أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر32















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر32


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 00:33
المحور: الارشيف الماركسي
    


أصول الفلسفة الماركسية
الجزء الأول
تأليف جورج بوليتزر، جي بيس وموريس كافين
تعريب شعبان بركات
الحلقة الثانية والثلاثون

ج) – كيفَ تتولَّد الأفكَار الجَديدَة وَالنظريَّات الاجتماعيَّة الجَدِيَدة
تعتقد النزعة المثالية أن الأفكار تتولد في ذهن الناس دون أن يعرفوا سببها مستقلة عن ظروف حياتهم. غير أن النزعة المثالية تعجز عن الرد على السؤال التالي: لماذا ظهرت فكرة ما في أيامنا هذه ولم تظهر في القدم؟
لا تعتقد النزعة المادية الجدلية، وهي التي لا تفصل قط الأفكار عن أساسها الموضوعي، ولا تؤمن بأن الأفكار الجديدة تتولد بصورة سحرية. تتولد ألأفكار الجديدة كحل لتناقض موضوعي نشأ في المجتمع. فنحن نعلم بأن الدافع على كل تغيير هو التناقض ( انظر الدرس الخامس). لأن نمو التناقضات داخل مجتمع معين يثير مهمة حلها عند اشتدادها. فتظهر حينئذ الأفكار الجديدة كمحاولة لحل هذه التناقضات.
وهكذا فأن نمو التناقضات الخاصة بالمجتمع الإقطاعي ـ أي الانفصال بين علاقات الإنتاج القديمة وقوى الإنتاج الجديدة ـ هو الذي ولد الأفكار الثورية في الطبقة الصاعدة: فإذا بنا نشهد ظهور مشاريع الإصلاح الاجتماعي والسياسي بالمئات. ولقد حدث ما يشبه ذلك في المجتمع الرأسمالي، فقد تولدت الأفكار الاشتراكية لحل التناقضات التي كان يشقى بها ملايين الرجال والنساء والأطفال. ومما يميز كبار المجددين قدرتهم على حل المشاكل التي هي انعكاس لتناقضات المجتمع الموضوعية، والتي تعترض وعي معاصري هذه المشاكل.
لأن الإنسانية لا تثير سوى المشاكل التي يمكنها أن تحلها، ولأن المشكلة لا تبدو الا حيث توجد الظروف المادية لحلها أو أن هذه الظروف قد أخذت في الظهور .
وتبدو هذه الجملة غير مفهومة لمن لم يتعرف على النزعة المادية الجدلية وهي تفسر كما يلي: أن من يقول بوجود "مشكلة" يقول بوجود "تناقض" يجب حله. وما التناقض سوى نضال بين القديم والجديد! فإذا ما ظهر تناقض ما فمعنى ذلك أن الجديد قد وجد بصورة جزئية ولو أنه لم يولد بعد. مثال ذلك أن الخطر لا يمكن أن يهدد المجتمع الإقطاعي إلا حين تأخذ القوى المتناقضة في داخله، بالعمل، تلك القوى التي ستقضي عليه فيما بعد (وهي الصناعة والبرجوازية).
وكان حل هذه المشكلة هو انتصار هذا الجديد الذي كان يبحث عن طريقة للظهور.
د) – مَسْألة الآثَار البَاقية
تتيح لنا النظرية التي عرضناها في هذا الدرس أن نوضح ميزة مهمة لتاريخ الأفكار إلا وهي مسألة الآثار الباقية
فهناك أثر باق حين تستمر فكرة في الأذهان بينما زالت الظروف الموضوعية التي يقوم عليها وجودها.
وهناك نظرية أساسية في النزعة المادية الفلسفية تقول بأن الوعي لاحق للواقع المادي (الطبيعة والمجتمع). فالوعي يتأخر عن الوضع الموضوعي. وهكذا يعيش الحذّاء الذي تحدث عنه ستالين حياة عامل بصورة موضوعية بينما هو يحتفظ بعض الوقت بوعي برجوازي صغير.
وكذلك يتأخر الناس، الذين يعيشون في مجتمع يتغير، في إدراكهم لهذه التغيرات. حتى إذا ما ظهرت هذه التغيرات حاولوا البحث عن الحلول بين الأفكار القديمة التي احتفظوا بها من الماضي. وتقف هذه الأفكار الباقية من الماضي (وهي الأفكار التي ولدت في ظروف موضوعية قديمة) في وجه الأفكار الجديدة التي تتعلق بالظروف الموضوعية الجديدة. مثال ذلك: كان العمال الذين كانت تستغلهم البرجوازية الصناعية، في مطلع الرأسمالية، يبحثون عن حل لشقائهم في عودة خيالية إلى الصناعة اليدوية فأخذوا في تحطيم الآلات.
ولكن على الأفكار الباقية أن تتراجع كلما نمت التناقضات الموضوعية، فتبدو العودة إلى الماضي مستحيلة، بينما يقوى ساعد الأفكار الجديدة، التي تتفق مع القوى الموضوعية الصاعدة.
يمتد وجود الماضي في الوعي حتى يصبح الحاضر غير محتمل فتمس الضرورة للبحث عن الجديد فينتصر المستقبل عندئذ.
4 – الخلاصَة
كان لعنوان هذا الدرس ما يبرره. إذ يجب علينا الاعتماد على حياة المجتمعات المادية لفهم حياتها الروحية، ونستخلص من ذلك بعض التعاليم ذات الأهمية العملية الكبيرة.
1 ـ المشاكل الوحيدة التي يمكن حلها في زمن معين هي تلك التي تثيرها حاجات المجتمع الواقعية. ولهذا يقيم الماركسيون عملهم على دراسة عميقة للظروف الموضوعية، في زمن معين، ولهذا كان عملهم مثمراً. فهم يعارضون في ذلك نزعة "بلوم" المثالية التي تنكر طابع الوقائع الاجتماعية المادي، ولا سيما الوقائع الاقتصادية، فتجعل من الاشتراكية نزعة صوفية، فيكون بذلك مصير كل عمل الفشل.
2 ـ لا يجب على المناضل الثوري، في علاقاته مع العمال، أن يكتفي بما يفكر به هؤلاء العمال. فالأفكار شيء والظروف المادية شيء آخر. إذ يمكن للعامل أن يخضع، على غير وعي منه، لتأثير الأفكار البرجوازية فتكون أفكاره محافظة.
فهل هذا مما يدهش؟ كلا. لأن الطبقة المسيطرة، في نفس الوقت الذي تستغل فيه العمال، تبذل كل جهدها لإقناعهم بأن هذا هو الكمال. (ذلك لأن الأخلاق الرسمية التي تلقن في المدارس لا تعلم النضال الطبقي بل الرضى بالواقع).
فلا يجب إذن مؤاخذة هذا العامل لأن أفكاره الخاطئة تعبر عن الواقع الموضوعي لمجتمع تسيطر فيه البرجوازية. وفوق هذا يعمد الثوري، بالإضافة إلى تعدد الآراء التي تفرق بين العمال، إلى التحليل المادي للظروف الموضوعية فيوضح وحدة المصالح.
وهكذا تقوم وحدة العمل. وتصبح وحدة العمل هذه ممكنة لأن ما يحدد ظروف النضال الطبقي ليست الأفكار بل ظروف النضال الطبقي هي التي تحدد الأفكار. ولهذا توجه موريس توريز إلى العمال الكاثوليك عام 1936 بقوله: أنهم عمال مثلنا نحن الشيوعيين. فلنتحد في النضال المشترك من أجل مصلحة شعبنا ووطننا ".
3 ـ دللنا في هذا الدرس على أن تغير الأفكار له أساس مادي. ولهذا نتائج مهمة في تربية العمال الثورية، إذ لا يمكن تمثل الأفكار الثورية إلا في النضال وبواسطته في المصنع وفي المكتب. ويجعل النضال الاجتماعي (وهو ظرف موضوعي) التغيرات المهمة في وعي العمال ممكنة. (وهذا هو الانعكاس الذاتي). وهكذا يقوم العمال، الذين لم يصبحوا ثوريين، بتجربتهم خلال نضالهم لحل تناقضات المجتمع الرأسمالي الموضوعية. فيكتشفون بمساعدة الطليعة الماركسية اللينينية حلول مصائبهم فيصبحون بدورهم ثوريين.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر31
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر30
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر29
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر28
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر27
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر26
- قليلا من التواضع يارفاق احتراما لمشاعر شعوبنا
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر25
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر24
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر23
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر22
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر21
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر20
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر19
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر18
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر17
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر16
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر15
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر14 ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر13


المزيد.....




- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...
- رغم تحصين المتظاهرين الأبواب.. شاهد كيف دخلت شرطة نيويورك مب ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر32