أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد رباص - جيزيل حليمي.. المدافعة المتحمسة عن قضية المرأة















المزيد.....

جيزيل حليمي.. المدافعة المتحمسة عن قضية المرأة


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7893 - 2024 / 2 / 20 - 04:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جيزيل حليمي محامية شهيرة، دافعت عن نشطاء جبهة التحرير الوطني خلال الحرب الجزائرية وكافحت من أجل تحرير الإجهاض وتجريم الاغتصاب. توفيت يوم الثلاثاء 28 يوليوز 2920 عن عمر يناهز 93 عاما.
إذا أردنا الحديث عن جيزيل حليمي، تبرز كلمتان على الفور: مكافحة، متمردة . في 27 يوليوز 1927، في منطقة حلق الوادي، يتونس، عندما ولدت زيزة جيزيل إليز الطيب، لأ أحد احتفل بميلادها. كما تحكي في كتابها “قضية النساء”، تأسف والدها إدوارد بشدة لإنجابه بنتا بحيث مرت عدة أسابيع قبل أن يخبر أصدقاءه بميلادها. هذا الأب الذي لا يحب البنات سيحب ابنته بحماس. في حين كانت العلاقات بين جيزيل ووالدتها صعبة دائما، كما يمكننا أن نقرأ في كتابيها “حليب شجرة البرتقال”، سيرة ذاتية مؤثرة، و”فريتنا”.
كانت السيدة الطيب تربد بلا شك فتاة أكثر انصباعا. لكن البنت الصغيرة جيزيل قاومت كل شيء، بل ذهبت إلى الإضراب عن الطعام في سن العاشرة لدعم حقها في القراءة. تحدت المشاعر الدينية لعائلتها اليهودية برفضها تقبيل المزوزا* قبل الذهاب إلى المدرسة.
في السادسة عشرة ربيعا، رفضت زواجا مرتبا، حصلت على الموافقة لمتابعة دراساتها في القانون بفرنسا، وعادت إلى تونس لتنضم سنة 1949 إلى نقابة المحامين. وأصبحت المتمردة الثائرة كما هي دائما مناضلة. أولاً من أجل استقلال بلادها، التي لم تتخل عن الانتماء إلبها، حتى وإن حصلت على الجنسية الفرنسبة. لطالما أحبت تونس، وكانت تعود إليها بانتظام، وفي باريس، أحببت طهي الأطباق التونسية لأصدقائها.
عند استقرارها بفرنسا سنة 1956 وزواجها ببول حليمي، مدير مدني، غيرت اسمها وأنجبت ولدين. تطلقت منه، مع الحفاظ على الاسم الذي عرفت به، وتزوجت بكلود فو، الذي كان سكرتير جان بول سارتر. أنجبت منه ولدا ثالثا. لم تلد أي فتاة. ولعل هذا هو السبب في أنها ستقيم، مع حفيدتها، العلاقة العاطفية التي حللتها في “قصة شغف”، آخر كتاب نشر لها.
عندما بدأت الحرب الجزائرية، كان من الواضح لجيزيل حليمي أن تقوم بحملة إلى جانب سارتر وأولئك الذين وقعوا، في سبتمبر 1960، على بيان 121.
في نفس السنة، علمت أن الجزائرية جميلة بوباشا، 22 سنة، التي بعد أن اتهمت بزرع قنبلة، اعتقلها جنود فرنسيون وعذبوها واغتصبوها، فقررت الدفاع عنها.
ثم بدأت معركة طويلة استدرجت جيزيل حليمي سيمون دي بوفوار إليها. كتبت مقالا ونشرته في جريدة لوموند، أنشأت لجنة، ضمت، على وجه الخصوص، جان بول سارتر، لويس أراغون، جينيفيف ديغول، جيرمين تيليون. تمت محاكمة جميلة في النهاية في فرنسا، بمدينة كاين، في عام 1961. رغم المرافعة اللامعة التي قدمتها جيزيل حليمي، فقد حكم على جميلة بالإعدام، ولكن سيتم العفو عنها وإطلاق سراحها عام 1962 بعد اتفاقيات إيفيان التي وضعت نهاية لحرب الجزائر.
في العام نفسه، عن دار النشر غاليمار، صدر لسيمون دي بوفوار وجيزيل حليمي، بالاشتراك مع آخرين، “جميلة بوباشا” (غاليمار)، وهو كتاب مؤلف من شهادات حول القضية بأكملها. على الغلاف، تظهر صورة جميلة بريشة بابلو بيكاسو. أصبحت قصة جميلة بوباشا وجيزيل حليمي فيلما تلفزيونيا من إخراج كارولين هوبرت. تم بث “دفاعا عن جملية” لأول مرة في 20 مارس 2012 في القناة الفرنسية الثالثة. لعبت دور جميلة بوباشا حفصة حرزي وأدت مارينا هاندز دور جيزيل حليمي.
منذ ذلك الحين، يُنظر إلى جيزيل حليمي على أنها مدافعة عن القضايا الصعبة. كل من سمعها تتقاضي، حتى في الأمور الصغيرة، يعرف سحر كلمتها.
شاركت جيزيل حليمي دائما في السياسة دون أن تكون ناطقة باسم الحزب. لهذا السبب، أسست عام 1965، مع إيفلين سوليرو، كوليت أودري وآخرين الحركة الديمقراطية النسائية لدعم ترشيح فرانسوا ميتران لرئاسة الجمهورية.
كانت نسوية، حتى قبل أن تعي معنى هذه الكلمة، كانت كذلك منذ طفولتها في حلق الوادي. كذلك، منطقياً، نجدها في عام 1971 بين الموقعين على بيان 343، الذي نشرته مجلة لونوفيل أوببسرفتور. تدعي كل هؤلاء النساء أنهن قد أجهضن، وبالتالي خرقن القانون، ويطالبن بأن النساء لسن مجبرات على تعريض حياتهن للخطر من خلال إجراء الإجهاض بطريقة سرية. في العام نفسه، أسست جيزيل حليمي مع سيمون دي بوفوار حركة “اختيار قضية المرأة”، التي شاركت في جميع المعارك النسوية وانبرت للدفاع عن العديد من النساء المعنفات.
في عام 1972، تمت مقاضاة ماري كلير الفتاة ذات الستة عشر ربيعا، ووالدتها التي ساعدتها في إجراء الإجهاض. طلبتا من جيزيل حليمي الدفاع عنهما. وقد عقدت العزم على الترافع ليس فقط لفائدة هاتين المرأتين، ولكن من أجل تحرير الإجهاض، أحضرت جيزيل حليمي إلى محاكمة بوبينيي شهودا متميزين، منهم بول ميليي، البروفيسور في الطب والكاثوليكي المتحمس والأب لستة أطفال. تم الإفراج عن ماري كلير، وأدينت والدتها دون عقوبة.
كانت تلك خطوة كبيرة إلى الأمام نحو قانون الإنهاء الطوعي للحمل، الذي طالت به سيمون بعد انتخاب فاليري جيسكار ديستان، وسيتم إصداره في يناير 1975. وقد أصبحت هذه الحالة أيضا فيلما تلفزيونيا بعنوان “محاكمة بوبينيي” من إخراج فرانسوا لوسياني. تم بثه في مارس وأبريل من سنة 2006 على عدة قنوات، بما فبها الفناة الفرنسية الثانية. أدت أنوك غرينبرغ دور جيزيل حليمي، وشخصت ساندرين بونير دور والدة ماري كلير.
بالنسبة إلى النسويات، بدأ صراع جديد، يطالب بالاعتراف بالاغتصاب كجريمة. مرة أخرى، تسجل جيزيل حليمي حضورها. في ماي 1978، في إيكس أون بروفانس، أمام جلسات محكمة بوش-دي-رون مثلت شابتين بلجيكيتين تقدمتا بشكوى ضد ثلاثة رجال. في ليلة 21-22 غشت 1974، تم اغتصابهما أثناء تخييمهما في في أحد الخلجان. دفع الرجال الثلاثة عن براءتهم. خارج قاعة المحكمة، تعرضت جيزيل حليمي لموجة من الشتائم والإهانات والدفعات. تم النطق بالحكم الصادر في حق الرجال. مرة أخرى تمهد هذه المحاكمة الطريق لقانون 1980، الذي اعترف بالاغتصاب كجريمة. كانت القضية موضوع فيلم وثائقي سنة 2014 من إخراج سيدريك كوندون وفيلم تلفزيوني بعنوان “الاغتصاب”، من إخراج آلان تاسما تم بثه في عام 2017.
في عام 1981، أصبح المرشح الذي دعمته جيزيل حليمي في عام 1965، فرانسوا ميتران، رئيسا للجمهورية. ثم أرادت المشاركة في المغامرة وأصبحت نائبة بصبغة اشتراكية في الدائرة الرابعة بإيزير، قبل أن تكون سفيرة فرنسا لدى اليونسكو من 1985 إلى 1986. وفي نهاية كل هذا، عادت بمتعة إلى مهنتها كمحامية، وقررت تكريس المزيد من الوقت لشغفها الآخر: الكتابة.
نشرت حوالي خمسة عشر كتابا بين عامي 1988 و 2011، آخرها “قصة شغف” التي صدرت لها عن سن 84. كانت تلك فرصة للتعبير، في مقابلة مع لوموند، عن مشاعرها حيال الشيخوخة: “الخوف الوحيد، إذا كنت بصحة جيدة، هو من الضعف الفكري. لكني أشعر بكامل قواي. أكثر غنى، بالتجربة. بالطبع، هناك بعض القيود. في الماضي ، بالنسبة لمحاكمة مثل تلك التي حدثت في بوبينيي، كان بإمكاني العمل ليلة كاملة في قضية، والاستحمام، وتناول القهوة والذهاب إلى المرافعة. اليوم لا أستطع تجاوز الواحدة صباحا. لكنه وقت ضيق. ليس من السيئ أن تكبر في السن إذا لم تقطع الحياة إلى مراحل، إذا لم تقل لنفسك، “انتهى الأمر الآن، لقد دخلت الشيخوخة.” نقلاً عن مارغريت يورسنار، التي أعجبت بها، أرادت أن تموت كما عاشت:”وعينها مفتوحتان”.
__________________
(*) المزوزا هي رق مستطيل الشكل تُكتب عليه الجمل الملائمة من الكتاب المقدس. وعلى الجانب الآخر من الرق تظهر كلمة “شدّاي”، وهي أحد أسماء الرب، وتتكون من الحروف الأولى لكلمات ثلاث: “شومير دلاتوت يسرائيل”، أي “حامي أبواب اسرائيل”. ويتم لفّ الرق لفا شديدا ثم يُعلق على الجانب الأيمن من عضادة الباب في كافة الغرف، فيما عدا غرف الحمام.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنثروبومورفية عند شارل جورج لوروا، الصياد والفيلسوف (الحزء ...
- المغرب: عائدات الكيف قد تتجاوز عائدات المنتجات الزراعية
- المغرب: معركة فردية من أجل الحرية وأخرى جماعية من أجل الماء
- هل تستقيم الدعوة إلى انسحاب الأحزاب من المشهد السياسي المغرب ...
- الأنثروبومورفية عند شارل جورج لوروا، الصياد والفيلسوف (الحزء ...
- الممثل العالمي أنتوني هوبكنز: أرى التجاعيد، لكنني لا أهتم به ...
- الجبهة الاجتماغية المغربية تدعو إلى إحياء الذكرى الثالثة عشر ...
- التحول الرقمي: الإيجابيات والسلبيات
- إدغار موران يشيد بالسياسة المنفتحة التي تنتهجها المملكة المغ ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء التا ...
- خريجو ومتدربو مركز التفتيش المتخصصون في المصالح المادية والم ...
- نبيلة منيب وعبد اللطيف اليوسفي يدليان بشهادتهما التأبينية في ...
- شهادة عبد اللطيف اليوسفي في الراحل بنسعيد آيت إيدر بمناسبة م ...
- تكريم المجاهد بنسعيد آيت يدر في مهرجان الاشتراكي الموحد بسيد ...
- بوزنيقة: دورة فبراير أبانت عن افتقاد المجلس الجماعي لتصور وا ...
- محمد بنسعيد آيت يدر : قصة معارض ثوري عاصر ثلاثة ملوك
- منظمة العفو الدولية تدين تمادي إسرائيل في استخدام القوة المم ...
- تفاصيل ملف اتهام البرلمان الأوربي المغرب بالتجسس
- اتحاد كتاب المغرب: تأجيل المؤتمر الوطني الاستثنائي وخوض معرك ...
- التجسس في زمن الثورة الصناعية الرابعة، بيغاسوس نموذجا


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد رباص - جيزيل حليمي.. المدافعة المتحمسة عن قضية المرأة