أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر28















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر28


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 13:50
المحور: الارشيف الماركسي
    


أصول الفلسفة الماركسية
الجزء الأول
تأليف جورج بوليتزر، جي بيس وموريس كافين
الحلقة الثامنة والعشرون

ـ النظرية الماركسية
تعتمد النزعة المادية الفلسفية الماركسية على المبدأ القائل بأنه يمكن معرفة العالم ومعرفة قوانينه تماما، وأن معرفتنا لقوانين الطبيعة التي تبرهن على صحتها التجربة والتطبيق العملي هي معرفة صحيحة لها معنى الحقيقة الموضوعية، وأنه ليس في العالم أشياء لا يمكن معرفتها بل هناك أشياء لم تعرف بعد، وأن هذه الأشياء سوف تُكتشف وتُعرف بوسائل العلم والتطبيق العملي. وهذا عكس ما تقول به النزعة المثالية التي لا تؤمن بإمكانية معرفة العالم وقوانينه، كما لا تؤمن بقيمة معارفنا ولا بالحقيقة الموضوعية بل تعتبر العالم مليئا "بأشياء في ذواتها" لا يمكن أن يعرفها العلم .
نرى أن ستالين يلح هنا على الدور الرئيسي الذي يقوم به التطبيق العملي كوسيلة لاكتشاف الحقيقة، وللتدليل على معارفنا، وكأساس للعلم.
أ) - أثر النَاحِيَة العمَليَّة
انتقد انجلز في نص مشهور نظرية "كنت" عن "الشيء في ذاته":
وأكبر دحض لهذه الفلسفة ولغيرها من الفلسفات الأخرى هو التطبيق العملي ولا سيما التجربة الصناعية. فإذا استطعنا التدليل على صحة نظرتنا لظاهرة طبيعية بواسطة خلق هذه الظاهرة بأنفسنا وتوليدها بواسطة ظروفها واستخدامها في خدمتنا فأن ذلك يقضي على "الشيء في ذاته" الذي لا يمكن إدراكه كما يقول "كنت".
ولقد ظلت المواد الكيمائية التي تتولد في الأجسام النباتية والحيوانية "أشياء في ذاتها" حتى أخذت الكيمياء العضوية بتحضيرها الواحدة تلو الأخرى، فأصبح "الشيء في ذاته" شيئا من أجلنا كمادة الأليزرن، التي لم نعد نزرعها في الحقول بل نستخرجها بسهولة ورخص من قطران الفحم الحجري.
لقد ظل نظام كوبرنيك الشمسي، خلال ثلاثمئة سنة، فرضية تدور حولها المراهنات ولكنها ظلت فرضية حتى إذا ما حسب لوفيرييه بواسطة الأرقام التي حصل عليها بفضل هذا النظام، ضرورة وجود كوكب مجهول ومكان هذا الكوكب في السماء، ثم اكتشفه جال فيما بعد، دل ذلك على صحة نظام كوبرنيك .
فلماذا يدحض التحليل العملي الفلسفة اللاأدرية؟ كيف يدحض التطبيق العملي نظرية ما؟ إلا يخرج بنا هذا من ميدان الفلسفة كما يدعي المثاليون؟
فليلاحظ أولا أن وجهة نظرهم هزيلة فهم يدعون أن للعلم قيمة صناعية وأنه يمكن استخدامه، وفي نفس الوقت لا يعترفون للعلم بأية قيمة نظرية. فكيف يوفقون بين هاتين النظرتين للعلم، وماذا يريدون بالقيمة "العملية" للعلم؟
أنهم لا يحرون جوابا على كل ذلك، وإذا كان للتمييز بين الناحية النظرية والناحية العملية من معنى فهو ما يلي:
يعني ذلك التمييز التناقض في النظام الرأسمالي بين العمل الفكري والعمل اليدوي ولا شيء آخر.
فما هي النظرية الماركسية عن الناحية العملية؟ يطلق هذا التعبير:
1 – على العمل، والإنتاج والصناعة.
2 – على البحث العلمي والتجربة والتدليل التجريبي.
3 – على التطبيق العملي الاجتماعي وهو أسمى هذه الأنواع. مثال: التطبيق العملي للنضال الطبقي. فالتطبيق العملي إذن هو نشاط الإنسان الذي يحول الواقع، وهو يبدأ بالعمل المادي والإحساس. ويعتبر "كنت" الإحساس مجرد صورة والحساسية سلبية. أما الجدلية فهي ترى أن الإحساس حركة. ولقد رأينا في الدرس السابق أن الإحساس مرتبط بالنشاط العملي.
فالحساسية والنشاط ليسا منفصلين كما يقول "كنت" كميتافيزيقي.
إذن كان التطبيق العملي هو مصدر الأحاسيس والانفعالات، كما أنه مصدر أول درجة للمعرفة، فهو أيضا إنتاج للأشياء. يقول "كنت": "نحن لسنا في الأشياء"، فهو يفصل بصورة ميتافيزيقية بين الموضوع والذات فيحدث بذلك انقطاعا بين الفكر والواقع. ولا شيء أكثر خطأ من ذلك. فنحن في الأشياء بقدر ما ننتج هذه الأشياء، لأننا بأنتاجنا لهذه الأشياء نضمنها نشاطنا وتفكيرنا. فإذا كنا نستطيع إنتاج "الاليزارين" فما ذلك ألا لأننا سيطرنا على طبيعته وعرفناها في ذاتها. وتعتقد النزعة المادية أن الوهم القائل بأن "المنتوج الصناعي" لا يساوي "المنتوج الطبيعي" لا أساس له. فإذا كانت نظرتنا لشيء من الأشياء صحيحة صادقة فان نتائج التطبيق العملي ستكون كما ننتظر منها أن تكون فيكون ذلك تدليلا موضوعيا لمعارفنا. لأن كل شيء مرتبط بعملية إنتاجه. والإنسان حين يتدخل في عملية إنتاجه يرتبط بالشيء ذاته ويدخل فيه ويبرهن على صحة نظرته.
لما كنا نستعمل هذه الأشياء لخدمتنا معتمدين على الصفات التي نعرفها لها فأننا بذلك نخضعها للتدليل الذي لا يخطىء للبرهنة على صحة مدركاتنا الحسية أو عدم صحتها. فإذا كانت هذه المدركات خاطئة فأن استعمال الشيء الذي أوحت لنا به خاطىء ولهذا وجب أن تفشل محاولتنا.
أما إذا نجحنا في تحقيق هدفنا أي إذا تحققنا أن الشيء ينطبق على تصورنا له وأنه يعطينا ما ننتظره من استعماله فأن ذلك دليل على ادراكنا للشيء وحدوده يتفق مع الواقع الخارجي، أما إذا فشلنا فلن يطول بنا الحال حتى نكتشف سبب فشلنا، وسنجد أن الإدراك الذي كان أساس محاولتنا اما أن يكون هو ناقصاً أو سطحياً وأما أنه الحق بصورة لا يبررها الواقع بمعطيات مدركات أخرى. وهذا ما نسميه تفكيراً متداعياً. فنحن طالما أخذنا أنفسنا بتثقيف حواسنا واستخدامها بصورة صحيحة وطالما حضرنا عملنا في النطاق الذي تحدده مدركاتنا طالما وجدنا أن نتيجة عملنا تبرهن على مطابقة مدركاتنا لطبيعة الأشياء المدركة الموضوعية .
وإذا ما استشهدنا بقول ذكره انجلز وهو: "أن الدليل على صحة البودنج هو أننا نأكله" وكذلك الدليل على أن العلم الحقيقي هو أنه يتيح لنا تحويل العالم الطبيعي والاجتماعي. ولهذا كتب ماركس يقول:
"أن معرفة ما إذا كان الفكر الإنساني يمكنه أن يؤدي إلى حقيقة موضوعية ليست مسألة نظرية، بل هي مسألة عملية. لأن على الإنسان أن يبرهن عمليا على الحقيقة، أي على حقيقة فكره وقوته .
وهكذا يمدنا التطبيق العملي بمعيار الحقيقة. ولربما تساءل البعض لماذا كان الأمر كذلك؟ ولماذا كان العلم ممكنا، وما هو أساس إمكانية العلم، وما هو أساس الحقيقة؟ عرفنا الجواب على هذا السؤال في الدرس السابق. فلقد حدثنا "كنت" عن (الذهن الإنساني) وأنه يشك فيما إذا كان هذا الذهن يستطيع معرفة الواقع، فهو يتخيله غريبا على المادة سابقا للتجربة، كما يعتقد أنه لا يتغير وأنه عاجز عن التحول.
وهذا هو موقفه الميتافيزيقي المعارض للجدلية، كما أن هذا يجعلنا ندرك أساس كل نزعة مثالية تعتقد بوجود الذهن وما يتمتع به من حواس لا تتبدل. ولقد رأينا أن النزعة المادية، على العكس من ذلك، تثير مشكلة أصل الذهن الإنساني وتحلها وتدلل على أنه ثمرة التطور والتجربة الإنسانية منذ آلاف السنين، كما أنه ثمرة التطبيق العملي. وهكذا يكون الوعي نتاجا اجتماعيا. فإذا كان الوعي يتولد من الطبيعة والمجتمع فهو إذن ليس غريبا عليهما، وهو يستطيع أن يعكس بدقة قوانين الطبيعة والمجتمع. كما قال لينين:
"أن جدلية الأشياء هي التي تولد جدلية الأفكار وليس العكس".
وهكذا تدلل النزعة المادية على أن الحقيقة هي الأولى وأن لم تكن للوهلة الأولى كاملة لأنها ليست سوى انعكاس الواقع في دماغ الإنسان وهذا الانعكاس عملية طبيعية، وهكذا تكون كينونة العالم ماثلة أمامنا دائما. وهذا عكس ما تقوله النزعة المثالية التي تظهر الخطأ شيئا طبيعيا في الإنسان واكتشاف الحقيقة معجزة.
فكيف تفسر النزعة المادية الخطأ في مثل هذه الأحوال؟ ولماذا كانت الحقيقة ممكنة؟ ومن أين جاءت النظريات الخاطئة عن العالم كالنظريات المثالية ولا سيما الأديان؟ يجب علينا، كي نجيب على هذه الأسئلة، أن نذكر أن للأشياء أوجها متعددة تكتشفها حواسنا بالتدريج بفضل تطور نشاطنا العملي، فإذا ما اقتصرنا على وجه من هذه الأوجه عجزنا عن أن نعرف الأشياء معرفة حقة. مثال ذلك أنه لا يمكننا معرفة صورة عصا في الماء بدقة إذا اعتمدنا فقط على ما تشاهده أعيننا. وتلك هي الحال في جميع الأشياء. فالخطأ ليس مطلقا بل هو ينشأ إذا ما عزلنا لحظة من التطبيق العملي عن جميع اللحظات الأخرى. ولهذا يمكن تصحيحه وإزالته بواسطة هذا التطبيق العملي نفسه.
ولكننا رأينا في الدرس السابق أن للمعرفة درجتين: وهي: الإحسان والإدراك. ويكون الانتقال من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية تعميما وهذا مصدر ثان ممكن للخطأ، لأننا نعمم اعتمادا على أسس غير كافية. تلك هي حال من يراقب مسلك بعض السياسيين البرجوازيين حين يقول: "جميع السياسيين فاسدون". وهذه هي طريقة التفكير الميتافيزيقي التي تجعل للواقع مظهرا مطلقا، كما أن هذا نقص التحليل الذي هو مصدر الخطأ. ويجب أن نلاحظ أننا متى عممنا أمكننا التخلي عن الواقع وتشويه صورة هذا الواقع، والخطأ ليس مطلقا بل هو حقيقة مشوهة. وتكمن في عملية المعرفة ذاتها، كما يقول لينين، إمكانية الابتعاد عن الواقع على أجنحة الخيال. ذلك لأن للأفكار قوة خاصة، تدفعنا في تيارها. حتى إذا ما وجدت الأفكار وجدت بذاتها. ويعني هذا أن النشاط الذهني يمكن أن يجري بصورة مستقلة نسبيا فنفصل عن التطبيق العملي الذي يمكنه لوحده أن يتحقق من قيمة التركيبات الفكرية التي تتكون خارج نطاقه. فالتطبيق العملي هنا أيضا هو الوسيلة الوحيدة لجعل الخطأ على قدر الحقيقة والعودة بالفكر إلى "الأرض".
ويجب أن نلاحظ أن بعض ظروف الإنتاج والوجود الاجتماعي لا تساعد على إزالة الخطأ باستمرار. مثال ذلك أن ضعف تطور قوى الإنتاج في بداية المجتمعات لم يكن ليساعد الإنسان على اكتشاف الأسباب الحقيقية للظواهر الطبيعية فكانت تفسر بواسطة أسباب خيالية: ومن هنا نشأت الخرافات والأساطير والمعتقدات الدينية فقد كتب انجلز يقول:
"أن غريزة تشخيص (قوى الطبيعة) التي "أوجدت الآلهة في كل مكان (وهي تعتبر) مرحلة انتقال "ضرورية تفسر شمول الدين ".
ويشجع انقسام المجتمع إلى طبقات متناحرة تعمل إحداها بينما الأخرى تملك وتدير الإنتاج وتصنع المشاريع ويمكنها أن تقوم ببعض الأعمال الفكرية، يشجع هذا الانقسام انتشار النظريات الفكرية الصرفة. فيبدو أن منتوجات نشاط الإنسان الذهني والأفكار التي يدير بواسطتها الإنتاج والحياة الاجتماعية، يبدو أنها أصل الواقع الحقيقي وأنها مستقلة بذاتها. يكوِّن هذا القلب للعلاقة بين الواقع الموضوعي والأفكار ـ وهو لا يمكن حدوثه إلا بواسطة الابتعاد عن الواقع بواسطة الخيال ـ النظرية المثالية للعالم التي تعطي عن الأشياء صورة معكوسة "خيالية" فتمثل بذلك أسمى صورة للخطأ.
وهكذا لا تدحض النزعة المادية النزعة المثالية فقط بل هي تفسر أصل هذه النزعة. كتب لينين يقول أن النزعة المثالية هي تضخم في النمو وهي احدى ميزات المعرفة التي تغرق في المطلق البعيد عن المادة. لا شك أن النزعة المثالية تعكس الواقع ولكنها تعكسه بالمقلوب وتجعله يسير على رأسه. ويقول لينين أن المثاليين هم ثمار فجة وطفيليون ينبتون على الشجرة الحية المثمرة للمعرفة الحقة الإنسانية الموضوعية المطلقة. كما كتب ماوتسي تونج يقول: "لا يمكن تصور المعرفة منفصلة عن التطبيق العملي ".
ب) – تَشويه الفِكرة الماركسيَّة عَن النَاحِيَة العَمَليَّة
لقد بلغ من أهمية فكرة الناحية العملية، بعد انتشار الشيوعية، أنه يستحيل أهمالها. ولهذا حاولت البرجوازية الرجعية تبنيها وتشويهها. لأنها أرادت أن تكون لها، هي أيضا، فلسفة تقوم على العمل. وهذه هي العقيدة التي تسمى بالبرجماتزم.
ظهرت فلسفة البرجماتزم في الولايات المتحدة الأميركية أيام الغزو الاستعماري وانتشرة في أوربا أنتشاراً كبيراً ولا سيما منذ الحرب العالمية الثانية. وليس من الصعب أن نرى أن البرجماتزم نوع فج من اللاأدرية، فهي تعتقد أن أساس الحقيقة ليس مطابقة الواقع وانعكاس الواقع الصحيح ومراقبته بل هي الفائدة. ولكن فائدة من؟ فائدة زيد أو عمر، فائدة البرجوازية أم البروليتاريا؟ إذ أن كل ما هو حقيقي مفيد ما عدا أولئك الذين هم بحاجة للكذب. ولقد أصبح الكذب أفيد للبرجوازية الرجعية والحقيقة وحدها يمكن أن تكون مفيدة للبروليتاريا. أما البرجماتزم فهي تعتقد أن الحقيقة ذاتية وليست موضوعية، فهي لا تعبأ بالحقيقة في ذاتها بل هي فلسفة أشد ضروب الجهل رجعية في الفلسفات المثالية.
تقول فلسفة البرجماتزم: "الدين موجود، وهو مفيد لبعض الناس، إذن هو حقيقي" فهي تعلق الحقيقة بفوائد الطبقة المسيطرة، لأن البرجماتزم فلسفة البرجوازية المتداعية التي تنكر العلم. فهي بهذا تتغنى بأمجاد المكيافيلية.
وهكذا تبرر مصلحة الدولة (كما يقول مكارتي) اغتيال آل روزنبرج. كما تصبح صحيحة أكثر الأشياء تعارضاً إذا كانت تلك مصلحة رأس المال. وهذا يؤدي بنا الى عبادة الفائدة القصوى.
تقول فلسفة البرجماتزم، بما أنها فلسفة تقوم على العمل، بالعمل الناجح مهما كانت المباديء، فهي تعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة، فهي بذلك فلسفة المقامرين الفاشيست حسب القول الذائع: "الحقيقة هي ما يفكر به موسوليني هذه اللحظة".
أما فيما يتعلق بالعلم فأن فلسفة البرجماتزم توحي بالتخلي عن النظرية وعن الفكر والتنبؤ. فهي تدعو إلى القيام "بالتجارب" مهما كانت، فإذا نجحت كان به وإلا فلا. وهكذا تسمح فلسفة البرجماتزم "بالتجارب" المجرمة. ولقد كانت هذه "النظرية" المجرمة زاد الأطباء النازيين الفكري وزملائهم اليابانيين الذين كانوا يجرون التجارب على السجناء، كما أنها اليوم زاد زملائهم الأميركان فيما يتعلق بحرب الجراثيم.
وينسب المفكرون البرجوازيون هذه الفلسفة إلى الماركسيين بينما يحاولون في نفس الوقت "تبرير" ما تقوم به طبقة البرجوازية. حتى يخيل لمن يسمعهم أن الماركسيين يهتمون "بالفعالية" قبل كل شيء فليس حقيقياً عندهم إلا ما يفيد أغراض طبقتهم. ويدعي بعض المفكرين نسبة نظرية "الكذب الحيوي"، التي قال بها هتلر، إلى الماركسيين.
وأما النظرية الماركسية فهي شيء آخر. فليست الفكرة صحيحة لأنها نافعة، بل هي، على عكس، مفيدة لأنها صحيحة، وهي بذلك فقط يمكن تطبيقها لأن التطبيق العملي، كما لاحظ ديكارت العقلاني، "يقضي" على الفكرة الخاطئة والمنهج الخاطئ.
ويمر الاستعمار الأميركي، كما مر هتلر، بنفس التجربة كل يوم. فليست الفكرة خاطئة لأنها فشلت، بل هي فشلت، على العكس، لأنها خاطئة موضوعياً.
أما أن تجعل من الكذب "المفيد" مساوياً للحقيقة فأن هذه خطة الانتهازي. ولا يمكن أن يدعو إلى مثل هذا المسلك إلا الوصوليون الذين لا مبدأ لهم والمقامرون الذين وَّلدهم عصر الانحطاط الاستعماري. لأن الماركسية لا تضحي قط بالحقيقة. إذ يعرف الماركسيون تحمل "الفشل" الظاهر العابر والأعلان عن الحقيقة العلمية في سبيل التطبيق العملي.
ولقد مر زمن هاجم فيه الشيوعيون لوحدهم في فرنسا مشروع مارشال على أنه ضد المصلحة الوطنية. أما فلسفة البرجماتزم فهي دائما من حيث تهب الريح لأنها لا تبحث إلا عن النجاح المباشر.
غير أن التطبيق العملي قد اتاح التحقق من المعطيات النظرية التي كانت تعتمد عليها مهاجمة مشروع مارشال، وإظهار الحقيقة أمام أعين الشعب، وتوضيح التقديرات المطابقة للواقع والتقديرات المعارضة لهذا الواقع. ولهذا كان التطبيق العملي معيار الحقيقة.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر27
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر26
- قليلا من التواضع يارفاق احتراما لمشاعر شعوبنا
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر25
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر24
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر23
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر22
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر21
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر20
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر19
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر18
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر17
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر16
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر15
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر14 ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر13
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر12
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر11
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-اصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر10
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-يوليتزر9


المزيد.....




- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...
- رغم تحصين المتظاهرين الأبواب.. شاهد كيف دخلت شرطة نيويورك مب ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر28