاز بها العقيدة المنطوية على نفسها وقد انبثقت بعيداً عن مجرى تطور المدنية الشاملة. فأن ماركس، على العكس، يمتاز أنه أجاب على المسائل التي أثارتها الإنسانية في سيرها. فنشأ مذهبه على أنه امتداد مباشر لمذاهب أشهر ممثلي فلسفة الاقتصاد السياسي والاشتراكية .
يشير هذا النص إلى ثلاثة مصادر نظرية للماركسية في مجموعها فيجب أن نسرع في وصف أهميتها.
أ) ـ الفَلسَفَة الألمَانِيَّة
الفلسفة الالمانية في مطلع القرن التاسع عشر مصدر للماركسية. وقد أشرنا إلى ذلك سابقاً (المدخل والدرس الأول).
كما نعلم أن هيجل، وهو المعجب بثورة 1789، أراد أن يقوم بثورة في ميدان الأفكار تشبه ما قامت به الثورة الفرنسية في ميدان الوقائع، ومن هنا كانت الجدلية: فكما أن الثورة الفرنسية قد قضت على النظام الإقطاعي الذي كان يظن أنه خالد، فكذلك قامت الجدلية بالقضاء على الحقائق التي كانت تظن نفسها خالدة: فهي ترى في التاريخ عملية محركها نضال الأفكار المتناقضة: هكذا كانت مطامح البرجوازية الألمانية تعبر عن نفسها فكريا في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. كانت ألمانيا مجزأة وكانت لا تزال تخضع للنظام الإقطاعي، كما كانت البرجوازية الألمانية الفتية تحلم بأن تقوم بما قامت به البرجوازية الفرنسية على الضفة الثانية للرين. غير أنها كانت ضعيفة فلم يكن بمقدورها القيام بهذه المهمة التاريخية. وهذا ما يفسر نقص فلسفة هيجل الأساسي: الا وهي نزعته المثالية. فالنزعة المثالية هي دائما انعكاس لعجز موضوعي: وهي تعبير نظري عن برجوازية تريد القضاء على الإقطاع ولكنها تعجز عن ذلك. فكانت فلسفة هيجل، حسب قول انجلز، "إجهاضا ضخما " وهكذا يظل التطور الجدلي تطورا فكريا صرفا. كما أنه، بالإضافة إلى ذلك، قد تحالف مع الدولة الاقطاعية البروسية فإذا به ينظر إلى هذه الدولة على أنها التعبير التاريخي الضروري عن الفكرة. وهكذا تحصر الجدلية نفسها في نطاق تجريد(idealisation) ما هو كائن... كما تقف حركتها عن السير لعجز طبقة لا يمكنها القيام بالثورة...الا في الذهن.
ومع ذلك فقد اضطر الفلاسفة البرجوازيون في الجيل الذي خلف هيجل (مات 1831) مباشرة ـ وقد حملهم على ذلك نضالهم ضد الإقطاعية الأكليركية ـ إلى أن يبحثوا عن السلاح النظري ضد عدوهم الطبقي في النزعة المادية الملحدة في القرن الثامن عشر. وتتمثل هذه المرحلة في لودفيج فورباخ. فلقد أعاد كتابه "جوهر المسيحية" (1841) "النزعة المادية إلى عرشها". كما أنه أثر في ماركس (ولد 1818) تأثيراً قوياً، وفي انجلز (ولد 1820). وينحدر كلاهما من البرجوازية الألمانية المتحررة.
ولكن نزعة فورباخ المادية ظلت ميكانيكية، (راجع الدرس التاسع) إذ يرى فورباخ ـ وهو محق ـ في الإنسان ثمرة للطبيعة، ولكنة لا يرى أن الإنسان أيضاً منتج يحول الطبيعة، وأن هذا هو مصدر المجتمع وكان فورباخ يفتقد إلى نظرة علمية للتاريخ فاستعاض عنها بديانة غامضة تقوم على الحب، أي بعودة إلى النزعة المثالية. وهذا عجز يعبر عن عجز البرجوازية الألمانية التي لم تستطيع عام 1848 القيام بثورتها ضد الإقطاعيين وتنتصر عليهم.
ونعلم أن ماركس قد أنشأ فلسفة علمية في وضعه للنزعة المادية الجدلية، وقد تخطت هذه الفلسفة جدلية هيجل المثالية، كما تخطت نزعة فورباخ المادية الميكانيكية وقد عرض ماركس، لأول مرة ، للنزعة المادية الجدلية في "أفكار حول فورباخ" وقد كتبها ماركس عام 1845. وتعبر الفكرة الحادية عشرة عن الانتقال من الفلسفة الكلاسيكية الألمانية إلى الماركسية فيقول:
"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بصور مختلفة بينما كان الواجب تحويله ".
ب) ـ الاقتِصَادُ السِياسي الإنجليزي
كانت انجلترا، في مطلع القرن التاسع عشر، أكثر البلاد تقدماً في الاقتصاد. فلقد كانت البرجوازية الإنجليزية، في نهاية القرن الثامن عشر، أول من انتقل من الصناعة اليدوية إلى الصناعة الآلية. وهكذا نشأ الإنتاج الاقتصادي الكبير. وهو أساس المجتمع الرأسمالي، وهذا ظرف يساعد، موضوعيا، على ازدهار الاقتصاد السياسي. وهو علم القوانين التي تسيطر على الإنتاج وتبادل الوسائل المادية للمعيشة في المجتمع الإنساني .
فلقد مهد الاقتصاديان الإنجليزيان الكبيران آدم سميت ودافيد ريكاردو الطريق لنظرية القيمة ـ العمل ولكنهما لم يستطيعا إدراك العلاقات الموضوعية بين الناس التي تتعدى تبادل السلع.
فعجزا إذن عن التدليل على أن قيمة كل سلعة تتحدد بمقدار زمن العمل الضروري لإنتاجها. وكان فضل ماركس أنه عرَّف طبيعة قيمة التبادل الحقيقية على أنها تبلور للعمل الاجتماعي. وبهذا تخطى ماركس حدود الاقتصاد السياسي الإنجليزي الذي عجز عن تحليل الرأسمالية تحليلاً كافياً، لأن المصالح الطبقية حالت دون ذلك. فقد كان الاقتصاديون يعتقدون أن الرأسمالية خالدة. فقفز ماركس بالاقتصاد السياسي قفزة فاصلة باكتشافه فائض القيمة.
فلقد دلل على أن تملك العمل الغير المدفوع أجره هو الصورة الأساسية للإنتاج الرأسمالي، واستغلال العمال الذين لا يمكن فصلهم عنه، كما دلل على أن الرأسمالي، في نفس الوقت الذي يدفع فيه أجر قوة العمال العملية بمعدل القيمة الحقيقية لهذه القوة كسعلة تباع في السوق، فأنه يستخرج من هذه القوة قيمة تفوق القيمة التي دفعها أجراً لها، وأن هذه القيمة الفائضة تكون مجموع القيم التي يتأتى عنها رأس المال الذي يزداد باستمرار ويتضخم في أيدي الطبقات المالكة. وهكذا فسر طريقة الإنتاج الرأسمالي وطريقة إنتاج الرأسمال .
وكان على كتاب "رأس المال" (الذي يرجع تاريخ الجزء الأول منه إلى عام 1867 وعمل ماركس فيه حتى وفاته 1883) أن يكون رائعة الاقتصاد السياسي الماركسي.
ج) ـ الاشتِراكية الفرنسِيَّة
يجب البحث عن بذرة الاشتراكية الحديثة، التي نشأت عنها الاشتراكية العلمية، في نزعة الفلاسفة الفرنسيين المادية. ولم يكن هلفتيوس وهولباخ اشتراكيين. غير أن نزعتهما المادية، وما تحتوي عليه من آراء حول طيبة الإنسان الطبيعية، وجبروت التجربة والعادة والتربية، وتأثير البيئة الطبيعية، تتصل بالضرورة بالشيوعية الاشتراكية، فإذا كان الإنسان يتكون بتأثير الظروف فيجب تكوين الظروف بصورة إنسانية .
وكان جراشوس بابوف الذي كرس حياته للشيوعية (شنق عام 1897 على يد البرجوازية الترميدوريه) زميلاً لفلاسفة القرن الثامن عشر . أما الفلاسفة الخياليون الذين سبقوا ماركس وهم سان سيمون وفوريه الفرنسيان واوين الإنجليزي فقد تمثلوا نزعة القرن الثامن عشر المادية تمثلا قويا.
وهكذا تحقق قول انجلز الذي قال بصدد الاشتراكية الحديثة: كان على الاشتراكية الحديثة، ككل نظرية جديدة، أن ترجع لأفكار سابقيها المباشرين، وأن كانت جذورها في الواقع تنبت في أرض الوقائع الاقتصادية .
غير أن الاشتراكية السابقة على ماركس لم تكن علمية بل كانت اشتراكية خيالية. وتكون الاشتراكية الفرنسية أكبر جزء منها. كما تضم أيضاً بعض المفكرين الألمان والفيلسوف النظري الكبير الإنجليزي أوين.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر34
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر33
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر32
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر31
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر30
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر29
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر28
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر27
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر26
- قليلا من التواضع يارفاق احتراما لمشاعر شعوبنا
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر25
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر24
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر23
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر22
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر21
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر20
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر19
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر18
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر17
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر16


المزيد.....




- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...
- رغم تحصين المتظاهرين الأبواب.. شاهد كيف دخلت شرطة نيويورك مب ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر35